الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السابع: نور التقوى وظلمات المعاصي
المطلب الأول: نور التقوى وثمراتها
*
المسلك الأول: مفهوم التقوى:
التقوى لغة:
الحذر، يقال: اتقيت الشيء، وتَقَيْتُهُ أتقيه تُقَى، وتِقيَّةً، وتِقاءً: حذرتُه. وقوله عز وجل: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} (1)، أي هو أهلٌ أن يُتّقى عقابه، وأهل أن يُعمل بما يُؤدّي إلى مغفرته (2).
وأصل التقوى:
أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقايةً تقيه منه، فتقوى العبد لربه: أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه: من غضبه وسخطه، وعقابه وقايةً من ذلك. وهو فعل طاعته واجتناب معصيته (3)، فظهر من ذلك أن حقيقة التقوى كما قال طلق بن حبيب رحمه الله:((التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله)) (4).
ويدخل في التقوى الكاملة: فعل الواجبات، وترك المحرّمات، والشبهات، وربما دخل فيها بعد ذلك فعلُ المندوبات، وترك المكروهات، وهو أعلى درجات التقوى (5)، وقد عرّف التقوى الكاملة
(1) سورة المدثر، الآية:56.
(2)
انظر: لسان العرب، لابن منظور، باب الياء، فصل الواو، مادة ((وقي))، 15/ 402، والقاموس المحيط، باب الياء، فصل الواو، مادة ((وقى))، ص1731.
(3)
جامع العلوم والحكم، لابن رجب، 1/ 398، وانظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لابن جرير، 2/ 181.
(4)
جامع العلوم والحكم، لابن رجب، 1/ 400.
(5)
المرجع السابق، 1/ 399.