الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أبو نواس:
ولقد تجوب بى الفلاة إذا
…
صام «1» النّهار وقالت العفر «2»
شدنيّة «3»
رعت الحمى فأتت
…
مثل الجبال كأنها قصر
وقال الأحمر «4»
:
حمراء من نسل المهارى نسلها
…
إذا ترامت يدها ورجلها
حسبتها غيرى استفزّ عقلها
…
أتى «5» التى كانت تخاف بعلها
ذكر ما قيل فى البقر الأهلية
عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبىّ صلى الله عليه وسلم قال: «بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها فقالت إنّا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث» ؛ فقال الناس: سبحان الله بقرة تكلّم! قال: «فإنى أو من بهذا أنا وأبو بكر وعمر» وما «6»
هما ثمّ.
وقال أصحاب الكلام فى طبائع الحيوان: إنّ الفحل من البقر ينزو إذا تمّت له سنة من عمره؛ وقد ينز ولعشرة أشهر. والبقرة إذا ولدت تحدّر لبنها من يومها، ولا يوجد لها لبن قبل أن تضع. وهى تحمل تسعة أشهر وتضع فى العاشر؛ فإن وضعت قبل ذلك لا يعيش ولدها. وربما وضعت اثنين، وهو نادر. وهم يتشاءمون بها إذا وضعت اثنين. وإذا مات ولدها أو ذبح لا يسكن خوارها ولا يدرّ لبنها؛ ولذلك الرّعاء يسلخون جلد ولدها ويحشونه لتدرّ له وتسكن، ويسمونه «البوّ» .
والبقر يحبّ الماء الصافى، بضدّ الخيل والجمال. وقال المسعودىّ فى كتابه المترجم بمروج الذهب: رأيت بالرّىّ نوعا من البقر تبرك كما تبرك الإبل وتحمل فتثور بحملها، والغالب عليها حمرة الحدق. وحكى أسامة «1»
بن منقذ فى كتابه «2»
أن فى «3»
بعض البلدان بقرا لها أعراف كالخيل. ولعلّها الأبقار التى توجد فيها البراجم. والبراجم فى أطراف أذنابها وفى أكتافها. ويقال: إنّ أبقار البراجم تخرج من بحر الصّين
وهى تلد وترضع «1»
؛ ولذلك يقال البراجم البحريّة. وبأرض مصر بناحيتى دمياط وتنّيس بقر تسمى بقر الخيس «2»
، ضخام حسان الصّور والشّيات، ولها قرون كالأهلّة، وفيها نفور وتوحّش، لا ينتفع بها فى العمل وإنما ينتفع بألبانها. وهى لا تعلف الحبّ، ومأواها حيث يكون العشب والماء الدائم؛ ولها أسماء يدعونها بها إذا أرادوا حلبها، فتقدّم إليهم.
وقد وصف الشعراء البقر فى أشعارها؛ فمن ذلك قول أحمد «3»
بن علوّيه الأصبهانىّ:
يا حبّذا محضها «4» ورائبها
…
وحبّذا فى الرّجال صاحبها
عجّولة «5»
سمحة مباركة
…
ميمونة طفّح محالبها
تقبل للحلب كلما دعيت
…
ورامها للحلاب حالبها
فتيّة سنّها، مهذّبة
…
معنّف فى النّدىّ «6»
عائبها
كانها لعبة مزيّنة
…
يطير عجبا بها ملاعبها
كأنّ ألبانها جنى عسل
…
يلذّها فى الإناء شاربها
عروس باقورة «1» إذا برزت
…
من بين أحبالها ترائبها
كأنها هضبة إذا انتسبت «2»
أو بكرة قد أناف «3»
غاربها
تزهى بروقين كاللّجين إذا
…
مسّهما بالبنان طالبها
لو أنها مهرة لما عدمت
…
من أن يضمّ السرور راكبها
وأنشدنى شمس الدين بن دانيال لنفسه:
لله عجلة خيس
…
صفراء ذات دلال
تريك عينى مهاة
…
من تحت قرنى غزال
قد سربلت بأصيل
…
وتوّجت بهلال
وقال شاعر «4»
يصف صوت الحلب:
كأنّ صوت شخبها «5» المرفضّ
…
كشيش «6»
أفعى أجمعت لعضّ
وهى تحكّ بعضها ببعض
وقال:
كأن صوت شخبها غديّه
…
هفيف ريح أو كشيش حيّه