الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سادساً: إن جميع الأعمال والأقوال إنما تصح وتكمل بحسب ما يقوم بقلب صاحبها
؛ من الإيمان والإخلاص، قال الله عز وجل:{فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ} (1) ، أي لا يُجحد سعيه، ولا يضيع عمله، بل يُضاعف بحسب قوة إيمانه، وقال عز وجل:{وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا} (2) ، والسعي للآخرة، هو العمل بكل ما يقرب إليها من الأعمال التي شرعها الله على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
سابعاً: صاحب الإيمان يهديه الله إلى الصراط المستقيم
، ويهديه في الصراط المستقيم إلى علم الحقّ، والعمل به، وإلى تلقّي المحابّ والمسارّ بالشكر، وتلقّي المكاره والمصائب بالرّضا والصّبر، قال الله عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} (3)، قال الإمام ابن كثير رحمه الله:((يُحتمل أن تكون الباء هنا سببية، فتقديره: أي بحسب إيمانهم في الدنيا، يهديهم الله يوم القيامة على الصراط المستقيم، حتى يجوزوه، ويخلصوا إلى الجنة، ويُحتمل أن تكون للاستعانة))، كما قال مجاهد:((يهديهم ربهم بإيمانهم)) قال: ((يكون لهم نوراً يمشون به)) (4)، وقيل: يُمثّل له عمله في صورة حسنة وريح طيبة، إذا قام من قبره
(1) سورة الأنبياء، الآية:94.
(2)
سورة الإسراء، الآية:19.
(3)
سورة يونس، الآية: 9، وانظر: سورة الحج، الآية: 54، وانظر: التوضيح والبيان لشجرة الإيمان، للسعدي، ص70.
(4)
تفسير القرآن العظيم، 2/ 390.