الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)) (1).
ثانيًا: مرتبة الإيمان
، وهو بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان، وأركانه ستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره؛ لحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة جواب النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل:((أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)) (2).
ثالثًا: مرتبة الإحسان
، وهو ركن واحد، وهو أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك؛ لحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة جواب النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل حينما سأله عن الإحسان فقال:((أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) (3).
ولا شكّ أن معنى الإحسان في اللغة: إجادة العمل وإتقانه، وإخلاصه، وفي الشرع: هو ما فسّره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك)).
والمقصود أنه صلى الله عليه وسلم فسّر الإحسان بتحسين الظاهر والباطن، وأن
(1) متفق عليه: البخاري، كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ((بني الإسلام على خمس))، 1/ 9،
برقم 8، ومسلم، كتاب الإيمان، باب أركان الإسلام ودعائمه العظام، 1/ 45، برقم 16، وانظر: ثلاثة الأصول، للشيخ محمد بن عبد الوهاب المطبوع مع حاشية ابن القاسم، ص25،
و47، فقد ذكر لكل ركن من هذه الأركان دليلاً من الكتاب، ودليلاً من السنة.
(2)
تقدم تخريجه.
(3)
تقدم تخريجه في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة جواب النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل.
يستحضر قُرب الله عز وجل، وأنه بين يديه كأنه يراه، وذلك يوجب الخشية، والخوف، والهيبة، والتعظيم، ويوجب النصح في العبادة بتحسينها، وبذل الجهد في إتمامها، وإكمالها (1).
ولأهمية الإحسان فقد جاء ذكره في القرآن في مواضع: تارة مقرونًا بالإيمان، وتارة مقرونًا بالإسلام، وتارة مقرونًا بالتقوى، وتارة مقرونًا بالعمل.
فالمقرون بالإيمان كقول الله عز وجل: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (2).
والمقرون بالإسلام كقوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ} (3)، وقوله:{وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى الله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} (4).
والمقرون بالتقوى كقوله تعالى: {إِنَّ الله مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} (5).
وقد يذكر مفردًا كقوله تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (6)،
(1) انظر: جامع العلوم والحكم، لابن رجب، 1/ 126،ومعارج القبول، لحافظ الحكمي، 2/ 611، وثلاثة الأصول للشيخ محمد بن عبد الوهاب المطبوع مع حاشية ابن القاسم، ص62،وص65، فقد ذكر لجميع أركان الإيمان، وركن الإحسان دليلاً من الكتاب، ودليلاً من السنة لكل ركن.
(2)
سورة المائدة، الآية:93.
(3)
سورة البقرة، الآية:112.
(4)
سورة لقمان، الآية:22.
(5)
سورة النحل، الآية:128.
(6)
سورة يونس، الآية:26.