الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والغارات. و «الحرون» «1» فرس تنسب اليه الخيل، وكان لمسلم بن عمرو بن أسد الباهلىّ. و «الزائد» فرس مشهور وهو من نسل الحرون. «ومناهب» فرس تنسب اليه الخيل أيضا، قال الشّمردل «2» :
[تلقى «3» الجياد المقربات «4» فينا]
…
لأفحل ثلاثة ينمينا
«مناهبا» و «الضّيف» و «الحرونا»
و «العلهان» «5» فرس أبى مليل «6» عبد الله بن الحارث اليربوعى.
هذا ما اتفق إيراده من أسماء كرام الخيل ومشهورها. فلنذكر ما ورد فى أوصافها وتشبيهها.
ذكر ما قيل فى أوصاف الخيل وتشبيهها نظما ونثرا
أوّل من شبّه الفرس بالظبى والسّرحان والنّعامة، ثم اتّبعه الشعراء وحذوا مثاله واقتدوا به، هو امرؤ القيس بن حجر حيث قال:
له أيطلا «1» ظبى وساقا نعامة
…
وإرخاء «2» سرحان وتقريب تتفل «3»
كأنّ على المتنين «4» منه اذا انتحى
…
مداك عروس أو صراية حنظل
مكّر مفرّ مقبل مدبر معا
…
كجلمود صخر حطّه السّيل من عل
درير «5» كخذروف «6» الوليد أمرّه «7»
…
تقلّب كفّيه بخيط موصّل
كميت يزلّ اللّبد عن حال «8» متنه
…
كما زلّت الصّفواء «9» بالمتنزّل «10»
وقال أيضا:
وأركب فى الرّوع خيفانة «11»
…
كسا وجهها سعف «12» منتشر
لها حافر مثل قعب «1» الولي
…
د ركّب فيه وظيف «2» عجر «3»
لها عجز كصفاة «4» المسي
…
ل أبرز «5» عنها «6» حجاف «7» مضرّ
لها ذنب مثل ذيل العرو
…
س تسدّ به فرجها من دبر
لها جبهة كسراة «8» المجنّ
…
حذّفه «9» الصانع المقتدر
إذا أقبلت قلت دبّاءة «10»
…
من الخضر مغموسة فى الغدر
وإن أعرضت قلت سرعوفة «11»
…
لها ذنب خلفها مسبطرّ «12»
وإن أدبرت قلت أثفيّة
…
ململمة ليس فيها أثر «13»
وقال أبو داود «1» الإيادى [يصف فرسا «2» ] :
له ساقا ظليم خا «3»
…
ضب فوجئ بالرّعب
حديد الطّرف والمنك
…
ب والعرقوب والقلب
وقال آخر:
له صدر طاوس وفخذ نعامة
…
ووثبة نمر والتفات غزال
وأعجب من ذا كلما حطّ حافرا
…
يخطّ هلالا من وراء هلال
وقال البحترىّ وكان وصّافا للخيل:
وأغرّ فى الزمن البهيم محجّل
…
قد رحت منه على أغرّ محجّل
كالهيكل المبنىّ إلا أنه
…
فى الحسن جاء كصورة فى هيكل
ذنب كما سحب الرّداء يذبّ عن
…
عرف، وعرف كالقناع المسبل
جذلان ينفض عذرة «4» فى غرّة
…
يقق «5» تسيل حجولها فى جندل
كالرائح النّشوان أكثر مشيه
…
عرضا «6» على السّنن البعيد الأطول
تتوّهم الجوزاء فى أرساغه
…
والبدر «7» غرّة وجهه المتهلّل
صافى الأديم كأنّما عنيت «1» به
…
لصفاء نقبته «2» مداوس «3» صيقل
وكأنما نفضت عليه صبغها
…
صهباء للبردان «4» أو قطر بلّ «5»
وتخاله «6» كسى الخدود نواعما
…
مهما تواصلها بلحظ تخجل
وتراه يسطع فى الغبار لهيبه
…
لونا وشدّا «7» كالحريق المشعل
هزج الصّهيل كأنّ فى نغماته
…
ن؟؟؟ رات معبد «8» فى الثّقيل الأوّل
ملك العيون فإن بدا أعطينه
…
نظر [المحبّ «9» ] إلى الحبيب المقبل
وكتب إلى محمد «10» بن حميد [بن عبد «11» الحميد] الطّوسىّ يستهديه فرسا، ووصف له أنواعا من الخيل؛ فقال من أبيات:
فأعن على غزو العدوّ بمنطو
…
أحشاؤه طىّ «1» الرّداء المدرج
إمّا بأشقر ساطع أغشى الوغى
…
منه بمثل الكوكب المتأجّج
متسربل شية طلت أعطافه
…
بدم فما تلقاه غير مضرّج
أو أدهم صافى الأديم «2» كأنه
…
تحت الكمىّ مظهّر بيرندج «3»
ضرم يهيج السّوط من شؤبوبه «4»
…
هيج الجنائب «5» من حريق العرفج «6»
خفّت مواقع وطئه فلو أنّه
…
يجرى برملة عالج «7» لم يرهج «8»
أو أشهب يقق يضىء وراءه
…
متن كمتن اللّجّة المترجرج
تخفى الحجول ولو بلغن لبانه «9»
…
فى أبيض متألّق كالدّملج «10»
أوفى بعرف أسود متفرّد»
…
فيما يليه وحافر فيروزجى
أو أبلق ملأ العيون إذا بدا
…
من كلّ لون معجب بنموذج
جذلان تحسده الجياد إذا مشى
…
عنقا «2» بأحسن حلّة لم تنسج
وعريض أعلى المتن لو علّيته
…
بالزّئبق المنهال لم يتدحرج «3»
خاضت قوائمه الوثيق «4» بناؤها
…
أمواج تحنيب «5» بهنّ مدرّج
ولأنت أبعد فى السماحة «6» همّة
…
من أن تضنّ بملجم «7» أو مسرج
وقال أيضا يصف فرسا أدهم:
بأدهم «8» كالظلام أغرّيجلو
…
بغرّته دياجير الظلام
ترى أحجاله يصعدن فيه
…
صعود البرق فى جون «9» الغمام
وقال أيضا فى أدهم:
أمّا الجواد فقد بلونا يومه
…
وكفى بيوم مخبرا عن عامه
جارى الجياد فطار عن أوهامها
…
سبقا وكاد يطير عن أوهامه
جذلان تلطمه «1» جوانب غرّة
…
جاءت مجىء البدر عند تمامه
واسودّ ثم صفت لعينى ناظر
…
جنباته فأضاء فى إظلامه
مالت نواحى عرفه فكأنّها
…
عذبات أثل مال تحت حمامه
ومقدّم الأذنين تحسب أنّه
…
بهما يرى الشخص الذى لأمامه
وكأنّ فارسه وراء قذاله
…
ردف فلست تراه من قدّامه
لانت معاطفه فخيّل أنه
…
للخيزران مناسب لعظامه
فى شعلة كالشّيب مرّ بمفرقى
…
غزل لها «2» عن شيبه بغرامه
وكأن صهلته إذا استعلى بها
…
رعد يقعقع فى ازدحام غمامه
مثل الغراب غدا «3» يبارى صحبه
…
بسواد صبغته وحسن قوامه
والطّرف أجلب زائر لمؤونة
…
ما لم تزره بسرجه ولجامه
وقال علىّ بن الجهم:
فوق طرف «4» كالطّرف فى سرعة الطّر
…
ف وكالقلب قلبه فى الذكاء
لا تراه العيون إلّا خيالا
…
وهو مثل الخيال فى الانطواء
وقال العباس بن مرداس:
جاء كلمع البرق سام «1» ناظره
…
تسبح أولاه ويطفو آخره
فما يمسّ الأرض منه حافره
وقال أبو الطيّب المتنّبى:
وجردا «2» مددنا بين آذانها القنا
…
فبتن خفافا يتّبعن العواليا
تماشى بأبد كلّما وافت الصّفا «3»
…
نقشن به صدر البزاة حوافيا
وينظرن من سود «4» صوادق فى الدّجى
…
يرين بعيدات الشّخوص كما هيا
وتنصب للجرس «5» الخفىّ سوامعا
…
يخلن مناجاة الضمير تناديا
تجاذب فرسان الصّباح «6» أعنّة «7»
…
كأن على الأعناق منها أفاعيا
وقال أيضا:
وجياد «1» يدخلن فى الحرب أعرا «2»
…
ء ويخرجن من دم فى جلال
واستعار الحديد لونا وألقى
…
لونه فى ذوائب الأطفال «3»
وقال أبو الطيّب أيضا:
ويوم «4» كليل العاشقين كمنته
…
أراقب فيه الشمس أيّان تغرب
وعينى على «5» أذنى أغرّ كأنه
…
من الليل باق بين عينيه كوكب
له فضلة عن جسمه فى إهابه «6»
…
تجىء على صدر رحيب وتذهب
شققت به الظّلماء أدنى عنانه
…
فيطغى «7» وأرخيه مرارا فيلعب
وأصرع أىّ الوحش قفّيته «1» به
…
وأنزل عنه مثله حين أركب
وقال أيضا يصف فرسا:
إن أدبرت قلت لا تليل «2» لها
…
أو أقبلت قلت ما لها كفل
وقال أبو الفرج الببغّاء:
إن لاح قلت أدمية أم هيكل
…
أو عنّ قلت أسابح أم أجدل «3»
تتخاذل الألحاظ فى إدراكه
…
ويحار فيه الناظر المتأمّل
فكأنه فى اللطف فهم ثاقب
…
وكأنه فى الحسن حظّ مقبل «4»
وقال أيضا من أبيات:
رماهم بألحاظ الجياد ولم تكن
…
لينأى عليها المنزل المتباعد
من اللّاء يهجرن المياه لدى السّرى
…
ويعتضن شمّ الجوّ والجوّ راكد
مرنّ على لذع» القنا فكأنما
…
عليهن من صبغ الدّماء مجاسد «6»
نسجن ملاء النّقع ثم خرقنه «7»
…
بكرّ لها منه إلى النصر قائد
عليهنّ من نسج الغبار غلائل
…
رقاق ومن نضح الدماء قلائد
وقال أبو الفتح كشاجم:
ماء تدفّق طاعة وسلاسة
…
فإذا استدرّ الحضر منه فنار
وإذا عطفت به على ناورده «1»
…
لتديره «2» فكأنه بركار «3»
قصرت قلادة نحره وعذاره
…
والرّسغ، وهى من العتيق قصار
يرد الضّحاضح «4» غير ثان سنبكا «5»
…
ويرود طرفك خلفه فيحار
لو لم تكن للخيل نسبة خلقه
…
خالته من أشكالها الأطيار
وقال آخر:
وأقبّ «6» تحمله رياح أربع
…
لولا اللّجام لطار فى الميدان
من جملة العقبان «7» إلّا أنّه
…
من حسنه فى طلعة الغزلان
يمشى إلى ميدانه متبخترا
…
من تيهه كتبختر النّشوان
وقال ابن المعتزّ:
وخيل طواها القود «8» حتى كأنّها
…
أنابيب سمر من قنا الخطّ ذبل
صببنا عليها ظالمين سياطنا
…
فطارت بها أيد سراع وأرجل «1»
وقال أبو بكر الصّنوبرىّ:
طرف نأت سماؤه عن أرضه
…
وما نأى كاهله عن الكفل
ذو أربع من أربع من القبو
…
ل والدّبور والجنوب والشّمل
وهو إذا أعملها ألفى لها «2»
…
فوق الذى يطلبه من العمل
كالبرق إن أومض أو كالرّعد إن
…
أجلب «3» أو صوب الحيا «4» إذا احتمل
وقال آخر:
يجرى فيبعد من مدّى متقارب
…
أبدا ويدنو من مدى متباعد
إن سار فهو غدير ماء مائج
…
أو قام «5» فهو غدير ماء جامد
وقال أبو الفضل الميكالى:
خير ما استطرف الفوارس طرف
…
كلّ طرف بحسنه مبهوت
هو فوق الجبال وعل وفى السه
…
ل نعام وفى المعابر حوت
وقال آخر:
وطرف إذا ما جرى خلته
…
عقابا من الوكر يبغى المزارا
ترى فى الجبين له سوسنا «6»
…
وتلمح فى لونه الجلّنارا «7»
ويمشى على الماء من خفّة
…
ويقدح فى الجلمد الصخر نارا
فلو كان يبغى به راكب «1»
…
إلى مطلع الشمس سيرا لطارا
وقال عبد الجبّار بن حمديس:
ومجرّر فى الأرض ذيل عسيبه
…
حمل الزبرجد منه جسم عقيق
يجرى ولمع «2» البرق فى آثاره
…
من كثرة الكبوات غير مفيق
ويكاد يخرج سرعة من ظلّه
…
لو كان يرغب فى فراق رفيق «3»
وقال ابن طباطبا:
عجبا لشمس أشرقت فى وجهه
…
لم تمح منه دجى الظلام المطبق
وإذا تمطّر «4» فى الرّهان رأيته
…
يجرى أمام الريح مثل مطرّق «5»
وقال تاج الملوك بن أيّوب:
وخيل كأمثال السّعالى «6» شوازب «7»
…
تكاد بنا قبل المجال تجول
سوابق تكبو الريح قبل لحاقها
…
لها مرح «8» من تحتنا وصهيل
وقال إبراهيم بن خفاجة يصف فرسا أشهب:
ربّ طرف كالطّرف ساعة عدو
…
ليس يسرى سراه طيف الخيال
إن سرى فى الدّجى فبعض الدّرارى
…
أو سعى فى الفلا فإحدى السّعالى
لست أدرى إن قيد ليلة أسرى
…
أو تمطّيته غداة قتال
أجنوب تقتاد لى أم جنيب «1»
…
أم شمال عنانها بشمالى
أشهب اللّون أثقلته جلىّ
…
خبّ «2» فيهن وهو ملقى الجلال «3»
فبدا الصبح ملجما بالثّريّا
…
وجرى البرق مسرجا بالهلال
وقال أيضا فى أشهب:
وظلام ليل لا شهاب بأفقه
…
إلّا لنصل مهنّد أو لهذم
لا طمت لجّته بموجة أشهب
…
يرمى بها بحر الظلام فيرتمى
قد سال فى وجه الدّجنّة غرّة
…
فالليل فى شبه الأغرّ الأدهم
أطلعت منه ومن سنان أزرق
…
ومهنّد عضب ثلاثة أنجم
وقال أبو الصّلت يصف فرسا أشهب:
وأشهب كالشّهاب أضحى
…
يجول فى مذهب الجلال
قال حسودى وقد رآه
…
يجنب خلفى إلى القتال
من ألجم الصبح بالثريّا
…
وأسرج البرق بالهلال
وقال ابن خفاجة وقد أهدى مهرا بهيما:
تقبّل المهر من أخى ثقة
…
أرسل ريحا به الى المطر
مشتملا بالظلام من شية
…
لم يشتمل ليلها على سحر
منتسبا لونه وغرّته
…
الى سواد الفؤاد والبصر
تحسبه من علاك مسترقا
…
بهجة مرأى وحسن مختبر
حنّ إلى راحة نهيض ندى
…
فمال ظلّ به على نهر
ترى به والنشاط يحفزه
…
ما شئت من فحمة ومن شرر
لو «1» حمل الليل حسن دهمته
…
أمتع طرف المحبّ بالسّهر
أحمى من النجم يوم معركة
…
ظهرا وأجرى به من القدر
اسودّ، وابيضّ فعله كرما
…
فالتفت الحسن فيه عن حور
فازدد سنا بهجة بدهمته
…
فاللّيل أذكى لغرّة القمر
ومثل شكرى على تقبّله
…
يجمع بين النسيم والزّهر
وقال فى فرس أشقر:
ومطهّم شرق الأديم كأنما
…
ألفت معاطفه النجيع «2» خضابا
طرب إذا غنّى الحسام، ممزّق
…
ثوب العجاجة جيئة وذهابا
قدحت يد الهيجاء منه بارقا
…
متلهّبا يزجى القتام سحابا
[ورمى الحفاظ به شياطين العدا
…
فانقضّ فى ليل الغبار شهابا «3» ]
بسّام ثغر الحلى تحسب أنّه
…
كأس أثار بها المزاج حبابا
و «4» قال فى أدهم أغرّ محجّل:
وكأنما لطم الصباح جبينه
…
فاقتصّ منه فخاض فى أحشائه
وقال ابن نباتة «1» السّعدىّ فى أدهم:
وأدهم يستمدّ الليل منه
…
وتطلع بين عينيه الثريّا
سرى خلف الصباح يطير مشيا
…
ويطوى خلفه الأفلاك طيّا
فلمّا خاف وشك الفوت منه «2»
…
تعلّق بالقوائم والمحيّا
وقال فى فرس أدهم أغرّ محجّل أهدى له:
قد جاءنا الطّرف الذى أهديته
…
هاديه يعقد أرضه بسمائه «3»
أولاية ولّيتنا فبعثته
…
رمحا سبيب العرف عقد لوائه
تختال منه على أغرّ محجّل
…
ماء الدّياجى قطرة من مائه
وكأنما لطم الصباح جبينه
…
فاقتصّ منه فخاض فى أحشائه
متمهّلا والبرق من أسمائه
…
متبرقعا والحسن من أكفائه
ما كانت النيران يكمن حرّها
…
لو أن للنيران بعض ذكائه
لا تعلق الألحاظ فى أعطافه
…
إلا إذا كفكفت من غلوائه