الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرع السادس السنة الاستفتاح الإسرار به
المدخل إلى المسألة:
* السنة في الاستفتاح هو الإسرار به مطلقًا في السرية والجهرية كغالب أذكار الصلاة.
* الجهر بالافتتاح لقصد مشروع كالتعليم لا يجعل من الجهر سنة راتبة.
* المرجوح قد يكون راجحًا إذا دعت إليه مصلحة راجحة.
* لا يشرع السكوت في الصلاة، ولهذا سأل أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم ما تقول في إسكاتك بين التكبير والقراءة.
* الجهر بالاستفتاح بلا غرض مشروع مخالف للسنة، وفعله لا يبطل الصلاة.
[م-519] السنة بالاستفتاح أن يُؤْتَي به سِرًّا في السرية والجهرية
(1)
.
قال ابن تيمية: «لا نزاع بين أهل العلم بالحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجهر بالاستفتاح، ولا بالاستعاذة»
(2)
.
وورد عن عمر الجهر بدعاء الاستفتاح، وحملوا ذلك على قصد التعليم.
* دليل من قال: يستفتح سِرًّا:
الدليل الأول:
(ح-1306) ويدل على ذلك ما رواه البخاري من طريق عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عمارة بن القعقاع، قال: حدثنا أبو زرعة، قال:
(1)
. مجمع الأنهر (1/ 90)، نهاية المحتاج (1/ 473)، أسنى المطالب (1/ 148)، التهذيب في فقه الإمام الشافعي (2/ 91)، فتح الوهاب بشرح منهج الطلاب (1/ 48)، مجموع الفتاوى (22/ 275)، الفروع (2/ 169)، المبدع (1/ 381).
(2)
. مجموع الفتاوى (22/ 275).
حدثنا أبو هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة -قال أحسبه قال: هُنَيَّةً- فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: أقول: اللهم باعد بيني وبين خطايايَ، كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطايايَ بالماء والثلج والبرد.
ورواه مسلم من طريق جرير، عن عمارة بن القعقاع به
(1)
.
فهذا نقل صريح بعدم الجهر بالاستفتاح.
الدليل الثاني:
(ح-1307) ما رواه البخاري، قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة،
عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وعمر رضي الله عنهما كانوا يفتتحون الصلاة بـ {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين} [الفاتحة: 2]
(2)
.
فهذا كان دليلًا على أنهم يسرون دعاء الافتتاح.
وورد عن عمر الجهر بدعاء الاستفتاح بلفظ كان يجهر الدال على الدوام.
(ث-302) فقد روى مسلم من طريق الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن عبدة،
أن عمر بن الخطاب، كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك
(3)
.
تابعه الأسود بن يزيد، وعلقمة بن قيس، وحكيم بن جابر، وعمرو بن ميمون بأسانيد صحيحة
(4)
.
ولو لم يجهر عمر رضي الله عنه بهذا الافتتاح لم يثبت هذا الدعاء مرفوعًا.
(1)
. صحيح البخاري (744)، وصحيح مسلم (147 - 598).
(2)
. صحيح البخاري (743).
(3)
. صحيح مسلم (52 - 399).
(4)
. سبق تخريجه، انظر (ث-299).
قال ابن قدامة: «قال أحمد: ولا يجهر الإمام بالافتتاح، وعليه عامة أهل العلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجهر به، وإنما جهر به عمر؛ ليعلم الناس»
(1)
.
وإذا لم يجهر الإمام لم يجهر المنفرد؛ قياسًا عليه، ولم يجهر المأموم من باب أولى.
وقال النووي: لو جهر به، كان مكروهًا، ولا تبطل صلاته
(2)
.
* * *
(1)
. المغني (1/ 343).
(2)
. الفتوحات الربانية على الأذكار النووية (2/ 185).