المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الخامس عشر فيما نزل من القرآن فى معاتبة المتخلفين فى الغزوة - الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك

[عبد القادر بن حبيب الله السندي]

فهرس الكتاب

- ‌كلمة الناشر

- ‌ خلاصة الرسالة

- ‌الإِهداء

- ‌شكر وتقدير

- ‌المقدمة

- ‌رجال الاسناد:

- ‌منهج البحث

- ‌العقبات التى واجهت البحث

- ‌قصة مشكلة غريبة

- ‌مخطط السير فى منهج البحث

- ‌فوائد التخرج

- ‌ثمرة الرسالة

- ‌رموز الرسالة

- ‌الإِعتذار

- ‌الفصل الأول فى وجه تسمية الغزوة باسم تبوك

- ‌الفصل الثانى فى وجه تسمية الغزوة بالعسرة

- ‌الفصل الثالث فى سبب وقوع غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع فى السنة التى وقعت فيها غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس فى بعوث الرسول صلى الله عليه وسلم الى القبائل قبل غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس فى استنفار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه الى تبوك

- ‌الفصل السابع فى تخليف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليا على أهله فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن فى تخلف كعب بن مالك وأصحابه رضي الله عنهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع فيما نزل من القرآن فى التائبين الثلاثة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العاشر فيما نزل من القرآن فى الذين اعترفوا بذنوبهم

- ‌الفصل الحادى عشر فيما نزل من القرآن فى أخذ الصدقة عن الذين اعترفوا بذنوبهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى عشر فيما نزل من القرآن كاشفا المتخلفين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث عشر فيما نزل من القرآن عن نهي الاستغفار للذين تخلفوا عن غزة تبوك بدون عذر مشروع

- ‌الفصل الرابع عشر فيما نزل من القرآن فى نوع آخر من المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل الخامس عشر فيما نزل من القرآن فى معاتبة المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل السادس عشر فى دليل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الى تبوك

- ‌الفصل السابع عشر فى عدد جيش غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن عشر فى الالوية فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع عشر فى نفقة أبى بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العشرون فى نفقة عمر بن الخطاب فى غزوة تبوك وغيره من الصحابة رضي الله عنهم

- ‌الفصل الحادى والعشرون فى نفقة عثمان رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والعشرون فى نفقة عبد الرحمن بن عوف -رضي اللَّه تعالى عنه- فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والعشرون فى تصدق علبة بن زيد رضي اللَّه تعالى عنه عرضه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى الثناء على الذين أنفقوا أموالهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والعشرون فيما نزل من القرآن فى فقراء الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك لفقرهم وعجزهم

- ‌الفصل السادس والعشرون فى المنافقين فى غزوة تبوك، وما قاموا به من أعمال شنيعة

- ‌الفصل السابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى المستأذنين بعدم حضور غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والعشرون فيما نزل من القرآن فى أوصاف المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وغيرهم

- ‌الفصل التاسع والعشرون فيما نزل من القرآن فى منافقى الأعراب الذين تخلفوا عن غزوة تبوك

- ‌الفصل الثلاثون فيما نزل من القرآن فى أعذار المنافقين الواهية

- ‌الفصل الحادى والثلاثون فى قصة أبى خيثمة ولحوقه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والثلاثون فى قصة أبى ذر رضي اللَّه تعالى عنه ومقالة الرسول صلى الله عليه وسلم فى حقه بغزوة تبوك، وموته

- ‌الفصل الثالث والثلاثون فى خطبته صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل الرابع والثلاثون فيما نزل من القرآن فيمن بنى مسجد الضرار

- ‌الفصل الخامس والثلاثون فيما نزل من القرآن فى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل السادس والثلاثون فى خبر خالد وأكيدر بتبوك

- ‌الفصل السابع والثلاثون فى قبوله صلى الله عليه وسلم هدية صاحب أيلة بتبوك

- ‌الفصل الثامن والثلاثون فى قدوم رسول قيصر الى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل التاسع والثلاثون فى تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بتبوك بما خصه اللَّه به من خصائص نبوية

- ‌الفصل الاربعون الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر أصحابه عن كنز فارس والروم

- ‌الفصل الحادى والأربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك وقبول دعائه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالظهر

- ‌الفصل الثانى والأربعون فى قصة حية كبيرة اعترضت سبيل المسلمين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والأربعون فى كرامة إضاءة الاصابع لبعض الصحابة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والأربعون فى معجزة نزول المطر بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والاربعون فى قصة الياس صلى الله عليه وسلم لقاءه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والأربعون فى معجزة نبع الماء من أصابعه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السابع والاربعون فى المعجزة ما أخبر بها صلى الله عليه وسلم من اشراط الساعة فى غزوة تبوك ووقوع ذلك

- ‌الفصل الثامن والاربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى زيادة طعام فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والاربعون فى معجزته صلى الله عليه وسلم فى فوران العين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخمسون فى تكريمه صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فى غزوة تبوك وهو صلاته خلف عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه تعالى عنه

- ‌الفصل الحادى والخمسون فيما أخبر به صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك عن مناديل سعد بن معاذ

- ‌الفصل الثانى والخمسون فى حديثه صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل رضي الله عنه "قوام هذا الأمر الصلاة، ذروة سنامه الجهاد

- ‌الفصل الثالث والخمسون فيما جاء فى صلاته صلى الله عليه وسلم-على معاوية بن معاوية الليثى فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والخمسون فيما جاء فى وفاة عبد اللَّه ذى البجادين وصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم عليه ودفنه إياه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والخمسون فى الاحكام الشرعية فيما جاء فى الوضوء مرة مرة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والخمسون فيما جاء فى غزوة تبوك من سترة المصلى

- ‌الفصل السابع والخمسون فيما جاء فى قصة المار بين يدى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو فى صلاته بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين جمع تأخير فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين فى غزوة تبوك جمع تقديم

- ‌الفصل الستون فيما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فى شراب النبيذ وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والستون فيما جاء فى خرص الثمار عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والستون فيما جاء فى البيع والشراء فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والستون فيما جاء فى أهبة الميتة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والستون فيما جاء فى اهداره صلى الله عليه وسلم ثنتى العاض وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والستون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى كراء الدابة على النصف أو السهم وهو فى طريقه الى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والستون فيما نزل من القرآن فى حثه على الصدق ولزوم الصادقين

- ‌الفصل السابع والستون فى قوله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} الآية

- ‌الفصل الثامن والستون فيما نزل من القرآن فى البشارة للمقاتلين فى سبيل اللَّه

- ‌الفصل التاسع والستون فيما جاء فى مدة إقامته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مقالته فى فضيلة الشام وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والسبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى أخبار ديار ثمود

- ‌الفصل الثانى والسبعون فيما جاء فى استقباله صلى الله عليه وسلم عند عودته من غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والسبعون فيما جاء فى موت عبد اللَّه بن أبى سلول رأس المنافقين

- ‌جريدة المصادر

- ‌المخطوطات

- ‌(ألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الصاد)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الاستدراك)

- ‌جريدة المصادر المطبوعة

- ‌(الألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(العين)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(القاف)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الهاء)

- ‌(الواو)

- ‌المؤلف فى سطور

الفصل: ‌الفصل الخامس عشر فيما نزل من القرآن فى معاتبة المتخلفين فى الغزوة

‌الفصل الخامس عشر فيما نزل من القرآن فى معاتبة المتخلفين فى الغزوة

قال اللَّه تعالى: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} التوبة: 120.

قال أبو جعفر:

يقول تعالى ذكره: لم يكن لأهل المدينة، مدينة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومن حولهم من الاعراب سكان البوادى، الذين تخلفوا عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك، وهم من أهل الايمان به أن يتخلفوا فى أهاليهم ولا دارهم ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه، فى صحبته فى سفره، والجهاد معه، ومعاونته على ما يعانيه فى غزوه ذلك. يقول: إنه لم يكن لهم هذا، وبسبب أنهم لا يصيبهم فى سفرهم إذا كانوا معه ظمأ وهو العطش والنصب، ويقول: ولا تعب {وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} يعنى:

ص: 169

ولا مجاعة فى إقامة دين اللَّه ونصرته، وهدم منار الكفر، {وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا} يعنى أرضا، يقول: ولا يطئون أرضا يغيظ الكفار وطوءهم إياهم {وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا} يقول: ولا يصيبون من عدو اللَّه وعدوهم شيئا فى أموالهم وأنفسهم وأولادهم إلا كتب اللَّه لهم بذلك كله ثواب عمل صالح قد ارتضاه {إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} يقول: إن اللَّه لا يدع محسنًا من خلقه أحسن فى عمله، فأطاعه فيما أمره، وانتهى عما نهاه عنه ان يجازيه على احسانه، ويثيبه على صالح عمله، فذلك كتب لمن فعل ذلك من أهل المدينة، ومن حولهم من الاعراب ما ذكر فى هذه الآية: الثواب على كل ما فعل فلم يضيع له أجر فعله ذلك (1).

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (64/ 11).

قال ابن الجوزى فى زاد المسير (515 - 516/ 3): قال ابن عباس: المراد بهذه الآية مزينة، وجهينة، وأشجع، وأسلم، وغفار {أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ} فى غزوة غزاها. وقال السيد صديق حسن خان فى فتح البيان (215/ 4): زبادة تأكيد لوجوب الغزو مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. انظر البحر المحيط (111 - 112/ 5) والكشاف (571 - 572/ 1) والرازى (223 - 224/ 16) وروح المعانى (46 - 48/ 11) والقرطبى (290 - 293/ 8) وكناب التسهيل (87/ 2) والدر المنثور (292/ 3). وابن كثير مع البغوى (266 - 267/ 4). انظر ما قاله السيوطى فى الاكليل تحت هذه الآية ص 123. إذ يقول: استدل بها أبو حنيفة على جواز الزنا بنساء أهل الحرب فى دار الحرب. قلت: هذا لا يثبت عن الامام أبى حنيفة رحمه اللَّه تعالى باسناد صحيح عنه واللَّه أعلم. انظر الاعتصام للشاطبى 226/ 2.

ص: 170

قال أبو جعفر:

وقد اختلف أهل التأويل فى حكم هذه الآية، فقال بعضهم: هى محكمة، وانما كان ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خاصة، لم يكن لاحد أن يتخلف إذا غزا خلافه، فيقعد عنه، إلا من كان ذا عذر، فأما غيره من الأئمة والولاة، فان لمن شاء من المؤمنين إن يتخلف خلافه تخلف إذا لم يكن بالمسلمين اليه ضرورة (1).

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (64/ 11).

قلت: قال ابن الجوزى فى تفسيره (515 - 516/ 3): قال شيخنا على بن عبيد اللَّه:

اختلف المفسرون فى هذه الآية، فقالت طائفة: كان فى أول الامر لا يجوز التخلف عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين كان الجهاد يلزم الكل، ثم نسخ ذلك بقوله:{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} التوبة: 122 وقالت طائفة: فرض اللَّه تعالى على جميع المؤمنين فى زمان النبي صلى الله عليه وسلم من لا عذر له الخروج معه، لشيئين:

أ- أنه الواجب عليهم أن يقووا أنفسهم به.

ب- أنه إذا سرج الرسول فقد خرج الدين كله، فأمروا بالتظاهر لئلا يقل العدد وهذا الحكم باق الى وقتنا، فلو خرج امير المؤمنين الى الجهاد، وجب على عامة المسلمين متابعته لما ذكرنا فعلى هذا فالآية، محكمة. قال أبو سليمان لكل آية وجهها، وليس للنسخ على احد الآيتين طريق.

قلت: لا مدخل للنسخ بين الآيتين والجمع ممكن إذ ليس هناك دليل صريح من كتاب اللَّه تعالى ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم يومى الى النسخ لا بالنص ولا بالظاهر ولا بالاشارة وأن الخروج الى الغزوة، بناء على استنفار الامام واجب محتم على كل مسلم قادر يستطيع أن يحمل السلاح،=

ص: 171

قال أبو جعفر، الذين ذهبوا الى نسخ الآية. . . ثم قال: ذكر من قال ذلك.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:{ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب أن يتخلفوا عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه} هذا إذا غزا نبى اللَّه صلى الله عليه وسلم بنفسه -فليس لاحد أن يتخلف، ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لولا أن أشق على أمتى ما تخلفت خلف سرية تغزو فى سبيل اللَّه، ولكنى لا أجد سعة، فانطلق بهم معى، ويشق عليّ أو أكره أن أدعهم بعدى (1).

= وقد أذن له ابواه وكل ما فى الأمر، هو أن الاستنفار، لا يكون إلا لاعلاء كلمة اللَّه تعالى ورد عدوان الظالمين على أرض مسلمة أو مهاجمة الاشرار الذين بغوا على المسلمين من الكفار وغيرهم، شرط أن يكون هناك نظام قائم مستمد من كتاب اللَّه تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فى البلاد التى دعى إمامها الى الجهاد، وإما إذا كان هناك نظام لا يتفق مع الاسلام أصلا بل يناقضه ويحاربه فلا يجب على المسلم أن يلبي الدعوة خصوصا إذا كان الحاكم محاربا للَّه ولرسوله صلى الله عليه وسلم.

انظر فتاوى السبكى (294/ 1).

(1)

تفسير ابن جرير الطبرى (64 - 65/ 11).

قلت: اسناد هذا الاثر صحيح الى قتادة والاثر مقطوع. وقد يكون هذا استنباطا منه رحمه اللَّه تعالى. والحديث قد أخرجه البخارى فى كتاب الجهاد والنسائي. ومالك فى موطأه وفى معناه اخرج الإمام أحمد فى مسنده (231/ 3).=

ص: 172

قال أبو جعفر:

حدثنا علي بن سهل (1)، قال: ثنا الوليد بن مسلم (2)، قال: سمعت الأوزاعى (3)، وعبد اللَّه بن المبارك (4)، والفزارى (5)، والسبيعى،

= الآية ما كان لأهل المدينة الخ. . داعية كل مسلم يدعره إمامه الى الجهاد، ويستنفره لإعلاء كلمته يجب عليه أن يخرج الى الغزو إذا كان اليه حاجة المسلمين وإلا كان منافقا ما دام لا مانع لديه من الحضور. والآية وان كانت نزلت فى سبب خاص إلا أنها عامة فالعبرة بعموم الالفاظ، لا بخصوص الاسباب، واللَّه تعالى أعلم.

(1)

علي بن سهل، هو علي بن سهل بن قادم، الرملي، نسائي الاصل، صدوق، من كبار الحادية عشرة، مات سنة احدى وستين ومأتين/ د س انظر التقريب (38/ 2).

(2)

الوليد بن مسلم هو الولد بن مسلم القرشى مولاهم، أبو العباس الدمشقى، ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية، أى يدلس تدليس التسوية: وهو: أن يسقط من سنده شيخه لكونه ضعيفا أو صغيرا ويأتى بلفظ محتمل أنه سمع عن الثقة الثانى تحسينا للحديث: من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين: مائة /ع انظر التقريب (336/ 2).

قلت: ذكره الحافظ فى طبقات المدلسين فى الطبقة الرابعة ص 18.

(3)

الاوزاعى، هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبى عمرو الاوزاعى، أبو عمرو الفقيه، ثقة، جليل، من السابعة، مات سنة 157/ع انظر التقريب (497/ 1).

(4)

وعبد اللَّه بن المبارك. هو عبد اللَّه بن المبارك المروزى، مولى بنى حنظلة، ثقة، ثبت، فقيه، عالم جواد مجاهد، جمعت فيه خصال الخير، من الثامنة، مات سنة 181 وله ثلاث وستون /ع انظر التقريب (1/ 445).

(5)

أما الفزارى فهو ابراهيم محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حفص بن حذيفة الفزارى الامام=

ص: 173

وابن جابر (1)، وسعيد بن عبد العزيز (2) يقولون فى هذه الآية:{مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ} . . . الى آخر الآية إنها لأول هذه الامة وآخرها، من المجاهدين فى سبيل اللَّه (3).

= أبو إسحاق الفرازى، ثقة حافظ، له تصانيف، من الثامنة مات 158/ ع انظر التقريب (41/ 1).

(1)

وابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدى، أبو عتبة، الشامى الدارانى، ثفة من السابعة، مات بضع وخمسين ومائة/ ع انظر التقريب (502/ 1).

(2)

اما سعيد بن عبد العزيز فهو التنوخى بفتح التاء وضم النون المخففة: ينسب الى عدة قبائل اجتمعوا قديما بالبحرين الدمشقى، ثقة، امام سواه أحمد بالاوزاعى، وقدمه على أبى مسهر ولكنه اختلط فى آخر عمره من السابعة، مات سنة 167، وقيل: بعدها بعدها / بخ م - انظر التقريب (301/ 1).

(3)

تفسير ابن جرير الطبرى (65/ 11) انظر تفسير القرطبى (292 - 293/ 8) قلت: ليس هذا الاثر فى محل الاحتجاج حسب أصول الحديث، الا أنه يستأنس به استئناسا قويا فى المعنى الذى ذهب اليه هؤلاء الأئمة رحمهم اللَّه تعالى ويظهر من تراجمهم بأنهم من الجبال العظام لكلامهم وزن ثقيل، خصوصا فى مثل هذه المعانى التى استنبطوها من كتاب اللَّه تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وان الاستهانة بالجهاد فى نظر المسلمين، إلا ما شاء اللَّه تعالى. قد أدت الى مخاطر جسيمة خطيرة لا يمكن حصر نتائجها. فالرأى السديد الذى ذهبوا اليه إن لم يكن هناك نص يخالفهم هو رأيهم. واللَّه أعلم. ولا يخفى عيكم، قيمة هؤلاء العلمية لدى الامة ثم موافقة قتادة رحمه اللَّه تعالى اياهم فى نفس هذا المعنى أمر ذو شأن عظيم، فلا معنى لمخالفة رأيهم فى النظر الصحيح هذا الاعتداء الصارخ، الذى تواجهه الامة الاسلامية، فى كافة الجهات من أطراف العالم من قبل الاعداء الماكرين إنما هو نتيجة حتمية لما أهمله المسلمون من فريضة الجهاد، وعدم مبالاتهم به، =

ص: 174

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وذلك، أمر خطير قد يؤدى فى المستقبل إذا بقى الحال على ما هر الآن الى مسخ هذه الامة ومحوها عن الوجود، وهذا -لا سمح اللَّه- ان وقع فتلك حادثة خطرة، يرتقب لها الاعداء وتخطط منذ مئات السنين، اللهم يا ولى الاسلام والمسلمين الهمنا مراشد امورنا وتولنا فيمن توليت ووفقنا لما هو صالح لنا فى ديننا ودنيانا.

* * *

ص: 175