الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر شىء مما وصفت به الحمير على طريقى المدح والذم
[أما ما جاء فيها على سبيل المدح]
قال أبو العيناء «1» لبعض سماسرة الحمير: اشتر لى حمارا لا بالطويل اللّاحق، ولا بالقصير اللاصق؛ إن خلا الطريق تدفّق، وإن كثر الزّحام ترفّق؛ لا يصادم بى السّوارى، ولا يدخل تحت البوارى «2» ؛ إن كثّرت علفه شكر، وإن قلّلته صبر؛ وإن ركبته هام، وإن ركبه غيرى قام «3» . فقال له السمسار: إن مسخ الله بعض قضاتنا حمارا أصبت حاجتك، وإلّا فليست موجودة.
قيل للفضل الرّقاشىّ: إنك لتؤثر الحمير على جميع الدوابّ؛ قال: لأنها أرفق وأوفق؛ قيل: ولم ذاك؟ قال: لأنها لا تستبدل بالمكان، على طول الزمان؛ ثم قال:
هى أقلّ داء، وأيسر دواء، وأخفض مهوى، وأسلم صرعا «4» ؛ وأقلّ جماحا، وأشهر فرها، وأقلّ بطرا؛ يزهى راكبه وقد تواضع بركوبه؛ ويعدّ مقتصدا وقد أسرف فى ثمنه.
وقال أحمد بن طاهر يصف حمارا:
شية كأنّ الشمس فيها أشرقت
…
وأضاء فيها البدر عند تمامه
وكأنّه من تحت راكبه إذا
…
ما لاح، برق لاح تحت غمامه
ظهر كجرى الماء لين ركوبه
…
فى حالتى إتعابه وجمامه
سفهت يداه على الثّرى فتلاعبت
…
فى جريه بسهوله وإكامه