المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الأول: النور والظلمات في الكتاب الكريم - نور الهدى وظلمات الضلال في ضوء الكتاب والسنة

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌المبحث الأول: النور والظلمات في الكتاب والسنة

- ‌المطلب الأول: النور والظلمات في الكتاب الكريم

- ‌ الناس قسمان:

- ‌القسم الأول: أهل الهدى والبصائر

- ‌القسم الثاني: أهل الجهل والظلم، وهؤلاء قسمان:

- ‌1 - الذين يحسبون أنهم على علم وهدى

- ‌2 - أصحاب الظلمات، وهم المنغمسون في الجهل

- ‌ الناس في الهدى الذي بعث الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم أربعة أقسام:

- ‌ القسم الأول: قبلوه ظاهراً وباطناً، وهم نوعان:

- ‌ النوع الأول: أهل الفقه فيه، والفهم

- ‌ النوع الثاني: حفظوه، وضبطوه وبلّغوا ألفاظه إلى الأمة

- ‌ القسم الثاني: من ردّه ظاهراً وباطناً، وكفر به، ولم يرفع به رأساً، وهؤلاء أيضاً نوعان:

- ‌النوع الأول: عرفه وتيقَّن صحته، وأنه حق، ولكن حمله الحسد، والكِبر

- ‌النوع الثاني: أتباع هؤلاء الذين يقولون هؤلاء سادتنا وكبراؤنا

- ‌ القسم الثالث: الذين قبلوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وآمنوا به ظاهراً

- ‌النوع الأول: من أبصر ثم عمي

- ‌النوع الثاني: ضعفاء البصائر

- ‌ القسم الرابع: يكتمون إيمانهم في أقوامهم، ولا يتمكنون من إظهاره

- ‌وقد جاء في هذا النور أحاديث وآثار كثيرة، منها

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌المطلب الثاني: النور والظلمات في السنة النبوية

- ‌1 - كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه في آخر الليل إذا ذهب إلى الصلاة في المسجد: ((اللهم اجعل في قلبي نوراً

- ‌2 - عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطّهور شطر الإيمان

- ‌((لا تنتفوا الشيب؛ فإنه نورٌ يوم القيامة

- ‌ فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نوراً تهتدون به

- ‌((إن الله عز وجل خلق خلقه في ظلمة فألقى عليهم من نوره

- ‌ وإذا نور بين أيديهما حتى تفرّقا فتفرّق النور معهما))

- ‌((من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور

- ‌إن الله يحيي الأرض بنور الحكمة))

- ‌ حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا لا تضّرهُ فتنة

- ‌((القلوب أربعة:

- ‌قلب أجرد فيه سراج يزهر

- ‌فالقلب الأجرد: المتجرِّد مما سوى الله سبحانه وتعالى

- ‌والقلب الأغلف: قلب الكافر، لأنه داخل في غلافه وغشائه

- ‌القلب المنكوس المكبوب: قلب المنافق

- ‌((سيأتي أناس من أمتي يوم القيامة نورهم كضوء الشمس))

- ‌((هم في الظلمة دون الجسر))

- ‌((اتقوا الظلم فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة

- ‌المبحث الثاني: نور التوحيد وظلمات الشرك

- ‌المطلب الأول: نور التوحيد

- ‌ المسلك الأول: مفهوم التوحيد:

- ‌ المسلك الثاني: البراهين الساطعات في إثبات التوحيد

- ‌أولاً: قال الله عز وجل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ *

- ‌ثانياً: قال سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً

- ‌ثالثاً: قال عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَاْ فَاعْبُدُونِ}

- ‌رابعاً: قال الله سبحانه وتعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَاّ تَعْبُدُواْ إِلَاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}

- ‌خامساً: الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يقولون لأممهم: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا الله مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}

- ‌سادساً: قال سبحانه وتعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}

- ‌سابعاً: قال سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لله رَبِّ الْعَالَمِين *

- ‌ثامناً: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: له: ((يا معاذ هل تدري ما حق الله على عباده))

- ‌تاسعاً: عن عتبان بن مالك رضي الله عنه، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (( .. فإن الله حرّم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله))

- ‌ المسلك الثالث: أنواع التوحيد

- ‌النوع الأول: التوحيد الخبري العلمي الاعتقادي

- ‌النوع الثاني: التوحيد الطلبي القصدي الإرادي:

- ‌ أنواع التوحيد على التفصيل ثلاثة أنواع

- ‌النوع الأول: توحيد الربوبية

- ‌النوع الثاني: توحيد الأسماء والصفات:

- ‌النوع الثالث: توحيد الإلهية

- ‌ المسلك الرابع: ثمرات التوحيد وفوائده

- ‌أولاً: خير الدنيا والآخرة من فضائل التوحيد

- ‌ثانياً: التوحيد هو السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة

- ‌ثالثاً: التوحيد الخالص يثمر الأمن التام في الدنيا والآخرة

- ‌رابعاً: يحصل لصاحبه الهدى الكامل، والتوفيق لكل أجر وغنيمة

- ‌خامساً: يغفر الله بالتوحيد الذنوب، ويكفّر به السيئات

- ‌سادساً: يدخل الله به الجنة

- ‌سابعاً: التوحيد يمنع دخول النار بالكلية إذا كمل في القلب

- ‌ثامناً: يمنع الخلود في النار إذا كان في القلب منه أدنى حبة

- ‌تاسعاً: التوحيد هو السبب الأعظم في نيل رضا الله وثوابه

- ‌عاشراً: جميع الأعمال، والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها

- ‌الحادي عشر: يُسَهِّل على العبد فعل الخيرات، وترك المنكرات

- ‌الثاني عشر: التوحيد إذا كَمُل في القلب حبّب الله لصاحبه الإيمان

- ‌الثالث عشر: التوحيد يخفف عن العبد المكاره، ويهوِّن عليه الآلام

- ‌الرابع عشر: يحرِّر العبد من رِقّ المخلوقين والتعلُّقِ بهم

- ‌الخامس عشر: التوحيد إذا كَمُلَ في القلب

- ‌السادس عشر: تكفَّل الله لأهل التوحيد بالفتح، والنصر في الدنيا

- ‌السابع عشر: الله عز وجل يدفع عن الموحِّدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة

- ‌المطلب الثاني: ظلمات الشرك

- ‌ المسلك الأول: مفهوم الشرك

- ‌ المسلك الثاني: البراهين الواضحات في إبطال الشرك

- ‌{إِنَّ الله لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ

- ‌{أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ *

- ‌ من المعلوم عند جميع العقلاء أن كل ما عُبِدَ من دون الله من الآلهة ضعيف

- ‌ من المعلوم يقينًا أن ما يعبده المشركون من دون الله:

- ‌ وقد أوضح الله تعالى، وبيّن سبحانه أن ما عُبِدَ من دونه قد توافرت فيهم جميع أسباب العجز وعدم إجابة الدعاء من كل وجه

- ‌{قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله إِنْ أَرَادَنِيَ الله بِضُرٍّ

- ‌{وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ الله مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ

- ‌{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ الله مَنلَاّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُون*

- ‌ ضرب الأمثال من أوضح وأقوى أساليب الإيضاح

- ‌1 - قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ

- ‌3 - ومن أبلغ الأمثال التي تُبيّن أن المشرك قد تشتّت شمله

- ‌ الذي يستحق العبادة وحده من يملك القدرة على كل شيء

- ‌ المتفرِّد بالألوهية:

- ‌ وهو الإله الذي خضع كل شيء لسلطانه

- ‌ وهو الإله الذي بيده النفع والضرّ

- ‌ وهو القادر على كل شيء

- ‌ إحاطة علمه بكل شيء

- ‌ المسلك الثالث: الشفاعة

- ‌أولاً: مفهوم الشفاعة لغةً:

- ‌ثانيًا: يُرَدُّ على من طلب الشفاعة من غير الله تعالى بالأقوال الحكيمة الآتية:

- ‌1 - ليس المخلوق كالخالق

- ‌الوجه الأول: إما لإخبارهم عن أحوال الناس بما لا يعرفونه

- ‌الوجه الثاني: أو يكون الملِكُ عاجزًا عن تدبير رعيته

- ‌الوجه الثالث: أو يكون الملك لا يُريدُ نفع رعيته

- ‌2 - الشفاعة: شفاعتان:

- ‌الشفاعة الأولى: الشفاعة المثبتة:

- ‌الشرط الأول: إذن الله للشّافع أن يشفع

- ‌الشرط الثاني: رضا الله عن الشّافع والمشفوع له

- ‌الشفاعة الثانية: الشفاعة المنفية:

- ‌3 - الاحتجاج على من طلب الشفاعة من غير الله

- ‌ المسلك الرابع: مسبغ النعم المستحق للعبادة

- ‌أولاً: على وجه الإجمال:

- ‌ثانيًا: على وجه التفصيل:

- ‌ المسلك الخامس: أسباب ووسائل الشرك

- ‌أولاً: الغلو في الصالحين هو سبب الشرك بالله تعالى

- ‌ثانياً: الإفراط في المدح والتجاوز فيه، والغلو في الدين:

- ‌ثالثاً: بناء المساجد على القبور، وتصوير الصُّوَر فيها:

- ‌رابعاً: اتخاذ القبور مساجد:

- ‌خامساً: إسراج القبور وزيارة النساء لها:

- ‌سادساً: الجلوس على القبور والصلاة إليها:

- ‌سابعاً: اتخاذ القبور عيدًا، وهجر الصلاة في البيوت

- ‌ثامناً: الصور وبناء القباب على القبور:

- ‌تاسعاً: شدّ الرّحال إلى غير المساجد الثلاثة:

- ‌عاشراً: الزيارة البدعية للقبور من وسائل الشرك

- ‌النوع الأول: زيارة شرعية

- ‌1 - من يسأل الميت حاجته

- ‌2 - من يسأل الله تعالى بالميت

- ‌3 - من يظنّ أن الدعاء عند القبور مُستجاب

- ‌الحادي عشر: الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها

- ‌الخلاصة:

- ‌ المسلك السادس: أنواع الشرك وأقسامه

- ‌أولاً: الشرك أنواع، منها

- ‌النوع الأول: شرك أكبر يُخرج من الملّة

- ‌القسم الأول: شرك الدعوة:

- ‌القسم الثاني: شرك النية والإرادة والقصد:

- ‌القسم الثالث: شرك الطاعة:

- ‌القسم الرابع: شرك المحبة:

- ‌النوع الثاني: شرك أصغر لا يُخرج من الملة

- ‌القسم الأول: شرك ظاهر

- ‌النوع الأول: الألفاظ:

- ‌النوع الثاني: الأفعال:

- ‌القسم الثاني من الشرك الأصغر: شرك خفي وهو الشرك في الإردات

- ‌النوع الأول: الرياء، والسمعة

- ‌النوع الثاني: إرادة الإنسان بعمله الدنيا:

- ‌ثانيًا: الفروق بين الشرك الأكبر والأصغر:

- ‌ الشرك الأكبر يخرج من الإسلام

- ‌ الشرك الأكبر يُخلّد صاحبه في النار

- ‌ الشرك الأكبر يُحبط جميع الأعمال

- ‌ الشرك الأكبر يُبيح الدم والمال

- ‌ الشرك الأكبر يوجب العداوة بين صاحبه وبين المؤمنين

- ‌ المسلك السابع: أضرار الشرك وآثاره

- ‌أولاً: شرّ الدنيا والآخرة من أضرار الشرك وآثاره

- ‌ثانياً: الشرك هو السبب الأعظم لحصول الكربات في الدنيا والآخرة

- ‌ثالثاً: الشرك يسبب الخوف، وينزع الأمن في الدنيا والآخرة

- ‌رابعاً: يحصل لصاحب الشرك الضلال في الدنيا والآخرة

- ‌خامساً: الشرك الأكبر لا يغفره الله إذا مات صاحبه قبل التوبة

- ‌سادساً: الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال

- ‌سابعاً: الشرك الأكبر يوجب الله لصاحبه النار ويحرم عليه الجنة

- ‌ثامناً: الشرك الأكبر يخلد صاحبه في النار

- ‌تاسعاً: الشرك أعظم الظلم والافتراء

- ‌عاشراً: الله تعالى بريء من المشركين ورسولُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌الحادي عشر: الشرك هو السبب الأعظم في نيل غضب الله وعقابه

- ‌الثاني عشر: الشرك يطفئ نور الفطرة

- ‌الثالث عشر: يقضي على الأخلاق الفاضلة

- ‌الرابع عشر: يقضي على عزّة النفس

- ‌الخامس عشر: الشرك الأكبر يبيح الدم والمال

- ‌السادس عشر: الشرك الأكبر يوجب العداوة بين صاحبه وبين المؤمنين

- ‌السابع عشر: الشرك الأصغر يُنقص الإيمان

- ‌الثامن عشر: الشرك الخفي، وهو شرك الرياء، والعمل لأجل الدنيا

- ‌المبحث الثالث: نور الإخلاص وظلمات إرادة الدنيا بعمل الآخرة

- ‌المطلب الأول: نور الإخلاص

- ‌ المسلك الأول: مفهوم الإخلاص

- ‌الإخلاص في اللغة:

- ‌حقيقة الإخلاص:

- ‌ المسلك الثاني: أهمية الإخلاص

- ‌{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُالدِّينَ}

- ‌قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ الله

- ‌{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لله رَبِّ الْعَالَمِينَ *

- ‌{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}

- ‌{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}

- ‌قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ}

- ‌((ثلاث لا يغلُّ عليهن قلب مسلم:

- ‌ المسلك الثالث: مكانة النية الصالحة وثمراتها

- ‌النية: أساس العمل وقاعدته

- ‌ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى

- ‌وقال الله تعالى: {لَاّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ

- ‌ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا مرض العبد أو سافر كُتِب له مثلُ ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا))

- ‌قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من امرئٍ تكون له صلاة بليل فيغلبه عليها نوم

- ‌قال صلى الله عليه وسلم: ((من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد

- ‌قال صلى الله عليه وسلم: ((من سأل الله الشهادة بصدقٍ بلّغه الله منازل الشهداء

- ‌((لقد تركتم بالمدينة أقوامًا ما سِرتم مسيرًا ولا أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم من وادٍ إلا وهم معكم فيه))

- ‌ قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل جاء إليه مقنع بالحديد، فقال يا رسول الله: أقاتل أو أسلم؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((أسلم ثم قاتل))

- ‌ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة))

- ‌((إنك لن تُنفق نفقةً

- ‌وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما الدنيا لأربعة نفرٍ:

- ‌وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: ((إن الله عز وجل كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن ذلك

- ‌ المسلك الرابع: ثمار الإخلاص وفوائده

- ‌أولاً: خير الدنيا والآخرة من فضائل الإخلاص وثمراته

- ‌ثانياً: الإخلاص هو السبب الأعظم في قبول الأعمال

- ‌ثالثاً: الإخلاص يُثمر محبة الله للعبد

- ‌رابعاً: الإخلاص أساس العمل، وروحه

- ‌خامساً: يُثمر الأجر الكبير والثواب العظيم بالعمل اليسير

- ‌سادساً: يُكتب لصاحب الإخلاص كل عمل يقصد به وجه الله

- ‌سابعاً: يُكتب لصاحب الإخلاص ما نوى من العمل ولو لم يعمله

- ‌ثامناً: إذا نام أو نسي كُتب له عمله الذي كان يعمله

- ‌تاسعاً: إذا مرض العبد أو سافر كُتب له بإخلاصه ما كان يعمل

- ‌عاشراً: ينصر الله الأمة بالإخلاص

- ‌الحادي عشر: الإخلاص يُثمر النجاة من عذاب الآخرة

- ‌الثاني عشر: تفريج كروب الدنيا والآخرة من ثمرات الإخلاص

- ‌الثالث عشر: رفع المنزلة في الآخرة يحصل بالإخلاص

- ‌الرابع عشر: الإنقاذ من الضلال

- ‌الخامس عشر: الإخلاص سبب لزيادة الهدى

- ‌السادس عشر: الصِّيت الطيب عند الناس من ثمار الإخلاص

- ‌السابع عشر: طمأنينة القلب والشعور بالسعادة

- ‌الثامن عشر: تزيين الإيمان في النفس

- ‌التاسع عشر: التوفيق لمصاحبة أهل الإخلاص

- ‌العشرون: حسن الخاتمة

- ‌الحادي والعشرون: استجابة الدعاء

- ‌الثاني والعشرون: النعيم في القبر والتبشير بالسرور

- ‌الثالث والعشرون: دخول الجنة والنجاة من النار

- ‌المطلب الثاني: ظلمات إرادة الدنيا بعمل الآخرة

- ‌ المسلك الأول: خطر إرادة الدنيا بعمل الآخرة

- ‌الفرق بين الرياء، وإرادة الإنسان بعمله الدنيا:

- ‌قال الله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ

- ‌قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ

- ‌وقال سبحانه وتعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا

- ‌وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم علمًا ما يُبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمُهُ إلا ليُصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عَرْف الجنة يوم القيامة))

- ‌((لا تعلَّموا العلم لتُباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء

- ‌((من كانت الآخرة همّهُ جعل الله غناه في قلبه

- ‌ المسلك الثاني: أنواع العمل للدنيا

- ‌النوع الأول: العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس

- ‌النوع الثاني: وهو أكبر من الأول وأخوف، وهو أن يعمل أعمالاً صالحة ونيته رياء الناس

- ‌النوع الثالث: أن يعمل أعمالاً صالحة يقصد بها مالاً

- ‌النوع الرابع: أن يعمل بطاعة الله مخلصًا في ذلك لله وحده لا شريك له

- ‌ المسلك الثالث: خطر الرياء وآثاره

- ‌أولاً: الرياء أخطر على المسلمين من المسيح الدجال:

- ‌ثانياً: الرياء أشدّ فتكًا من الذئب في الغنم

- ‌ثالثاً: خطورة الرياء على الأعمال الصالحة

- ‌رابعاً: يسبب عذاب الآخرة

- ‌خامساً: الرياء يُورث الذلّ والصّغار

- ‌سادساً: الرياء يحرم ثواب الآخرة

- ‌سابعاً: الرياء سبب في هزيمة الأمة

- ‌ثامناً: الرياء يزيد الضلال

- ‌ المسلك الرابع: أنواع الرياء ودقائقه

- ‌أولاً: أن يكون مراد العبد غير الله

- ‌ثانياً: أن يكون قصد العبد ومراده لله تعالى

- ‌ثالثاً: أن يدخل العبد في العبادة لله، ويخرج منها لله، فَعُرِفَ بذلك

- ‌رابعاً: وهناك رياء بدني: كمن يظهر الصّفار والنّحول، ليُرِيَ الناس بذلك أنه صاحب عبادة

- ‌خامساً: رياء من جهة الِّلباس أو الزي:

- ‌سادساً: الرياء بالقول:

- ‌سابعاً: الرياء بالعمل:

- ‌ثامناً: الرياء بالأصحاب والزائرين:

- ‌تاسعاً: الرياء بذمّ النفس بين الناس:

- ‌عاشراً: ومن دقائق الرياء وخفاياه: أن يخفي العامل طاعته بحيث لا يريد أن يطّلع عليها أحدٌ

- ‌الحادي عشر: ومن دقائق الرياء أن يجعل الإخلاص وسيلة لما يريد من المطالب

- ‌ المسلك الخامس: أقسام الرياء وأثره على العمل

- ‌أولاً: أن يكون العمل رياء محضًا

- ‌ثانياً: أن يكون العمل لله ويشاركه الرياء من أصله

- ‌ثالثاً: أن يكون أصل العمل لله

- ‌1 - أن لا يرتبط أوّل العبادة بآخرها

- ‌2 - أن يرتبط أوّل العبادة بآخرها، فلا يخلو الإنسان حينئذ من أمرين:

- ‌الأمر الأول: أن يكون هذا الرياء خاطرًا، ثم دفعه الإنسان

- ‌الأمر الثاني: أن يسترسل معه الرياء

- ‌رابعاً: أن يكون الرياء بعد الانتهاء من العبادة

- ‌ المسلك السادس: أسباب الرياء ودوافعه

- ‌أولاً: حب لذّة الحمد والثناء والمدح

- ‌ثانياً: الفرار من الذمّ

- ‌ثالثاً: الطمع فيما في أيدي الناس

- ‌ المسلك السابع: طرق تحصيل الإخلاص وعلاج الرياء

- ‌أولاً: معرفة أنواع العمل للدنيا، وأنواع الرياء

- ‌ثانياً: معرفة عظمة الله تعالى

- ‌ثالثاً: معرفة ما أعدّه الله في الدار الآخرة

- ‌رابعاً: الخوف من خطر العمل للدنيا والرياء المحبط للعمل

- ‌ خاف الصحابة والتابعون وأهل العلم والإيمان من هذا البلاء الخطير

- ‌1 - قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}

- ‌3 - وقال إبراهيم التيميّ: ((ما عرضتُ قولي على عملي

- ‌خامساً: الفرار من ذم الله

- ‌سادساً: معرفة ما يفرّ منه الشيطان

- ‌سابعاً: الإكثار من أعمال الخير والعبادات غير المشاهدة

- ‌ثامناً: عدم الاكتراث بذمّ الناس ومدحهم

- ‌تاسعاً: تذكّرِ الموت وقَصْر الأمل

- ‌عاشراً: الخوف من سوء الخاتمة

- ‌الحادي عشر: مصاحبة أهل الإخلاص والتقوى

- ‌الثاني عشر: الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى

- ‌الثالث عشر: حبّ العبد ذكر الله له وتقديم حبّ ذكره له على حبّ مدح الخلق

- ‌الرابع عشر: عدم الطمع فيما في أيدي الناس

- ‌الخامس عشر: معرفة ثمرات الإخلاص وفوائده

- ‌المبحث الرابع: نور الإسلام وظلمات الكفر

- ‌المطلب الأول: نور الإسلام

- ‌ المسلك الأول: مفهوم الإسلام

- ‌الإسلام لغة:

- ‌الحالة الأولى: أن يطلق على الإفراد غير مقترن بذكر الإيمان

- ‌الحالة الثانية: أن يطلق الإسلام مقترنًا بذكر الإيمان

- ‌ المسلك الثاني: مراتب دين الإسلام

- ‌أولاً: مرتبة الإسلام، وأركانه

- ‌ثانيًا: مرتبة الإيمان

- ‌ثالثًا: مرتبة الإحسان

- ‌ المسلك الثالث: ثمرات الإسلام ومحاسنه

- ‌أولاً: الإسلام الصحيح يثمر كل خير في الدنيا والآخرة

- ‌ثانياً: أعظم أسباب الحياة الطيّبة والسعادة في الدنيا والآخرة

- ‌ثالثاً: الإسلام يخرج الله به من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام

- ‌رابعاً: الإسلام يغفر الله به جميع الذنوب والسيئات

- ‌خامساً: إذا أحسن المسلم الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في كفره

- ‌سادساً: الإسلام يجمع الله به للعبد حسناته في الكفر والإسلام

- ‌سابعاً: الإسلام يُدخل الله به الجنة

- ‌ثامناً: سبب في النجاة من النار

- ‌تاسعاً: الفلاح والفوز العظيم من ثمرات الإسلام

- ‌عاشراً: الإسلام يضاعف الله به الحسنات

- ‌الحادي عشر: يكون العمل القليل كثيرًا بالإسلام الصحيح

- ‌الثاني عشر: الخير كله في الإسلام، ولا خير في العرب، ولا في العجم إلا بالإسلام

- ‌الثالث عشر: الإسلام يثمر الخيرات والبركات في الدنيا والآخرة

- ‌الرابع عشر: الإسلام يشرح الله به صدر صاحبه

- ‌الخامس عشر: الإسلام يثمر النور لصاحبه في الدنيا والآخرة

- ‌السادس عشر: الإسلام يجعل لصاحبه المكانة العالية عند الله

- ‌السابع عشر: الإسلام الكامل يثمر لصاحبه حلاوة الإيمان

- ‌الثامن عشر: الإسلام صراط الله المستقيم

- ‌التاسع عشر: من رضي بالإسلام دينًا أرضاه الله في الدنيا والآخرة

- ‌العشرون: الإسلام هو الدين الذي كمَّله الله ورضيه

- ‌الحادي والعشرون: الإسلام يأمر بكل خير وصلاح، وينهى عن كل شر وضرر

- ‌الثاني والعشرون: اختصّ الإسلام بخصائص عظيمة كريمة، منها:

- ‌1 - الإسلام من عند الله

- ‌2 - شامل لجميع نظم الحياة، وسلوك الإنسان

- ‌3 - عام لكلِّ مُكلَّف من الجن والإنس في كل زمان ومكان

- ‌4 - والإسلام من حيثُ الثواب والعقاب ذو جزاء أخروي

- ‌ المسلك الرابع: نواقض الإسلام

- ‌الأول: الشرك في عبادة الله تعالى

- ‌الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم

- ‌الثالث: من لم يكفِّر المشركين، أو شكّ في كفرهم

- ‌الرابع: من اعتقد أنّ هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكملُ من هديه

- ‌الخامس: من أبغض شيئًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌السادس: من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌التاسع: من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌العاشر: الإعراض عن دين الله لا يتعلمه، ولا يعمل به

- ‌المطلب الثاني: ظلمات الكفر

- ‌ المسلك الأول: مفهوم الكفر

- ‌أولاً: الكفر:

- ‌ثانيًا: الإلحاد:

- ‌ المسلك الثاني: أنواع الكفر

- ‌أولاً: الكفر الأكبر المُخرج من الملّة:

- ‌النوع الأول: كفر التكذيب

- ‌النوع الثاني: كفر الإباء والاستكبار مع التّصديق

- ‌النوع الثالث: كفر الشك، وهو كفر الظنّ

- ‌النوع الرابع: كفر الإعراض

- ‌النوع الخامس: كفر النفاق

- ‌ثانيًا: كفر أصغر لا يُخرج من الملّة:

- ‌ثالثًا: الفروق بين الكفر الأكبر والأصغر:

- ‌ الكفر الأكبر يُخرج من الملّة، والأصغر لا يُخرج من الملّة

- ‌ الكفر الأكبر يُحبط جميع الأعمال، والأصغر لا يُحبطها لكنه يُنقصها

- ‌ الكفر الأكبر يُخلّد في النار، والأصغر لا يُخلّد

- ‌ الكفر الأكبر يُبيح الدم والمال، والكفر الأصغر لا يُبيح الدم والمال

- ‌ الكفر الأكبر يُوجب العداوة بين صاحبه وبين المؤمنين

- ‌ المسلك الثالث: خطورة التكفير

- ‌ المسلك الرابع: أصول المكفِّرات

- ‌أولاً: الكفّار نوعان:

- ‌النوع الأول:

- ‌النوع الثاني:

- ‌ثانيًا: جميع المكفِّرات تدخل تحت نواقض أربعة:

- ‌القسم الأول: القوادح المكفِّرة:

- ‌ الرّدّة بالقول:

- ‌ الرّدّة بالفعل:

- ‌ الرّدّة بالاعتقاد:

- ‌ الرّدّة بالشك:

- ‌القسم الثاني: قوادح دون الكفر:

- ‌ المسلك الخامس: آثار الكفر وأضراره

- ‌أولاً: شرّ الدنيا والآخرة من أضرار الكفر

- ‌ثانياً: الكفر يُسبِّب لصاحبه الضّلال

- ‌ثالثاً: الكفر الأكبر لا يغفره الله لمن مات عليه

- ‌رابعاً: الكفر أعظم أسباب الخزي والعار

- ‌خامساً: يوجب الله لصاحبه النار

- ‌سادساً: يُحبط جميع الأعمال

- ‌سابعاً: يوجب الخلود في النار

- ‌ثامناً: يسبب الطرد والإبعاد من رحمة الله

- ‌تاسعاً: أعظم أسباب غضب الله وأليم عقابه

- ‌عاشراً: الكفر يجعل صاحبه أضيق الناس صدرًا

- ‌الحادي عشر: الكفر يطبع على القلب

- ‌الثاني عشر: الكفر الأكبر يُبيح الدم والمال

- ‌الثالث عشر: الكفر الأكبر يُوجب العداوة بين صاحبه وبين المؤمنين

- ‌الرابع عشر: الكفر الأصغر يُنقص الإيمان ويُضعفه

- ‌المبحث الخامس: نور الإِيمان وظلمات النفاق

- ‌المطلب الأول: نور الإِيمان

- ‌ المسلك الأول: مفهوم الإِيمان

- ‌أولاً: مفهوم الإِيمان: لغةً واصطلاحاً:

- ‌ثانياً: الفرق بين الإِيمان والإسلام:

- ‌ المسلك الثاني: طرق تحصيل الإِيمان وزيادته

- ‌أولاً: معرفة أسماء الله الحسنى

- ‌ثانياً: تدبّر القرآن على وجه العموم

- ‌ثالثاً: معرفة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌رابعاً: معرفة النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة ما هو عليه من الأخلاق العالية

- ‌خامساً: التفكر في الكون:

- ‌سادساً: الإِكثار من ذكر الله في كل وقت

- ‌سابعاً: معرفة محاسن الإسلام

- ‌ثامناً: الاجتهاد في الإِحسان في عبادة الله عز وجل

- ‌تاسعاً: الاتّصاف بصفات المؤمنين

- ‌عاشراً: الدعوة إلى الله وإلى دينه

- ‌الحادي عشر: الابتعاد عن شُعَبِ الكفر والنفاق، والفسوق والعصيان

- ‌الثاني عشر: التقرُّب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض

- ‌الثالث عشر: الخلوة بالله وقت نزوله؛ لمناجاته، وتلاوة كلامه

- ‌الرابع عشر: مجالسة العلماء الصادقين المخلصين

- ‌ المسلك الثالث: ثمرات الإيمان وفوائده

- ‌أولاً: الاغتباط بولاية الله عز وجل

- ‌ثانياً: الفوز برضا الله

- ‌ثالثاً: الإيمان الكامل يمنع من دخول النار

- ‌رابعاً: إن الله يدفع عن الذين آمنوا جميع المكاره

- ‌خامساً: الإيمان يثمر الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة

- ‌سادساً: إن جميع الأعمال والأقوال إنما تصح وتكمل بحسب ما يقوم بقلب صاحبها

- ‌سابعاً: صاحب الإيمان يهديه الله إلى الصراط المستقيم

- ‌ثامناً: الإيمان يثمر محبّة الله للعبد، ويجعل محبّته في قلوب المؤمنين

- ‌تاسعاً: حصول الإمامة في الدين

- ‌عاشراً: حصول رفع الدرجات

- ‌الحادي عشر: حصول البشارة بكرامة الله والأمن التام

- ‌الثاني عشر: يحصل بالإيمان الثواب المضاعف

- ‌الثالث عشر: حصول الفلاح والهدى للمؤمنين

- ‌الرابع عشر: الانتفاع بالمواعظ من ثمرات الإيمان

- ‌الخامس عشر: الإيمان يحمل صاحبه على الشكر في حالة السرَّاء

- ‌السادس عشر: الإيمان الصحيح يدفع الريبة والشك

- ‌السابع عشر: الإيمان بالله عز وجل ملجأ المؤمنين في كل ما يلمُّ بهم:

- ‌الثامن عشر: الإيمان الصحيح يمنع العبد من الوقوع في المُوبقات

- ‌التاسع عشر: خير الخليقة قسمان: هم أهل الإيمان

- ‌ فالناس أربعة أقسام:

- ‌القسم الأول: خير في نفسه، متعدٍ خيره إلى غيره

- ‌القسم الثاني: طيّب في نفسه، صاحب خير

- ‌القسم الثالث: من هو عادم للخير

- ‌القسم الرابع: من هو صاحب شر على نفسه وعلى غيره

- ‌العشرون: الإيمان يثمر الاستخلاف في الأرض

- ‌الحادي والعشرون: الإيمان ينصر الله به العبد

- ‌الثاني والعشرون: الإيمان يثمر للعبد العزّة

- ‌الثالث والعشرون: الإيمان يثمر عدم تسليط الأعداء على المؤمنين

- ‌الرابع والعشرون: الأمن التامّ والاهتداء

- ‌الخامس والعشرون: حفظ سعي المؤمنين

- ‌السادس والعشرون: زيادة الإيمان للمؤمنين

- ‌السابع والعشرون: نجاة المؤمنين

- ‌الثامن والعشرون: الأجر العظيم لأهل الإيمان

- ‌التاسع والعشرون: معيّة الله لأهل الإيمان

- ‌الثلاثون: أهل الإيمان في أمنٍ منَ الخوف والحزن

- ‌الحادي والثلاثون: الأجر الكبير:

- ‌الثاني والثلاثون: الأجر غير الممنون

- ‌الثالث والثلاثون: القرآن إنما هو هُدىً ورحمةٌ للمؤمنين

- ‌الرابع والثلاثون: أهل الإيمان: {لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ

- ‌ المسلك الرابع: شُعَب الإيمان

- ‌الإيمان بالله عز وجل

- ‌الإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام

- ‌الإيمان بالملائكة

- ‌الإيمان بالقرآن الكريم، وجميع الكتب المنزلة

- ‌الإيمان بالقدر خيره وشره

- ‌الإيمان باليوم الآخر

- ‌الإيمان بالبعث بعد الموت

- ‌الإيمان بحشر الناس بعدما يبعثون من قبورهم

- ‌الإيمان بأن دار المؤمنين الجنة، ودار الكافرين النار

- ‌الإيمان بوجوب محبة الله عز وجل

- ‌الإيمان بوجوب الخوف من الله عز وجل

- ‌الإيمان بوجوب الرجاء من الله عز وجل

- ‌الإيمان بوجوب التوكل على الله عز وجل

- ‌الإيمان بوجوب محبّة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الإيمان بوجوب تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حبّ المرء لدينه حتى يكون القذف في النار أحبّ إليه من الكفر

- ‌طلب العلم: وهو معرفة الله، ودينه، ونبيّه صلى الله عليه وسلم بالأدلّة

- ‌نشر العلم، وتعليمه للناس

- ‌تعظيم القرآن الكريم: بتعلّمه، وتعليمه، وحفظ حدوده

- ‌الطهارة والمحافظة على الوضوء

- ‌المحافظة على الصلوات الخمس

- ‌أداء الزكاة

- ‌الصيام: الفرض والنفل

- ‌الاعتكاف

- ‌الحج

- ‌الجهاد في سبيل الله عز وجل

- ‌المرابطة في سبيل الله عز وجل

- ‌الثبات للعدو وترك الفرار من الزّحف

- ‌أداء الخُمس من المغنم إلى الإمام، أو نائبه

- ‌العتق بوجه التقرّب إلى الله عز وجل

- ‌الكفّارات الواجبة بالجنايات

- ‌الإيفاء بالعقود

- ‌تعديد نعم الله عز وجل، وما يجب من شكرها

- ‌حفظ اللسان عمّا لا يُحتاج إليه

- ‌حفظ الأمانات، ووجوب أدائها إلى أهلها

- ‌تحريم قتل النفس، والجنايات عليها

- ‌تحريم الفروج وما يجب فيها من التعفّف

- ‌قبض اليد عن الأموال المحرّمة

- ‌وجوب التورّع في المطاعم والمشارب

- ‌ترك الملابس والزّيّ والأواني المحرّمة والمكروهة

- ‌تحريم الملاعب والملاهي المخالفة للشريعة

- ‌الاقتصاد في النفقة، وتحريم أكل المال بالباطل

- ‌ترك الغلّ والحسد

- ‌تحريم أعراض الناس، وما يلزم من ترك الوقوع فيها

- ‌إخلاص العمل لله عز وجل، وترك الرّياء

- ‌السرور بالحسنة، والاغتمام بالسيئة

- ‌معالجة كلّ ذنبٍ بالتّوبة النصوح

- ‌القرابين وجملتها: الهدي، والأضحية، والعقيقة

- ‌طاعة أولي الأمر

- ‌التمسك بما عليه الجماعة

- ‌الحكم بين الناس بالعدل

- ‌الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر

- ‌التعاون على البر والتقوى

- ‌الحياء

- ‌برّ الوالدين

- ‌صلة الأرحام

- ‌حسن الخلق

- ‌الإحسان إلى المماليك

- ‌حقّ السّادة على المماليك

- ‌القيام بحقوق الأولاد والأهلين

- ‌مقاربة أهل الدين، وموادتهم، وإفشاء السلام

- ‌ردّ السلام

- ‌عيادة المريض

- ‌الصلاة على من مات من أهل القبلة

- ‌تشميت العاطس

- ‌مباعدة الكفار والمفسدين، والغلظة عليهم

- ‌إكرام الجار

- ‌إكرام الضيف

- ‌الستر على أصحاب الذّنوب

- ‌الصبر على المصائب وعما تنزع النفس إليه من لذَّة وشهوةٍ

- ‌الزّهد، وقصر الأمل

- ‌الغيرة، وترك المذاء

- ‌الإعراض عن الغلوّ

- ‌الجود والسّخاء

- ‌رحمة الصغير، وتوقير الكبير

- ‌إصلاح ذات البين

- ‌أن يحبّ المرء لأخيه المسلم ما يحبّ لنفسه

- ‌ المسلك الخامس: صفات المؤمنين

- ‌أولاً: قال الله عز وجل: {وَأَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ *

- ‌ثانياً: قول الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ

- ‌ثالثاً: قال الله عز وجل: {إِنَّ الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ

- ‌رابعاً: قال الله عز وجل: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ *

- ‌المطلب الثاني: ظلمات النفاق

- ‌ المسلك الأول: مفهوم النفاق

- ‌أولاً: مفهوم النفاق لغةً وشرعاً:

- ‌ثانياً: مفهوم الزنديق:

- ‌ المسلك الثاني: أنواع النفاق

- ‌أولاً: النفاق الأكبر:

- ‌ تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌ تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌ بغض الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌بغض بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌المسرَّة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌عدم اعتقاد وجوب تصديقه صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به

- ‌عدم اعتقاد وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم فيما أمر به

- ‌ثانياً: النفاق الأصغر:

- ‌ثالثاً: الفروق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر:

- ‌النفاق الأكبر يُخرج من الملّة

- ‌النفاق الأكبر يُحبط جميع الأعمال

- ‌النفاق الأكبر اختلاف السرّ والعلانية في الاعتقاد

- ‌النفاق الأكبر يُخلّد صاحبه في النار

- ‌النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمن

- ‌النفاق الأكبر في الغالب لا يتوب صاحبه

- ‌ المسلك الثالث: صفات المنافقين

- ‌ ولا شك أن ذكر الله عز وجل لصفات المنافقين فيه فوائد عظيمة، منها:

- ‌وصفات المنافقين كثيرة، منها

- ‌أولاً: قال الله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِالله وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ *

- ‌يُخَادِعُونَ الله وَالَّذِينَ آمَنُوا

- ‌يقولون آمَنَّا بِالله وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ

- ‌فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ

- ‌وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ

- ‌وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ

- ‌وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا

- ‌يشترون الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى

- ‌ثانياً: قال الله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ الله

- ‌حُسن القول المُعجب الذي يكون له وقع في القلوب

- ‌توسيط الله بجعله شاهداً على هذا القول

- ‌المهارة في الجدل، وقوة الإقناع

- ‌إذا اختفى عن الناس وذهب عنهم وانصرف

- ‌إذا أُمر بتقوى الله تكبّر، وأخذته العزّة بالإثم

- ‌ثالثاً: قال الله عز وجل: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا *

- ‌أنهم يوالون الكفار، ويحبّونهم وينصرونهم

- ‌يعتزّون بالكفّار، ويستنصرون بهم

- ‌رابعاً: قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ‌‌ يُخَادِعُونَ الله وَهُوَ خَادِعُهُمْ

- ‌ يُخَادِعُونَ الله وَهُوَ خَادِعُهُمْ

- ‌إِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلَاةِ قَامُواْ كُسَالَى

- ‌لَا يَذْكُرُونَ الله إِلَاّ قَلِيلاً *

- ‌يراؤن الناس بأعمالهم

- ‌متردِّدون بين فريقٍ من المؤمنين وفريقٍ من الكافرين

- ‌خامساً: قال الله تعالى في شأن المنافقين: {قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ

- ‌ كَفَرُواْ بِالله وَبِرَسُولِهِ

- ‌لَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَاّ وَهُمْ كُسَالَى

- ‌لَا يُنفِقُونَ إِلَاّ وَهُمْ كَارِهُونَ}

- ‌وصفهم الله بالفسق

- ‌سادساً: قال الله عز وجل: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم

- ‌سابعاً: قال الله عز وجل: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ

- ‌ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ *

- ‌المنافقون بعضهم من بعض: يتولّى بعضهم بعضاً

- ‌يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف

- ‌يقبضون أيديهم عن الصدقة وطرق الإحسان

- ‌نسوا الله فلا يذكرونه إلا قليلاً، فنسيهم

- ‌ثامناً: قال الله عز وجل: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ

- ‌يلمزون المطوّعين في الصدقات:

- ‌السخرية بالمؤمنين

- ‌كفروا بالله ورسوله

- ‌تاسعاً: قال الله عز وجل: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ

- ‌عاشراً: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس

- ‌تأخير الصلاة عن وقتها

- ‌ينقر الصلاة، ولا يذكر الله فيها إلا قليلاً

- ‌الحادي عشر: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء

- ‌ صفات المنافقين إجمالاً

- ‌يدَّعون الإيمان، وهم كاذبون

- ‌يخادعون الله والذين آمنوا، وما يخدعون إلا أنفسهم

- ‌في قلوبهم مرض، فزادهم الله مرضاً

- ‌يدَّعون الإصلاح، وهم المفسدون

- ‌يرمون المؤمنين بالسَّفَه

- ‌يستهزئون بالمؤمنين، ويسخرون منهم

- ‌يشترون الضلالة بالهدى

- ‌قولهم حسن، وهم ألدُّ الخصام

- ‌يُشهدون الله على ما في قلوبهم، وهم كاذبون

- ‌ماهرون في الجدل بالباطل

- ‌إذا اختفوا عن الناس اجتهدوا في الباطل

- ‌إذا قيل لهم اتّقوا الله أخذتهم العزة بالإثم

- ‌يوالون الكفار، وينصرونهم، ويخدمونهم

- ‌يعتزّون بالكفار، ويستنصرون بهم

- ‌إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى

- ‌يراؤن الناس بأعمالهم

- ‌لا يذكرون الله إلا قليلاً

- ‌متردِّدون بين الكفار والمؤمنين

- ‌يكفرون بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌المنافقون هم الفاسقون

- ‌لا ينفقون إلا وهم كارهون

- ‌المنافقون يتولّى بعضهم بعضاً

- ‌يقبضون أيديهم فلا ينفقون في طرق الخير

- ‌يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف

- ‌نسوا الله فنسيهم

- ‌يلمزون المطوّعين من المؤمنين في الصدقات

- ‌يؤخّرون الصلاة عن وقتها

- ‌ينقرون الصلاة، ولا يذكرون الله فيها إلا قليلاً

- ‌أثقل الصلوات عليهم العشاء والفجر

- ‌يتأخّرون عن صلاة الجماعة

- ‌قلوبهم قاسية، وعقولهم قاصرة

- ‌لم يرضوا بالإسلام ديناً

- ‌يأخذون من الدين ما وافق رغباتهم

- ‌يقولون ما لا يفعلون

- ‌يُظهرون الشجاعة في السلم، وجبناء في الحرب

- ‌لا يتحاكمون إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌يجدون الحرج والضيق في أنفسهم من حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌يُخذِّلون المؤمنين عن الجهاد

- ‌ييأسون من رحمة الله، وينقطع أملهم في نصره

- ‌يقصدون بجهادهم الدنيا، وإذا يئسوا من ذلك تثاقلوا

- ‌يفجرون في المخاصمة

- ‌يحاربون الإسلام وأهله عن طريق الخفية والتسمِّي به

- ‌لا يهمّهم إلا مصالحهم الذاتية

- ‌يطعنون في العلماء المخلصين بالكذب وتغيير الحقائق

- ‌يُثيرون الشبهات حول الإسلام، ليصدّوا الناس عن الدخول فيه

- ‌يُبغضون أنصار الدين

- ‌يكذبون في الحديث

- ‌يخونون الله ورسوله والمؤمنين

- ‌يُخلفون الوعد

- ‌لكل واحد منهم وجهان: وجه للمؤمنين، ووجه لأعداء الدين

- ‌لا يعقلون ما ينفعهم، ولا يسمعون ما يُفيدهم

- ‌تسبق يمين أحدهم كلامه

- ‌قلوبهم عن الخير لاهية، وأجسادهم إليه ساعية

- ‌أخبث الناس قلوباً، وأحسنهم أجساماً

- ‌يُسِرُّون سرائر النفاق، فأظهرها الله على وجوههم وألسنتهم

- ‌ينقضون العهد من أجل الدنيا

- ‌يسخرون بالقرآن الكريم

- ‌ المسلك الرابع: آثار النفاق وأضراره:

- ‌النفاق الأكبر يسبّب الخوف والرّعب

- ‌النفاق الأكبر يُوجب لعنة الله تعالى

- ‌النفاق الأكبر يُخرج صاحبه من الإسلام

- ‌النفاق الأكبر لا يغفره الله إذا مات عليه صاحبه

- ‌النفاق الأكبر يوجب لصاحبه النار

- ‌النفاق الأكبر يُخلِّد صاحبه في النار

- ‌النفاق الأكبر يُسبّب نسيان الله لصاحبه

- ‌النفاق الأكبر يُحبط جميع الأعمال

- ‌النفاق الأكبر يُطفئ الله نور أصحابه يوم القيامة

- ‌النفاق الأكبر يَحرِمُ العبد دعاء المؤمنين والصلاة عليه عند موته

- ‌النفاق الأكبر يُسبّب عذاب الدنيا والآخرة

- ‌النفاق الأكبر إذا أظهره صاحبه وأعلنه كان مرتدّاً

- ‌النفاق الأكبر إذا أظهر صاحبه كفره يُوجب العداوة بين صاحبه والمؤمنين

- ‌النفاق الأصغر، وهو النفاق العملي، ينقص الإيمان

- ‌النفاق الأصغر صاحبه على خطر

- ‌المبحث السادس: نور السنة وظلمات البدعة

- ‌المطلب الأول: نور السنة

- ‌ المسلك الأول: مفهومها:

- ‌أولاً: مفهوم العقيدة لغةً واصطلاحاً:

- ‌ثانياً: مفهوم أهل السنة:

- ‌السنة في اللغة: الطريقة والسيرة، حسنة كانت أم قبيحة

- ‌والسنة في اصطلاح علماء العقيدة الإسلامية:

- ‌ثالثاً: مفهوم الجماعة:

- ‌الجماعة في اللغة:

- ‌والجماعة في اصطلاح علماء العقيدة الإسلامية:

- ‌ المسلك الثاني: أسماء أهل السُّنَّةِ وصِفَاتِهم:

- ‌1 - أهل السنة والجماعة:

- ‌2 - الفرقة الناجية:

- ‌3 - الطائفة المنصورة:

- ‌4 - المعتصمون المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله

- ‌5 - هم القدوة الصالحة الذين يهدون إلى الحق وبه يعملون

- ‌6 - أهل السنة خيار الناس ينهون عن البدع وأهلها

- ‌7 - أهل السنة هم الغرباء إذا فسد الناس:

- ‌8 - أهل السنة هم الذين يحملون العلم:

- ‌9 - أهل السنة هم الذين يحزنُ الناسُ لفراقهم:

- ‌ المسلك الثالث: السنة نعمةٌ مطلقة:

- ‌النعمة نعمتان: نعمة مطلقة، ونعمة مقيدة:

- ‌أولاً: النعمة المطلقة:

- ‌ثانياً: النعمة المقيدة:

- ‌ المسلك الرابع: منزلة‌‌ السنة:

- ‌ السنة:

- ‌ المسلك الخامس: منزلة صاحب السنة وصاحب البدعة:

- ‌أولاً: منزلة صاحب السنة:

- ‌ثانياً: علامات أهل السنة

- ‌ثالثًا: منزلة صاحب البدعة:

- ‌المطلب الثاني: ظلمات البدعة

- ‌ المسلك الأول: مفهومها:

- ‌ المسلك الثاني: شروط قبول العمل:

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثاني:

- ‌ المسلك الثالث: ذم البدعة في الدين:

- ‌أولاً: من القرآن:

- ‌ثانياً: من السنة النبوية:

- ‌ثالثاً: من أقوال الصحابة رضي الله عنهم في البدع:

- ‌رابعاً: من أقوال التابعين وأتباعهم بإحسان:

- ‌خامساً: البدع مذمومة من وجوه:

- ‌ المسلك الرابع: أسباب البدع:

- ‌أولاً: الجهل

- ‌ثانياً: اتباع الهوى

- ‌ثالثاً: التعلق بالشبهات:

- ‌رابعاً: الاعتماد على العقل المجرَّد

- ‌خامساً: التقليد والتعصب:

- ‌سادساً: مخالطة أهل الشر ومجالستهم

- ‌سابعاً: سكوت العلماء وكتم العلم

- ‌ثامناً: التشبه بالكفار وتقليدهم

- ‌تاسعاً: الاعتماد على الأحاديث الضعيفة والموضوعة

- ‌عاشراً: الغلو أعظم أسباب انتشار البدع

- ‌ المسلك الخامس: أقسام البدع:

- ‌القسم الأول: البدعة الحقيقية والإضافية:

- ‌1 - البدعة الحقيقية:

- ‌2 - البدعة الإضافية: وهي التي لها جهتان أو شائبتان:

- ‌إحداهما: لها من الأدلة متعلَّق، فلا تكون من تلك الجهة بدعة

- ‌والأخرى: ليس لها متعلَّق إلا مثل ما للبدعة الحقيقية:

- ‌القسم الثاني: البدعة الفعلية والتَّركية:

- ‌1 - البدعة الفعلية:

- ‌2 - البدعة التَّركية:

- ‌أما إن كان الترك تديُّناً فهو الابتداع في الدين

- ‌القسم الثالث: البدعة القولية الاعتقادية، والبدعة العملية:

- ‌1 - البدعة القولية الاعتقادية:

- ‌2 - البدعة العملية وهي أنواع:

- ‌النوع الأول: بدعة في أصل العبادة

- ‌النوع الثاني: ما يكون من الزيادة على العبادة المشروعة

- ‌النوع الثالث: ما يكون في صفة أداء العبادة

- ‌النوع الرابع: ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع:

- ‌ المسلك السادس: حكم البدعة في الدين:

- ‌فمنها: ما هو كفر:

- ‌ومنها: ما هو من وسائل الشرك:

- ‌ومنها: ما هو من المعاصي:

- ‌1 - من جهة كون صاحب البدعة مُدَّعياً للاجتهاد أو مقلداً

- ‌2 - من جهة وقوعها في الضروريات:

- ‌3 - من جهة كون صاحبها مستتراً بها أو معلناً

- ‌4 - من جهة كونه داعياً إليها أو غير داعٍ لها

- ‌5 - من جهة كونه خارجاً على أهل السنة أو غير خارج

- ‌6 - من جهة كون البدعة حقيقية أو إضافية

- ‌7 - من جهة كون البدعة بيِّنة أو مشكلة

- ‌8 - من جهة كون البدعة كفراً أو غير كفر

- ‌9 - من جهة الإصرار على البدعة أو عدمه

- ‌ البدع تنقسم على حسب مراتبها في الإثم إلى ثلاثة أقسام:

- ‌القسم الأول: كفر بواح

- ‌القسم الثاني: كبيرة من كبائر الذنوب

- ‌القسم الثالث: صغيرة من صغائر الذنوب

- ‌الشرط الأول: لا يداوم عليها، فإن المداومة تنقلها إلى كبيرة في حقه

- ‌الشرط الثاني: لا يدعو إليها؛ فإن ذلك يعظم الذنب لكثرة العمل بها

- ‌الشرط الثالث: لا يفعلها في مجتمعات الناس، ولا في المواضع التي تقام فيها السنن

- ‌الشرط الرابع: لا يستصغرها ولا يستحقرها

- ‌ومنهم من قسم البدع إلى أقسام أحكام الشريعة الخمسة:

- ‌ المسلك السابع: أنواع البدع عند القبور:

- ‌النوع الأول: من يسأل الميت حاجته

- ‌النوع الثاني: أن يسأل الله تعالى بالميت

- ‌النوع الثالث: أن يظن أن الدعاء عند القبور مستجاب

- ‌ المسلك الثامن: البدع المنتشرة المعاصرة:

- ‌أولاً: بدعة الاحتفال بالمولد النبوي:

- ‌أولاً: الاحتفال بالمولد من البدع المحدثة في الدين

- ‌ثانياً: الخلفاء الراشدون ومن معهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفلوا بالمولد

- ‌ثالثاً: الاحتفال بالمولد من سنة أهل الزيغ والضلال

- ‌رابعاً: إن الله عز وجل قد كمَّل الدين

- ‌خامساً: إحداث مثل هذه الموالد البدعية يُفهم منه أن الله تعالى لم يُكمل الدين

- ‌سادساً: صرّح علماء الإسلام المحقّقون بإنكار الموالد

- ‌سابعاً: إن الاحتفال بالمولد لا يحقّق محبّة الرسول

- ‌ثامناً: الاحتفال بالمولد النبوي، واتخاذه عيداً فيه تشبه باليهود

- ‌تاسعاً: العاقل لا يغترّ بكثرة من يحتفل بالمولد من الناس في سائر البلدان

- ‌عاشراً: القاعدة الشرعية: ردّ ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله

- ‌الحادي عشر: إن المشروع للمسلم يوم الإثنين أن يصوم إذا أحبّ

- ‌الثاني عشر: عيد المولد النبوي لا يخلو من وقوع المنكرات والمفاسد غالباً

- ‌1 - أكثر القصائد والمدائح التي يتغنَّى بها أهل المولد لا تخلو من ألفاظ شركية

- ‌2 - يحصل في الاحتفالات بالموالد في الغالب بعض المحرمات الأخرى:

- ‌3 - يحصل عمل قبيح في الاحتفال بمولد النبي

- ‌ثانياً: بدعة الاحتفال بأول ليلة جمعة من شهر رجب:

- ‌تلخيصٍ لكلام الإمام أبي شامة في بطلان صلاة الرغائب ومفاسدها

- ‌1 - مما يدلّ على ابتداع هذه الصلاة أن العلماء الذين هم أعلام الدين وأئمة المسلمين:

- ‌2 - هذه الصلاة مخالفة للشرع من وجوهٍ ثلاثة:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌المفسدة الأولى: اعتماد العوام على ما جاء في فضلها وتكفيرها

- ‌أحدهما: التفريط في الفرائض

- ‌والثاني: الانهماك في المعاصي

- ‌المفسدة الثانية: أن فعل البدع مما يغري المبتدعين في إضلال

- ‌المفسدة الثالثة: أن الرجل العالم إذا فعل هذه البدعة كان موهماً للعامة أنها من السنن

- ‌المفسدة الرابعة: أن العالم إذا صلَّى هذه الصلاة المبتدعة كان متسبِّباً إلى أن تكذب العامة

- ‌الوجه الثالث: أن هذه الصلاة البدعية مشتملة على مخالفة سنن الشرع

- ‌الأمر الأول: مخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة بسبب عدد السجدات

- ‌الأمر الثاني: مخالفة لسنة خشوع القلب وخضوعه

- ‌الأمر الثالث: مخالفة لسنة النوافل في البيوت

- ‌الأمر الرابع: أن من كمال هذه الصلاة البدعية عند واضعيها صيام يوم الخميس ذلك اليوم

- ‌الأمر الخامس: أن سجدتي هذه الصلاة بعد الفراغ منها

- ‌ثالثاً: بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج:

- ‌وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء لا يُحتفَل بها

- ‌أولاً: هذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأتِ خبر صحيح في تحديدها

- ‌ثانياً: لا يعرف عن أحد من المسلمين:

- ‌ثالثاً: قد أكمل الله لهذه الأمة دينها، وأتمّ النعمة

- ‌رابعاً: حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من البدع

- ‌رابعاً: الاحتفال بليلة النصف من شعبان:

- ‌اختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين:

- ‌أحدهما: أنه يستحب إحياؤها جماعةً في المساجد

- ‌والثاني: أنه يُكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة، والقصص، والدعاء

- ‌خامساً: التبرّك:

- ‌التّبرُّك: هو طلب البركة، والتبرّك بالشيء: طلب البركة بواسطته

- ‌ المقصود بالبركة عدة أمور، منها:

- ‌1 - ثبوت الخير ودوامه

- ‌2 - كثرة الخير وزيادته، واستمراره شيئاً بعد شيء

- ‌3 - وتبارك لا يوصف بها إلا الله، ولا تسند إلا إليه

- ‌والأمور المباركة أنواع، منها:

- ‌1 - القرآن الكريم مبارك:

- ‌2 - الرسول صلى الله عليه وسلم مبارك، جعل الله فيه البركة، وهذه البركة نوعان:

- ‌(أ) بركة معنوية: وهي ما يحصل من بركات رسالته في الدنيا والآخرة

- ‌(ب) بركة حسّيّة، وهي على نوعين:

- ‌النوع الأول: بركة في أفعاله صلى الله عليه وسلم

- ‌النوع الثاني: بركة في ذاته، وآثاره الحسية:

- ‌والتبرّك المشروع يكون بأمور، منها ما يأتي:

- ‌1 - التبرّك بذكر الله، وتلاوة القرآن الكريم

- ‌2 - التبرّك المشروع بذات النبي صلى الله عليه وسلم في حياته

- ‌3 - التبرّك بشرب ماء زمزم

- ‌4 - التبرّك بماء المطر

- ‌والتبرّك الممنوع منه ما يأتي:

- ‌1 - التبرّك بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ممنوع إلا في أمرين:

- ‌الأمر الأول: الإيمان به، وطاعته واتباعه

- ‌الأمر الثاني: التبرك بما بقي من أشياء منفصلة عنه صلى الله عليه وسلم: كثيابه، أو شعره، أو آنيته

- ‌2 - من التبرك الممنوع: التبرك بالصالحين

- ‌3 - من التبرك الممنوع: التبرك بالجبال والمواضع

- ‌وأسباب التبرك الممنوع: الجهل بالدين، والغلو في الصالحين، والتشبه بالكفار

- ‌وآثار التبرك الممنوع كثيرة منها: الشرك الأكبر

- ‌ومن آثار التبرّك الممنوع الابتداع في الدين، واقتراف المعاصي

- ‌أما وسائل مقاومة التبرك الممنوع، فمنها: نشر العلم، والدعوة إلى منهج الحق

- ‌سادساً: بدع منكرة مختلفة، كثيرة جداً:

- ‌1 - الجهر بالنيّة:

- ‌2 - الذكر الجماعي بعد الصلوات

- ‌3 - طلب قراءة الفاتحة على أرواح الأموات

- ‌4 - إقامة المآتم على الأموات، وصناعة الأطعمة، واستئجار المقرئين

- ‌5 - الأذكار الصوفية بأنواعها التي تخالف هدي محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - البناء على القبور: واتخاذها مساجد، وبناء المساجد عليها

- ‌ المسلك التاسع: توبة المبتدع:

- ‌ المسلك العاشر: آثار البدع وأضرارها:

- ‌1 - البدع بريد الكفر

- ‌2 - القول على الله بغير علم

- ‌3 - بُغض المبتدعة للسنة وأهلها

- ‌4 - رد عمل المبتدع

- ‌5 - سوء عاقبة المبتدع

- ‌6 - انعكاس فهم المبتدع، فيرى الحسنة سيئة، والسيئة حسنة

- ‌7 - عدم قبول شهادة المبتدع وروايته

- ‌8 - المبتدعة أكثر من يقع في الفتن

- ‌9 - المبتدع استدرك على الشريعة

- ‌10 - المبتدع يلتبس عليه الحقّ بالباطل

- ‌11 - المبتدع يحمل إثمه، وإثم من تبعه

- ‌12 - البدعة تُدخِل صاحبها في اللعنة

- ‌13 - المبتدع يحال بينه وبين الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم، يوم القيامة

- ‌14 - المبتدع مُعْرِضٌ عن ذكر الله

- ‌15 - المبتدعة يكتمون الحقّ، ويُخفونه على أتباعهم

- ‌16 - عمل المبتدع يُنَفِّر عن الإسلام

- ‌17 - المبتدع يفرّق الأمة؛ فإنه ببدعته يفرّق هو وأتباعه المسلمين

- ‌18 - المبتدع المجاهر ببدعته تجوز غيبته؛ لتحذير الأمة من بدعته

- ‌19 - المبتدع متبع لهواه معاند للشرع، ومشاقّ له

- ‌20 - المبتدع قد نزَّل نفسه منزلة المضاهي للشارع

- ‌المبحث السابع: نور التقوى وظلمات المعاصي

- ‌المطلب الأول: نور التقوى وثمراتها

- ‌ المسلك الأول: مفهوم التقوى:

- ‌التقوى لغة:

- ‌وأصل التقوى:

- ‌ المسلك الثاني: أهمية التقوى:

- ‌أولاً: أن الله عز وجل أوصى الأوّلين والآخرين بالتقوى

- ‌ثانياً: أمر الله عز وجل بالتقوى، وأوجب العمل بها على عباده في آيات كثيرة، منها:

- ‌ثالثاً: أمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالتقوى، وحث عليها في أحاديث كثيرة، منها:

- ‌رابعاً: أكثر ما يُدخل الجنةَ التقوى

- ‌خامساً: التقوى أهم من اللباس الحسّي الذي لا غنى للإنسان عنه

- ‌سادساً: التقوى أهم من الطعام والشراب

- ‌ المسلك الثالث: صفات المتقين:

- ‌أولاً: قال الله عز وجل: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*

- ‌ثانياً: قال الله عز وجل: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ

- ‌ثالثاً: قال الله عز وجل بعد أن بيّن أن الشهوات زُيِّنت للناس: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ

- ‌رابعاً: قال الله عز وجل: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ

- ‌خامساً: قال الله عز وجل: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *

- ‌ المسلك الرابع: ثمرات التقوى:

- ‌أولاً: الانتفاع بالقرآن الكريم، والفوز بهداية الإرشاد، وهداية التوفيق

- ‌ثانياً: معيّة الله مع المتقين

- ‌ثالثاً: المكانة العالية عند الله يوم القيامة

- ‌رابعاً: التوفيق لنيل العلم النافع وتحصيله

- ‌خامساً: التقوى تثمر دخول الجنة وما فيها من أنواع النعيم

- ‌سادساً: محبة الله للمتقين

- ‌سابعاً: عدم الخوف من ضرر وكيد الأعداء

- ‌ثامناً: التقوى سبب لنزول المدد من السماء

- ‌تاسعاً: التقوى تثمر عدم العدوان، وعدم إيذاء عباد الله

- ‌عاشراً: قبول الأعمال الصالحة، قال الله عز وجل: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقِينَ}

- ‌الحادي عشر: حصول الفلاح؛ لأن من اتقى الله أفلح كل الفلاح

- ‌الثاني عشر: التقوى تمنع صاحبها الزيغ والضلال بعد الهداية

- ‌الثالث عشر: السلامة من الخوف والحزن، فمن اتقى ما حرّم الله عليه:

- ‌الرابع عشر: التقوى تثمر البركات من السماء والأرض

- ‌الخامس عشر: الحصول على رحمة الله عز وجل

- ‌السادس عشر: التقوى تثمر الفوز بولاية الله

- ‌السابع عشر: التقوى تثمر توفيق صاحبها للتفريق بين الحق والباطل

- ‌الثامن عشر: التقوى تثمر حماية الإنسان من ضرر الشيطان

- ‌التاسع عشر: البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة

- ‌العشرون: حفظ الأجر؛ فإنه من يتقي فعل ما حرم الله، ويصبر على الطاعات

- ‌الحادي والعشرون: العاقبة الحميدة الحسنة في الدنيا والآخرة للمتقين

- ‌الثاني والعشرون: الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة للمتقين

- ‌الثالث والعشرون: التقوى تفرق بين المؤمنين والفجار

- ‌الرابع والعشرون: التقوى سبب لتعظيم شعائر الله

- ‌الخامس والعشرون: التقوى تصلح بها الأعمال وتُقبل

- ‌السادس والعشرون: التقوى سببٌ للإكرام عند الله

- ‌السابع والعشرون: التقوى يحصل بها الفرج والمخرج من كل شدة ومشقة وكرب

- ‌الثامن والعشرون: التقوى يحصل بها تيسير الأمور

- ‌التاسع والعشرون: التقوى تُكفّر بها السيئات

- ‌الثلاثون: التقوى تثمر الاهتداء والاتعاظ للمتقين

- ‌المطلب الثاني: ظلمات المعاصي وأضرارها

- ‌ المسلك الأول: مفهوم المعاصي وأسماؤها:

- ‌أولاً: مفهوم المعاصي:

- ‌المعاصي لغة:

- ‌والمعاصي في الاصطلاح الشرعي:

- ‌ثانياً: أسماء المعاصي:

- ‌1 - الفسوق والعصيان

- ‌2 - الحُوب

- ‌3 - الذنب

- ‌4 - الخطيئة

- ‌5 - السيئة

- ‌6 - الإثم

- ‌7 - الفساد

- ‌8 - العتوّ

- ‌ المسلك الثاني: أسباب المعاصي:

- ‌النوع الأول: الابتلاء والاختبار، ومن ذلك:

- ‌1 - الابتلاء بالخير والشر

- ‌2 - الابتلاء بالمال والولد

- ‌3 - وقد تكون الفتنة أعمَّ مما تقدّم

- ‌النوع الثاني: أسباب الوقوع في المعاصي، ومنها:

- ‌1 - ضعف الإيمان واليقين بالله

- ‌2 - الشبهات

- ‌3 - الشهوات

- ‌4 - الشيطان من أعظم أسباب وقوع المعاصي:

- ‌والشيطان يريد أن يظفر بالإنسان في عقبة من سبع عقبات

- ‌العقبة الأولى: عقبة الكفر والشرك بالله وبدينه، ولقائه، وبصفات كماله

- ‌العقبة الثانية: عقبة البدعة

- ‌العقبة الثالثة: عقبة الكبائر

- ‌العقبة الرابعة: عقبة الصغائر

- ‌العقبة الخامسة: عقبة المباحات التي لا حرج فيها

- ‌العقبة السادسة: عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات

- ‌العقبة السابعة: تسليط جنده عليه بأنواع الأذى، باليد، واللسان

- ‌ المسلك الثالث: مداخل المعاصي:

- ‌أولاً: النفس الأمارة يدخل عليها الشيطان وأعوانه وجنوده من مرادها

- ‌ الشيطان وجنوده ملكوا ستة ثغور يدخلون منها على القلب

- ‌ثانياً: أبواب الشيطان التي يُدخِل الناسَ معها إلى النار ثلاثة:

- ‌ثالثاً: طرق الشيطان على الإنسان من ثلاث جهات:

- ‌الجهة الأولى: التزيّد والإسراف

- ‌الجهة الثانية: الغفلة

- ‌الجهة الثالثة: تكلف ما لا يعنيه من جميع الأشياء

- ‌رابعاً: المداخل التي من حفظها نجا من المهالك

- ‌1 - النظرة:

- ‌2 - الخطرة:

- ‌والخطرات المحمودة أقسام تدور على أربعة أصول:

- ‌ خطرات يستجلب بها العبد منافع دنياه

- ‌ وخطرات يستدفع بها مضارّ دنياه

- ‌ وخطرات يستجلب بها مصالح آخرته

- ‌ وخطرات يستدفع بها مضارّ آخرته

- ‌3 - اللفظة:

- ‌4 - الخطوة:

- ‌ المسلك الرابع: أصول المعاصي:

- ‌1 - الكِبْر: وهو الذي أصار إبليس إلى ما أصاره

- ‌2 - الحِرْص: وهو الذي أخرج آدم من الجنة

- ‌3 - الحَسَد: وهو الذي جرَّأَ أحد ابني آدم على أخيه

- ‌ أصول المعاصي كلها كبارها وصغارها ثلاثة:

- ‌1 - تعلق القلب بغير الله

- ‌2 - طاعة القوة الغضبية، وهي الظلم، وغاية ذلك القتل

- ‌3 - طاعة القوة الشهوانية، وهي الفواحش، وغاية ذلك الزنا

- ‌ أركان الكفر أربعة:

- ‌1 - الكبر

- ‌2 - الحسد

- ‌3 - الغضب

- ‌4 - الشهوة

- ‌ المسلك الخامس: أقسام المعاصي:

- ‌القسم الأول: الذنوب الملكية

- ‌القسم الثاني: الذنوب الشيطانية

- ‌القسم الثالث: الذنوب السبعية

- ‌القسم الرابع: الذنوب البهيمية

- ‌ المسلك السادس: أنواع المعاصي:

- ‌1 - الإصرار والمداومة عليها

- ‌2 - استصغار المعصية واحتقارها

- ‌3 - الفرح بالصغيرة والافتخار بها

- ‌4 - أن يكون عالماً يُقتدى به

- ‌5 - إذا فعل الذنب ثم جاهر به

- ‌ المسلك السابع: آثار المعاصي على الفرد والمجتمع:

- ‌أولاً: آثار المعاصي على الفرد: أنواع، منها:

- ‌النوع الأول: آثارها على القلب:

- ‌1 - ضرر المعاصي على القلب كضرر السموم على الأبدان

- ‌2 - حرمان العلم

- ‌3 - الوحشة في القلب بأنواعها:

- ‌5 - تُوهن القلب وتُضعفه:

- ‌6 - تحجب القلب عن الربّ في الدنيا

- ‌7 - يألف المعصية، فينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة

- ‌8 - هوان المعاصي على المصرّين عليها

- ‌9 - تُورث الذلّ، فإنّ العزّ كلّ العزّ في طاعة الله عز وجل

- ‌10 - تُفسد العقل وتُؤثر فيه

- ‌11 - تطبع على القلب، فإذا تكاثرت طبعت على قلب صاحبها فكان من الغافلين

- ‌12 - الذنوب تطفئ غيرة القلب

- ‌13 - الذنوب تذهب الحياء من القلب

- ‌14 - المعاصي تلقي الخوف والرعب في القلوب

- ‌15 - تُمْرِضُ القلب، وتَصْرِفُهُ عن صحته واستقامته إلى مرضه وانحرافه

- ‌16 - المعاصي تُصغّر النفوس، وتقمعها، وتدسِّيها

- ‌17 - خسف القلب ومسخه

- ‌18 - المعاصي تُنكّس القلب حتى يرى الباطل حقاً والحق باطلاً

- ‌19 - تُضَيِّق الصدر، فالذي يقع في الجرائم

- ‌الوجه الثاني: آثار المعاصي على الدين:

- ‌20 [1] تزرع المعاصي أمثالها

- ‌21 [2] تَحْرِمُ الطاعة وتُثَبِّطُ عنها

- ‌22 [3] المعصية سبب لهوان العبد العاصي على الله وسقوطه من عينه

- ‌23 [4] تُدخل الذنوب العبد تحت لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌24 [5] حرمان دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم والملائكة

- ‌25 [6] المعاصي تُسبّب نسيان الله لعبده ونسيان العبد نفسه

- ‌26 [7] تخرج صاحبها من دائرة الإحسان

- ‌27 [8] تفوِّت ثواب المؤمنين

- ‌28 [9] توجب القطيعة بين العبد والرب

- ‌29 [10] المعاصي تجعل صاحبها أسيراً للشيطان

- ‌30 [11] المعاصي تجعل صاحبها من السفلة

- ‌31 [12] تُسْقِط الكرامة، من عقوبات المعاصي:

- ‌32 [13] كراهية الله للعاصي

- ‌النوع الثالث: آثار المعاصي على البدن:

- ‌33 [1] العقوبات الشرعية

- ‌34 [2] العقوبات القدريّة، وهي نوعان:

- ‌ فالعقوبات القدرية على القلوب:

- ‌والعقوبات على الأبدان نوعان:

- ‌والخلاصة أن العقوبات القدريّة:

- ‌35 [3] والمعاصي تُوهن البدن

- ‌النوع الرابع: آثار المعاصي على الرزق:

- ‌36 [1] المعاصي تحرم الرزق

- ‌37 [2] تُزيل النعم، فالمعاصي تُزيل النعم، وتحلّ النقم

- ‌38 [3] تزيل البركة في المال، وقد تُتلفه

- ‌النوع الخامس: آثار المعاصي العامة على الفرد:

- ‌39 [1] تمحق البركات:

- ‌40 [2] المعاصي مجلبة للذمّ

- ‌41 [3] المعاصي تجرِّئ على الإنسان أعداءه

- ‌42 [4] تضعف العبد أمام نفسه

- ‌43 [5] مكر الله بالماكر، ومُخادعته للمُخادع، واستهزاؤه بالمستهزئ

- ‌44 [6] المعيشة الضنك في الدنيا وفي البرزخ

- ‌45 [7] تعسير أموره عليه، وهذا من أعظم ما يصيب العاصي

- ‌46 [8] تُقصِّر المعاصي العمر، وتمحق بركته ولابدّ

- ‌47 [9] يرفع الله مهابة العاصي من قلوب الخلق

- ‌النوع السادس: آثار المعاصي على الأعمال:

- ‌48 [1] عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لأعلمنَّ أقواماً

- ‌ثانياً: آثار المعاصي على المجتمع:

- ‌50 [1] إهلاك الأمم بسبب المعاصي

- ‌51 [2] إزالة النعم، فالمعاصي تزيل النعم بأنواعها

- ‌النوع الأول: نعمة الإيمان، وهي أعظم النعم على الإطلاق

- ‌النوع الثاني: نعمة المال والرزق الحلال

- ‌النوع الثالث: نعمة الأولاد

- ‌النوع الرابع: نعمة الأمن في الأوطان

- ‌النوع الخامس: نعمة العافية في الأبدان

- ‌52 [3] نزول العقوبات العامة المهلكة، ومنها ما يأتي:

- ‌أ - ظهور الطاعون

- ‌ب - نزول الأوجاع التي لم تكن في الأسلاف الذين مضوا

- ‌ج - الأخذ بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان

- ‌د - منع القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا

- ‌هـ - تسليط الأعداء

- ‌53 [4] حلول الهزائم

- ‌54 [5] المعاصي مواريث الأمم الظالمة

- ‌55 [6] المعاصي تؤثر حتى على الدوابّ، والأشجار، والأرض وعلى المخلوقات

- ‌56 [7] تسبب عذاب القبر، وعذاب يوم القيامة

- ‌ المسلك الثامن: العلاج:

- ‌أولاً: التوبة النصوح والاستغفار من جميع الذنوب كبيرها وصغيرها

- ‌التوبة لها فضائل عظيمة يجنيها التائب، ومنها على سبيل المثال ما يأتي:

- ‌1 - محبّة الله للتوّابين، قال الله عز وجل: {إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}

- ‌2 - فرح الله عز وجل بتوبة عبده إليه

- ‌3 - تبديل الله عز وجل السيئات حسنات

- ‌4 - التوبة الخالصة الصادقة من جميع الذنوب يدخل الله صاحبها الجنة

- ‌والتوبة لها شروط وأركان لا تُقبل إلا بها، وهي:

- ‌أ- الإقلاع عن المعصية وتركها

- ‌ب - العزيمة على عدم العودة إليها أبداً

- ‌ج - الندم على فعلها

- ‌د - إن كانت المعصية في حق آدمي فلها شرط أو ركن رابع

- ‌ثانياً: تقوى الله عز وجل، في السر والعلن

- ‌ثالثاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌رابعاً: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، في جميع الاعتقادات، والأقوال والأفعال

- ‌خامساً: الدعاء والالتجاء إلى الله عز وجل

- ‌1 - الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب

- ‌2 - الدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء:

- ‌3 - مقامات الدعاء مع البلاء ثلاثة:

- ‌المقام الأول: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه

- ‌المقام الثاني: أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد

- ‌المقام الثالث: أن يتقاوما، ويمنع كل واحد منهما صاحبه

- ‌4 - الإلحاح في الدعاء من أنفع الأدوية

- ‌5 - آفات الدعاء:

- ‌6 - أوقات إجابة الدعاء مهمة ينبغي أن يعتني الداعي في دعائه بها

- ‌7 - أهم ما يسأل العبد ربه

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌المطلب الأول: النور والظلمات في الكتاب الكريم

‌المبحث الأول: النور والظلمات في الكتاب والسنة

‌المطلب الأول: النور والظلمات في الكتاب الكريم

جاء في كتاب الله عز وجل ذكر النور والظلمات في آيات كثيرة، وهذا فيه دلالة على الترغيب في العمل لاكتساب النور، وسؤال الله ذلك، والترهيب من الظلمات والاستعاذة بالله من ذلك، ومن هذه الآيات ما يأتي:

1 -

قال الله عز وجل في شأن المنافقين: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ الله بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَاّ يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} (1).

جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة، ومقاتل، والضّحاك، والسُّدّي أن هذه الآيات نزلت في المنافقين، يقول: مَثَلُهم في نفاقهم كمَثَلِ رجل أوقد ناراً في ليلة مظلمة في مفازة، فاستدفأ ورأى ما حوله، فاتقى مما يخاف، فبينما هو كذلك إذ طَفئت نارُه، فبقي في ظلمة خائفاً متحيِّراً، فكذلك المنافقون بإظهار كلمة الإيمان أَمِنوا على أموالهم، وأولادهم، وناكحوا المؤمنين، ووارثوهم، وقاسموهم الغنائم، فذلك نورهم، فإذا ماتوا عادوا إلى الظلمة والخوف (2).

واختار الإمام ابن جرير الطبري هذا القول، فقال:((وأولى التأويلات بالآية: ما قاله قتادة، والضحاك، وما رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس)) (3)، وذكر رحمه الله أن هؤلاء المنافقين أظهروا إيمانهم

(1) سورة البقرة، الآيتان: 17 - 18.

(2)

تفسير البغوي، 1/ 53.

(3)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 1/ 324، وذكر سنده لقولهم في: 1/ 323.

ص: 5

بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، حتى حُكِمَ لهم بذلك في الدنيا: في حقن الدماء والأموال، والأمن على الذرِّية، كمثل استضاءة الموقد للنار بالنار، حتى إذا انتفع بضيائها، وأبصر ما حوله خمدت النار، فذهب نوره، وعاد في ظلمة وحيرة، فالله عز وجل يُطفئ نورهم يوم القيامة، فيستنظروا المؤمنين؛ ليقتبسوا من نورهم، فيقال لهم:((ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً)) (1)، فقد حصل لهم في الآخرة ظلمة القبر، وظلمة الكفر، وظلمة النفاق، وظلمة المعاصي على اختلاف أنواعها (2).

واختار الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى أن هؤلاء آمنوا ثم كفروا فقال: ((وتقدير هذا المثل أن الله سبحانه شبَّههم في اشترائهم الضلالة بالهدى، وصيرورتهم بعد البصيرة إلى العمى بمن استوقد ناراً، فلما أضاءت

ما حوله، وانتفع بها، وأبصر بها ما عن يمينه وشماله، واستأنس بها، فبينما هو كذلك إذ طفئت ناره، وصار في ظلام شديد، لا يُبصر ولا يهتدي، وهو مع هذا أصمُّ لا يسمع، أبكمُ لا ينطق، أعمى لو كان ضياءً لما أبصر؛ فلهذا لا يرجع إلى ما كان عليه قبل ذلك، فكذلك هؤلاء المنافقون في استبدالهم الضلالة عوضاً عن الهدى، واستحبابهم الغيّ على الرشد، وفي هذا المثل دلالة على أنهم آمنوا ثم كفروا)) (3)، وقال رحمه الله: ((وزعم ابن جرير أن المضروب لهم المثل هاهنا لم يؤمنوا في وقت من الأوقات، واحتج بقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِالله وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا

(1) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن،1/ 326،والجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 1/ 230.

(2)

انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص27.

(3)

تفسير القرآن العظيم، 1/ 51.

ص: 6

هُم بِمُؤْمِنِينَ} (1)، والصواب أن هذا إخبار عنهم في حال نفاقهم وكفرهم، وهذا لا ينافي أنه كان حصل لهم إيمان قبل ذلك، ثم سُلبوه، وطبع على قلوبهم، ولم يستحضر ابن جرير هذه الآية:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ} (2) انتهى (3).

قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى: ((مثلهم المطابق لما كانوا عليه كمثل الذي استوقد ناراً: أي كان في ظلمة عظيمة، وحاجة إلى النار شديدة، فاستوقدها من غيره، ولم تكن عنده مُعدَّةً، بل هي خارجة عنه، فلما أضاءت النار ما حوله، ونظر المحل الذي هو فيه، وما فيه من المخاوف، وأمنها، وانتفع بتلك النار، وقرت بها عينه، وظن أنه قادر عليها، فبينما هو كذلك ذهب الله بنوره، فزال عنه النور، وذهب معه السرور، وبقي في الظلمة العظيمة، والنار محرقة فذهب ما فيها من الإشراق، وبقي ما فيها من الإحراق، فبقي في ظلمات متعددة: ظلمة الليل، وظلمة السحاب، وظلمة المطر، والظلمة الحاصلة بعد النور، فكيف يكون حال هذا الموصوف؟ فكذلك هؤلاء المنافقون، استوقدوا نار الإيمان من المؤمنين، ولم تكن صفةً لهم، فاستضاؤوا بها مؤقتاً، وانتفعوا، فحُقنت بذلك دماؤهم، وسَلِمت أموالهم، وحصل لهم نوع من الأمن في الدنيا، فبينما هم كذلك إذ هجم عليهم الموتُ فسلبهم الانتفاع بذلك النور، وحصل لهم كلُّ همٍّ وغمٍّ وعذاب، وحصل لهم:

(1) سورة البقرة، الآية:8.

(2)

سورة المنافقون، الآية:3.

(3)

تفسير القرآن العظيم، 1/ 51.

ص: 7

ظلمة القبر، وظلمة الكفر، وظلمة النفاق، وظلمة المعاصي، على اختلاف أنواعها، وبعد ذلك ظلمة النار وبئس القرار؛ فلهذا قال تعالى:{صُمٌّ} أي عن سماع الخير، {بُكْمٌ} أي عن النطق به، {عُمْيٌ} أي عن رؤية الحق، {فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} ؛ لأنهم تركوا الحق بعد أن عرفوه، فلا يرجعون إليه، بخلاف من ترك الحق عن جهل، فإنه لا يعقل، وهو أقرب رجوعاً منهم)) (1).

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: ((شبَّه سبحانه أعداءه المنافقين بقوم أوقدوا ناراً؛ لتضيء لهم، وينتفعوا بها، فلما أضاءت لهم النار فأبصروا في ضوئها ما ينفعهم ويضرهم، وأبصروا الطريق بعد أن كانوا حيارى تائهين، فهم قوم سَفَر ضلُّوا الطريق فأوقدوا النار تضيء لهم الطريق، فلما أضاءت لهم وأبصروا وعرفوا طفئت تلك الأنوار، وبقوا في الظلمات لا يبصرون، وقد سُدّت عليهم أبواب الهدى الثلاثة؛ فإن الهدى يدخل إلى العبد من ثلاثة أبواب: مما يسمعه بأذنه، ويراه بعينه، ويعقله بقلبه، وهؤلاء قد سُدَّت عليهم أبواب الهدى، فلا تسمع قلوبهم شيئاً، ولا تبصره، ولا تعقل ما ينفعها)) (2).

وبيَّن رحمه الله تعالى أن الله سبحانه وتعالى: ((سَمَّى كتابه نوراً، ورسوله صلى الله عليه وسلم نوراً، ودينه نوراً، وهُدَاه نوراً، ومن أسمائه النور، والصلاة نور، فذهابه سبحانه بنورهم ذهاب بهذا كله)) (3)، وبيّن رحمه الله: ((أن الخارجين عن

(1) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص27.

(2)

اجتماع الجيوش الإسلامية، 2/ 63.

(3)

المرجع السابق، 2/ 35، وانظر: 2/ 44.

ص: 8

طاعة الرسل يتقلَّبون في عشر ظلمات: ظلمة الطبع، وظلمة الجهل، وظلمة الهوى، وظلمة القول، وظلمة العمل، وظلمة المدخل، وظلمة المخرج، وظلمة القبر، وظلمة القيامة، وظلمة دار القرار، فالظلمة لازمة لهم في دورهم الثلاث، وأتباع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم يتقلبون في عشرة أنوار، ولهذه الأمة ونبيها صلى الله عليه وسلم من النور ما ليس لأمة غيرها، ولنبيها صلى الله عليه وسلم من النور ما ليس لنبي غيره)) (1).

2 -

وقول الله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ والله مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ * يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاءَ الله لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير} (2)، وهذا مثل آخر ضربه الله عز وجل للمنافقين، بمعنى: إن شئت مثِّلْهم بالمستوقد، وإن شئت بأهل الصيِّب، وهو المطر الذي يصوب: أي ينزل من السماء إلى الأرض، وقيل:{أَوْ} بمعنى الواو، يريد: وكصيِّبٍ {فِيهِ ظُلُمَاتٌ} أي: ظلمة الليل، وظلمة السحاب، وظلمة المطر، {وَرَعْدٌ}: وهو الصوت الذي يسمع من السحاب،

{وَبَرْقٌ} ، وهو الضوء اللامع المشاهد مع السحاب {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ} البرق في تلك الظلمات {مَّشَوْاْ فِيهِ} ، {وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ}: أي وقفوا متحيرين (3).

(1) المرجع السابق، 2/ 43.

(2)

سورة البقرة، الآيتان: 19 - 20.

(3)

انظر: جامع البيان عن تأويل القرآن، للطبري، 1/ 333 - 362، والجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 1/ 233 - 242، وتفسير البغوي، 1/ 53 - 54، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير،

1/ 53، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص27.

ص: 9

فالله تعالى شَبَّههم في كفرهم ونفاقهم بقومٍ كانوا في مفازةٍ وسوادٍ في ليلةٍ مظلمة، أصابهم فيها مطرٌ فيه ظلمات، من صفتها أن السَّاري لا يمكنه المشي فيها، وصواعق من صفتها أن يضم السامعون أصابعهم إلى آذانهم من هولها، وقوة صوتها المخيفة، وبرق من صفته أن يقرب من خطف أبصارهم، ويعميها من شدة توقُّده. فهذا مَثَلٌ ضربه الله للقرآن وصنيع الكافرين والمنافقين معه، فالمطر: القرآن؛ لأنه حياة القلوب، كما أن المطر حياة الأبدان، والظلمات: الكفر والشرك الذي حذَّر عنه القرآن، والرعد ما خوِّفوا به من الوعيد، وذكر النار، والبرق ما فيه من الهدى والبيان، والوعد، وذكر الجنة، فالمنافقون يسدُّون آذانهم عند قراءة القرآن، مخافةَ ميل القلب إليه؛ لأن الإيمان عندهم كفر، والكفر موت

{يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ} : أي يبهر قلوبهم (1).

وقال العلامة السعدي رحمه الله بعد أن ذكر تفسير الآية: ((فهكذا حالة المنافقين إذا سمعوا القرآن، وأوامره، ونواهيه، ووعده، ونهيه، ووعيده جعلوا أصابعهم في آذانهم، وأعرضوا عن أمره ونهيه، ووعده، ووعيده، فيروعهم وعيده، وتزعجهم وعوده، فهم يعرضون عنها غاية ما يمكنهم، ويكرهونها كراهة صاحب الصيِّب الذي يسمع الرعد فيجعل أصابعه في أذنيه خشية الموت، فهذا ربما حصلت له السلامة، وأما المنافقون فأنَّى لهم السلامة، وهو تعالى محيط بهم: قدرةً، وعلماً، فلا

(1) تفسير البغوي، 1/ 54.

ص: 10

يفوتونه، ولا يعجزونه، بل يحفظ عليهم أعمالهم، ويجازيهم عليها أتمَّ الجزاء، ولَمّا كانوا مُبتلين بالصَّمَمِ، والبكم، والعمى المعنوي، ومسدودة عليهم طرق الإيمان، قال تعالى:{وَلَوْ شَاءَ الله لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ} أي الحسية، ففيه تخويف لهم، وتحذير من العقوبة الدنيوية؛ ليحذروا فيرتدعوا عن بعض شرهم، ونفاقهم {إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ، فلا يعجزه شيء، ومن قدرته أنه إذا شاء شيئاً فعله من غير ممانع ولا معارض)) (1).

وقد تكلَّم الإمام ابن القيم رحمه الله كلاماً نفيساً بعد أن ذكر المثل الناري للمنافقين، فقال:((ثم ذكر حالهم بالنسبة إلى المثل المائي، فشبههم بأصحاب صيِّب، وهو المطر الذي يصوَّب: أي ينزل من السماء، فيه ظلمات، ورعد، وبرق؛ فلضعف بصائرهم وعقولهم اشتدت عليهم زواجر القرآن، ووعده، ووعيده، وتهديده، وأوامره، ونواهيه، وخطابه الذي يشبه الصواعق، فحالهم كحال من أصابه مطر فيه ظلمة، ورعد، وبرق؛ فلضعفه وخوفه جعل أصبعيه في أذنيه خشيةً من صاعقة تصيبه)) (2).

3 -

قال الله عز وجل: {الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (3).

(1) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص27.

(2)

أمثال القرآن، ص18، وانظر: اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، لابن القيم، 2/ 68، ففيه كلام عظيم النفع.

(3)

سورة البقرة، الآية:257.

ص: 11

لا شك أن الله عز وجل نصير المؤمنين، وظهيرهم، ويتولاهم بعونه وتوفيقه، ويخرجهم من ظلمات: الكفر، والشرك، والضلالة، إلى نور: الإيمان، والتوحيد، والهداية، وقد جعل سبحانه الظلمات للكفر مثلاً؛ لأن الظلمات حاجبة للأبصار عن إدراك الأشياء وإثباتها، وكذلك الكفر حاجبٌ أبصار القلوب عن إدراك حقائق الإيمان والعلم بصحة أسبابه، فالله عز وجل وليُّ المؤمنين، ومُبصِّرهم حقيقة الإيمان، وسبله، وشرائعه، وحججه، وهاديهم فموفِّقهم لأدلته المزيلة عنهم الشكوك بكشفه عنهم دواعي الكفر، وظُلَمِ سواتره عن إبصار القلوب، والذين كفروا بجحد وحدانيته، نُصَراؤهم وظُهراؤهم الذين يتولونهم {الطَّاغُوتُ} وهم: الأنداد، والأوثان الذين يعبدونهم من دون الله، يخرجونهم من نور الإيمان إلى ظلمات الكفر، وشكوكه الحائلة دون إبصار القلوب، ورؤية ضياء الإيمان وحقائق أدلته وسُبُله (1).

4 -

وقال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِالله وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} (2).

فبيّن الله عز وجل أنه قد جاء جميع الناس حجة منه سبحانه، وبرهان قاطع للعذر، والحجة المزيلة للشبهة، وهو محمد صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله حجة قطع بها أعذار الناس، وأنزل الله معه النور الواضح المبين ((وهو القرآن الكريم))

(1) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 1/ 318، و5/ 424، والجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 3/ 282.

(2)

سورة النساء، الآيتان: 174 - 175.

ص: 12

الذي يُبيّن الحجة الواضحة، والسبل الهادية إلى ما فيه النجاة من عذاب الله، وأليم عقابه، لمن سلكها واستنار بضوئها (1). والله عز وجل قد جعل النور في كتبه التي أنزلها على رسله، قال الله عز وجل:{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} (2)، وقال سبحانه وتعالى:{قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ} (3)، وقال تعالى في عيسى صلى الله عليه وسلم:{وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ} (4)، وقد أنزل الله عز وجل القرآن الكريم، وختم به هذه الأنوار، فهو النور الأعظم، قال الله تعالى:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ الله} (5).

5 -

وقال الله عز وجل: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ الله نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} (6): يعني بالنور محمداً صلى الله عليه وسلم الذي أنار الله به الحق، وأظهر به الإسلام، ومحق به الشرك، فهو نور لمن استنار به، يُبيّن الحق، قال الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى الله بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} (7)، ومن إنارته صلى الله عليه وسلم للحق تبيينه لليهود كثيراً مما كانوا يخفون من الكتاب، وقوله تعالى:{وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} يعني كتاباً فيه بيان ما اختلفوا فيه بينهم:

(1) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 9/ 427،وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 1/ 560.

(2)

سورة المائدة، الآية:44.

(3)

سورة الأنعام، الآية:91.

(4)

سورة المائدة، الآية:46.

(5)

سورة المائدة، الآية:48.

(6)

سورة المائدة، الآيتان: 15 - 16.

(7)

سورة الأحزاب، الآيتان: 45 - 46.

ص: 13

من توحيد الله، وحلاله، وحرامه، وشرائع دينه، وهو القرآن الذي أنزله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يُبين للناس ما بهم الحاجة إليه من أمر دينهم، ويوضحه لهم، حتى يعرفوا حقَّه من باطله (1).

{يَهْدِي بِهِ الله مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} سبل السلام: طرق السلام، والسلام هو الله عز وجل، وسبيل الله الذي شرعه لعباده، ودعاهم إليه، وابتعث به رسله: هو الإسلام الذي لا يقبل من أحد عملاً إلا به، ويخرجهم من الظلمات إلى النور: يعني من ظلمات الكفر والشرك إلى نور الإسلام وضيائه (2).

وقال السعدي رحمه الله: ((ظلمات: الكفر، والبدعة، والمعصية، والجهل والغفلة، إلى نور: الإيمان، والسنة، والطاعة، والعلم والذكر)) (3).

6 -

وقال عز وجل: {الْحَمْدُ لله الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ} (4)، قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية:((واختلف العلماء في المعنى المراد بالظلمات والنور، فقال السدي، وقتادة، وجمهور المفسرين: المراد سواد الليل، وضياء النهار، وقال الحسن: الكفر، والإيمان، قلت: اللفظ يعمُّه)) (5)، وقال السعدي رحمه الله: ((فحَمِد نفسه على خلق السموات والأرض

(1) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 10/ 143.

(2)

المرجع السابق، 10/ 145.

(3)

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص188.

(4)

سورة الأنعام، الآية:1.

(5)

الجامع لأحكام القرآن، 6/ 361.

ص: 14

الدّالّة على كمال قدرته، وسَعَة علمه، ورحمته، وعموم حكمته، وانفراده بالخلق والتدبير، وعلى جعله الظلمات والنور، وذلك شامل للحسِّي من ذلك: كالليل والنهار، والشمس والقمر، والمعنوي: ظلمات: الجهل، والشك، والشرك، والمعصية، والغفلة، ونور العلم، والإيمان، واليقين، والطاعة، وهذا كله يدلّ دلالة قاطعة أنه تعالى هو المستحق للعبادة وإخلاص الدين له (1).

7 -

وقال سبحانه وتعالى: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ

مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (2).

هذا مثل ضربه الله للمؤمن الذي كان ميتاً: أي في الضلالة حائراً، فأحيا الله قلبه بالإيمان، وهداه له ووفقه لاتِّباع رسوله صلى الله عليه وسلم (3)، فقد كان ميِّت القلب بعدم روح العلم والهدى والإيمان، وبجهله بتوحيد الله وشرائع دينه، وتَرْكِهِ العمل لله بما يؤدي إلى نجاته، فأحياه الله بروح أخرى غير الروح التي أحيا بها بدنه، وهي روح هدايته للإسلام، ومعرفة الله وتوحيده، ومحبته، وعبادته وحده لا شريك له، وجعل له نوراً يمشي به بين الناس، وهو نور القرآن والإسلام، فهل يستوي هذا بمن هو في الظلمات: ظلمات الجهل، والكفر، والشرك، والشكّ، والغيّ

(1) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص212.

(2)

سورة الأنعام، الآية:122.

(3)

انظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 2/ 163.

ص: 15

والإعراض، والمعاصي؟ ليس بخارجٍ منها؛ قد التبست عليه الطرق وأظلمت عليه المسالك، فحضره الهمُّ، والغمُّ، والحزن، والشقاء، فنبه عز وجل العقول بما تدركه وتعرفه، أنه لا يستوي هذا ولا هذا، كما لا يستوي الليل والنهار، والضياء والظلمة، والأحياء والأموات، فكأنه قيل: فكيف يُؤثِر من له مسكة من عقل أن يكون بهذه الحالة، وأن يبقى في الظلمات متحيِّراً؛ فأجاب بأنه {زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ، فلم يزل الشيطان يُحَسِّن لهم أعمالهم، ويُزَيِّنُها في قلوبهم، حتى استحسنوها ورأوها حقاً، وصار ذلك عقيدة في قلوبهم، وصفة راسخة ملازمة لهم (1).

8 -

وقال سبحانه وتعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى الله إِلَاّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (2).

بيّن وأوضح سبحانه وتعالى أن اليهود والنصارى ومن معهم من المشركين

{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ} ونور الله: دينه الذي أرسل به محمداً صلى الله عليه وسلم، وسمّاه الله نوراً؛ لأنه يستنار به في ظلمات الجهل، والأديان الباطلة؛ فإنه علمٌ بالحق، وعملٌ بالحق، ويدخل في هذا النور حجج الله على توحيده؛ فإنّ البراهين نور لما فيها من البيان، فهؤلاء اليهود والنصارى ومن ضاهاهم من المشركين يريدون أن يطفئوا نور الله بمجرد أقوالهم الباطلة، وجدالهم، وافترائهم، فمثلهم كمثل من يريد أنْ

(1) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 12/ 88، ومدارج السالكين، لابن القيم،

3/ 258، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 2/ 163، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص234.

(2)

سورة التوبة، الآية:32.

ص: 16

يُطفئ شعاع الشمس أو نور القمر بنفخه، وهذا لا سبيل إليه، فلا على مرادهم حصلوا، ولا سلمت عقولهم من النقص والقدح فيها (1)، قال الله عز وجل:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى الله الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَالله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَالله مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (2).

9 -

وقال سبحانه وتعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} (3)، قال قتادة:((أما الأعمى والبصير: فالكافر والمؤمن، وأما الظلمات والنور: فالهدى والضلالة)) (4).

10 -

وقال عز وجل: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (5)، قال قتادة:{لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} أي: من الضلالة إلى الهدى)) (6)، قال السعدي رحمه الله: ليخرج الناس من ظلمات الجهل، والكفر، والأخلاق السيئة، وأنواع المعاصي إلى نور العلم، والإيمان، والأخلاق الحسنة)) (7).

(1) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 14/ 213 - 214، والجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 8/ 614، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 2/ 334، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص295، وص797.

(2)

سورة الصف، الآيتان: 7 - 8.

(3)

سورة الرعد، الآية:16.

(4)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 16/ 407.

(5)

سورة إبراهيم، الآية:1.

(6)

جامع البيان عن تأويل أي القرآن، للطبري، 16/ 512.

(7)

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص375.

ص: 17

11 -

وقال سبحانه: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} (1): أي ادعهم من الضلالة إلى الهدى (2).

وقال السعدي رحمه الله: ((أي ظلمات الجهل والكفر، وفروعه إلى نور العلم والإيمان وتوابعه)) (3).

12 -

وقال الله عز وجل: {الله نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي الله لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ الله الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (4).

وقد فُسِّرَ قوله تعالى: {الله نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} فقيل في تفسير ذلك أقوال:

1 -

الله هادي أهل السموات والأرض.

2 -

الله يُدبِّر الأمر في السموات والأرض: نجومها، وشمسها، وقمرها، فهو سبحانه مُنوِّر السموات والأرض.

3 -

الله ضياء السموات والأرض (5).

(1) سورة إبراهيم، الآية:5.

(2)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 16/ 518.

(3)

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص316.

(4)

سورة النور، الآية:35.

(5)

انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لابن جرير الطبري، 19/ 177، وتفسير البغوي،

3/ 345، والجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 11/ 258، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير،

3/ 280، واجتماع الجيوش الإسلامية، لابن القيم، 2/ 44.

ص: 18

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ((والحق أنه نور السموات والأرض بهذه الاعتبارات كلِّها)) (1).

فالله عز وجل هادي أهل السموات والأرض، فهم بنوره إلى الحق يهتدون، وبهداه من الضلالة ينجون، وهو سبحانه منوِّر السموات والأرض، ومُدَبِّر الأمر فيهما: بنجومها، وشمسها، وقمرها، وهو عز وجل نور؛ فقد سمَّى نفسه نوراً، وجعل كتابه نوراً، ورسوله نوراً، ودينه نوراً، واحتجب عن خلقه بالنور، وجعل دار أوليائه نوراً تتلألأ (2).

قال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله: (({الله نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}، الحسي والمعنوي، وذلك أنه تعالى بذاته نور، وحجابه نور، الذي لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، وبه استنار العرش، والكرسي، والشمس، والقمر، والنور، وبه استنارت الجنة. وكذلك المعنوي يرجع إلى الله: فكتابه نور، وشرعه نور، والإيمان والمعرفة في قلوب رسله وعباده المؤمنين نور، فلولا نوره تعالى لتراكمت الظلمات؛ ولهذا كل محل يفقد نوره فَثمَّ الظلمة والحصر)) (3).

والنور يضاف إلى الله عز وجل على وجهين: إضافة صفة إلى موصوفها، وإضافة مفعول إلى فاعله، فالأول كقوله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ

(1) اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، 2/ 46.

(2)

انظر: المرجع السابق، 2/ 44.

(3)

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص517.

ص: 19

رَبِّهَا} (1)، فهذا إشراقها يوم القيامة بنوره تعالى إذا جاء لفصل القضاء (2)، وقد ثبتت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات صفة النور والفعل لله عز وجل، وأنه نور السموات والأرض وما فيهما، ومُنوِّرهما وما فيهما، وهي على النحو الآتي:

الحديث الأول: حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام يتهجَّد من الليل قال: ((اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيِّم السموات والأرض ومن فيهن

)) الحديث (3).

الحديث الثاني: حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال: ((إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابُه النور، لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)) (4).

فالله عز وجل لا ينام وهو منزه عن ذلك، قال الله عز وجل:{الله لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (5)، والسِّنة: النعاس. وهو عز وجل يخفض الميزان ويرفعه، وسُمِّي الميزان قسطاً؛ لأن القسط العدل وبالميزان يقع العدل. والمراد أن الله تعالى يخفض الميزان ويرفعه بما يوزن من أعمال العباد المرتفعة، ويوزن من أرزاقهم النازلة، وقيل: المراد بالقسط: الرزق

(1) سورة الزمر، الآية:69.

(2)

انظر: اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، 2/ 45.

(3)

متفق عليه: البخاري، كتاب التهجد، باب التهجد بالليل، 1/ 532، برقم 1120، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم 769.

(4)

صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب قوله صلى الله عليه وسلم:((إن الله لا ينام))، 1/ 162، برقم 179.

(5)

سورة البقرة، الآية:255.

ص: 20

الذي هو قسط كل مخلوق يخفضه فيقتره، ويرفعه فيوسعه، والله أعلم (1)، وهو عز وجل يُرفَع إليه عمل الليل قبل عمل النهار الذي بعده، وعمل النهار قبل عمل الليل الذي بعده؛ فإن الملائكة الحَفَظَة يصعدون بأعمال الليل بعد انقضائه في أول النهار، ويصعدون بأعمال النهار بعد انقضائه في أول الليل، والله أعلم (2)، والله تبارك وتعالى حجابه النور: أي الحجاب المانع والساتر من رؤيته النور، وسبحات وجهه: نوره وجلاله، ولو كشف وأزال الحجاب المُسمَّى نوراً، وتجلّى لخلقه لأحرقت سبحات وجهه جميع مخلوقاته؛ لأن بصره عز وجل محيط بجميع الكائنات (3).

الحديث الثالث: حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم:هل رأيت ربك؟ قال: ((نورٌ أنَّى أراه))،وفي رواية:((رأيتُ نوراً)) (4)،والمعنى حجابه النور فكيف أراه (5)،قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ((

سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: ((معناه كان ثَمَّ نور، أو حال دون رؤيته نور، فأنّى أراه)) (6).

وقوله عز وجل: {مَثَلُ نُورِهِ} قيل في تفسير ((الهاء)) أقوال على النحو الآتي:

القول الأول: مثل نور الله: أي مثل: هدى الله في قلب المؤمن.

القول الثاني: مثل نور المؤمن الذي في قلبه من القرآن والإيمان.

القول الثالث: مثل نور محمد صلى الله عليه وسلم.

(1) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 3/ 16.

(2)

انظر: المرجع السابق، 3/ 17.

(3)

انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 3/ 17.

(4)

صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب قوله صلى الله عليه وسلم:((نور أنى أراه)) 1/ 161، برقم 178.

(5)

شرح النووي على صحيح مسلم، 3/ 15.

(6)

اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، 2/ 47.

ص: 21

القول الرابع: مثل نور القرآن (1).

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: والصحيح أنه يعود على الله عز وجل، والمعنى: مثل نور الله سبحانه وتعالى في قلب عبده، وأعظم عباده نصيباً من هذا النور رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا مع تضمُّن عود الضمير إلى المذكور، وهو وجه الكلام، يتضمن التقادير الثلاثة، وهو أتمّ معنىً ولفظاً، وهذا النور يضاف إلى الله تعالى إذ هو معطيه لعبده، وواهبه إياه، ويُضاف إلى العبد إذ هو محله وقابله، فيضاف إلى الفاعل والقابل، ولهذا النور فاعل، وقابل، ومحل، وحامل، ومادة، وقد تضمَّنت الآية ذكر هذه الأمور كلها على وجه التفصيل: فالفاعل هو الله تعالى، مُفيض الأنوار، الهادي لنوره من يشاء، والقابل العبد المؤمن، والمحل قلبه، والحامل: همته، وعزيمته، وإرادته، والمادة: قوله وعمله)) (2).

وقوله عز وجل: {كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} فيه أقوال النحو الآتي:

القول الأول: المشكاة: كلّ كُوَّةٍ لا منفذ لها، وهذا مثل ضربه الله لمحمد صلى الله عليه وسلم، والمصباح قلبه، والزجاجة صدره.

القول الثاني: المشكاة: صدر المؤمن، والمصباح القرآن والإيمان، والزجاجة قلبه.

(1) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 19/ 178 - 179، وتفسير البغوي، 3/ 345، والجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 11/ 261، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 3/ 280.

(2)

اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، 2/ 49 - 50.

ص: 22

القول الثالث: هو مثل للمؤمن غير أن المصباح وما فيه مثل لفؤاده، والمشكاة مثل لجوفه، ومعنى نور على نور: يعني إيمانه وعمله.

القول الرابع: مثل القرآن في قلب المؤمن.

واختار الإمام ابن جرير رحمه الله أن أولى الأقوال بالصواب في ذلك قول من قال: ذلك مثل ضربه الله للقرآن في قلوب أهل الإيمان به، فقال: مثل نور الله الذي أنار به لعباده سبيل الرشاد الذي أنزله إليهم، فآمنوا به وصدّقوا بما فيه، في قلوب المؤمنين مثل مشكاة، وهي عمود القنديل الذي في الفتيلة، وذلك هو نظير الكوّة التي تكون في الحيطان لا منفذ لها، وإنما جعل ذلك العمود مشكاة لأنه غير نافذ، وهو أجوف مفتوح الأعلى، فهو كالكوّة التي في الحائط لاتنفذ، {فِيهَا مِصْبَاحٌ}: والمصباح هو السراج، وجعل السراج هو المصباح مثلاً لما في قلب المؤمن من القرآن والآيات البينات، {الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ}: يعني أن السراج الذي في المشكاة في القنديل: وهو الزجاجة وذلك مثل القرآن، يقول القرآن الذي في قلب المؤمن الذي أنار الله قلبه في صدره، ثم مثل الصدر في خلوصه من الكفر بالله، والشك فيه واستنارته بنور القرآن، واستضاءته بآيات ربه البينات، ومواعظه فيها بالكوكب الدّريّ، فقال:{الزُّجَاجَةُ} ، وذلك صدر المؤمن الذي فيه قلبه، كأنه كوكب دُرّيّ)) (1).

وقوله تعالى: {يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} ، وفي تفسيرها أقوال:

(1) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 19/ 184، بتصرف يسير.

ص: 23

1 -

قيل: شرقية غربية تطلع عليها الشمس بالغداة، وتغرب عليها، فيصيبها حر الشمس بالغداة والعشي، وهذا أجود لزيتها.

2 -

وقيل: هي شجرة وسط الشجر ليست من الشرق ولا من الغرب.

3 -

وقيل: هي شجرة ليست من شجر الدنيا.

قال الإمام الطبري رحمه الله: ((وأولى هذه الأقوال قول من قال: إنها شرقية غربية، وقال: ومعنى الكلام: ليست شرقية تطلع عليها الشمس بالعشي دون الغداة، ولكن الشمس تشرق عليها وتغرب، فهي شرقية غربية)) (1).

وقوله تعالى: {نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي الله لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ الله الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} .

والمعنى: هذا القرآن نور من عند الله أنزله إلى خلقه يستضيئون به

{عَلَى نُورٍ} على الحجج والبيان الذي قد نصبه لهم قبل مجيء القرآن، مما يدل على حقيقة وحدانيته، وذلك بيان من الله، ونور على البيان، والنور الذي كان وضعه لهم ونصبه قبل نزوله، والله عز وجل يوفق لاتّباع نوره من يشاء من عباده، ويُمثّل الأمثال والأشباه للناس، كما مثل لهم هذا القرآن في قلب المؤمن بالمصباح في المشكاة، وسائر ما في هذه الآية من الأمثال، وهو سبحانه يضرب الأمثال عن علم سبحانه عز وجل (2).

(1) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 19/ 187، وانظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي،

11/ 261، وتفسير البغوي، 3/ 347، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 3/ 281، واجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، 2/ 51، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص517.

(2)

انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 19/ 188.

ص: 24

وذكر ابن كثير رحمه الله أن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال في تفسير: {نُّورٌ عَلَى نُورٍ} [إيمان العبد وعمله]: ((فهو يتقلب في خمسة أنوار: فكلامه نور، وعمله نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، ومصيره إلى النور يوم القيامة إلى الجنة)) (1).

وتكلّم العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله على تفسير: {مَثَلُ

نُورِهِ} الذي يهدي إليه، وهو نور الإيمان والقرآن في قلب المؤمن

{كَمِشْكَاةٍ} أي كوة {فِيهَا مِصْبَاحٌ} ؛ لأن الكوة تجمع نور المصباح بحيث لا يتفرق ذلك {الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ} من صفائها وبهائها {كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} أي مضيء إضاءة الدُّرّ، {يُوقَدُ} ذلك المصباح الذي في تلك الزجاجة الدرية {مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ}: أي يوقد من زيت الزيتون، الذي ناره من أنور ما يكون {لا شَرْقِيَّةٍ} فقط، فلا تصيبها الشمس آخر النهار، {وَلا غَرْبِيَّةٍ} فقط، فلا تصيبها الشمس أول النهار، وإذا انتفى عنها الأمران، كانت متوسطة من الأرض كزيتون الشام، تصيبه الشمس أول النهار وآخره، فيحسن ويطيب، ويكون أصفى لزيتها؛ ولهذا قال:{يَكَادُ زَيْتُهَا} من صفائها {يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} فإذا مسته النار أضاء إضاءة بليغة {نُّورٌ عَلَى نُورٍ} أي نور النار ونور الزيت ووجه هذا المثل الذي ضربه الله، وتطبيقه على حالة المؤمن ونور الله في قلبه، أن فطرته التي فُطِر عليها بمنزلة الزيت الصافي، ففطرته صافية، مستعدة للتعاليم الإلهية، والعمل المشروع، فإذا وصل إليه العلم والإيمان اشتعل ذلك النور في قلبه، بمنزلة إشعال النار فتيلة

(1) تفسير القرآن العظيم، 3/ 281، وانظر: تفسير البغوي، 3/ 347.

ص: 25

ذلك المصباح، وهو صافي القلب: من سوء القصد، وسوء الفهم عن الله، إذا وصل إليه الإيمان أضاء إضاءةً عظيمة؛ لصفائها من الكدورات، وذلك بمنزلة صفاء الزجاجة الدّريّة، فيجتمع له: نور الفطرة، ونور الإيمان، ونور العلم، وصفاء المعرفة، ونور على نوره، ولما كان هذا من نور الله تعالى، وليس كل أحد يصلح له ذلك قال:{يَهْدِي الله لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ} ممن يعلم زكاءه وطهارته، وأنه يزكى معه وينمو، {وَيَضْرِبُ الله الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ} ليعقلوا عنه، ويفهموا لطفاً منه بهم، وإحساناً إليهم؛ وليتضح الحق من الباطل، فإن الأمثال تُقرِّب المعاني المعقولة من المحسوسة، فيعلمها العباد علماً واضحاً {وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} ، فعلمه محيط بجميع الأشياء، فَلْتَعْلموا أن ضربه الأمثال ضربُ من يعلم حقائق الأشياء، وتفاصيلها، وأنها مصلحة للعباد، فليكُن اشتغالكم بتدبُّرها وتعقُّلها، لا بالاعتراض عليها، ولا بمعارضتها، وأنتم لا تعلمون)) (1)، وهذه الآية من أولها إلى آخرها فيها فوائد عظيمة، وأمثال حكيمة بليغة؛ ولهذا قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ((وهذا التشبيه العجيب الذي تضمنته الآية فيه من الأسرار والمعاني، وإظهار تمام نعمته على عبده المؤمن بما أناله من نوره ما تقرُّ به عيون أهله، وتبتهج به قلوبُهم، وفي التشبيه لأهل المعاني طريقتان:

أحدهما: طريقة التشبيه المركب، وهي أقرب مأخذاً، وأسلم من التكلف، وهي أن تشبه الجملة برمّتها بنور المؤمن من غير تعرض

(1) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص517.

ص: 26

لتفصيل كل جزء من أجزاء المشبَّه، ومقابلته بجزء من المشبَّه به، وعلى هذا عامة أمثال القرآن الكريم، فتأمّل صفة مشكاة، وهو كوّة لا تنفذ لتكون أجمع للضوء، وقد وضع فيها مصباح، وذلك المصباح داخل زجاجة تشبه الكوكب الدّرّيّ في صفائها وحسنها، ومادته من أصفى الأدهان وأتمها وقوداً من زيت شجرة {لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ}: بحيث تصيبها الشمس في أحد طرفي النهار، بل تصيبها الشمس أعدل إصابة، فمن شدة إضاءة زيتها وصفائه وحسنه يكاد يضيء من غير أن تمسه نار، فهذا المجموع المركب هو مثل نور الله تعالى الذي وضعه في قلب عبده المؤمن وخصه به.

والطريقة الثانية: طريقة التشبيه المفصَّل، فقيل: المشكاة: صدر المؤمن، والزجاجة قلبه، وشُبِّه قلبه بالزجاجة لرقّتها، وصفائها، وصلابتها، وكذلك قلب المؤمن، فإنه قد جمع الأوصاف الثلاثة: فهو يرحم، ويحسن، ويتحنّن، ويُشفق على الخلق برأفته، وبصفائه تتجلى فيه صور الحقائق والعلوم على ما هي عليه، ويباعد الكدر والدرن والوسخ بحسب ما فيه من الصفاء، وبصلابته يشتدّ في أمر الله تعالى، ويتصلّب في ذات الله تعالى، ويغلظ على أعداء الله تعالى، ويقوم بالحق لله تعالى، وقد جعل الله القلوب كالآنية، كما قال بعض السلف:((القلوب آنية الله في أرضه، وأحبها إليه: أرقّها وأصلبها وأصفاها)) (1)، والمصباح: هو نور

(1) عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة يرفعه:((إن لله تبارك وتعالى في الأرض آنية، وأحب آنية الله إليه ما رقّ منها وصفا، وآنية الله في الأرض قلوب عباده الصالحين)). أحمد في الزهد، ص283، برقم 827، وصححه الألباني بعد أن ذكر طرقه في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 4/ 263، برقم 1691.

ص: 27

الإيمان في قلبه، والشجرة المباركة: هي شجرة الوحي المتضمنة للهدى، ودين الحق، وهي مادة المصباح، التي يَتَّقِد منها، والنور على النور: نور الفطرة الصحيحة، والإدراك الصحيح، ونور الوحي والكتاب، فينضاف أحد النورين إلى الآخر، فيزداد العبد نوراً على نور؛ ولهذا يكاد ينطق بالحق والحكمة قبل أن يسمع ما فيه من الأثر، ثم يبلغه الأثر بمثل ما وقع في قلبه، ونطق به، فيتفق عنده شاهد العقل، والشرع، والفطرة، والوحي، فيريه عقله، وفطرته، وذوقه أن الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق، لا يتعارض عنده العقل والنقل البتة، بل يتصادقان ويتوافقان، فهذا علامة النور على النور عكس من تلاطمت في قلبه أمواج الشُّبَه الباطلة، والخيالات الفاسدة (1).

13 -

وضرب الله عز وجل مثلين لبُطلان عمل الكفار فقال سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ الله عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَالله سَرِيعُ الْحِسَابِ * أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ الله لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} (2).

فالمثل الأول ضربه الله عز وجل لأعمال الكفرة الذين جحدوا توحيده، وكذّبوا بالقرآن وبما جاء به، مَثَلُ أعمالهم التي عملوها كسرابٍ بقِيعةٍ -

(1) اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، 2/ 49 - 52، بتصرف يسير.

(2)

سورة النور، الآيتان: 39 - 40.

ص: 28

جمع قاعٍ - يحسبه العطشان ماءً، حتى إذا جاءه ملتمساً ماءً يستغيث به من عطشه لم يجد السراب شيئاً، فكذلك الكافرون بالله من أعمالهم التي عملوها في غرور، يحسبون أنها منجيتهم عند الله من عذابه كما حسب الظمآن السراب ماءً، فظنه يرويه من ظمئه، حتى إذا هلك وصار إلى الحاجة إلى عمله الذي كان يرى أنه نافعه عند الله لم يجده ينفعه شيئاً؛ لأنه عمله على كفرٍ بالله، ووجد هذا الكافرُ اللهَ عند هلاكه بالمرصاد، فوفّاه يوم القيامة حساب أعماله التي عملها في الدنيا، وجازاه بها جزاءه الذي يستحقه عليها منه.

والمثل الثاني: ضربه الله عز وجل في بطلان أعمال الكفار، مثل ظلمات في بحر عميق كثير الماء، يغشاه موج، ومن فوق الموج موج آخر يغشاه، ومن فوق الموج الثاني سحاب، فجعل الظلمات مثلاً لأعمالهم، والبحر اللُّجّيِّ مثلاً لقلب الكافر الذي مثل عمله مثل هذه الظلمات: يغشاه الجهل بالله؛ لأن الله ختم عليه فلا يعقل عن الله، وختم على سمعه فلا يسمع مواعظ الله، وجعل على بصره غشاوة فلا يبصر به حق الله، فتلك ظلمات بعضها فوق بعض (1)، وهذا كقوله عز وجل:{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ الله عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ الله أَفَلا تَذَكَّرُون} (2)، قال السعدي رحمه الله: ((فالكفار تراكمت على قلوبهم الظلمات: ظلمة الطبيعة التي لا خير فيها،

(1) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 19/ 195 - 199، وأمثال القرآن، لابن القيم، ص22، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 3/ 286.

(2)

سورة الجاثية، الآية:23.

ص: 29