المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثامن فى تخلف كعب بن مالك وأصحابه رضي الله عنهم فى غزوة تبوك - الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك

[عبد القادر بن حبيب الله السندي]

فهرس الكتاب

- ‌كلمة الناشر

- ‌ خلاصة الرسالة

- ‌الإِهداء

- ‌شكر وتقدير

- ‌المقدمة

- ‌رجال الاسناد:

- ‌منهج البحث

- ‌العقبات التى واجهت البحث

- ‌قصة مشكلة غريبة

- ‌مخطط السير فى منهج البحث

- ‌فوائد التخرج

- ‌ثمرة الرسالة

- ‌رموز الرسالة

- ‌الإِعتذار

- ‌الفصل الأول فى وجه تسمية الغزوة باسم تبوك

- ‌الفصل الثانى فى وجه تسمية الغزوة بالعسرة

- ‌الفصل الثالث فى سبب وقوع غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع فى السنة التى وقعت فيها غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس فى بعوث الرسول صلى الله عليه وسلم الى القبائل قبل غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس فى استنفار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه الى تبوك

- ‌الفصل السابع فى تخليف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليا على أهله فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن فى تخلف كعب بن مالك وأصحابه رضي الله عنهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع فيما نزل من القرآن فى التائبين الثلاثة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العاشر فيما نزل من القرآن فى الذين اعترفوا بذنوبهم

- ‌الفصل الحادى عشر فيما نزل من القرآن فى أخذ الصدقة عن الذين اعترفوا بذنوبهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى عشر فيما نزل من القرآن كاشفا المتخلفين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث عشر فيما نزل من القرآن عن نهي الاستغفار للذين تخلفوا عن غزة تبوك بدون عذر مشروع

- ‌الفصل الرابع عشر فيما نزل من القرآن فى نوع آخر من المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل الخامس عشر فيما نزل من القرآن فى معاتبة المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل السادس عشر فى دليل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الى تبوك

- ‌الفصل السابع عشر فى عدد جيش غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن عشر فى الالوية فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع عشر فى نفقة أبى بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العشرون فى نفقة عمر بن الخطاب فى غزوة تبوك وغيره من الصحابة رضي الله عنهم

- ‌الفصل الحادى والعشرون فى نفقة عثمان رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والعشرون فى نفقة عبد الرحمن بن عوف -رضي اللَّه تعالى عنه- فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والعشرون فى تصدق علبة بن زيد رضي اللَّه تعالى عنه عرضه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى الثناء على الذين أنفقوا أموالهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والعشرون فيما نزل من القرآن فى فقراء الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك لفقرهم وعجزهم

- ‌الفصل السادس والعشرون فى المنافقين فى غزوة تبوك، وما قاموا به من أعمال شنيعة

- ‌الفصل السابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى المستأذنين بعدم حضور غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والعشرون فيما نزل من القرآن فى أوصاف المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وغيرهم

- ‌الفصل التاسع والعشرون فيما نزل من القرآن فى منافقى الأعراب الذين تخلفوا عن غزوة تبوك

- ‌الفصل الثلاثون فيما نزل من القرآن فى أعذار المنافقين الواهية

- ‌الفصل الحادى والثلاثون فى قصة أبى خيثمة ولحوقه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والثلاثون فى قصة أبى ذر رضي اللَّه تعالى عنه ومقالة الرسول صلى الله عليه وسلم فى حقه بغزوة تبوك، وموته

- ‌الفصل الثالث والثلاثون فى خطبته صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل الرابع والثلاثون فيما نزل من القرآن فيمن بنى مسجد الضرار

- ‌الفصل الخامس والثلاثون فيما نزل من القرآن فى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل السادس والثلاثون فى خبر خالد وأكيدر بتبوك

- ‌الفصل السابع والثلاثون فى قبوله صلى الله عليه وسلم هدية صاحب أيلة بتبوك

- ‌الفصل الثامن والثلاثون فى قدوم رسول قيصر الى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل التاسع والثلاثون فى تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بتبوك بما خصه اللَّه به من خصائص نبوية

- ‌الفصل الاربعون الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر أصحابه عن كنز فارس والروم

- ‌الفصل الحادى والأربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك وقبول دعائه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالظهر

- ‌الفصل الثانى والأربعون فى قصة حية كبيرة اعترضت سبيل المسلمين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والأربعون فى كرامة إضاءة الاصابع لبعض الصحابة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والأربعون فى معجزة نزول المطر بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والاربعون فى قصة الياس صلى الله عليه وسلم لقاءه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والأربعون فى معجزة نبع الماء من أصابعه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السابع والاربعون فى المعجزة ما أخبر بها صلى الله عليه وسلم من اشراط الساعة فى غزوة تبوك ووقوع ذلك

- ‌الفصل الثامن والاربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى زيادة طعام فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والاربعون فى معجزته صلى الله عليه وسلم فى فوران العين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخمسون فى تكريمه صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فى غزوة تبوك وهو صلاته خلف عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه تعالى عنه

- ‌الفصل الحادى والخمسون فيما أخبر به صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك عن مناديل سعد بن معاذ

- ‌الفصل الثانى والخمسون فى حديثه صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل رضي الله عنه "قوام هذا الأمر الصلاة، ذروة سنامه الجهاد

- ‌الفصل الثالث والخمسون فيما جاء فى صلاته صلى الله عليه وسلم-على معاوية بن معاوية الليثى فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والخمسون فيما جاء فى وفاة عبد اللَّه ذى البجادين وصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم عليه ودفنه إياه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والخمسون فى الاحكام الشرعية فيما جاء فى الوضوء مرة مرة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والخمسون فيما جاء فى غزوة تبوك من سترة المصلى

- ‌الفصل السابع والخمسون فيما جاء فى قصة المار بين يدى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو فى صلاته بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين جمع تأخير فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين فى غزوة تبوك جمع تقديم

- ‌الفصل الستون فيما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فى شراب النبيذ وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والستون فيما جاء فى خرص الثمار عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والستون فيما جاء فى البيع والشراء فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والستون فيما جاء فى أهبة الميتة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والستون فيما جاء فى اهداره صلى الله عليه وسلم ثنتى العاض وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والستون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى كراء الدابة على النصف أو السهم وهو فى طريقه الى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والستون فيما نزل من القرآن فى حثه على الصدق ولزوم الصادقين

- ‌الفصل السابع والستون فى قوله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} الآية

- ‌الفصل الثامن والستون فيما نزل من القرآن فى البشارة للمقاتلين فى سبيل اللَّه

- ‌الفصل التاسع والستون فيما جاء فى مدة إقامته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مقالته فى فضيلة الشام وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والسبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى أخبار ديار ثمود

- ‌الفصل الثانى والسبعون فيما جاء فى استقباله صلى الله عليه وسلم عند عودته من غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والسبعون فيما جاء فى موت عبد اللَّه بن أبى سلول رأس المنافقين

- ‌جريدة المصادر

- ‌المخطوطات

- ‌(ألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الصاد)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الاستدراك)

- ‌جريدة المصادر المطبوعة

- ‌(الألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(العين)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(القاف)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الهاء)

- ‌(الواو)

- ‌المؤلف فى سطور

الفصل: ‌الفصل الثامن فى تخلف كعب بن مالك وأصحابه رضي الله عنهم فى غزوة تبوك

‌الفصل الثامن فى تخلف كعب بن مالك وأصحابه رضي الله عنهم فى غزوة تبوك

قال أبو جعفر: (58 - 62/ 11)

حدثنى يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال أخبرنى يونس، عن ابن شهاب، قال: غزا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك، وهو يريد الروم ونصارى العرب بالشام، حتى بلغ تبوك، فأقام بها بضع عشرة ليلة. ولقيه بها وفد أذرح، ووفد أيلة فصالحهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الجزية، ثم قفل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من تبوك ولم يجاوزها، وأنزل اللَّه:{لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} . . . والثلاثة الذى خلفوا: رهط، منهم كعب بن مالك، وهو أحد بنى سلمة، ومرارة بن ربيعة، وهو أحد بنى عمرو بن عوف، وهلال بن أمية، وهو من بنى واقف، وكانوا تخلفوا عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى تلك الغزوة، فى بضعة وثمانين رجلا، فلمارجع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الى المدينة، صدقه أولئك حديثهم، واعترفوا بذنوبهم، وكذب سائرهم، فحلفوا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما حبسهم إلا العذر فقبل منهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وبايعهم، وكلهم فى سرائرهم الى اللَّه، ونهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن كلام الذين تخلفوا،

ص: 92

وقال فيهم حين حدثوه فى حديثهم، واعترفوا بذنوبهم:"قد صدقتم فقوموا حتى يقضى اللَّه فيكم" فلما أنزل اللَّه القرآن، تاب على الثلاثة، وقال للآخرين {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ}. . . حتى بلغ {لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} قال ابن شهاب: وأخبرنى عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، ان عبد اللَّه بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب من بنيه حين عمى، قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك، قال كعب: لم أتخلف عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى غزوة غزاها قط. إلا فى غزوة تبوك، غير أني قد تخلفت فى غزوة بدر، ولم يعاتب أحدا تخلف عنها، إنما خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عير قريش، حتى جمع اللَّه بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، ولقد شهدت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة، حين تواثقنا على الإسلام، وما أحب أن لى بها مشهد بدر، ان كانت بدر أذكر فى الناس منها، فكان خبرى حين تخلفت عنه فى تلك الغزوة، واللَّه ما جمعت قبلها راحلتين قط، حتى جمعتها فى تلك الغزوة، فغزاها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا مفاوز، واستقبل عددا كثيرا، فجلى للمسلمين أمرهم، ليتأهبوا أهبة غزوهم، فأخبرهم بوجهه الذى يريد، والمسلمون مع النبي صلى الله عليه وسلم كثير، ولا يجمعهم كتاب حافظ، يريد بذلك الديوان، قال كعب: فما رجل يريد أن يتغيب ألا يظن أن ذلك سيخفى، ما لم ينزل فيه وحى من اللَّه، وغزا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم-

ص: 93

تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال، وانا اليهما أصعر فتجهز رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه، وطفقت أغدو لكى أتجهز معهم، فلم أقض من جهازى شيئًا، ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئًا، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو، وهممت أن أرتحل، فأدركهم، فياليتنى فعلت، فلم يقدر ذلك لى، فطفقت إذا خرجت فى الناس بعد خروج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحزننى أنى لا أرى لى اسوة، إلا رجلا مغموصا عليه فى النفاق، أو رجلا ممن عذر اللَّه من الضعفاء، ولم يذكرنى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك، فقال -وهو جالس فى القوم بتبوك-:"ما فعل كعب بن مالك؟ " فقال رجل من بنى سلمة: يا رسول اللَّه حبسه برداه، والنظر فى عطفيه. فسكت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فبينما هو على ذلك رأى رجلا مبيضا يزول به السراب فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: كن أبا خيثمة، فإذا هو أبو خيثمة الأنصارى، وهو الذى تصدق بصاع التمر، فلمزه المنافقون، قال كعب: فلما بلغنى أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلا من تبوك حضرنى همى، فطفقت أتذكر الكذب، وأقول بم أخرج من سخطه غدا؟ وأستعين على ذلك بكل ذى رأى من أهلى، فلما قيل أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد أظل قادما، زاح عنى الباطل، حتى عرفت أنى لن أنجو منه بشيء ابدا، فأجمعت صدقى، وأصبح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قادما، وكان اذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، فركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المخلفون، فطفقوا يعتذرون اليه، ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلا،

ص: 94

فقبل منهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم علانيتهما، وبايعهم، واستغفر لهم، ووكل سرائرهم الى اللَّه، حتى جئت، فلما سلمت تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ المغضب، ثم قال: تعال، فجئت أمشى حتى جلست بين يديه، فقال لى: ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟ قال: قلت يا رسول اللَّه، إني واللَّه لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت إنى سأخرج من سخطه بعذر، لقد أعطيت جدلا، ولكنى واللَّه لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عنى، ليوشكن اللَّه أن يسخطك عليّ، ولئن حدثتك حديث صدق تجد عليّ فيه، انى لأرجوا فيه عفو اللَّه، واللَّه ما كان لى عذر، واللَّه ما كنت قط أقوى ولا أيسر منى حين تخلفت عنك، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أما هذا فقد صدق، قم حتى يقضى اللَّه فيك، فقمت، وثار رجال من بنى سلمة، فاتبعونى وقالوا: واللَّه ما علمناك اذنبت ذنبا قبل هذا، لقد عجزت أن لا تكون اعتذرت الى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. بما اعتذر به المتخلفون، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: فواللَّه ما زالوا يؤنبونى، حتى أردت أن أرجع الى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأكذب نفسي، قال: ثم قلت لهم: هل لقى هذا معى أحد؟ قالوا: نعم لقيه معك رجلان قالا مثل ما قلت، وقيل لهم مثل ما قيل لك، قال: قلت: من هما؟ قالوا: مرارة بن الربيع العامرى، وهلال بن أمية الواقفى، قال: فذكروا لى رجلين صالحين قد شهدا بدرا، لى فيهما أُسوة، قال: فمضيت حين ذكروهما لى، ونهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة

ص: 95

من بين من تخلف عنه، قال: فاجتنبنا الناس، وتغيروا لنا حتى تنكرت لى فى نفسى الأرض، فما هي بالأرض التى أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباى فاستكانا، وقعدا فى بيوتهما يبكيان، وأما أنا، فكنت أشب القوم وأجلدهم، فكنت أخرج، وأشهد الصلاة، وأطوف فى الأسواق، ولا يكلمنى أحد، وآتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأسلم عليه وهو فى مجلسه بعد الصلاة، فأقول فى نفسى: هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ ثم أصلى معه، وأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتى نظر إليَّ وإذا التفت نحوه أعرض عنى، حتى إذا طال ذلك عليّ من جفوة المسلمين، مشيت حتى تسورت جدار حائط أبى قتادة، وهو ابن عمى، وأحب الناس الي، فسلمت عليه، فواللَّه ما رد علي السلام، فقلت: يا أبا قتادة أُنشدك باللَّه هل تعلم أني أحب اللَّه ورسوله؟ فسكت، قال: فعدت فناشدته. فسكت فعدت فناشدته، فقال: اللَّه ورسوله أعلم، ففاضت عيناى، وتوليت حتى تسورت الجدار، فبينا أنا أمشى فى سوق المدينة، إذا نبطى من نبط أهل الشام، ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة، يقول: من يدل عليّ كعب بن مالك؟ قال: فطفق الناس يشيرون له، حتى جاءنى فدفع إليَّ كتابا من ملك غسان، وكنت كاتبا، فقرأته فإذا فيه، أما بعد فإنه قد بلغنا أن صاحبك، قد جفاك ولم يجعلك اللَّه بدار هوان ولا مضيقة، فالحق بنا نواسك، فقال: قلت حين قرأته: وهذا أيضًا من البلاء، فتأممت به التنور فسجرته به، حتى إذا مضت أربعون من الخمسين وأستلبث الوحى إذا رسول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم-

ص: 96

يأتينى، فقال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك -قال: فقلت: أطلقها أم ماذا أفعل؟ قال: لا بل اعتزلها، فلا تقربها، قال: وأرسل الى صاحبيّ بذلك، قال: فقلت لامرأتى: الحقى بأهلك تكونى عندهم، حتى يقضى اللَّه فى هذا الأمر، قال: فجاءت امرأة هلال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول اللَّه ان هلال بن أمية شيخ ضائع، ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه؟ فقال: لا، "ولكن لا يقربنك" قالت: فقلت: إنه واللَّه ما به حركة الى شئ، وواللَّه ما زال يبكى منذ كان من أمره ما كان الى يومه هذا، قال: فقال لى بعض أهلى: لو استأذنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى امرأتك، فقد أذن لامرأة هلال أن تخدمه، قال: فقلت لا أستأذن فيها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وما يدرينى ماذا يقول لى إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب؟ فلبثت بعد ذلك عشر ليال، فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من كلامنا، قال: ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا، فبينا أنا جالس على الحال الى ذكر اللَّه عنا، قد ضاقت عليّ نفسى وضاقت عليّ الأرض بما رحبت، سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع، يقول بأعلى صوته: يا كعب بن مالك ابشر، قال: فخررت ساجدا، وعرفت أن قد جاء فرج، قال: واذن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بتوبة اللَّه علينا حين صلى صلاة الفجر، فذهب الناس يبشروننا، فذهب قبل صاحبي مبشرون، وركض رجل الى فرسه وسعى ساع من أسلم قبلى، وأوفى الجبل، وكان الصوت أسرع من الفرس، فلما جاءنى

ص: 97

الذى سمعت صوته يبشرنى نزعت له ثوبى، فكسوتهما اياه ببشارته، واللَّه ما أملك غيرهما يومئذ، واستعرت ثوبين فلبستهما، وانطلقت أتأمم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فتلقانى الناس فوجا فوجا، يهنئونى بالتوبة، ويقولون: لنهنئك بتوبة اللَّه عليك، حتى دخلت المسجد، فإذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالس فى المسجد حوله الناس، فخام اليّ طلحة بن عبيد اللَّه يهرول، حتى صافحنى وهنأنى، واللَّه ما قام رجل من المهاجرين غيره، قال: فكان كعب لا ينساها لطلحة قال كعب، فلما سلمت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال وهو يبرق وجهه من السرور: ابشر بخير يوم مرّ عليك منذ ولدتك أمك، فقلت: أمن عندك يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أم من عند اللَّه؟ فقال: لا بل من عند اللَّه، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا سرّ استنار وجهه، حتى كأن وجهه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه، قال: فلما جلست بين يديه، قلت: يا رسول اللَّه إن من توبتى ان أنخلع من مالى، صدقة الى اللَّه والى رسوله، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: امسك بعض مالك، فهو خير لك، قال: فقلت: فأنى أمسك سهمى الذى بخيبر، وقلت: يا رسول اللَّه، إن اللَّه إنما أنجانى بالصدق، وإن من توبتى أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت، قال: فواللَّه ما علمت أحدا من المسلمين. ابتلاه اللَّه فى صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحسن مما ابتلانى، واللَّه ما تعمدت كذبة منذ قلت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الى يومى هذا، وإنى أرجو ان يحفطى اللَّه فيما بقي، قال: فأنزل اللَّه: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى المُؤْمِنُونَ} . . . حتى بلغ {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} الى {اتَّقُوا اللَّهَ

ص: 98

وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} قال كعب: واللَّه ما أنعم اللَّه علي من نعمة قط، بعد أن هدانى للاسلام، أعظم فى نفسى، من صدقى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوه، فإن اللَّه تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحى شر ما قال لاحد:{سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} . . . الى قوله تعالى {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} . . . قال كعب: خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توبتهم حين حلفوا، فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمرنا، حتى قضى اللَّه فيه، فبذلك قال اللَّه:{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} وليس الذى ذكر اللَّه مما خلفنا عن الغزو، انما هو تخليفه ايانا، وأرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر اليه، فقبل منهم (1).

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (58 - 62/ 11).

قلت أخرج البخارى هذا الحديث فى عدة مواضع من جامعه الصحيح. انظر المغازى إذ قال البخارى: (4/ 6) باب حديث كعب بن مالك وقول اللَّه عز وجل {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} وأخرخ أيضًا باسناد آخر فى كتاب التفسير (58/ 6 - و 59/ 6). وفى كتاب الاحكام (67/ 9) تحت باب هل للامام أن يمنع المجرمين وأهل المعصية من الكلام معه والزيارة ونحوه، وفى كتاب الجهاد 39/ 4 تحت باب من أراد غزوة فورى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس. وأخرجه أيضًا فى المناقب فى صفة النبي صلى الله عليه وسلم (151/ 4) وأخرجه أيضًا فى كتاب الأدب تحت باب ما يجوز من =

ص: 99

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الهجران لمن عصى فيه. انظر (18/ 8): أخرجه مسلم فى صحيحه فى كتاب التوبة (105 - 112/ 8) رواه النسائي أيضًا فى سننه فى كتاب المساجد تحت باب الرخصة فى الجلوس فيه والخروج منه بغير صلاة (53 - 55/ 2) رواه الإمام أحمد فى مسنده (456 - 460/ 3). مطولا ومختصرا. ورواه أيضًا فى مسنده فى موضع آخر 386 - 390/ 3. رواه البيهقي فى السنن الكبرى (33 - 36/ 9) أخرجه أبو بكر بن أبى شيبة فى مصنفه ورقه رقم 314 - 315. أورده السيوطى فى الدر المنثور (287 - 289/ 3) وقال السيوطى: أخرجه عبد الرزاق. وابن أبى شيبة، وأحمد، والبخارى، ومسلم وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبى حاتم، وابن حبان، وابن مردويه، والبيهقي، من طريق الزهري، وأخرجه ابن حبان فى صحيحه عن محمد بن مسلم المقدسى، انظر صحيح ابن حبان المخطوط (133/ 2). انظر القرطبي فى تفسيره (282 - 287/ 8) وابن القيم فى زاد المعاد (10 - 12/ 3). أورده بكلا السياقين، سياق البخارى ومسلم. ومعلقا. وابن كثير فى تفسيره (258 - 266/ 4) مع البغوى. بسياق البخارى. وأورده ابن كثير فى البداية والنهاية:(23 - 26/ 5) وابن هشام فى سيرته (159 - 161/ 4). وابن الأثير فى كتابه الكامل (182/ 2). وقال الألوسي فى روح المعانى (42 - 46/ 11) أخرج عبد الرزاق، وابن أبى شيبة، وأحمد، والبخارى ومسلم، والبيهقى من طريق الزهري ثم ذكر الحديث، انظر حديث كعب بن مالك فى السيرة الحلبية لبرهان الدين الحلبى (305 - 307/ 3). وابن حزم فى جوامع السيرة، مختصرا ومعلقا ص 249. وابن سيد الناس فى عيون الأثر (222 - 223/ 2). قلت: يظهر من هذه الرواية الصحيحة أن غزوة تبوك، وقعت فى شدة الحر، وجدب وقحط من الناس، لذلك أعلمهم الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم بوجهته الى أراد الخروج إليها. انظر سنن الدارمى (214/ 2) فإنه أخرج =

ص: 100

قال أبو جعفر:

حدثنا المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا الليث (1) عن عقيل (2) عن ابن شهاب (3)، قال: أخبرني عبد الرحمن (4) بن عبد اللَّه

= جزءا من هذا الحديث وارشاد السارى للقسطلانى (451 - 458/ 6). الاغانى (164 - 172/ 16) وشرح حديث النزول 83 شرح أبى على مسلم، وكذا السنوسى، (170 - 175/ 1)، انظر الاحتجاح بالقدر لشيخ الإسلام ابن تيمية ص 103، انظر ترجمة كعب بن مالك فى معجم الشعراء للمرزيانى ص 342. انظر تحفة الظراف فى تلخيص الاطراف، انظر الكشف والبيان للثعلبى (156 - 169/ 6).

(1)

الليث: هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمى، أبو الحارث، المصرى ثقة ثبت، فقيه، إمام مشهور، من السابعة، مات فى شعبان، سنة 175/ ع انظر التقريب (138/ 2).

(2)

عُقَيْل، بالضم، ابن خالد بن عقيل، بالفتح، الأيلى، بفتح الهمزة بحدها تحتانية ساكتة ثم لام، أبو خالد الاموى، مولاهم، ثقة ثبت، سكن المدينة ثم الشام ثم مصر، من السادسة، مات سنة 144 على الصحيح / ع انظر التقريب (29/ 2).

(3)

ابن شهاب هو محمد بن مسلم بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن شهاب بن عبد اللَّه ابن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشى الزهري، وكنيته أبو بكر الحافظ الفقيه الثقة، متفق على جلالته، واتقانه، وهو من رؤوس الطبقة الرابعة، مات سنة 125 هـ. وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين/ ع انظر التقريب (207/ 2).

(4)

هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك الانصارى، أبو الخطاب، المدنى ثقة عالم، من الثالثة مات فى خلافة هشام / خ م د س. انظر التقريب (488/ 1).

ص: 101

ابن كعب بن مالك، ان عبد اللَّه بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب من بنيه حين عمى، قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك فذكر نحوه (1).

قال أبو جعفر:

حدثنى يعقوب (2)، قال: ثنا ابن علية (3)، قال: أخبرنا ابن عون (4) عن عمر بن كثير بن أفلح (5)، قال: قال كعب بن مالك: ما كنت فى

(1) انظر التفسير ابن جرير الطبرى (62/ 11).

قلت: هذا الاثر حسن الاسناد إذا كان المثنى فى الاسناد هو محمد بن المثنى أبو موسى العنزى. انظر تفسير ابن جرير الطبرى بتحقيق الشيخ محمود أحمد شاكر (557/ 14) انظر فتح الباري (86 - 93/ 8) ومسند أحمد بن حنبل (459 - 460/ 3). قال الحافظ فى الفتح (92/ 8): وعنه أيضا أى عن الزهري الرواية عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك ووقع عند ابن جرير الطبرى عن الزهري أول الحديث بغير إسناد انظر ابن جرير الطبرى (547/ 14) بتحقيق الشيخ محمود شاكر قال الحافظ: هكذا روى السياق الأول بدون إسناد ثم اثناء الحديث أسنده كما علمت.

(2)

هو يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن أفلح، العبدى مولاهم، أبو يوسف الدورقى بفتح، فسكون ينسب الى دورق، ثقة، من العاشرة، مات سنة 252 هـ، وله تسعون سنة، وكان من الحفاظ /ع انظر التقريب (374/ 2).

(3)

أما ابن علية هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الاسدى مولاهم، أبو بشر البصرى، المعروف بابن علية، ثقة، حافظ من الثامنة، مات سنة 193 هـ وهو ابن 83 / ع.

(4)

أما ابن عون فهو عبد اللَّه بن عون بن أرطبان أبو عون البصرى ثقة، ثبت، فاضل، من أقران أيوب فى العلم، والعمل، والسن، من السادسة مات سنة خمسين ومائة على الصحيح /ع التقريب (439/ 1).

(5)

أما عمر بن كثير فهو عمر بن كثير بن أفلح المدنى مولى أبى أيوب، ثقة من الرابعة انظر التقريب (62/ 2).

ص: 102

غزاة أيسر للظهر والنفقة مني فى تلك الغزاة، قال كعب بن مالك: لما خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قلت: أتجهز غدا ثم ألحقه، فأخذت فى جهازى، فأمسيت ولم أفرغ، فلما كان اليوم الثالث أخذت فى جهازى، فأمسيت ولم أفرغ فقلت: هيهات، سار الناس ثلاثا، فأقمت، فلما قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، جعل الناس يعتذرون إليه، فجئت حتى قمت بين يديه، فقلت: ما كنت فى غزاة أيسر للظهر والنفقة مني فى هذه الغزاة، فأعرض عنى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأمر الناس الا يكلمونا، وأمرت نساؤنا أن يتحولن عنا، قال: فتسورت حائطا ذات يوم، فإذا أنا بجابر بن عبد اللَّه، فقلت أى جابر نشدتك باللَّه: هل علمتنى غششت اللَّه ورسوله يوما قط، فسكت عنى، فجعل لا يكلمنى، فبينا أنا ذات يوم، إذ سمعت رجلا على الثنية يقول: كعب كعب، حتى دنا مني فقال: بشروا كعبا (1).

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (58/ 11) قلت: هذا الحديث صحيح الاسناد، واللَّه تعالى أعلم وقد أخرج الحديث الإمام أحمد فى مسنده (354/ 3) و (456/ 3) بهذا اللفظ المختصر

* * *

ص: 103