المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثالث فى سبب وقوع غزوة تبوك - الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك

[عبد القادر بن حبيب الله السندي]

فهرس الكتاب

- ‌كلمة الناشر

- ‌ خلاصة الرسالة

- ‌الإِهداء

- ‌شكر وتقدير

- ‌المقدمة

- ‌رجال الاسناد:

- ‌منهج البحث

- ‌العقبات التى واجهت البحث

- ‌قصة مشكلة غريبة

- ‌مخطط السير فى منهج البحث

- ‌فوائد التخرج

- ‌ثمرة الرسالة

- ‌رموز الرسالة

- ‌الإِعتذار

- ‌الفصل الأول فى وجه تسمية الغزوة باسم تبوك

- ‌الفصل الثانى فى وجه تسمية الغزوة بالعسرة

- ‌الفصل الثالث فى سبب وقوع غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع فى السنة التى وقعت فيها غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس فى بعوث الرسول صلى الله عليه وسلم الى القبائل قبل غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس فى استنفار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه الى تبوك

- ‌الفصل السابع فى تخليف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليا على أهله فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن فى تخلف كعب بن مالك وأصحابه رضي الله عنهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع فيما نزل من القرآن فى التائبين الثلاثة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العاشر فيما نزل من القرآن فى الذين اعترفوا بذنوبهم

- ‌الفصل الحادى عشر فيما نزل من القرآن فى أخذ الصدقة عن الذين اعترفوا بذنوبهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى عشر فيما نزل من القرآن كاشفا المتخلفين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث عشر فيما نزل من القرآن عن نهي الاستغفار للذين تخلفوا عن غزة تبوك بدون عذر مشروع

- ‌الفصل الرابع عشر فيما نزل من القرآن فى نوع آخر من المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل الخامس عشر فيما نزل من القرآن فى معاتبة المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل السادس عشر فى دليل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الى تبوك

- ‌الفصل السابع عشر فى عدد جيش غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن عشر فى الالوية فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع عشر فى نفقة أبى بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العشرون فى نفقة عمر بن الخطاب فى غزوة تبوك وغيره من الصحابة رضي الله عنهم

- ‌الفصل الحادى والعشرون فى نفقة عثمان رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والعشرون فى نفقة عبد الرحمن بن عوف -رضي اللَّه تعالى عنه- فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والعشرون فى تصدق علبة بن زيد رضي اللَّه تعالى عنه عرضه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى الثناء على الذين أنفقوا أموالهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والعشرون فيما نزل من القرآن فى فقراء الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك لفقرهم وعجزهم

- ‌الفصل السادس والعشرون فى المنافقين فى غزوة تبوك، وما قاموا به من أعمال شنيعة

- ‌الفصل السابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى المستأذنين بعدم حضور غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والعشرون فيما نزل من القرآن فى أوصاف المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وغيرهم

- ‌الفصل التاسع والعشرون فيما نزل من القرآن فى منافقى الأعراب الذين تخلفوا عن غزوة تبوك

- ‌الفصل الثلاثون فيما نزل من القرآن فى أعذار المنافقين الواهية

- ‌الفصل الحادى والثلاثون فى قصة أبى خيثمة ولحوقه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والثلاثون فى قصة أبى ذر رضي اللَّه تعالى عنه ومقالة الرسول صلى الله عليه وسلم فى حقه بغزوة تبوك، وموته

- ‌الفصل الثالث والثلاثون فى خطبته صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل الرابع والثلاثون فيما نزل من القرآن فيمن بنى مسجد الضرار

- ‌الفصل الخامس والثلاثون فيما نزل من القرآن فى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل السادس والثلاثون فى خبر خالد وأكيدر بتبوك

- ‌الفصل السابع والثلاثون فى قبوله صلى الله عليه وسلم هدية صاحب أيلة بتبوك

- ‌الفصل الثامن والثلاثون فى قدوم رسول قيصر الى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل التاسع والثلاثون فى تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بتبوك بما خصه اللَّه به من خصائص نبوية

- ‌الفصل الاربعون الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر أصحابه عن كنز فارس والروم

- ‌الفصل الحادى والأربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك وقبول دعائه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالظهر

- ‌الفصل الثانى والأربعون فى قصة حية كبيرة اعترضت سبيل المسلمين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والأربعون فى كرامة إضاءة الاصابع لبعض الصحابة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والأربعون فى معجزة نزول المطر بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والاربعون فى قصة الياس صلى الله عليه وسلم لقاءه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والأربعون فى معجزة نبع الماء من أصابعه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السابع والاربعون فى المعجزة ما أخبر بها صلى الله عليه وسلم من اشراط الساعة فى غزوة تبوك ووقوع ذلك

- ‌الفصل الثامن والاربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى زيادة طعام فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والاربعون فى معجزته صلى الله عليه وسلم فى فوران العين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخمسون فى تكريمه صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فى غزوة تبوك وهو صلاته خلف عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه تعالى عنه

- ‌الفصل الحادى والخمسون فيما أخبر به صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك عن مناديل سعد بن معاذ

- ‌الفصل الثانى والخمسون فى حديثه صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل رضي الله عنه "قوام هذا الأمر الصلاة، ذروة سنامه الجهاد

- ‌الفصل الثالث والخمسون فيما جاء فى صلاته صلى الله عليه وسلم-على معاوية بن معاوية الليثى فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والخمسون فيما جاء فى وفاة عبد اللَّه ذى البجادين وصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم عليه ودفنه إياه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والخمسون فى الاحكام الشرعية فيما جاء فى الوضوء مرة مرة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والخمسون فيما جاء فى غزوة تبوك من سترة المصلى

- ‌الفصل السابع والخمسون فيما جاء فى قصة المار بين يدى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو فى صلاته بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين جمع تأخير فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين فى غزوة تبوك جمع تقديم

- ‌الفصل الستون فيما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فى شراب النبيذ وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والستون فيما جاء فى خرص الثمار عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والستون فيما جاء فى البيع والشراء فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والستون فيما جاء فى أهبة الميتة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والستون فيما جاء فى اهداره صلى الله عليه وسلم ثنتى العاض وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والستون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى كراء الدابة على النصف أو السهم وهو فى طريقه الى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والستون فيما نزل من القرآن فى حثه على الصدق ولزوم الصادقين

- ‌الفصل السابع والستون فى قوله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} الآية

- ‌الفصل الثامن والستون فيما نزل من القرآن فى البشارة للمقاتلين فى سبيل اللَّه

- ‌الفصل التاسع والستون فيما جاء فى مدة إقامته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مقالته فى فضيلة الشام وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والسبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى أخبار ديار ثمود

- ‌الفصل الثانى والسبعون فيما جاء فى استقباله صلى الله عليه وسلم عند عودته من غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والسبعون فيما جاء فى موت عبد اللَّه بن أبى سلول رأس المنافقين

- ‌جريدة المصادر

- ‌المخطوطات

- ‌(ألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الصاد)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الاستدراك)

- ‌جريدة المصادر المطبوعة

- ‌(الألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(العين)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(القاف)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الهاء)

- ‌(الواو)

- ‌المؤلف فى سطور

الفصل: ‌الفصل الثالث فى سبب وقوع غزوة تبوك

‌الفصل الثالث فى سبب وقوع غزوة تبوك

قال الحافظ نور الدين الهيثمي: باب غزوة تبوك:

من عمران بن حصين، أنه شهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، أيام غزوة تبوك فى جيش العسرة، فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالصدقة، القوة والتأسى، وكانت نصارى العرب، كتبت الى هرقل، أن هذا الرجل الذى خرج، ينتحل النبوة، قد هلك، أصابته سنون، فهلكت أموالهم، فإن كنت تريد أن تلحق دينك، فالآن، فبعث رجلا، من عظمائهما، يقال له الضناد، وجهز معه أربعين ألفا، فلما بلغ ذلك نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم، كتب فى العرب، وكان يجلس، كل يوم، على المنبر، فيدعو، ويقول: اللهم أن تهلك هذه العصابة، فلن تعبد فى الأرض، فلم يكن للناس قوة، وكان عثمان بن عفان، قد جهز، عيرا، الى الشام، يريد أن يمتار عليها، فقال: يا رسول اللَّه هذه مائتا بعير بأقتابها، وأحلاسها ومائتا أوقية، فحمد اللَّه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكبر الناس، أتى عثمان بالابل، وأتى بالصدقة، بين يديه، فسمعته يقول: لا يضر عثمان ما عمل بعد اليوم. رواه الطبرانى، وفيه العباس بن الفضل

ص: 58

الانصارى وهو ضعيف (1).

(1) مجمع الزوائد (191/ 6).

قلت: قال الحافظ فى التقريب فى ترجمة العباس بن الفضل: عباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن حنظلة بن رافع الانصارى، الواقفى، بقاف ثم فاء، البصرى، نزيل الموصل وقاضيها، فى زمن الرشيد، متروك، واتهمه أبو زرعة، وقال ابن حبان: حديثه عن البصريين أرجى من حديثه عن الكوفيين، من التاسعة، مك سنة (183 هـ وله احدى وثمانون سنة ق. انظر التقريب (398/ 1) قلت: هذا الحديث بهذا الإسناد منكر ولا يمكن أن يكون صالحا للمتابعات والشواهد، قال الحافظ فى الفتح (85/ 8): مشيرًا إلى هذه الرواية روى الطبرانى من حديث عمران بن حصين قال: كانت نصارى العرب ثم ذكر الحديث بتمامه، فى قال الحافظ فى نهاية الحديث: وأخرجه الترمذي، والحاكم من حديث عبد الرحمن بن خباب نحوه الخ. . . قلت: لم يخرجه الترمذي بهذا السياق كله إنما أخرجه فى اتفاق عثمان رضي اللَّه تعالى عنه فى مناقبه (153 - 154/ 13) إذ قال الترمذي: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا أبو داود، حدثنا السكن بن المغيرة، ويكنى أبا محمد مولى لآل عثمان، حدثنا الوليد بن هشام، عن فرقد، أبى طلحة، عن عبد الرحمن بن حباب، قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث على جيش العسرة، فقام عثمان، فقال يا رسول اللَّه عليّ مائة بعير بأحلاسها، وأقتابها فى سبيل اللَّه ثم ساق الحديث ثم قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث السكن بن مغيرة، وفى الباب عن عبد الرحمن بن سمرة. انتهى قول الترمذي. قلت: السكن بن المغيرة قال الحافظ فى التقريب (313/ 1). السكن ابن المغيرة، الأموى مولاهم، البزاز، البصرى، صدوق، من السابعة/ ت. قلت: هو حسن الحديث. =

ص: 59

قال ابن عساكر:

أخبرنا، أبو عبد اللَّه الفراوى (1)، أنا أبو بكر

أما اشارة الحديث إلى الحاكم، فهو قد أخرجه بغير هذا السياق أيضًا فى المستدرك، قال الحاكم فى المستدرك (102/ 3)، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا أسد بن موسى، ثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن عبد اللَّه بن القاسم، عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة، عن عبد الرحمن ابن سمرة، قال: جاء عثمان رضي الله عنه، إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بألف دينار حين جهز جيش العسرة، ففرغها عثمان، فى حجر النبي صلى الله عليه وسلم قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها، ويقول: ما ضر عثمان ما عمل، بعد هذا اليوم، قاله مرارا، قال الحاكم: هذا حديث، صحيح الإسناد، لم يخرجاه وقال الذهبي فى التلخيص: صحيح. قلت: هذا الحديث بهذا الإسناد لم يبلغ درجة الصحة، انما هو حديث حسن لغيره، لأن فيه كثير بن أبى كثير مولى ابن سمرة. قال الحافظ فى التقريب (133/ 2) مقبول من الثالثة، ووهم من عده صحابيا/ د ت س فق.

قلت وقد ترحم لكثير هذا الإمام الذهبي فى الميزان (410/ 3) إذ قال: كثير (د - ت - س) مولى عبد الرحمن بن سمرة. قال ابن حزم: مجهول. ونقل بعضهم عن العجلي أنه ثقة، وذكره ابن حبان فى الثقات، قلت: لم أقف على ترجمته فى ثقات ابن حبان.

والحديث أخرجه الإمام أحمد فى مسنده أيضًا (75/ 4) انظر انساب الاشراف للبلاذرى (368/ 1).

(1)

أبو عبد اللَّه الفراوى هو بضم الفاء، نسبة التى فراوة، بليدة مما يلي الخوارزم انظر اللباب لابن الاثير (200/ 2) والانساب للسمعانى (491/ 2) أما المنسوب الى هذه النسبة فجملة من =

ص: 60

البيهقى (1)، نا عبد اللَّه الحافظ (2) أنا أبو العباس محمد بن يعقوب (3).

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندى (4)، نا أبو الحسين بن النقور (5)، نا أبو الطاهر المخلص (6)، أنبا رضوان بن أحمد (7)، أجازة، قال: نا

= العلماء منهم أبو عبد اللَّه الفراوى عمد بن الفضل بن أحمد الصاعدى النيسابورى فقيه الحرم، وكان ثقة انظر العبر فى خبر من غبر للذهبى (4/ 83 - 84). وطبقات الشافعية لابن السبكى (4/ 92 - 93).

(1)

أبو بكر البيهقى، هو صاحب السنن الكبرى انظر ترجمته فى العبر (342/ 3).

(2)

أما أبو عبد اللَّه الحافظ، فهو الحاكم صاحب المستدرك انظر ترجمته فى تذكرة الحافظ ص (1039)(1045/ 3).

(3)

أما أبو العباس محمد بن يعقوب، فهو شيخ الحاكم وثقه الذهبى فى العبر انظر ترجمته:(273 - 274/ 2).

(4)

أبو القاسم بن السمرقندى، هو الحافظ عبد اللَّه بن أحمد بن عمر، بن أبى الأشعث، أخو إسماعيل وكان ثقة انظر العبر فى خبر من غبر 37/ 4.

(5)

أبو الحسين بن النقور، هو أحمد بن محمد بن أحمد البغدادى البزاز، المحدث الصدوق توفى سنة 470 هـ انظر ترجمته فى العبر فى خبر من غبر للذهبى 272 - 233/ 3.

(6)

أبو طاهر المخلص. هو محمد بن عبد الرحمن بن العباس، البغدادى الذهبي، مسند العراق، سمع أبا القاسم البغوى، وطبقته، وكان ثقة، توفي فى مضان وله 88 سنة وكانت وفاته سنة 393 هـ انظر العبر فى خبر من غبر للذهبى (56/ 3) واللباب لابن الأثير (111 - 112/ 3).

(7)

أما رضوان بن أحمد فأنى لم أجد له ترجمة.

ص: 61

أحمد بن عبد الجبار (1)، نا يونس بن بكير (2)، عن عبد الحميد بن بهرام (3)، عن شهر بن حوشب (4)، عن عبد الرحمن (5) بن غنم، أن اليهود اتوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوما فقالوا: يا أبا القاسم، ان كنت صادقا، انك نبي فالحق بالشام. فان الشام أرض المحشر، وأرض الأنبياء. فصدق -وقال ابن السمرقندى: رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم اتفقا. قال: قالوا: فغزا غزوة تبوك، لا يريد الا الشام، فلما بلغ تبوك، أنزل اللَّه عليه آيات من سورة بنى اسرائيل، بعد ما ختمت السورة {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا

(1) أما أحمد بن عبد الجبار، فهو أحمد بن عبد الجبار العطاردى، الكوفى وثقة ابن حبان ذكره الذهبي فى العبر فى خبر من غبر (49/ 2) وقال الحافظ فى التقريب: ضعيف (19/ 1) وذكر وفاته 272/ د

(2)

يونس بن بكر هو يونس بن بكر بن واصل الشيبانى، يخطئ من التاسعة، مات 199/ خت - م د ت ز ق. انظر التقريب (384/ 2).

(3)

عبد الحميد بن بهرام هو عبد الحميد بن بهرام، الفزارى، المدائنى، صاحب شهر بن حوشب، صدوق، من السادسة/ بخ ت س ق انظر التقريب (467/ 1).

(4)

شهر بن حوشب، هو شهر بن حوشب الأشعرى، الشامي، مولى أسماء بنت يزيد ابن السكن صدوق، كثير الارسال، والاوهام، من الثالثة، مات 112/ بخ م - عم انظر التقريب (355/ 1).

(5)

عبد الرحمن، هو عبد الرحمن بن غنم، بفتح المعجمة، وسكون النون، الاشعرى، مختلف فى صحبته وذكره العجلى فى كبار ثقات التابعين، مات 178 خت عم انظر التقريب (494/ 1) انظر تذكرة الطالب المعلم لبرهان الدين الحلبى ص 15 قلت: هذا الحديث ضعيف بهذا الإسناد.

ص: 62

قَلِيلًا} سورة الإسراء 71 - 72 التى قوله تعالى {تَحْوِيلًا} فأمره اللَّه -ولم يذكر ابن السمرقندى اسم اللَّه- يعنى بالرجوع الى المدينة، وقال: فيها محياك، ومماتك ومنها تبعث (1).

(1) انظر تاريخ دمشق لابن عساكر (167 - 168/ 1).

قال ابن كثير فى تفسيره (210 - 211/ 5) مع البغوى تحت قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا} قيل: نزلت فى اليهود إذ أشاروا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بسكنى الشام بلاد الانبياء، وترك سكنى المدينة. . وهذا القول ضعيف لأن هذه الآية مكية، وسكن المدينة بعد ذلك، وقيل: أنها نزلت بتبوك وفى صحته نظر، ثم قال الحافظ ابن كثير: روى البيهقى عن الحاكم عن الاصم، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردى، عن يونس بن بكير، عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن ابن غنم، أن اليهود ثم ذكر الحديث بتمامه الذى عند ابن عساكر، ثم قال الحافظ ابن كثير: وفى هذا الإسناد نظر، والاظهر أن هذا ليس بصحيح، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغز تبوك قبل اليهود وانما غزاها امتثالا لقوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} انتهى كلامه.

قلت: ليس لغزوة تبوك سبب خاص كما قال ابن سعد فى الطبقات الكبرى (165/ 2): قالوا: بلغ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام، وان هرقل قد رزق أصحابه لسنة، وأجلبت معه جزام، وعاملة، وغسان، وقدموا مقدماتهم الى البلقاء، فندب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الناس، الى الخروج، وأعلمهم المكان الذى يريد ليتأهبوا، انظر الكامل لإبن الأثير (277/ 2) وقال اليعقوبى فى تاريخه (67/ 2). وغزاة تبوك غزاها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى جمع كثير، من أرض الشام، يطلب بدم جعفر بن أبى طالب، ولم يتكلم على هذه الغزوة إلا سطرا ونصف. =

ص: 63

قال اللَّه تعالى:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} التوبة: 123.

يقول أبو جعفر:

يقول تعالى: ذكره للمؤمنين به وبرسوله: يا أيها الذين صدقوا اللَّه ورسوله قاتلوا من وليكم من الكفار، دون من بعد منهم يقول لهم: ابدءوا بقتال الأقرب فالاقرب اليكم دارا، دون الأبعد فالأبعد، وكان الذين يلون المخاطبين بهذه الآية يومئذ الروم، لأنهم كانوا سكان الشام يومئذ، والشام كانت أقرب إلى المدينة من العراق، فأما بعد أن فتح اللَّه على المؤمنين البلاد فإن الفرض على أهل كل ناحية قتال من وليهم من الاعداء، دون الابعد منهم، ما لم يضطر اليهم أهل ناحية أخرى من

= وليس عنده سند قائم يؤيد قوله وإنما ميل إلى التشيع هو الذى جعله ينظر إلى هذه الحكاية بمنظاره الخاص، وتكلم الإمام ابن كثير فى البداية والنهاية (3/ 5) على سبب وقوع غزوة تبوك فأفاد وأجاد فى الموضوع ورجح أنه صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك بناءً على أمر الهى لكى يقيم لأمته دليلا قاطعا على فرضية الجهاد إلى أن يرث اللَّه الارض ومن عليها. لولا خوف الاطالة لنقلت ما قاله عمدة المؤرخين الإمام ابن كثير انظر (3 - 5/ 4) من البداية، قال الحافظ فى الفتع (85/ 8): وذكر أبو سعيد فى شرف المصطفى، والبيهقى فى الدلائل من طريق شهر بن حوشب. عن عبد الرحمن بن غنم ثم ذكر الحديث وقال الحافظ فى نهاية الحديث: واسناده حسن، مع كونه مرسلا، قلت: حكم على الاسناد بالحسن مع أنه ضعف أحمد بن عبد الجبار العطاردى فى التقريب انظر ترجمته فى التقريب (1/ 19) وأما قضية الارسال، فهي صحيحة لان عبد الرحمن بن غنم تابعى.

ص: 64

نواحى بلاد الاسلام، فان اضطروا اليهم لزم عونهم ونصرهم، لأن المسلمين يد على من سواهم، ولصحة كون ذلك، تأول كل من تأول هذه الآية، أن معناها ايجاب الفرض على أهل كل ناحية قتال من وليهم من الاعداء (1).

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (71/ 11).

قلت: قد تكون هذه الآية سببا أساسيا لغزوة تبوك، قال القرطبي فى تفسيره (297 - 298/ 8): عرفهم اللَّه تعالى كيفية الجهاد، وأن الابتداء بالأقرب فالأقرب من العدو، ولهذا بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالعرب، فلما فرغ قصد الروم وكانوا بالشام، قال الحسن: نزلت قبل أن يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال المشركين، فهي من التدريج الذى كان قبل الاسلام. قلت قول الحسن أنها نزلت: قبل أن يؤمر بقتال المشركين، فيها نظر واللَّه تعالى أعلم.

وقال ابن كثير فى تفسيره (271 - 272) مع البغوى: أمر اللَّه تعالى المؤمنين، أن يقاتلوا الكفار أولا فأولا الأقرب فالأقرب، إلى حوزة الاسلام، ولهذا بدأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقتال المشركين فى جزيرة العرب، فلما فرع منهم وفتح اللَّه عليه مكة، والمدينة، والطائف، واليمن، واليمامة، وهجر، وخيبر، وحضرموت، وغير ذلك من أقاليم جزيرة العرب، ودخل الناس من سائر الاحياء فى دين اللَّه أفواجا. فشرع فى قتال أهل الكتاب فتجهز لغزوة الروم الذين هم أقرب الناس بالدعوة إلى الاسلام إلخ. انظر زاد المسر لابن الجوزى (518/ 3) وفتح البيان للسيد صديق حسن خان (218 - 219/ 4). وروح المعانى (50 - 51/ 11) وقال الرازي فى تفسيره (228 - 229/ 16). . . اعلم أنه نقل عن الحسن أنه قال: هذه الآية نزلت قبل الأمر بقتال المشركين كافة، ثم أنها صارت منسوخة، بقوله {قَاتِلُوْا الْمُشْرِكِينَ كَافَةً} وأما المحققون فإنهم انكروا هذا النسخ =

ص: 65

قال أبو جعفر:

حدثنا ابن وكيع، قال ثنا أبى (1)، عن سفيان (2) عن شبيب بن

= وقالوا: إنه تعالى لما أمر قتال المشركين كافة أرشدهم فى ذلك الباب إلى الطريق الأصوب الأصلح، وهو أن يبتدءوا من الأقرب فالأقرب، منتقلا إلى الأبعد فالأبعد، ألا ترى، أن أمر الدعوة وقع على هذا الترتيب قال تعالى:{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} وأمر الغزوات وقع على هذا الترتيب لانه عليه الصلاة والسلام، حارب قومه، ثم انتقل منهم إلى غزو سائر العرب. ثم انتقل منهم إلى غزو الشام، والصحابة رضي اللَّه تعالى عنهم لما فرغوا من أمر الشام دخلوا العراق. قلت: إن الابتداء بالغزو من الموضح القريب. أولى لوجوه عديدة، منها أن مقابلة الكل دفعة واحدة متعذرة، ولما تساوى الكل فى وجوب القتال لما فيم من الكفر والمحاربة، وامتنع الجمع، وجب الترجيح والقرب مرجح ظاهر، كما رأيت من أمر الدعوة، وكما فى سائر المهمات، ومنها أن الابتداء بالأقرب أولى. لأن النفقة فيه أقل، والحاجة إلى الدواب والآلات، والأدوات أقل، ومنها أن الفرقة المجاهدة إذا تجاوزت من الأقرب إلى الأبعد، فقد عرضوا الذرارى والأهل للفتنة؛ حصل للقوات الباكستانية فى الحرب الأخيرة مع الهند. فالقوات كانت تحارب فى أقصى الهند وتركت الأعداء فى القريب، ومن هنا ضعفت واستكانت، فنفهم من الآية الخطة المستقيمة الحربية إلى وضعها القرآن وأنها خطة عظيمة نافعة، انظر البحر المحيط لابي حيان (114 - 115/ 5) والكشاف للزمخشرى (573 - 574/ 1) وظلال القرآن للسيد قطب (43 - 44/ 11).

(1)

هو وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسى، بضم الراء وهمزة ثم مهملة، أبو سفيان الكوفى، ثقة، حافظ عابد، من كبار التاسعة، مات فى آخر سنة 196 هـ وله سبعون سنة/ ع، انظر التقريب (331/ 2).

(2)

هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثورى، أبو عبد اللَّه الكوفى، ثقة حافظ، فقيه، عابد، أمام حجة، من رؤوس الطبقة السابعة، وكان ربما دلس، مات 161 هـ، وله 64/ ع، انظر التقريب (331/ 1).

ص: 66

غرقدة (1) عن عروة البارقى (2) عن رجل من تميم، قال: سألت ابن عمر،

(1) شبيب بن غرقدة: بمعجمة وقاف، ثقة من الرابعة/ع، انظر التقريب (346/ 1).

(2)

أما عروة البارقى فهو عروة بن أبى الجعد البارقى وهو الصحابى المعروف ذكره الحافظ فى الإصابة (468 - 449/ 2) قال الحافظ: عروة بن الجعد، ويقال ابن أبى الجعد، وصوب الثانى ابن المديني، وقال ابن قانع: اسمه أبو الجعد البارقى، وزعم الرشاطى، أنه عروة بن عياض بن أبى الجعد -رضي اللَّه تعالى عنه وأنه نسب إلى جد مشهور، وله أحاديث، وهو الذى أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليشترى الشاة بدينار فاشترى به شاتين، والحديث مشهور فى البخارى وغيره وكان فيمن حضر فتوح الشام، ونزلها ثم سيره عثمان إلى الكوفة، وحديثه عند أهلها. وقال شبيب بن غرقدة رأيت فى دار عروة بن الجعد ستين فرسا مربوطة. انظر التقريب (18/ 2).

قال الشيخ محمود شاكر فى تحقيقه على تفسير ابن جرير الطبرى (574/ 14) معلقا على هذا الأثر، الأثر 17481 شبيب بن غرقدة البارقى، والمشهور السلمى مضى برقم 3008 و 3009 وهو تابعى ثقة، وهكذا جاء فى المخطوطة، كما أثبته ولكن ناشر المطبوعة كتبه هكذا عن شبيب بن غرقدة عن عروة البارقى، عن رجل من بنى تميم وهو لا يصح أبدا، لان عروة البارقى وهو عروة بن أبى الجعد البارقى وهو صحابى معروف، مضى أيضًا برقم 3008 والذى حدث هناك أيضًا انه زاد فى الإسناد عروة، واستظهر أخي أنه زيادة فى الإسناد وهو الصواب، ويؤيده ما حدث فى هذا الموضع من ناسخ أو ناشر، فيما أظن ضهرة شبيب غرقدة البارقى: ظن أنه خطأ فى الإسناد فأضاف عروة بين غرقدة والبارقى انتهى كلامه.

قلت أما قول الشيخ محمود شاكر فى هذا الإسناد وهو لا يصح أبدا، وعلل بأن عروة هذا صحابى يروى من رجل من بنى تميم وهو رروى بدوره عن ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهما فقلت: لا وجه لانكاره على هذا الإسناد بالصحة، وأما اعتماده على المخطوطة فقد يكون هذا صحيحا وقد يكون غير ذلك لان صاحب المطبوعة قد يكون قد طلع، على مخطوطة أخرى وهي أقدم =

ص: 67

فقال الديلم، قال: عليك بالروم (1).

قال أبو جعفر:

حدثنا ابن بشار (2) واحمد بن (3) اسحاق، وسفيان بن وكيع (4)

= وأصح مما طالعها الشيخ، وأما استظهار أخيه الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه اللَّه تعالى على تلك الزيادة وانكاره عليها لم يتضح لى دليله أبدا لأن الاسانيد التى أودرها البخارى، وأبو بكر بن أبى شيبة وابن جرير الطبرى لم يستدل منها على التحقيق على أن هذه الزيادة، اعنى زيادة عروة بن الجعد البارقى بين شبيب الغرقدة بن حبان بن الحارث باطلة، بمجرد عدم ايرادهم هذه الزيادة، ولا يخفى عليكم فان هذه الزيادة تد تكرن من الزيادة التى تكون فى متصل الاسانيد الوهم الذى جعل الشيخ ينكر هذه الزيادة هو أن عروة البارقى صحابى قد وقع بين التابعيين فى الإسناد، وأظن واللَّه تعالى أعلم- أن مثل هذه الرواية واقعة كثيرا فى كتب الحديث.

الرواية هذه ساقطة على كل حال لاجل سفيان بن وكيع لأنها جاءت من طريقه ولو جاء عن طريق ثقة آخر، وفى نهاية الحال كما هو، لم تكن حجة عندنا لاجل المجهول الذى فيها. والرواية هذه أشارا إليها السيوطى فى الدر المنثور (293/ 3) بقوله اخرج ابن مردويه عن ابن عمر ثم ذكر النص.

انظر فتح القدير للشوكانى (398/ 2) انظر ابن كثير (2/ 42) والبداية والنهاية لابن كثير (3/ 5).

(1)

تفسير ابن جرير الطبرى (71/ 11).

(2)

ابن بشار هو محمد بن بشار بن عثمان العبدى، البصرى، أبو بكر، بندار بضم الباء وفتحها وسكون النون، ثقة من العاشرة مات سنة 252 هـ وله بضع وثمانون سنة/ع، انظر التقريب (147/ 2).

(3)

أما أحمد بن إسحاق فهو أحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر السلمى، أبو إسحاق السرماوى بضم المهملة، وبفتحها وحكى كسرها إسكان الراء صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة 242 / خ انظر التقريب 10/ 1).

(4)

سفيان بن وكيع بن الجراح، أبو محمد الرؤاسى الكوفى، كان صدوقًا إلا أنه ابتلى بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل، فسقط حديثه، من العاشرة/ ت ق انظر التقريب (1/ 312).

ص: 68

قالوا: ثنا أبو أحمد (1) قال: ثنا سفيان (2)، عن يونس (3)، عن الحسن (4){قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} قال الديلم.

قال أبو جعفر:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب (5)، قال: ثنا عمران أخي (6)

(1) اما أبو أحمد فهو محمد بن عبد اللَّه بن الزبير بن عمرو بن درهم الأسدى، أبو أحمد الزبيرى الكوفى، ثقة ثبت، إلا أنه قد يخطئ فى حديث الثورى، من التاسعة مات 203/ ع انظر التقريب (176/ 2).

(2)

اما سفيان فهو سفيان الثورى وقد مر بكم ترجمته مرارا انظر التقريب (311/ 1).

(3)

وأما يونس فهو يونس بن أبى إسحاق السبيعى، أبو اسرائيل الكوفى، صدوق، يهم قليلا، من الخامسة، مات 152 على الصحيح/ م عم انظر التقريب (384/ 2).

(4)

وأما الحسن فهو الحسن بن أبى الحسن البصرى، واسم أبيه: يسار، بالتحتانية والمهملة، الأنصارى مولاهم ثقة فقيه، فاضل، مشهور وكان يرسل كثيرا ويدلس،/ ع انظر التقريب (165/ 1).

قلت: أثر حسن البصرى حسن الإسناد -هو مقطوع من كلامه رحمه اللَّه تعالى. وقال السيوطى فى الدر المنثور (3/ 293) أخرج ابن جرير الطبرى وابو الشيخ عن الحسن ثم ذكر الأثر. . انظر فتح القدير (398/ 2) والقرطبى فى تفسيره (297/ 8). انظر ابن جرير الطبرى (71/ 11) فقد أخرج هذا الأثر باسناد آخر وفيه سفيان بن وكيع.

(5)

يعقوب هو يعقوب بن عبد اللَّه بن سعد الاشعرى، أبو الحسن القمى، بضم القاف وتشديد الميم، صدوق يهم من الثامنة مات، 17/ خت عم / انظر التقريب 376/ 2.

(6)

وأما عمران بن عبد اللَّه بن سعد الأشعرى فإنى لم أجد له ترجمه فى المراجع التى بين يديّ.

ص: 69

قال: سألت جعفر (1) بن محمد بن علي بن الحسين، فقلت: ما ترى فى قتال الديلم؟ فقال: قاتلوهم ورابطوهم، فإنهم من الذين قال اللَّه فيهم:{قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} (2).

قال أبو جعفر:

حدثنى يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فى قوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} قال: كان الذين يلونهم

(1) أما جعفر بن محمد فهو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب الهاشمى، أبو عبد اللَّه المعروف بالصادق، صدوق، فقيه، إمام، من السادسة، مات 148/ بخ م - عم، انظر التقريب (132/ 1).

(2)

قال السيوطى فى الدر المنثور (293/ 3) أخرج ابن أبى حاتم، وأبو الشيخ، عن جعفر بن محمد، ثم ذكر الأثر بكامله كما جاء عن ابن جرير الطبرى. ومحمد بن حميد الراوى شيخ ضعيف الذى يروى عنه أبو جعفر مباشرة، ولهذا الأثر شواهد كثيرة أخرجها أبو جعفر فى تفسيره انظر التفسير (72/ 11). قال القرطبي فى تفسيره (298/ 8) قال قتادة يبدأ القتال بالأول فالأول ثم قال واختار ابن العربى أن يبدأ بالروم قبل الديلم، على ما قاله ابن عمر لثلاثة أوجه. أحدها: أنهم أهل الكتاب، فالحجة عليهم أكثر وآكد. الثانى: أنهم إلينا أقرب، أعنى أهل المدينة. الثالث: أن بلاد الأنبياء فى بلادهم أكثر فاستنقاذها مهم أوجب، واللَّه تعالى أعلم. قلت: فى هذه الآية دليل على أنه ينبغي أن يقاتل أهل كل ثغر الذين يلونهم. وإذا قيل: كيف تخطى النبي صلى الله عليه وسلم فى بعض غزواته وترك هذه القاعدة؟ قلنا: ربما تخطى فى حربه الذين يلونه من القبائل التى لم تدخل الإسلام ليكون ذلك أهيب له. انظر تفسير زاد المسير لابن الجوزى (518 - 519/ 3).

ص: 70

من الكفار العرب، فقاتلهم حتى فرغ منهم، فلما فرغ قال اللَّه تعالى:{قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} . . . حتى بلغ {وَهُمْ صَاغِرُونَ} قال: فلما فرغ من قتال من يليه من العرب، أمره بجهاد أهل الكتاب، قال: وجهادهم أفضل الجهاد عند اللَّه.

وأما قوله {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} فان معناه: وليجد هؤلاء الكفار الذين تقاتلونهم. فيكم أي منكم شدة عليهم. {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} يقول: وأيقنوا عند قتالكم اياهم أن اللَّه معكم. وهو ناصركم عليهم، فان اتقيتم اللَّه وخفتموه، بأداء فرائضه واجتناب معاصيه، فإن اللَّه ناصر من اتقاه معينه (1).

(1) تفسر ابن جرير الطبرى (72/ 11).

قلت: هذا الأثر مقطوع من كلام عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوى وهو مفسر كبير ولكلامه شواهد كثيرة أخرجها ابن جرير الطبرى (71 - 72/ 11). وقال ابن كثير فى البداية والنهاية (2 - 3/ 5): قال اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} التوبة "آية 28". {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} "التوبة: 29"، انظر تفسير ابن جرير الطبرى (110/ 10) وقال: حدثنى محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد فى قوله تعالى {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ =

ص: 71

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= دِينَ الْحَقِّ} آخر الآية) قال مجاهد: أمر محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بغزوة تبوك. قلت: هكذا أجمع أهل المسير على أن هذه الآية نزلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وفيها أمر صريح لغزوة تبوك. انظر تفسير الطبرى (109/ 11) وابن كثير مع البغوى (144 - 147/ 4). وزاد المسير لابن الجوزى (419 - 420/ 3). والقرطبى فى تفسيره (109 - 119/ 8). وقال أبو حيان فى البحر المحيط (29/ 5): نزلت حين أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بغزو الروم، وغزا بعد نزولها تبوك.

ص: 72