الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانياً: لا يعرف عن أحد من المسلمين:
أهل العلم والإيمان أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة عن غيرها؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والتابعين وأتباعهم بإحسان لم يحتفلوا بها، ولم يخصّوها بشيء من العبادة، ولم يذكروها، ولو كان الاحتفال بها أمراً مشروعاً؛ لبيّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة: إما بالقول، وإما بالفعل، ولو وقع أمر من ذلك؛ لعرف واشتهر، ونقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا (1).
ثالثاً: قد أكمل الله لهذه الأمة دينها، وأتمّ النعمة
، قال الله عز وجل:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا} (2)، وقال سبحانه وتعالى:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ الله وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (3).
رابعاً: حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من البدع
، وصرّح بأن كل بدعة ضلالة، وأنها مردودة على صاحبها، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ)) (4)، وفي رواية لمسلم:((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ)) (5).
وحذّر السلف الصالح من البدع؛ لأنها زيادة في الدين وشرعٌ لم يأذن به الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتشبُّه بأعداء الله: من اليهود والنصارى في زياداتهم
(1) انظر: زاد المعاد لابن القيم، 1/ 58، والتحذير من البدع، للعلامة ابن باز، ص17.
(2)
سورة المائدة، الآية:3.
(3)
سورة الشورى، الآية:21.
(4)
البخاري 3/ 222، برقم 2697، ومسلم، 3/ 344، برقم 1718، وتقدم تخريجه.
(5)
مسلم، 3/ 344، برقم 1718، وتقدم تخريجه.