الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر خروج مريم وعيسى عليهما السلام إلى مصر وما ظهر له من المعجزات فى مسيره ومدّة مقامه إلى أن عاد
قال الله تعالى: وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ «1»
. اختلف العلماء فى الرّبوة فقال عبد الله بن سلام: هى دمشق. وقال أبو هريرة: هى الرّملة. وقال قتادة وكعب: هى بيت المقدس. وقال كعب:
هى أقرب الأرض إلى السماء. وقال أبو زيد: هى مصر. وقال الضحّاك: هى غوطة دمشق. وقال أبو العالية: هى أيلة. وقال بعض المفسرين: هى قرية من قرى مصر تسمى سدمنت. وسدمنت: بلد من بلاد إقليم الفيوم معروفة مشهورة. وقوله تعالى: ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ
القرار: الأرض المستوية. والمعين:
الماء الظاهر. وكان سبب خروج مريم إلى مصر ما حكاه الكسائىّ وغيره من أهل السير قالوا: وبلغ الملك هيردوس خبر عيسى فهم بقتل مريم وابنها، فخاف زكريا والمؤمنون عليهما من القتل، وذلك بعد مولد عيسى بأيام قلائل، فقال زكريا لمريم: إنى أخاف عليك وعلى ابنك من هذا الملك، وأمر يوسف النجّار أن ينقلهما إلى أرض مصر، وأعطاهما أتانا وزوّدهم، فسار يوسف بهما نحو مصر.
وكان من المعجزات التى ظهرت على يدى عيسى عليه السلام فى مسيره ومقامه بمصر
أنه بينما هم سائرون إلى أرض مصر رأى يوسف النّجار فى بعض الطريق أسدا ففزع منه، فقال عيسى: قرّبانى إلى الأسد ولا تقرباه أنتم، فقرّبوه؛ فلما صاربين يدى الأسد قال عيسى: أيها الوحش، ما وقوفك على قارعة الطريق؟ قال: لثور