الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء لا يُحتفَل بها
، ولا تُخصّ بشيء من أنواع العبادة التي لم تُشرع؛ لأمور منها:
أولاً: هذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأتِ خبر صحيح في تحديدها
، ولا تعيينها، لا في رجب ولا في غيره، فقيل: إنها كانت بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر شهراً، وقيل: ليلة سبع وعشرين من ربيع الآخر، قبل الهجرة بسنة، وقيل: كان ذلك بعد مبعثه بخمس سنين (1) وقيل: ليلة سبعة وعشرين من شهر ربيع الأول (2)، وقال الإمام أبو شامة رحمه الله:((وذكر عن بعض القُصَّاص أن الإسراء كان في رجب، وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب)) (3)، وذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن ليلة الإسراء لا يُعرف أيّ ليلة كانت (4).
قال العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله: ((وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأتِ في الأحاديث الصحيحة تعيينها، لا في رجب ولا في غيره، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها)) (5)، ولو ثبت تعيينها لم يجز أن تُخصَّ بشيءٍ من أنواع العبادة بدون دليل (6).
(1) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 2/ 267 - 268.
(2)
انظر: كتاب الحوادث والبدع، لأبي شامة، ص232.
(3)
المرجع السابق، ص232،وانظر: تبيين العجب بما ورد في شهر رجب، لابن حجر، ص 9، 19، 52، 64، 65.
(4)
انظر: زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن القيم، 1/ 58.
(5)
التحذير من البدع، ص17.
(6)
المرجع السابق، ص17.