الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: إنما يعطون النور؛ لأن جميعهم أهل دعوة دون الكافر، ثم يسلب المنافق نوره؛ لنفاقه، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما.
وقيل: بل يستضيء المنافقون بنور المؤمنين، ولا يُعطَون النور، فبينما هم يمشون إذ بعث الله فيهم ريحاً وظلمة، فأطفأ بذلك نور المنافقين، فيخشى المؤمنون أن يُسْلَبوا نورهم كما سُلبه المنافقون، فيسألون الله عز وجل أن يتمَّ لهم نورهم، قال سبحانه عن ذلك:{يَوْمَ لا يُخْزِي الله النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (1)، فإذا بقي المنافقون في الظلمة لا يبصرون مواضع أقدامهم قالوا للمؤمنين:{انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا} (2).
وقد جاء في هذا النور أحاديث وآثار كثيرة، منها
ما يأتي:
الحديث الأول:
حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سئل عن الورود، وفيه رؤية الله تعالى: ((فيتجلى لهم يضحك، قال: فينطلِقُ بهم ويتبعونه، ويُعطَى كل إنسانٍ منهم - منافق أو مؤمن - نوراً، ثم يتبعونه، وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله، ثم يُطفأ نور المنافقين، ثم ينجو المؤمنون، فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة
(1) سورة التحريم، الآية:8.
(2)
انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 23/ 178 - 187، و493 - 496، وتفسير البغوي، 4/ 295، و367، والجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 17/ 233 - 239، و18/ 191، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 4/ 308 - 310، و392، واجتماع الجيوش الإسلامية، لابن القيم، 3/ 86، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص779 - 809.