المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الخامس والعشرون فيما نزل من القرآن فى فقراء الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك لفقرهم وعجزهم - الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك

[عبد القادر بن حبيب الله السندي]

فهرس الكتاب

- ‌كلمة الناشر

- ‌ خلاصة الرسالة

- ‌الإِهداء

- ‌شكر وتقدير

- ‌المقدمة

- ‌رجال الاسناد:

- ‌منهج البحث

- ‌العقبات التى واجهت البحث

- ‌قصة مشكلة غريبة

- ‌مخطط السير فى منهج البحث

- ‌فوائد التخرج

- ‌ثمرة الرسالة

- ‌رموز الرسالة

- ‌الإِعتذار

- ‌الفصل الأول فى وجه تسمية الغزوة باسم تبوك

- ‌الفصل الثانى فى وجه تسمية الغزوة بالعسرة

- ‌الفصل الثالث فى سبب وقوع غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع فى السنة التى وقعت فيها غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس فى بعوث الرسول صلى الله عليه وسلم الى القبائل قبل غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس فى استنفار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه الى تبوك

- ‌الفصل السابع فى تخليف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليا على أهله فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن فى تخلف كعب بن مالك وأصحابه رضي الله عنهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع فيما نزل من القرآن فى التائبين الثلاثة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العاشر فيما نزل من القرآن فى الذين اعترفوا بذنوبهم

- ‌الفصل الحادى عشر فيما نزل من القرآن فى أخذ الصدقة عن الذين اعترفوا بذنوبهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى عشر فيما نزل من القرآن كاشفا المتخلفين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث عشر فيما نزل من القرآن عن نهي الاستغفار للذين تخلفوا عن غزة تبوك بدون عذر مشروع

- ‌الفصل الرابع عشر فيما نزل من القرآن فى نوع آخر من المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل الخامس عشر فيما نزل من القرآن فى معاتبة المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل السادس عشر فى دليل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الى تبوك

- ‌الفصل السابع عشر فى عدد جيش غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن عشر فى الالوية فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع عشر فى نفقة أبى بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العشرون فى نفقة عمر بن الخطاب فى غزوة تبوك وغيره من الصحابة رضي الله عنهم

- ‌الفصل الحادى والعشرون فى نفقة عثمان رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والعشرون فى نفقة عبد الرحمن بن عوف -رضي اللَّه تعالى عنه- فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والعشرون فى تصدق علبة بن زيد رضي اللَّه تعالى عنه عرضه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى الثناء على الذين أنفقوا أموالهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والعشرون فيما نزل من القرآن فى فقراء الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك لفقرهم وعجزهم

- ‌الفصل السادس والعشرون فى المنافقين فى غزوة تبوك، وما قاموا به من أعمال شنيعة

- ‌الفصل السابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى المستأذنين بعدم حضور غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والعشرون فيما نزل من القرآن فى أوصاف المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وغيرهم

- ‌الفصل التاسع والعشرون فيما نزل من القرآن فى منافقى الأعراب الذين تخلفوا عن غزوة تبوك

- ‌الفصل الثلاثون فيما نزل من القرآن فى أعذار المنافقين الواهية

- ‌الفصل الحادى والثلاثون فى قصة أبى خيثمة ولحوقه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والثلاثون فى قصة أبى ذر رضي اللَّه تعالى عنه ومقالة الرسول صلى الله عليه وسلم فى حقه بغزوة تبوك، وموته

- ‌الفصل الثالث والثلاثون فى خطبته صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل الرابع والثلاثون فيما نزل من القرآن فيمن بنى مسجد الضرار

- ‌الفصل الخامس والثلاثون فيما نزل من القرآن فى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل السادس والثلاثون فى خبر خالد وأكيدر بتبوك

- ‌الفصل السابع والثلاثون فى قبوله صلى الله عليه وسلم هدية صاحب أيلة بتبوك

- ‌الفصل الثامن والثلاثون فى قدوم رسول قيصر الى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل التاسع والثلاثون فى تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بتبوك بما خصه اللَّه به من خصائص نبوية

- ‌الفصل الاربعون الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر أصحابه عن كنز فارس والروم

- ‌الفصل الحادى والأربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك وقبول دعائه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالظهر

- ‌الفصل الثانى والأربعون فى قصة حية كبيرة اعترضت سبيل المسلمين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والأربعون فى كرامة إضاءة الاصابع لبعض الصحابة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والأربعون فى معجزة نزول المطر بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والاربعون فى قصة الياس صلى الله عليه وسلم لقاءه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والأربعون فى معجزة نبع الماء من أصابعه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السابع والاربعون فى المعجزة ما أخبر بها صلى الله عليه وسلم من اشراط الساعة فى غزوة تبوك ووقوع ذلك

- ‌الفصل الثامن والاربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى زيادة طعام فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والاربعون فى معجزته صلى الله عليه وسلم فى فوران العين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخمسون فى تكريمه صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فى غزوة تبوك وهو صلاته خلف عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه تعالى عنه

- ‌الفصل الحادى والخمسون فيما أخبر به صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك عن مناديل سعد بن معاذ

- ‌الفصل الثانى والخمسون فى حديثه صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل رضي الله عنه "قوام هذا الأمر الصلاة، ذروة سنامه الجهاد

- ‌الفصل الثالث والخمسون فيما جاء فى صلاته صلى الله عليه وسلم-على معاوية بن معاوية الليثى فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والخمسون فيما جاء فى وفاة عبد اللَّه ذى البجادين وصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم عليه ودفنه إياه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والخمسون فى الاحكام الشرعية فيما جاء فى الوضوء مرة مرة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والخمسون فيما جاء فى غزوة تبوك من سترة المصلى

- ‌الفصل السابع والخمسون فيما جاء فى قصة المار بين يدى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو فى صلاته بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين جمع تأخير فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين فى غزوة تبوك جمع تقديم

- ‌الفصل الستون فيما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فى شراب النبيذ وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والستون فيما جاء فى خرص الثمار عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والستون فيما جاء فى البيع والشراء فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والستون فيما جاء فى أهبة الميتة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والستون فيما جاء فى اهداره صلى الله عليه وسلم ثنتى العاض وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والستون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى كراء الدابة على النصف أو السهم وهو فى طريقه الى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والستون فيما نزل من القرآن فى حثه على الصدق ولزوم الصادقين

- ‌الفصل السابع والستون فى قوله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} الآية

- ‌الفصل الثامن والستون فيما نزل من القرآن فى البشارة للمقاتلين فى سبيل اللَّه

- ‌الفصل التاسع والستون فيما جاء فى مدة إقامته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مقالته فى فضيلة الشام وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والسبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى أخبار ديار ثمود

- ‌الفصل الثانى والسبعون فيما جاء فى استقباله صلى الله عليه وسلم عند عودته من غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والسبعون فيما جاء فى موت عبد اللَّه بن أبى سلول رأس المنافقين

- ‌جريدة المصادر

- ‌المخطوطات

- ‌(ألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الصاد)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الاستدراك)

- ‌جريدة المصادر المطبوعة

- ‌(الألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(العين)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(القاف)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الهاء)

- ‌(الواو)

- ‌المؤلف فى سطور

الفصل: ‌الفصل الخامس والعشرون فيما نزل من القرآن فى فقراء الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك لفقرهم وعجزهم

‌الفصل الخامس والعشرون فيما نزل من القرآن فى فقراء الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك لفقرهم وعجزهم

قال اللَّه تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} التوبة: 91.

قال أبو جعفر:

يقول تعالى ذكره: ليس على أهل الزمانة وأهل العجز عن السفر والغزو، ولا على المرضى، ولا على من لا يجد نفقة يتبلغ بها الى مغزاه حرج، وهو الاثم، يقول: ليس عليهم اثم إذا نصحوا للَّه ولرسوله فى مغيبهم عن الجهاد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} يقول: ليس على من أحسن فنصح للَّه ورسوله فى تخلفه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الجهاد معه، لعذر يعذر به، طريق يتطرق عليه، فيعاقب من قبله {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} يقول: واللَّه ساتر على ذنوب المحسنين، يتغمدها بعفوه لهم عنها، رحيم بهم أن يعاقبهم عليها (1).

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (211/ 10). =

ص: 230

قال اللَّه تعالى: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} التوبة: 88.

قال أبو جعفر:

يقول تعالى ذكره: لم يجاهد هؤلاء المنافقون الذين اقتصصت قصصهم المشركين، لكن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والذين صدقوا اللَّه ورسوله معه، هم الذين جاهدوا المشركين بأموالهم وأنفسهم، وانفقوا فى

= قال القرطبى فى تفسيره (225 - 226/ 8): الآية أصل فى سقوط التكليف عن العاجز، فكل من عجز عن شيء سقط عنه، فتارة الى بدل هو فعل، وتارة الى بدل هو عزم، ولا فرق بين العجز من جهة القوة أو العجز من جهة المال، ونظير هذه الآية قوله:{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} وقوله جل وعلا: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} قلت: ثبت فى صحيح البخارى عن أنس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم سيرا ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم من واد الا وهم معكم فيه قالوا: يا رسول اللَّه كيف يكونون معنا وهم بالمدينة، قال: حبسهم العذر، انظر تفسير ابن كثير مع البغوى (223 - 224/ 4) وزاد المسير لابن الجوزى (484 - 485/ 3) وروح المعانى للالوسى (158/ 10) والكشاف للزمخشرى (564/ 1) والبحر المحيط لابى حيان (84 - 85/ 5) والتفسير الكبير للرازى (159 - 161/ 16) وكتاب التسهيل لعلوم التنزيل (82/ 2) والدر المنثور للسيوطى (266 - 267/ 3) وفتح القدير للشوكانى (373 - 375/ 2) وتفسير القاسمى (3231 - 3232/ 8) وفتح البيان لصديق حسن خان (176 - 178/ 4)، انظر كشف المغطا فى فضل الموطأ لابن عساكر ص 50.

ص: 231

جهادهم أموالهم، وفى قتالهم أنفسهم، وبذلوها {اولئك} يقول: وللرسول وللذين آمنوا معه الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم الخيرات، وهي خيرات الآخرة، وذلك نساءها وجناتها ونعيمها (1).

قال أبو جعفر: وذكر أن هذه الآية نزلت فى عائذ بن عمرو المزنى، وقال بعضهم: فى عبد اللَّه بن مغفل. ثم قال ذكر من قال: نزلت

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (208 - 209/ 10).

قال الإمام ابن كثير تحت هذه الآية: لما ذكر اللَّه تعالى ذم المنافقين وبين هنا ثناءه على المؤمنين ومالهم فى الآخرة من نعيم مقيم فقال: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا} الى آخر الآيتين من بيان حالهم ومآلهم وقوله: {وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ} أى فى الدار الآخرة فى جنات الفردوس والدرجات العلى انظر التفسير لابن كثير مع البغوى (222/ 4) والقاسمى فى تفسيره (3229/ 8). وفتح القدير للشوكانى (372/ 2) وروح المعانى للالوسى (156 - 157/ 20) والكشاف للزمخشرى (564/ 1). والبحر المحيط لابى حيان (83/ 5) والتفسير الكبير للرازى (157 - 158/ 16) وكتاب التسهيل لعلوم التنزيل (82/ 2) وقال السيد قطب فى ظلال القرآن: (105/ 10) وهم طراز آخر غير ذلك الطراز {جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} فنهضوا بتكاليف العقيدة، وأدوا واجب الإيمان، وعملوا للعزة التى لا تنال بالقعود {وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ} خيرات الدنيا والآخرة، فى الدنيا لهم العزة ولهم الكرامة ولهم المغنم ولهم الكلمة العالية، وفى الآخرة لهم الجزاء الاوفى ولهم رضوان اللَّه الكريم.

قلت: هذه عزة وكرامة مثالية لا ينالها مسلم الا بتضحية كاملة مرسومة رسمها اللَّه تعالى فى كتابه والنبى صلى الله عليه وسلم فى سنته. انظر فتح البيان لصديق حسن خان (174/ 4).

ص: 232

فى عائذ بن عمرو: ثم ساق الإِسناد، حدثنا بشير، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} نزلت فى عائذ بن عمرو (1).

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (211/ 10).

قلت: إن هذا الاثر مقطوع من كلام قتادة بإسناد صحيح اليه ولم يرد ابن جرير تحت هذه الآية أثرا آخر فى تعيين عائذ بن عمرو.

قال القرطبى فى تفسيره (226/ 8): تحت قوله تعالى: {وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ} وعمرو بن الجموح من نقباء الانصار اعرج وهو أول الجيش. قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: ان اللَّه قد عذرك، فقال: واللَّه لاحفرن بعرجتى هذه فى الجنة، الى أمثالهم حسب ما تقدم فى هذه السورة الخ. وقال ابن الجوزى فى زاد المسير (484 - 485/ 3). تحت هذه الآية اختلفوا فيمن نزلت على قولين.

أحدهما- انها نزلت فى عائذ بن عمرو، وغيره من أهل العذر قاله قتادة. قلت: والى هذا الاثر اشار الطبرى فى تفسيره وساق الاسناد الى قتادة.

والثانى- فى ابن أم مكتوم قاله الضحاك. ثم قال ابن الجوزى: وفى المراد بالضعفاء ثلاثة أقوال:

أحدهما: أنهم الزمنى والمشايخ الكبار قاله ابن عباس، ومقاتل.

والثانى: انهم الصغار.

والثالث المجانين، سموا ضعافا لضعف عقولهم. =

ص: 233

قال أبو جعفر:

ذكر من قال: نزلت الآية فى ابن مغفل.

حدثنى محمد بن سعد، قال: ثنى أبى قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى عن أبيه، عن ابن عباس، قوله:{لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى} . . الى قوله: {حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} وذلك أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمر الناس أن ينبعثوا غازين معه، فجاءته عصابة من أصحابه، فيهم عبد اللَّه بن مغفل المزنى، فقالوا: يا رسول اللَّه احملنا، فقال لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: واللَّه ما أجد ما أحملكم عليه، فتولوا ولهم بكاء، وعزّ عليهم أن يجلسوا عن الجهاد، ولا يجدون نفقة، ولا محملا فلما رأى اللَّه حرصهم على محبته ومحبة رسوله، أنزل اللَّه عذرهم فى كتابه، فقال:{لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ} . الى قوله: {فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (1).

= ذكر القولين الماوردى. قلت: لا مانع من هذه الثلاثة الاقوال وقد تكون الاقوال الثلاثة المذكورة مرادة فى الآية واللَّه أعلم. انظر تفسير ابن كثير مع البغوى (224/ 4) فانه رجح الاثر المقطوع الذى معنا. انظر لباب النقول فى اسباب النزول للسيوطى ص 122. والبحر المحيط لابى حيان (84 - 85/ 5).

قلت: لم يعتد بهذا الاثر المقطوع فى أسباب النزول إلا أنه يستأنس به واللَّه تعالى أعلم بالصواب. انظر الدر المنثور للسيوطى (267/ 3) والشوكانى فى فتح القدير (374/ 2) والاسماء والصفات للبيهقى 321.

(1)

تفسير ابن جرير الطبرى (211/ 10).=

ص: 234

قال اللَّه تعالى: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} التوبة: 92.

قال أبو جعفر:

يقول تعالى ذكره: ولا سبيل أيضا على النفر الذين إذا ما جاؤوك لتحملهم، يسألونك الحملان، ليبلغوا الى مغزاهم لجهاد اعداء اللَّه معك يا محمد، قلت لهم: لا أجد حمولة أحملكم عليها {تولوا} يقول: أدبروا عنك، {وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا} وهم يبكون من حزن على أنهم لا يجدون ما ينفقون، ويتحملون به للجهاد فى سبيل اللَّه (1).

= قال السيوطى فى الدر المنثور (367/ 3) أخرج ابن جرير الطبرى وابن مردويه، عن ابن عباس، قال: امر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الحديث. انظر الشوكانى فى فتح القدير (375/ 2) والقاسمى فى تفسيره (3235/ 8) وعلى الواحدى فى اسباب النزول ص 193. ولباب النقول للسيوطى: ص 132. وسيرة ابن هشام (161/ 4) وتفسير ابن كثير مع البغوى (224 - 225/ 4) وان هذا الاسناد ضعيف جدا ولا يمكن الاحتجاج به بحال من الاحوال ولا يمكن أن يكون له اعتبار فى الشواهد والمتابعات وهو اسناد قائم على سلسلة الضعفاء، وأما المتن: فانه ورد بعض أجزائه فى الصحيح كما جاء عند ابن اسحاق فى السيرة. بغير هذا السياق. انظر الطبقات الكبرى لابن سعد (165/ 2) و (129/ 8) والاصابة للحافظ ابن حجر (364/ 2) والاستيعاب لابن عبد البر (996/ 3).

(1)

تفسير ابن جرير الطبرى (212/ 10). =

ص: 235

قال أبو جعفر:

وذكر بعضهم أن هذه الآية نزلت فى نفر من مزينة.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى،

= قال ابن كثير فى تفسيره مع البغوى (224 - 225/ 4) نزلت فى بنى مقرن من مزينة، وقال محمد بن كعب: كانوا سبعة نفر من بنى عمرو بن عوف بن سالم فى غزوة تبوك. وقال القرطبى فى تفسيره (228 - 230/ 8) روى أن الآية نزلت فى عرباض بن سارية، وقيل: نزلت فى عائذ بن عمرو. وقيل: نزلت فى بنى مقرن -وعلى هذا جمهور المفسرين- وكانوا سبعة اخوة، كلهم صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وليس فى الصحابة سبعة أخوة غيرهم، وهم النعمان، ومعقل، وعقيل، وسويد، وسنان، وسابع لم يسم. وقد قيل: انهم شهدوا الخندق كلهم. وقيل نزلت فى سبعة نفر من بطون شتى، وهم البكاؤون فى غزوة تبوك. انظر الدر المنثور (267/ 3) وروح المعانى للالوسى (159 - 160/ 10) والبحر المحيط لابى حيان (85 - 86/ 5) والكشاف للزمخشرى (565 - 566/ 1) وأسباب النزول لعلى الواحدى ص 174 ولباب النقول فى اسباب النزول للسيوطى ص 122 - 123 وتفسير القاسمى (3232 - 3234/ 8) وكتاب التسهيل لعلوم التنزيل للكلبى (82 - 83/ 2) والتفسير الكبير للرازى (159 - 160/ 16). وقال السيد قطب فى ظلال القرآن (106 - 107/ 10): وانها صورة مؤثرة للرغبة الصحيحة فى الجهاد، والالم الصادق للحرمان من نعمة ادائه. وانها لصورة واقعة حفظها الروايات عن جماعة من المسلمين فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم: وتختلف الروايات فى تعيين اسمائهم لكنها تتفق على الواقعة الصحيحة.

قلت: انها لصورة رائعة للفداء والتضحية. انظر الاسماء والصفات للبيهقي ص 321.

ص: 236

عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} قال: هم من مزينة (1).

(1) تفسير بن جرير الطبرى (212/ 10).

قلت: هذا الاثر مقطوع من كلام مجاهد، وقد صح الاسناد اليه. قال السيوطى فى الدر المنثور (268/ 3): أخرج ابن سعد، وابن أبى شيبة، وابن المنذر، وابن أبى حاتم، عن مجاهد ثم ذكر الاثر كما هو عند ابن جرير الطبرى. وانظر اسباب النزول لعلى الواحدى ص 174. انظر مسند الإمام أحمد: فإنه أخرج فى مسنده (4/ 398) بسند صحيح عن أبى موسى الاشعرى رضي الله عنه قال: اتيت رسول اللَّه فى رهط من الأشعريين نستحمله فقال: لا واللَّه ما أحملكم وما عندى ما أحملكم عليه. فلبثنا ما شاء اللَّه ثم أمر لنا بثلاث ذود عن الذرى. . . الحديث. وقد أخرج البخارى بعض أجزاء هذا الحديث فى جامعه ومسلم وابن ماجه والنسائي الا ان هذه الكتب المذكورة لم تصرح انها نزلت فى اشخاص معينين من الصحابة، ولذلك لم يذكر اهل التفسير هذه الاحاديث المرفوعة فى تفاسيرهم انظر زاد المسير لابن الجوزى (486/ 3) فانه ذكر رواية مجاهد هذه التى عند ابن جرير الطبرى ثم قال: وفى الذين طلبوا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يحملهم عليه ثلاثة أقوال:

أحدها، انه الدواب، قاله: ابن عباس.

والثانى: الزاد، قاله: انس بن مالك.

والثالث: النعال، قاله الحسن. انظر القرطبى فى تفسيره (228 - 230/ 8) فانه ذكر الروايات كلها ثم رجح انها نزلت فى أبى موسى وأصحابه الذين أتوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونسب هذا القول الى الحسن البصرى رحمه اللَّه تعالى انظر تفسير ابن كثير مع البغوى (224/ 4) فانه أشار الى رواية مجاهد. قلت: وقد تكون الآية نزلت: فى أبى موسى الاشعرى واصحابه لان الحديث الذى أخرجه البخارى وغيره موافق مع السياق القرآنى واللَّه تعالى أعلم.

ص: 237

قال أبو جعفر:

حدثنا ابن وكيع، ثنا أبى (1)، عن أبى جعفر (2)، عن الربيع بن أنس (3)، عن أبى العالية (4)، عن عروة (5)، عن ابن مغفل المزنى (6)، وكان أحد النفر الذين أنزلت فيهم {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} . . (7).

(1) أما والد سفيان بن وكيع فهو وكيع بن جراح بن مليح الرؤاسى، بضم الراء وهمزة ثم مهملة، أبو سفيان الكوفى، ثقة حافظ عابد، من كبار التاسعة مات 197/ ع انظر التقريب (231/ 2).

(2)

أبو جعفر: هو الرازى وهو عيسى بن أبى عيسى، عبد اللَّه بن ماهان أصله من مرو وكان يتجر الى الرى، صدوق سئ الحفظ خصوصا عن المغيرة من كبار السابعة مات فى حدود الستين ومائة/ عم انظر التقريب (101/ 2).

(3)

اما الربيع بن أنس، فهو البكرى أو الحنفى نزل خراسان، صدوق له أوهام / عم انظر التقريب (243/ 1).

(4)

وأما أبو العالية، فهو رفيع بالتصغير، ابن مهران أبو العالية الرياحي بكسر الراء وبالتحتانية، ثقة كثير الارسال من الثانية مات 93/ ع انظر التقريب (252/ 1).

(5)

أما عروة فهو عروة الزبير بن العوام بن خويلد الاسدى، أبو عبد اللَّه المدنى، ثقة مشهور، من الثانية مات 94 هـ ومولده فى أوائل خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه / ع انظر التقريب (19/ 2).

(6)

اما ابن مغفل المزنى فهو عبد اللَّه بن مغفل: بمعجمة وفاء ثقيلة، ابن عبيد بن نهم: بفتح النون وسكون الهاء أبو عبد الرحمن المزنى، صحابي، بايع تحت الشجرة، ونزل البصرة مات 57 وقيل بعد ذلك/ ع انظر التقريب (453/ 1).

(7)

تفسير ابن جرير الطبرى (212/ 10). =

ص: 238

قال أبو جعفر:

وقال آخرون: بل نزلت فى عرباض بن سارية. وذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا أبو عاصم (1)، عن ثور بن يزيد (2)، عن خالد بن معدان (3)، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمى (4)، وحجر بن حجر الكلاعي (5)، قالا: دخلنا على عرباض بن سارية (6)،

= قلت: هذا الحديث بهذا الاسناد ضعيف لان فيه سفيان بن وكيع هو ساقط الحديث وقال الحافظ فى الإصابة (142/ 3) نقلا عن ابن عبد البر فى الاستيعاب ابن مغفل كان من البكائين فى غزوة تبوك. ولم يذكره مسندا. انظر الطبقات الكبرى لابن سعد (165/ 2) و (129/ 7).

(1)

أما أبو عاصم فهو الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيبانى، أبو عاصم النبيل ثقة ثبت، من التاسعة مات 212 أو بعدها/ ع انظر التقريب (373/ 1).

(2)

اما ثور بن يزيد، فهو ثور بن يزيد بزيادة تحتانية فى اول اسم ابيه، أبو خالد الحمصى، ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر من السابعة مات 150 /خ عم انظر التقريب (121/ 1).

(3)

اما خالد بن معدان فهو خالد بن معدان الكلاعى الحمصى، أبو عبد اللَّه، ثقة عابد، يرسل كثيرا من الثالثة / مات 113 وقيل بعد ذلك/ ع انظر التقريب (218/ 1).

(4)

اما عبد الرحمن بن عمرو السلمى فهو عبد الرحمن بن عمرو بن عبسة بفتح أوله وثانية، السلمى، الشامى، مقبول من الثالثة مات 110/ د. ت ق انظر التقريب (493/ 1).

(5)

اما حجر بن حجر فهو حجر بن حجر، بضم المهملة وسكون الجيم، الكلاعى، بفتح الكاف وتخفيف اللام، الحمصى، مقبول، من الثالثة/ د انظر التقريب (155/ 1).

(6)

اما عرباض بن سارية فهو عرباض، بكسر أوله وسكون الراء بعدها موحدة وآخره معجمة، ابن سارية السلمى، أبو نجيح، صحابي، كان من أهل الصفة، ونزل حمص، ومات بعد السبعين/ عم انظر التقريب (17/ 2).

ص: 239

وهو الذى أنزل فيه: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} الآية (1).

قال أبو جعفر:

وقال آخرون: بل نزلت فى نفر سبعة من قبائل شتى.

ثم قال: حدثنى الحارث (2)، قال: ثنا عبد العزيز (3)، قال: ثنا أبو معشر (4)، عن محمد بن كعب وغيره، قال: جاء ناس من أصحاب

(1) تفسير بن جرير الطبرى (212/ 10).

قلت: هذا الاسناد حسن، ولا مانع من أن تكون الآية قد نزلت فى جملة من البكائين، ومنهم عرباض بن سارية، والحديث قد أخرجه ابن المنذر، وابن أبى حاتم، فى تفسيريهما، انظر الدر المنثور للسيوطى (268/ 3)، والقرطبى (228/ 8)، والشوكانى فى فتح القدير (374/ 2)، والقاسمى (3233 - 3234/ 8)، وقد أخرج ابن جرير الطبرى هذه الرواية فى تفسيره عن طريق آخر انظر تفسير ابن جرير الطبرى (212/ 10) وفى اسناده، رجل يسمى سليمان بن عبد الرحمن، وقد أخرج له البخارى فى صحيحه، وفيه كلام، فأجاب عنه الحافظ فى مقدمة الفتح 405.

(2)

أما الحارث فهو الحارث بن محمد بن أبى اسامة أبو محمد التميمى ذكره الخطيب فى تاريخه (218/ 8) ووثقه.

(3)

واما عبد العزيز، فهو عبد العزيز بن أبان الاموى بن محمد بن عبد اللَّه بن سعيد بن العاص السعيدى، أبو خالد الكوفى، نزيل بغداد، متروك، وكذبه يحيى بن معين وغيره/ ت انظر التقريب (507 - 508/ 1).

(4)

اما أبو معشر فهو نجيح بن عبد الرحمن السندى، بكسر المهملة وسكون النون المدنى أبو معشر، وهو مولى بنى هاشم، مشهور بكنيته، ضعيف، من السادسة، اسن واختلط، ومات سنة 170 هـ ويقال: وكان اسمه عبد الرحمن بن الوليد بن هلال/ عم انظر التقريب (298/ 2).

ص: 240

رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يستحملونه، فقال:{لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} ، فأنزل اللَّه:{وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ. .} الآية، قال: هم سبعة نفر من بنى عمرو بن عوف: سالم بن عمير، ومن بنى واقف. حرمى بن عمرو، ومن بنى مازن ابن النجار: عبد الرحمن بن كعب يكنى أبا ليلى، ومن بنى المعلى: سليمان بن صخر، ومن بنى حارثة: عبد الرحمن بن يزيد أو عبلة، وهو الذى تصدق بعرضه، فقبله اللَّه منه، ومن بنى سلمة: عمرو بن غنمة، وعبد اللَّه بن عمرو المزنى (1).

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (213/ 10).

قلت: هذا الاثر بهذا الاسناد ضعيف جدا ولا يمكن أن يحتج به ولو للمتابعة والشواهد. ولم أر لهذا الاثر مرجعًا آخر غير تفسير ابن جرير الطبرى ولم يرو عند ابن جرير الا عن هذا الطريق. وقد أخرج ابن جرير الطبرى اثرا مماثلا عن ابن اسحاق فى سيرته عن طريق ابن حميد الرازى وهو حافظ ضعيف انظر الدر المنثور (268/ 3) وفتح القدير للشوكانى (375/ 2) وسيرة ابن هشام (197/ 4) وابن كثير فى تفسيره (381/ 2). وتفسير القرطبى (228/ 8).

* * *

ص: 241