المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثانى والعشرون فى نفقة عبد الرحمن بن عوف -رضي الله تعالى عنه- فى غزوة تبوك - الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك

[عبد القادر بن حبيب الله السندي]

فهرس الكتاب

- ‌كلمة الناشر

- ‌ خلاصة الرسالة

- ‌الإِهداء

- ‌شكر وتقدير

- ‌المقدمة

- ‌رجال الاسناد:

- ‌منهج البحث

- ‌العقبات التى واجهت البحث

- ‌قصة مشكلة غريبة

- ‌مخطط السير فى منهج البحث

- ‌فوائد التخرج

- ‌ثمرة الرسالة

- ‌رموز الرسالة

- ‌الإِعتذار

- ‌الفصل الأول فى وجه تسمية الغزوة باسم تبوك

- ‌الفصل الثانى فى وجه تسمية الغزوة بالعسرة

- ‌الفصل الثالث فى سبب وقوع غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع فى السنة التى وقعت فيها غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس فى بعوث الرسول صلى الله عليه وسلم الى القبائل قبل غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس فى استنفار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه الى تبوك

- ‌الفصل السابع فى تخليف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليا على أهله فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن فى تخلف كعب بن مالك وأصحابه رضي الله عنهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع فيما نزل من القرآن فى التائبين الثلاثة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العاشر فيما نزل من القرآن فى الذين اعترفوا بذنوبهم

- ‌الفصل الحادى عشر فيما نزل من القرآن فى أخذ الصدقة عن الذين اعترفوا بذنوبهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى عشر فيما نزل من القرآن كاشفا المتخلفين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث عشر فيما نزل من القرآن عن نهي الاستغفار للذين تخلفوا عن غزة تبوك بدون عذر مشروع

- ‌الفصل الرابع عشر فيما نزل من القرآن فى نوع آخر من المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل الخامس عشر فيما نزل من القرآن فى معاتبة المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل السادس عشر فى دليل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الى تبوك

- ‌الفصل السابع عشر فى عدد جيش غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن عشر فى الالوية فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع عشر فى نفقة أبى بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العشرون فى نفقة عمر بن الخطاب فى غزوة تبوك وغيره من الصحابة رضي الله عنهم

- ‌الفصل الحادى والعشرون فى نفقة عثمان رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والعشرون فى نفقة عبد الرحمن بن عوف -رضي اللَّه تعالى عنه- فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والعشرون فى تصدق علبة بن زيد رضي اللَّه تعالى عنه عرضه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى الثناء على الذين أنفقوا أموالهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والعشرون فيما نزل من القرآن فى فقراء الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك لفقرهم وعجزهم

- ‌الفصل السادس والعشرون فى المنافقين فى غزوة تبوك، وما قاموا به من أعمال شنيعة

- ‌الفصل السابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى المستأذنين بعدم حضور غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والعشرون فيما نزل من القرآن فى أوصاف المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وغيرهم

- ‌الفصل التاسع والعشرون فيما نزل من القرآن فى منافقى الأعراب الذين تخلفوا عن غزوة تبوك

- ‌الفصل الثلاثون فيما نزل من القرآن فى أعذار المنافقين الواهية

- ‌الفصل الحادى والثلاثون فى قصة أبى خيثمة ولحوقه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والثلاثون فى قصة أبى ذر رضي اللَّه تعالى عنه ومقالة الرسول صلى الله عليه وسلم فى حقه بغزوة تبوك، وموته

- ‌الفصل الثالث والثلاثون فى خطبته صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل الرابع والثلاثون فيما نزل من القرآن فيمن بنى مسجد الضرار

- ‌الفصل الخامس والثلاثون فيما نزل من القرآن فى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل السادس والثلاثون فى خبر خالد وأكيدر بتبوك

- ‌الفصل السابع والثلاثون فى قبوله صلى الله عليه وسلم هدية صاحب أيلة بتبوك

- ‌الفصل الثامن والثلاثون فى قدوم رسول قيصر الى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل التاسع والثلاثون فى تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بتبوك بما خصه اللَّه به من خصائص نبوية

- ‌الفصل الاربعون الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر أصحابه عن كنز فارس والروم

- ‌الفصل الحادى والأربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك وقبول دعائه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالظهر

- ‌الفصل الثانى والأربعون فى قصة حية كبيرة اعترضت سبيل المسلمين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والأربعون فى كرامة إضاءة الاصابع لبعض الصحابة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والأربعون فى معجزة نزول المطر بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والاربعون فى قصة الياس صلى الله عليه وسلم لقاءه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والأربعون فى معجزة نبع الماء من أصابعه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السابع والاربعون فى المعجزة ما أخبر بها صلى الله عليه وسلم من اشراط الساعة فى غزوة تبوك ووقوع ذلك

- ‌الفصل الثامن والاربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى زيادة طعام فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والاربعون فى معجزته صلى الله عليه وسلم فى فوران العين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخمسون فى تكريمه صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فى غزوة تبوك وهو صلاته خلف عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه تعالى عنه

- ‌الفصل الحادى والخمسون فيما أخبر به صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك عن مناديل سعد بن معاذ

- ‌الفصل الثانى والخمسون فى حديثه صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل رضي الله عنه "قوام هذا الأمر الصلاة، ذروة سنامه الجهاد

- ‌الفصل الثالث والخمسون فيما جاء فى صلاته صلى الله عليه وسلم-على معاوية بن معاوية الليثى فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والخمسون فيما جاء فى وفاة عبد اللَّه ذى البجادين وصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم عليه ودفنه إياه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والخمسون فى الاحكام الشرعية فيما جاء فى الوضوء مرة مرة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والخمسون فيما جاء فى غزوة تبوك من سترة المصلى

- ‌الفصل السابع والخمسون فيما جاء فى قصة المار بين يدى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو فى صلاته بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين جمع تأخير فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين فى غزوة تبوك جمع تقديم

- ‌الفصل الستون فيما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فى شراب النبيذ وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والستون فيما جاء فى خرص الثمار عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والستون فيما جاء فى البيع والشراء فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والستون فيما جاء فى أهبة الميتة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والستون فيما جاء فى اهداره صلى الله عليه وسلم ثنتى العاض وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والستون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى كراء الدابة على النصف أو السهم وهو فى طريقه الى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والستون فيما نزل من القرآن فى حثه على الصدق ولزوم الصادقين

- ‌الفصل السابع والستون فى قوله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} الآية

- ‌الفصل الثامن والستون فيما نزل من القرآن فى البشارة للمقاتلين فى سبيل اللَّه

- ‌الفصل التاسع والستون فيما جاء فى مدة إقامته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مقالته فى فضيلة الشام وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والسبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى أخبار ديار ثمود

- ‌الفصل الثانى والسبعون فيما جاء فى استقباله صلى الله عليه وسلم عند عودته من غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والسبعون فيما جاء فى موت عبد اللَّه بن أبى سلول رأس المنافقين

- ‌جريدة المصادر

- ‌المخطوطات

- ‌(ألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الصاد)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الاستدراك)

- ‌جريدة المصادر المطبوعة

- ‌(الألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(العين)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(القاف)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الهاء)

- ‌(الواو)

- ‌المؤلف فى سطور

الفصل: ‌الفصل الثانى والعشرون فى نفقة عبد الرحمن بن عوف -رضي الله تعالى عنه- فى غزوة تبوك

‌الفصل الثانى والعشرون فى نفقة عبد الرحمن بن عوف -رضي اللَّه تعالى عنه- فى غزوة تبوك

قال أبو جعفر:

حدثنى المثنى (1) قال: ثنا الحجاج بن المنهال الأنماطى (2) قال: ثنا أبو عوانة (3)

(1) انظر الصفحات السابقة فى ترجمة المثنى.

(2)

أما الحجاج بن المنهال الأنماطى: فهو كنيته أبو محمد السلمى البصرى ثقة فاضل من التاسعة انظر تهذيب الكمال للمزى (239/ 2) وتهذيب التهذيب (206 - 207/ 2) والكاشف للذهبى ص 26.

(3)

اما أبو عوانة فهو وضاح بتشديد المعجمة ثم مهملة ابن عبد اللَّه اليشكرى بالمعجمة الواسطي البزاز، أبو عوانة مشهور بكنيته، ثقة من السابعة مات (176/ ع انظر تقريب التهذيب (231/ 2).

قلت: وقع فى هذا الاسناد خطأ وهو أن أبا عوانة لم يلق أبا سلمة الذى هو عبد اللَّه أو يسمى باسماعيل كما ذكر الحافظ ابن حجر فى تقريبه (430/ 2) والصواب ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبى سلمة عن أبيه انظر مجمع الزوائد للهيثمى (32/ 7) فانه ذكر هذا الاسناد كما ذكرت. إذ قال الهيثمي: عن أبى سلمة: عن أبى هريرة ثم قال: لم نسمع أحدا أسنده من حديث عمر بن أبى سلمة الا طالوت بن عباد وفيه عمر بن أبى سلمة وثقه العجلي وأبو خيثمة وابن حبان وضعفه شعبة وغيره وبقية رجالها ثقات. قلت: حديث البزار أورده الإمام ابن كثير فى تفسيره انظر تفسير ابن كثير مع البغوى (212/ 4) وزد على ذلك ان المزئ ذكر فى تهذيب الكمال فى ترجمة وضاح بن عبد اللَّه اليشكرى هذا بانه روى عن جملة من المشائخ ومنهم عمر بن أبى سلمة. انظر تهذيب الكمال (1461/ 7).

ص: 213

عن أبى سلمة (1) عن أبيه (2) أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "تصدقوا فانى أريد أن أبعث بعثا" قال، فقال عبد الرحمن بن عوف: يا رسول اللَّه ان عندى أربعة آلاف: ألفين أقرضهما اللَّه وألفين لعيالى، قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بارك اللَّه لك فيما أعطيت، وبارك لك فيما أمسكت" فقال رجل من الأنصار: وإن عندى صاعين من تمر، صاعا لربى، وصاعا لعيالى، قال: فلمزه المنافقون، وقالوا: ما اعطى ابن عوف هذا الا رياء، وقالوا: أو لم يكن اللَّه غنيا عن صاع هذا؟ فأنزل اللَّه {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} التى آخر الآية (3).

قال أبو جعفر:

حدثنى المثنى، قال: حدثنا محمد بن رجاء أبو سهل العبادانى (4)

(1) أما أبو سلمة فهو قيل اسمه عبد اللَّه وقيل اسماعيل ثقة مكثر من الثالثة/ ع انظر التقريب (430/ 2).

(2)

أما أبوه فهو الصحابى الجليل عبد الرحمن بن عوف الزهري انظر التقريب (494/ 1).

(3)

تفسير ابن جرير الطبرى (195 - 196/ 10).

قلت: ان هذا الاسناد حسن لغيره وقابل للاحتجاج انظر ترجمة عمر بن أبى سلمة فى التقريب (56/ 2) وللحديث شواهد ومتابعات ذكرها ابن جرير الطبرى فى تفسيره (191 - 196/ 10).

(4)

محمد بن رجاء أبو سهل العبادانى: لم أجد له ترجمة فى المراجع التى بين يدى وأما النسبة فقد ذكرها السمعانى فى كتابه الانساب (339/ 2) إذ قال رحمه اللَّه تعالى: العبادانى بفتح العين المهملة وتشديد الباء المنقوطة بواحدة الدال والمهملة وبين الألفين وفى آخرها النون هذه النسبة الى عبادان وهي بلدة بنواحى البصرة فى وسط البحر وكان يسكنها جماعة من العلماء الزهاد وذكر أسماءهم وليس فيهم هذا العبادانى، ولو كان معروفا بالاخذ والسماع لكان مشهورا بين أقرانه فيظهر =

ص: 214

قال: ثنا عامر بن يساف اليمامى (1) عن يحيى بن أبى كثير اليمامى (2) قال: جاء عبد الرحمن بن عوف باربعة آلاف درهم الى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه- مالى ثمانية آلاف، جئتك بأربعة آلاف، فاجعلها فى سبيل اللَّه، وأمسكت أربعة آلاف لعيالى، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: بارك اللَّه فيما أعطيت، وفيما أمسكت، وجاء رجل آخر فقال: يا رسول اللَّه، بت الليلة أجر الماء على صاعين، فأما أحدهما فتركت لعيالي، وأما الآخر فجئتك به، اجعله فى سبيل اللَّه، فقال: بارك اللَّه لك فيما أعطيت وفيما أمسكت، فقال ناس من المنافقين، واللَّه ما اعطى عبد الرحمن إلا رياء وسمعة، ولقد كان اللَّه ورسوله لغنيين عن صاع فلان، فأنزل اللَّه:{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} يعنى عبد الرحمن بن عوف {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} يعنى صاحب الصاع {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (3).

= من صنيع السمعانى بأنه مجهول واللَّه تعالى أعلم انظر تفسير ابن جرير الطبرى بتحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر (391/ 14) وانه أيضا لم يجد له ترجمة.

(1)

اما عامر بن يساف فهو عامر بن عبد اللَّه بن يساف وثقه ابن معين وغيره وقال ابن عدى منكر الحديث، انظر الجرح والتعديل لابن أبى حاتم (329/ 1/ 3) ولسان الميزان (224/ 3).

(2)

اما يحيى بن أبى كثير فهو امام ثقة عابد من رواة الكتب الستة. انظر الانساب ص 602.

(3)

تفسير ابن جرير الطبرى (197/ 10).

قال العبد الفقير: انفرد ابن جرير الطبرى بهذا الاسناد مع ان المتن روى من طرق اخرى كثيرة منها ما هي مرسلة ومنها ما هي حسنة واللَّه تعالى أعلم بالصواب انظر تفسير ابن جرير الطبرى (194 - 198/ 10) وشرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور للسيوطى ص 32.

ص: 215

قال أبو جعفر:

حدثنى محمد بن سعد (1) قال: ثنى أبى (2)، قال: ثنى عمى (3) قال ثنى أبى (4)، عن أبيه (5) عن ابن عباس، قوله:{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} وذلك أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج الى الناس يوما فنادى فيهم: ان اجمعوا صدقاتكم فجمع الناس صدقاتهم، ثم جاء رجل من أحوجهم بمن من تمر، فقال: يا رسول اللَّه هذا صاع من تمر بت ليلتى أجر بالجرير والماء، حتى نلت صاعين من تمر، فأمسكت أحدهما، وأتيت بالآخر، فأمره

(1) محمد بن سعد العوفي لين الحديث انظر ترجمته فى تاريخ بغداد (322 - 323/ 5) ولسان الميزان للحافظ (174/ 5).

(2)

أبوه: سعد بن محمد بن الحسن العوفى ضعيف جدا، انظر تاريخ بغداد للخطيب (126 - 127/ 9) ولسان الميزان (18 - 19/ 3).

(3)

عن عمه -وهو الحسين بن الحسن بن عطية العوفي كان ضعيفا فى الحديث والقضاء انظر تاريخ بغداد (29/ 32/ 8).

(4)

عن أبيه: وهو الحسن بن عطية بن سعد العوفي ضعيف الحديث انظر التاريخ الكبير للبخاري (1/ 2/ 299) وتهذيب التهذيب (294/ 2).

(5)

عن جده: هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي ايضا انظر ابن سعد (212 - 213/ 1) والمجروحين لابن حبان (1/ 228) والتاريخ الكبير للبخارى (4/ 1/ 8 - 9) والصغير 126 وابن أبى حاتم (3/ 1/ 382 - 383) والتهذيب (224 - 226/ 7).

ص: 216

رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن ينثره فى الصدقات، فسخر منه رجال وقالوا: واللَّه إن اللَّه ورسوله لغنيان عن هذا، وما يصنعان بصاعك من شيء. ثم أن عبد الرحمن بن عوف: رجل من قريش من بنى زهرة، قال لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: هل بقى من أحد من أهل هذه الصدقات؟ فقال: لا، فقال عبد الرحمن بن عوف: إن عندى مئة أوقية من ذهب فى الصدقات، فقال له عمر بن الخطاب أمجنون أنت؟ فقال: ليس بى جنون، فقال: أتعلم ما قلت؟ فقال: نعم، مالي ثمانية آلاف: أما أربعة آلاف فاقرضها ربى، وأما أربعة آلاف فلي، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: بارك اللَّه لك فيما أعطيت وفيما أمسكت، وكره المنافقون فقالوا: واللَّه ما أعطى عبد الرحمن عطيته الا رياء، وهم كاذبون، انما كان به متطوعا، فأنزل اللَّه عذره، وعذر صاحبه المسكين الذى جاء بالصاع من التمر قال اللَّه فى كتابه:{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} الآية (1).

(1) تفسير ابن جرير الطبرى- (194 - 195/ 10).

قلت: ان هذا الاسناد من أكثر الاسانيد دورانا فى تفسير الطبرى وهو اسناد مسلسل بالضعفاء من اسرة واحدة، وهو معروف عند أهل التفسير بتفسر العوفي.

انظر الدر المنثور للسيوطى (263/ 3). وفتح القدير للشوكانى (368/ 2). وفتح البيان للسيد صديق حسن خان (146/ 4).

ولا يحتج به عند المحدثين مطلقا واللَّه أعلم. وأما المعنى فقد روى من عدة طرق صحيحة.

* * *

ص: 217

قال أبو جعفر:

حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبو اسامة (1)، عن شبل (2)، عن ابن أبى ما نجيح عن مجاهد {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بصدقة ماله أربعة آلاف، فلمزه المنافقون، وقالوا: مرائي {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} قال: رجل من الانصار، آجر نفسه بصاع من تمر لم يكن له غيره، فجاء به، فلمزوه، وقالوا: كان اللَّه غنيا عن صاع هذا (3).

(1) أما أبو أسامة فهو حماد بن اسامة ثقة ثبت ع انظر التقريب/ (195/ 1)، قال الحافظ ربما دلس. ذكره الحافظ فى طبقات المدلسين فى الطبقة الثانية ص 9 قلت: إن تدليسه ليس بضار.

(2)

اما شبل، فهو شبل بن عباد المكى القارى ثقة رمى بالقدر خ د س ق انظر التقريب (246/ 1).

(3)

تفسير ابن جرير الطبرى (195/ 10).

انظر الدر المنثور للسيوطى (263/ 3).

قلت: إن هذه الرواية بهذا الاسناد مقطوعة من كلام مجاهد بن جبر المكى ولم تصح لانها وردت عن طريق سفيان بن وكيع وقد مر بكم بانه ساقط الحديث. وثانيا عبد اللَّه بن أبى نجيح وإن كان ثقة إلا أنه مدلس وقد ذكره الحافظ ابن حجر فى طبقات المدلسين فى الطبقة الثالثة. انظر الطبقات ص 13 ومن المعلوم لدى أهل العلم بهذا الشأن ان الطبقة الثالثة وما بعدها لم تصح الرواية عنها إلا بعد التصريح بالسماع. واللَّه تعالى أعلم وأما الأثر فقد صح من عدة طرق صحيحة، وحسنة

* * *

ص: 218

قال أبو جعفر:

حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: ثنا سعيد (1)، عن قتادة قوله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. . . الآية قال: أقبل عبد الرحمن بن عوف بنصف ماله، فتقرب به الى اللَّه، فلمزه المنافقون فقالوا: ما أعطى ذلك إلا رياء وسمعة، فأقبل رجل من فقراء المسلمين يقال له: حبحاب أو عقيل، فقال: يا نبى اللَّه بت أجر الجرير على صاعين من تمر: أما صاع فامسكته لاهلى، واما صاع فها هو ذا فقال المنافقون: واللَّه ان اللَّه ورسوله لغنيان عن هذا، فأنزل اللَّه فى ذلك القرآن {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ} (2) الآية.

قال أبو جعفر:

حدثنا محمد بن الاعلى (3)، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر،

(1) سعيد بن أبى عروبة امام ثبت ثقة الا أنه قال الحافظ فى طبقات المدلسين ص 9 وهو ممن اختلط وقد ذكره الحافظ فى الطبقة الثانية. انظر ترجمته فى التقريب (302/ 1).

قلت: ان هذا الاسناد من أحسن الاسانيد الى قتادة. انظر الدر المنثور (263/ 3) فانه نسب اخراج هذه الرواية الى أبى نعيم فى معرفة الصحابة فقط.

(2)

تفسير ابن جرير الطبرى (195/ 10).

والحديث ورد عن طرق اخرى كثيرة، بعضها مرسلة بعضها موقوفة، وبذلك صالح للحجة واللَّه تعالى أعلم.

(3)

اما محمد بن عبد الاعلى فهو محمد بن عبد الاعلى الصنعانى البصرى ثقة من العاشرة انظر التقريب (182/ 2).

ص: 219

عن قتادة {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} قال: تصدق عبد الرحمن بن عوف بشطر ماله وكان ماله ثمانية آلاف دينار، فتصدف بأربعة آلاف دينار فقال ناس من المنافقين: ان عبد الرحمن بن عوف لعظيم الرياء، فقال اللَّه:{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} وكان لرجل صاعان من تمر، فجاء بأحدهما، فقال ناس من المنافقين: ان كان اللَّه عن صاع هذا لغنيا فكان المنافقون يطعنون عليهم ويسخرون بهم فقال اللَّه {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (1).

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (195/ 10).

إن هذه الرواية صحيحة الاسناد الى قتادة، وقد تكون من أحسن الطرق الى قتادة لان رجال الاسناد كلهم ثقات من رجال الجماعة الا محمد بن عبد الاعلى الصنعانى فان البخارى لم يخرج له فى الجامع الصحيح.

انظر الدر المنثور للسيوطى (262/ 3) إذ أنه نسب اخراج هذه الرواية الى عبد الرزاق فى مصنفه وابن عساكر فى تاريخه. وانظر تاريخ دمشق (414/ 1).

* * *

ص: 220