الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمّا حيوان القندس «1» والقاقم
- فالقندس يغتذى بالسمك والنّبات.
ويقال: إنّ فيه سادة وعبيدا؛ وإنه يتّخذ مساكن مرتّبة على ترتيب مساكن الناس.
والسادة يتّخذون فى بيوتهم صففا «2» مرتفعة يكونون عليها، وفى أسفلها مواضع للعبيد، ولبيوتهم أنفاقا إلى البرّ وأبوابا إلى النهر. وبعض هذا الحيوان يغير على بعض.
والسادة لا تتكسّب، وإنما يتكسّب لها العبيد. ويعرف جلد السيّد من جلد العبد بحسن لونه وبصيصه «3» . وأهل تلك البلاد يسلخون خراطيم القندس والسّمّور ويتعاملون بها كما يتعامل بالدّنانير والدراهم بحيث يكون عليها ختم الملك. وجلد هذا الحيوان هو الذى يعمل شرابيش «4» الأمراء وأطواق التّشاريف ودوائرها.
والقاقم: حيوان يشبه السّنجاب إلّا أنه أبرد منه وأرطب؛ ولهذا هو أبيض يقق. وهو يجلب من بحر الخزر. وجلده يشبه جلد الفنك «5» .
وأما الضفادع
- وهى أصناف كثيرة، تكون من سفاد وغير سفاد. وهى تبيض فى البرّ وتعيش فى الماء. والذى من غير سفاد يتولّد من المياه الضعيفة، ومن العفونات، وغبّ الأمطار الغزيرة، حتى يتوهّم المتوهّم أنه يسقط من السّحاب لكثرة ما يرى منه على الأسطحة عقيب المطر. ويقال: إنه يخلق فى تلك الساعة.
والضّفدع من الحيوان الذى لا عظم له. وفيه ما ينقّ. وما ليس ينقّ. وليس صوت ما ينقّ من فيه ولكنه من جلود رقاق تكون إلى جانب أذنيه؛ فإذا أراد النقيق انفتحت فيخرج الصوت منها. وهى تنطبق فى زمن الشتاء فلا تنفتح حتى يعتدل الجوّ.
قال الجاحظ: والضّفدع لا يصيح ولا يمكنه الصياح حتى يدخل حنكه الأسفل الماء، فإذا صار فى فيه بعض الماء صاح؛ ولذلك لا تسمع للضفادع نقيقا إذا كنّ خارجات من الماء. قال: والضفادع تنقّ، فإذا أبصرت النار أمسكت. وتوصف بحدّة السمع إذا كانت خارج الماء. ويضرب بها المثل فى السمع والحذر، فيقال:«أحذر من ضفدع» و «أسمع من ضفدع» . وقال شاعر يصف الضفادع:
ومقعدات زانهنّ أرجل
…
كقعدة الناكح حين ينزل
يكسين وشيا وعيون تكحل
وقال آخر:
دعتك فى فاضة «1» مدنّرة
…
ليس لها طرّة ولا هدب
قد نسجت من زبرجد فجرى
…
بين تضاعيف نسجها الذّهب
يظلّ صمتا نهاره فإذا
…
أدركه الليل بات يصطخب
وهو وإن لم يغطّ مقلته
…
جفن ولا امتدّ خلفه ذنب
يعجبنى ما أراه منه ففى
…
خلقته واختلافها عجب