الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشرط الثاني: لا يدعو إليها؛ فإن ذلك يعظم الذنب لكثرة العمل بها
.
الشرط الثالث: لا يفعلها في مجتمعات الناس، ولا في المواضع التي تقام فيها السنن
.
الشرط الرابع: لا يستصغرها ولا يستحقرها
، فإن ذلك استهانة بها، والاستهانة بالذنب أعظم من الذنب (1).
واسم الضلالة يقع على هذه الأقسام الثلاثة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل كل بدعة ضلالة، وهذا يشمل البدعة المكفرة، والبدعة المفسقة: سواء كانت كبيرة أو صغيرة (2).
ومنهم من قسم البدع إلى أقسام أحكام الشريعة الخمسة:
فقال: قسم من البدع واجب، وقسم محرم، وقسم مندوب إليه، والقسم الرابع: بدعة مكروهة، والقسم الخامس: البدع المباحة. وهذا التقسيم مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم: ((فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)) (3).
وقد رد على هذا التقسيم الإمام الشاطبي رحمه الله بعد أن ذكر التقسيم وصاحبه: ((والجواب أن هذا التقسيم أمر مُخترع لا يدل عليه دليل شرعي، بل هو في نفسه متدافع؛ لأن من حقيقة البدعة أن لا يدل عليها دليل شرعي: لا من نصوص الشرع ولا من قواعده، إذ لو كان هناك ما يدل من الشرع على وجوبٍ، أو ندبٍ، أو إباحةٍ؛ لما كان ثَمَّ بدعة، ولكان
(1) انظر هذه الشروط مع شرحها النفيس: الاعتصام للشاطبي، 2/ 551 - 559.
(2)
انظر: المرجع السابق، 2/ 516.
(3)
أبو داوود، 4/ 201، برقم 4607، والترمذي، 5/ 44، برقم 2676، وتقدم تخريجه.