الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأمّا ما جاء فى ذمها
فالمثل المضروب فى بغلة أبى دلامة. وقال أبو دلامة فى بغلته:
أبعد الخيل أركبها ورادا
…
وشقرا فى الرّعيل «1» إلى القتال
رزقت بغيلة فيها وكال «2»
…
وخير خصالها فرط الوكال
رأيت عيوبها كثرت وعالت
…
ولو أفنيت مجتهدا مقالى
تقوم فما تريم «3» إذا استحثّت
…
وترمح باليمين وبالشّمال
رياضة جاهل وعليج سوء
…
من الأكراد أحبن «4» ذى سعال
شتيم «5» الوجه هلباج «6» هدان «7»
…
نعوس يوم حلّ وارتحال
فأدّبها بأخلاق سماج
…
جزاه الله شرّا عن عيالى
فلمّا هدّنى ونفى رقادى
…
وطال لذاك همّى واشتغالى
أتيت بها الكناسة «8» مستغيثا
…
أفكّر دائبا كيف احتيالى
بعهدة سلعة ردّت «9» قديما
…
أطمّ بها على الداء العضال
فبينا فكرتى فى القوم تسدى
…
إذا ما سمت أرخص أم أغالى
أتانى خائب حمق شقّى
…
قديم فى الخسارة والضّلال «1»
وراوغنى ليخلوبى خداعا
…
ولا يدرى الشّقىّ بمن يخالى
فقلت بأربعين فقال أحسن
…
فإن البيع مرتخص وغالى
فلما ابتاعها منّى وبتّت
…
له فى البيع غير المستقال
أخذت بثوبه وبرئت مما
…
أعدّ عليك من شنع الخصال
برئت إليك من مشش «2» قديم
…
ومن جرد «3» وتخريق الجلال
ومن فرط الحران ومن جماح
…
ومن ضعف الأسافل والأعالى
ومن عقر اللسان ومن بياض
…
بناظرها ومن حلّ الحبال
وعقّال «4» يلازمها شديد
…
ومن هدم المعالف والرّكال «5»
تقطّع جلدها جربا وحكّا
…
إذا هزلت وفى غير الهزال
ومن شدّ العضاض «6» ومن شباب «7»
…
إذا ما همّ صحبك بالرّقال
وأقطف «1» من دبيب الذّرّ مشيا
…
وتنحط «2» من متابعة السّعال
وتكسر سرجها أبدا شماسا «3»
…
وتسقط فى الوحول وفى الرمال
ويهزلها الجمام «4» إذا خصبنا
…
ويدبر ظهرها مسّ الجلال
تظلّ لركبة منها وقيدا «5»
…
يخاف عليك من ورم الطّحال
وتضرط أربعين إذا وقفنا
…
على أهل المجالس للسؤال
فتخرس منطقى وتحول بينى
…
وبين كلامهم ممّا توالى
وقد أعيت سياستها المكارى
…
وبيطارا يعقّل بالشّكال
حرون حين تركبها لحضر
…
جموح حين تعزم للنّزال
وذئب حين تدنيها لسرج
…
وليث عند خشخشة المخالى
وفيل إن أردت بها بكورا
…
خذول عند حاجات الرّجال
وألف عصا وسوط أصبحىّ «6»
…
ألذّ لها من الشّرب الزّلال
وتصعق من صياح الدّيك شهرا
…
وتذعر للصّفير وللخيال
إذا استعجلتها راثت وبالت
…
وقامت ساعة عند المبال «7»
ومثفار «8» تقدّم كلّ سرج
…
تصيّر دفّتيه على القذال «9»
وتحفى فى الوقوف إذا أقمنا
…
كما تحفى البغال من الكلال
ولو جمّعت من هنّا وهنّا
…
من الأتبان أمثال الجبال
فإنك لست عالفها ثلاثا
…
وعندك منه عود للخلال
وكانت قارحا «1» أيّام كسرى
…
وتذكر تبعا قبل الفصال «2»
وقد قرحت ولقمان فطيم
…
وذو الأكتاف «3» فى الحجج الخوالى
وقد أبلى بها قرن وقرن
…
وآخر يومها لهلاك مالى
فأبدلنى بها يا ربّ بغلا
…
يزين جمال مركبه جمالى
كريم حين ينسب والداه
…
إلى كرم المناسب فى البغال
وقال القاضى بهاء الدين زهير الكاتب:
لك يا صديقى بغلة
…
ليست تساوى خردله
مقدار خطوتها الطوي
…
لة حين تسرع أنمله
وتخال مدبرة إذا
…
ما أقبلت مستعجله
تمشى فتحسبها العيو
…
ن على الطريق مشكّله
تهتزّ وهى مكانها
…
فكأنما هى زلزله