الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطير والريح، ووقع عليه بهاء الملك؛ ولم يلبث أبوه أن مات. [فلما ملك حمل المرأة وأبويها إلى إصطخر «1» ] .
وقد قيل فى أمر الخاتم غير ذلك- على ما أورده الكسائىّ- وسنذكره إن شاء الله تعالى بعد هذا فى أخبار سليمان عليه السلام.
ذكر وفاة داود عليه السلام
قال الكسائىّ: كان داود- عليه السلام شديد الغيرة على النساء، ويغلق الأبواب عليهنّ إذا خرج، ويحمل المفاتيح معه. فقيل: إنه رجع يوما ففتح باب نسائه، فرأى رجلا فى داره ذا مهابة «2» . فقال له داود- وغضب-:
من أنت؟ ومن أدخلك دارى؟ قال: أدخلنى الدار من هو أولى بها منك، أنا الذى لا أهاب الملوك، ولا يمنعنى دونهم الحجّاب والجنود، وأفرّق بين الجمع، أنا ملك الموت. فارتعد داود وقال: دعنى أدخل إلى أهلى لأودّعهم. قال: لا سبيل إلى ذلك يا داود. فبكى وقال: من لبنى اسرائيل من بعدى؟ قال: ابنك سليمان.
قال: الآن طابت نفسى، امض لما أمرت به، فقبض روحه- عليه السلام وغسّله سليمان وإخوته، وكفّنه بأكفان نزلت عليه من الجنة، وحمله إلى قبره،
ودفن دون غار إبراهيم- عليه السلام قال: وعكفت الطير على قبره أربعين يوما.
قال الثعلبىّ فى خبر وفاة داود: إن داود كانت له وصيفة تغلق الأبواب كل ليلة وتأتيه بالمفاتيح ثم تنام، ويقبل داود على ورده فى العبادة. فأغلقت ذات ليلة الأبواب وجاءت بالمفاتيح ثم ذهبت لتنام، فرأت رجلا قائما فى وسط الدار فقالت: ما أدخلك هذه الدار! فإن صاحبها رجل غيور، فخذ حذرك. فقال:
أنا الذى أدخل على الملوك بغير إذن. فسمعه داود، وكان فى المحراب يصلّى، ففزع واضطرب وقال: علىّ به، فأتاه. فقال: ما أدخلك هذه الدار فى هذا الوقت بغير إذن؟! فقال: أنا الذى أدخل على الملوك بغير إذن. قال:
فأنت ملك الموت؟ قال نعم. قال: أجئت داعيا أم ناعيا؟ قال: بل ناعيا.
قال: فهلّا أرسلت إلىّ قبل ذلك وآذنتنى لأستعدّ للموت؟ قال: كم أرسلت إليك يا داود فلم تنتبه. قال: ومن كانت رسلك؟ قال: يا داود، أين أبوك إيشى؟
وأين أمّك؟ وأين أخوك؟ وأين قهرمانك فلان؟ قال: ماتوا كلهم. قال: أما علمت أنهم رسلى، وأن النوبة تبلغك! ثم قبضه.
قال أهل التاريخ: كان عمر داود مائة سنة، ومدّة ملكه أربعين سنة.
وقد تقدّم خبر آدم فيما وهب له من عمره «1» .