الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} (1)، وقد ظهرت أعمال مباركة، وصفات كريمة من صفات المتقين في هذه الآيات الثلاث، هي:
التوسّل إلى الله عز وجل بالإيمان به.
طلب المغفرة من الله عز وجل.
طلبهم من الله عز وجل الوقاية من عذاب النار.
الصبر على طاعة الله وعن محارم الله، وعلى أقدار الله المؤلمة.
الصدق في الأقوال والأعمال والأحوال.
القنوت الذي هو دوام الطاعة مع الخشوع.
الإنفاق في سبيل الخيرات على الفقراء وأهل الحاجات.
الاستغفار خصوصاً وقت الأسحار؛ لأنهم مدّوا الصلاة إلى وقت السحر فجلسوا يستغفرون الله تعالى (2).
فهؤلاء لهم أصناف الخيرات والنعيم المقيم، ولهم رضوان الله، الذي هو أكبر من كل شيء، ولهم الأزواج المطهّرة من كل آفة ونقص: جميلات الأخلاق، كاملات الخلائق (3).
رابعاً: قال الله عز وجل: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ
وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ
(1) سورة آل عمران، الآيات: 15 - 17.
(2)
انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص103.
(3)
انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لابن جرير الطبري، 6/ 259 - 267، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص103.
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ الله فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَاّ الله وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (1)، في هذه الآيات أعمال عظيمة وصفات كريمة لأهل التقوى، ذكرها الله بعد أن أمرهم بالمسارعة إلى مغفرته وإدراك جنته التي أعدها للمتقين، وهذه الصفات على النحو الآتي:
الإنفاق: في العسر واليسر، والشدة والرخاء، والمنشط والمكره، والصحة والمرض.
كظم الغيظ وعدم إظهاره، والصبر على مقابلة المسيء إليهم، فلا ينتقمون منه.
العفو عن كل من أساء إليهم بقول أو فعل.
ذكر الله وما توعّد به العاصين، ووعد به المتقين فيسألوه المغفرة لذنوبهم.
المبادرة للتوبة والاستغفار عند عمل السيئات الكبيرة والصغيرة.
عدم الإصرار على الذنوب والاستمرار عليها، بل تابوا عن قريب.
ثم بيّن الله عز وجل جزاءَهم على عمل هذه الصفات: مغفرة من ربهم وجنات فيها من النعيم المقيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر (2).
(1) سورة آل عمران، الآيات: 133 - 136.
(2)
انظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 1/ 384، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص116.