الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والجواميس فى أرض الشأم من الأغوار والسواحل والأماكن الحارّة الكثيرة المياه ينتفع بها فى الحرث والحمولة وجرّ العجل وحلب ألبانها. وأمّا [فى «1»
] الدّيار المصرية فلا يستعملونها «2»
البتّة ولا ينتفعون بها إلا بما يتحصّل من ألبانها ونتاجها.
وفحول الجواميس يكون بينها قتال شديد ومحاربة؛ فأيّما فحل غلب وقهره خصمه، لا يأوى ذلك المراح، بل ينفرد بنفسه فى الجزائر الكثيرة العشب شهورا وهو يأكل من تلك الأعشاب ويشرب من ماء النيل، وينفرد خصمه بالإناث؛ فإذا علم الهارب من نفسه القوّة والجلد، رجع إلى المراح وقد توحّش واستطال، ويكون خصمه قد ضعفت قواه فلا يقوم «3»
بمحاربته؛ ولكنه لا يولّى عنه إلا بعد محاربته. فإذا قهره ترك الآخر المراح وتوجّه إلى جزيرة وفعل كما فعل الأوّل وعاد إلى خصمه.
ولبن الجاموس من ألذّ الألبان وأدسمها. والرّعاء يسمّون كلّ جاموسة باسم تعرفه إذا دعيت به إلى الحلب، فتجيب وتأتيه وتقف حتى يحلبها.
ذكر ما قيل فى الغنم الضّأن والمعز
روى عن أنس بن مالك وعطاء رضى الله عنهما: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الغنم بركة موضوعة» . وعن أبى سعيد الخدرىّ رضى الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن يكون خير مال المسلم «1»
غنما يتبع بها شعف «2»
الجبال ومواقع القطر يفرّ بدينه من الفتن» . وعن أبى هريرة رضى الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رأس الكفر نحو المشرق والفخز والخيلاء فى أهل الخيل والإبل والفدّادين «3»
أهل الوبر والسكينة فى أهل الغنم» .
ومن فضل الغنم ما رواه أبو هريرة رضى الله عنه: أنّ النبىّ صلى الله عليه وسلم قال: «ما بعث الله نبيّا إلا ورعى الغنم» . فقال له أصحابه: وأنت يا رسول الله؟
قال: «نعم [كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة «4»
] » . وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنم مائة شاة لا يريد أن تزيد كلّما ولّد الراعى بهمة ذبح مكانها شاة.
وقال ابن الأثير فى تاريخه: وكان له شاة تسمى «غوثة «5»
» ، وقيل «غيثة» ، وعنز