الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني في استفتاح المسبوق إذا أدرك الإمام قائمَا في غير الركعة الأولى
المدخل إلى المسألة:
* قال صلى الله عليه وسلم: ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا. متفق عليه.
* ما يدركه المسبوق في الصلاة، هو أول صلاته على الصحيح، فيشرع له الاستفتاح.
[م-522] إذا أدرك المسبوق الإمام في غير القيام لم يستفتح؛ لفوات محله
(1)
.
فإن أدركه في القيام، وقد فاتته بعض الصلاة:
فقيل: لا يستفتح مطلقًا، وبه قال أبو حنيفة وأبو يوسف، واختاره القاضي أبو يعلى من الحنابلة
(2)
.
وقيل: يستفتح في أول ركعة يقضيها، وهو مذهب الحنابلة
(3)
.
وقيل: يستفتح في أول ركعة أدركها، وبه قال محمد بن الحسن، وهو مذهب الشافعية، ورواية عن أحمد
(4)
.
جاء في غمز عيون البصائر: «لو أدرك ركعة مع الإمام فإنه يستفتح عند محمد
(1)
. المجموع (3/ 319).
(2)
. غمز عيون البصائر (2/ 23)، بدائع الصنائع (1/ 248)، الإنصاف (2/ 225)، مسائل حرب الكرماني من أول كتاب الصلاة ت الغامدي (ص: 42)، المغني لابن قدامة (1/ 382)، القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب الأربعة (2/ 985).
(3)
. شرح منتهى الإرادات (1/ 263)، كشاف القناع (1/ 461)، الإنصاف (2/ 225)، المحرر (1/ 96)، الشرح الكبير على المقنع (2/ 10)، المبدع (2/ 57)، مسائل حرب الكرماني (ص: 42)، وذكرها ابن رجب في آخر القواعد تحت عنوان: فوائد تلحق بالقواعد (ص: 368).
(4)
. غمز عيون البصائر (2/ 23)، بدائع الصنائع (1/ 248)، المنثور في القواعد الفقهية (2/ 213).
رحمه الله فيما أدرك مع الإمام خلافًا لهما»
(1)
.
* وسبب اختلافهم:
الاختلاف فيما يدركه المسبوق في الصلاة، أهو أول صلاته، فيستفتح، أم هو آخر صلاته؟ والقائلون بأنه آخر صلاته، أيستفتح فيما يقضيه باعتباره أول صلاته، أو لا يستفتح؛ لفوات محله؟
جاء في الإنصاف: «وما أدرك مع الإمام فهو آخر صلاته، وما يقضيه أولها، هذا المذهب بلا ريب .... وعنه ما أدرك مع الإمام فهو أول صلاته، وما يقضيه آخرها.
تنبيه: لهذا الخلاف فوائد كثيرة، ذكرها ابن رجب في قواعده وغيره فمنها محل الاستفتاح:
فعلى المذهب: يستفتح فيما يقضيه، وعلى الثانية: فيما أدركه، وهذا الصحيح من المذهب، وقال القاضي في شرح المذهب: لا يشرع الاستفتاح على كلتا الروايتين لفوت محله»
(2)
.
وهذه المسألة سوف تأتينا إن شاء الله تعالى في أحكام صلاة المسبوق، بلغنا الله ذلك بمنه وكرمه، وحين كان حكم الاستفتاح فرعًا عنها اقتضت الإشارة إليها هنا للتنبيه، والله الموفق.
* * *
(1)
. غمز عيون البصائر (2/ 23).
(2)
. الإنصاف (2/ 225).