الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك من البدع، والأغلال التي ما أنزل الله بها من سلطان.
5 - الأذكار الصوفية بأنواعها التي تخالف هدي محمد صلى الله عليه وسلم
-، سواء كانت المخالفة في الصيغة، أو الهيئة، أو الوقت، لقوله عليه الصلاة والسلام:((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) (1).
6 - البناء على القبور: واتخاذها مساجد، وبناء المساجد عليها
، ودفن الأموات فيها، والصلاة إلى القبور، وزيارتها لأجل التبرّك بها، والتوسّل بأصحابها، أو غيرهم من الموتى، والتبرك بالصلاة عند قبورهم، أو الدعاء عندها، وزيارة النساء للقبور، واتّخاذ السّرُج عليها، كلّ ذلك من البدع المنكرة القبيحة (2).
*
المسلك التاسع: توبة المبتدع:
لاشك أن البدعة أخطر من المعاصي؛ فإن المعاصي إذا اجتمعت على الإنسان، وأصرّ عليها أهلكته، والبدعة أشدّ إهلاكاً من المعاصي، كما قال سفيان الثوري رحمه الله:((البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛ فإن المعصية يُتاب منها، والبدعة لا يُتاب منها)) (3).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((ومعنى قولهم: إن البدعة لا يتاب منها: أن المبتدع الذي يتخذ ديناً لم يشرعه الله ولا رسوله قد زُيِّن له سوء عمله فرآه حسناً، فهو لا يتوب ما دام يراه حسناً؛ لأن أول التوبة العلم بأن فعله سيئ ليتوب منه، وبأنه ترك حسناً مأموراً به أمر إيجاب،
(1) مسلم، 3/ 344، برقم 1718، وتقدم تخريجه.
(2)
انظر: كتاب التوحيد، للعلامة الدكتور صالح الفوزان، ص94.
(3)
شرح السنة، للبغوي، 1/ 216.
أو استحباب؛ ليتوب ويفعله، فما دام يرى فعله حسناً، وهو سيئ في نفس الأمر؛ فإنه لا يتوب)) (1)، ثم قال:((ولكن التوبة ممكنة وواقعة بأن يهديه الله، ويرشده حتى يتبيّن له الحقّ، كما هدى سبحانه وتعالى من هدى من الكفار والمنافقين، وطوائف أهل البدع والضلال)) (2)، وقال رحمه الله:((ومن قال: إنه لا يقبل توبة مبتدع مطلقاً فقد غلط غلطاً منكراً)) (3)، فقد فسّر شيخ الإسلام حديث حجب التوبة عن صاحب البدعة بكلامه هذا تفسيراً واضحاً ولله الحمد، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله حجب التوبة عن صاحب كل بدعة)) (4)، وقد وضح المعنى لهذا الحديث في كلام ابن تيمية رحمه الله آنفاً، ولا شك أن النصوص يُفسّر بعضها بعضاً، والله عز وجل بيّن لعباده أنه يقبل توبة التائبين إذا أقلعوا عن جرائمهم، وندموا وعزموا على أن لا يعودوا، وردّوا الحقوق إلى أهلها إن وجدت، فقال سبحانه بعد أن ذكر المشركين، والقتلة، والزناة، وتوعّدهم بالإهانة:{إِلَاّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ الله غَفُورًا رَّحِيمًا} (5).
(1) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، 10/ 9.
(2)
المرجع السابق، 10/ 9 - 10.
(3)
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، 11/ 685.
(4)
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، 8/ 62، برقم 4713 [مجمع البحرين في زوائد المعجمين. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:((ورجاله رجال الصحيح، غير هارون بن موسى الفروي وهو ثقة))، 10/ 189، وصحح إسناده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 4/ 154، برقم 1620، وذكر طرقه الأخرى.
(5)
سورة الفرقان، الآية:70.