الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لسعته أو تعفّن ويسترخى حتى لا يدنو منه أحد إلا وهو يمسك أنفه مخافة إعدائه.
وهى فى غاية الصغر؛ فإن أكبر ما يوجد منها تكون زنته دانقا واحدا؛ والذى يوجد منها كبيرا تكون زنته ثلاث حبّات أرز؛ فإن وزنت بشعيرة رجحت الشعيرة عنها. وهى مع نزارتها تقتل الفيل والبعير بلسعتها. قال: وبنصيبين عقارب قتّالة يقال: إن أصلها من شهرزور، وإن بعض الملوك حاصر نصيبين فأتى بالعقارب من شهرزور ورمى بها فى كيزان بالمجانيق إلى البلد، فأعطى القوم بأيديهم «1» .
وقد وصف الشعراء العقرب وشبّهوها فى أشعارهم
؛ فمن ذلك قول السّرىّ الرفّاء:
سارية فى الظّلام مهدية
…
إلى النفوس الرّدى بلا حرج
شائلة «2» ، فى ذنيبها حمة
…
كأنها سبجة من السّبج «3»
وقال آخر:
ونضوة «4» تعرف باسم ولقب
…
ما بين عينيها هلال منتصب
موجودة معدومة عند الطلب
…
تطعن من لاقته من غير سبب
بخنجر تسلّه عند الغضب
…
كأنه شعلة نار تلتهب
وقال آخر:
تحمل رمحا ذا كعوب مشتهر
…
فيه سنان بالحريق مستعر
أنّف «5» تأنيفا على حين قدر
…
تأنيف أنف القوس شدّت بالوتر
وقال عبد الصمد بن المعذّل: [يدعو بها على عدوّ له «1» ] .
يا ربّ ذى إفك كثير خدعه «2»
…
مستجهل الحلم «3» خبيث مرتعه
[يسرى إلى عرض الصديق قذعه
…
صبّت عليه حين جمّت بدعه «4» ]
ذات ذنابى متلف من يلسعه
…
تخفضه طورا وطورا ترفعه
أسود كالسّبجة فيه مبضعه
…
ينطف منه سمّه وسلمعه «5»
تسرع فيه الحتف حين [تشرعه
…
يبرز كالقرنين حين «6» ] تطلعه
فى مثل صدر السّبت «7» حين تقطعه
…
لا تصنع الرقشاء ما قد تصنعه
وقال ابن حمديس:
ومشرعة بالموت للطعن صعدة «8»
…
فلا قرن إن نادته يوما يجيبها
تذيقك حرّ السّمّ من وخز إبرة
…
إذا لسبت «9» ماذا يلاقى لسيبها
إذا لم يكن لون البهارة لونها
…
فمن يرقان «10» دبّ فيها شحوبها
لها سورة خصّت بمنكر صورة
…
ترى العين فيها كلّ شىء يريبها
لها طعنة لا تستبين لناظر
…
ولا يرسل المسبار «11» فيها طبيبها
نسيت بها قيسا «1» وذكرى طعينه «2»
…
وقد دقّ معناها وجلّ ندوبها «3»
تجىء كأمّ الشّبل غضبى توقّدت
…
وقد توّج اليأفوخ «4» منها عسيبها «5»
عدوّ مع الإنسان يعمر بيته
…
فكيف يوالى رقدة يستطيبها
ولولا دفاع الله عنّا بلطفه
…
لصبّت من الدنيا علينا خطوبها