المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل العاشر فيما نزل من القرآن فى الذين اعترفوا بذنوبهم - الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك

[عبد القادر بن حبيب الله السندي]

فهرس الكتاب

- ‌كلمة الناشر

- ‌ خلاصة الرسالة

- ‌الإِهداء

- ‌شكر وتقدير

- ‌المقدمة

- ‌رجال الاسناد:

- ‌منهج البحث

- ‌العقبات التى واجهت البحث

- ‌قصة مشكلة غريبة

- ‌مخطط السير فى منهج البحث

- ‌فوائد التخرج

- ‌ثمرة الرسالة

- ‌رموز الرسالة

- ‌الإِعتذار

- ‌الفصل الأول فى وجه تسمية الغزوة باسم تبوك

- ‌الفصل الثانى فى وجه تسمية الغزوة بالعسرة

- ‌الفصل الثالث فى سبب وقوع غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع فى السنة التى وقعت فيها غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس فى بعوث الرسول صلى الله عليه وسلم الى القبائل قبل غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس فى استنفار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه الى تبوك

- ‌الفصل السابع فى تخليف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليا على أهله فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن فى تخلف كعب بن مالك وأصحابه رضي الله عنهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع فيما نزل من القرآن فى التائبين الثلاثة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العاشر فيما نزل من القرآن فى الذين اعترفوا بذنوبهم

- ‌الفصل الحادى عشر فيما نزل من القرآن فى أخذ الصدقة عن الذين اعترفوا بذنوبهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى عشر فيما نزل من القرآن كاشفا المتخلفين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث عشر فيما نزل من القرآن عن نهي الاستغفار للذين تخلفوا عن غزة تبوك بدون عذر مشروع

- ‌الفصل الرابع عشر فيما نزل من القرآن فى نوع آخر من المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل الخامس عشر فيما نزل من القرآن فى معاتبة المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل السادس عشر فى دليل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الى تبوك

- ‌الفصل السابع عشر فى عدد جيش غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن عشر فى الالوية فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع عشر فى نفقة أبى بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العشرون فى نفقة عمر بن الخطاب فى غزوة تبوك وغيره من الصحابة رضي الله عنهم

- ‌الفصل الحادى والعشرون فى نفقة عثمان رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والعشرون فى نفقة عبد الرحمن بن عوف -رضي اللَّه تعالى عنه- فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والعشرون فى تصدق علبة بن زيد رضي اللَّه تعالى عنه عرضه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى الثناء على الذين أنفقوا أموالهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والعشرون فيما نزل من القرآن فى فقراء الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك لفقرهم وعجزهم

- ‌الفصل السادس والعشرون فى المنافقين فى غزوة تبوك، وما قاموا به من أعمال شنيعة

- ‌الفصل السابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى المستأذنين بعدم حضور غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والعشرون فيما نزل من القرآن فى أوصاف المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وغيرهم

- ‌الفصل التاسع والعشرون فيما نزل من القرآن فى منافقى الأعراب الذين تخلفوا عن غزوة تبوك

- ‌الفصل الثلاثون فيما نزل من القرآن فى أعذار المنافقين الواهية

- ‌الفصل الحادى والثلاثون فى قصة أبى خيثمة ولحوقه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والثلاثون فى قصة أبى ذر رضي اللَّه تعالى عنه ومقالة الرسول صلى الله عليه وسلم فى حقه بغزوة تبوك، وموته

- ‌الفصل الثالث والثلاثون فى خطبته صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل الرابع والثلاثون فيما نزل من القرآن فيمن بنى مسجد الضرار

- ‌الفصل الخامس والثلاثون فيما نزل من القرآن فى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل السادس والثلاثون فى خبر خالد وأكيدر بتبوك

- ‌الفصل السابع والثلاثون فى قبوله صلى الله عليه وسلم هدية صاحب أيلة بتبوك

- ‌الفصل الثامن والثلاثون فى قدوم رسول قيصر الى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل التاسع والثلاثون فى تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بتبوك بما خصه اللَّه به من خصائص نبوية

- ‌الفصل الاربعون الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر أصحابه عن كنز فارس والروم

- ‌الفصل الحادى والأربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك وقبول دعائه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالظهر

- ‌الفصل الثانى والأربعون فى قصة حية كبيرة اعترضت سبيل المسلمين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والأربعون فى كرامة إضاءة الاصابع لبعض الصحابة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والأربعون فى معجزة نزول المطر بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والاربعون فى قصة الياس صلى الله عليه وسلم لقاءه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والأربعون فى معجزة نبع الماء من أصابعه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السابع والاربعون فى المعجزة ما أخبر بها صلى الله عليه وسلم من اشراط الساعة فى غزوة تبوك ووقوع ذلك

- ‌الفصل الثامن والاربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى زيادة طعام فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والاربعون فى معجزته صلى الله عليه وسلم فى فوران العين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخمسون فى تكريمه صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فى غزوة تبوك وهو صلاته خلف عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه تعالى عنه

- ‌الفصل الحادى والخمسون فيما أخبر به صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك عن مناديل سعد بن معاذ

- ‌الفصل الثانى والخمسون فى حديثه صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل رضي الله عنه "قوام هذا الأمر الصلاة، ذروة سنامه الجهاد

- ‌الفصل الثالث والخمسون فيما جاء فى صلاته صلى الله عليه وسلم-على معاوية بن معاوية الليثى فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والخمسون فيما جاء فى وفاة عبد اللَّه ذى البجادين وصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم عليه ودفنه إياه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والخمسون فى الاحكام الشرعية فيما جاء فى الوضوء مرة مرة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والخمسون فيما جاء فى غزوة تبوك من سترة المصلى

- ‌الفصل السابع والخمسون فيما جاء فى قصة المار بين يدى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو فى صلاته بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين جمع تأخير فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين فى غزوة تبوك جمع تقديم

- ‌الفصل الستون فيما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فى شراب النبيذ وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والستون فيما جاء فى خرص الثمار عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والستون فيما جاء فى البيع والشراء فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والستون فيما جاء فى أهبة الميتة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والستون فيما جاء فى اهداره صلى الله عليه وسلم ثنتى العاض وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والستون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى كراء الدابة على النصف أو السهم وهو فى طريقه الى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والستون فيما نزل من القرآن فى حثه على الصدق ولزوم الصادقين

- ‌الفصل السابع والستون فى قوله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} الآية

- ‌الفصل الثامن والستون فيما نزل من القرآن فى البشارة للمقاتلين فى سبيل اللَّه

- ‌الفصل التاسع والستون فيما جاء فى مدة إقامته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مقالته فى فضيلة الشام وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والسبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى أخبار ديار ثمود

- ‌الفصل الثانى والسبعون فيما جاء فى استقباله صلى الله عليه وسلم عند عودته من غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والسبعون فيما جاء فى موت عبد اللَّه بن أبى سلول رأس المنافقين

- ‌جريدة المصادر

- ‌المخطوطات

- ‌(ألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الصاد)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الاستدراك)

- ‌جريدة المصادر المطبوعة

- ‌(الألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(العين)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(القاف)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الهاء)

- ‌(الواو)

- ‌المؤلف فى سطور

الفصل: ‌الفصل العاشر فيما نزل من القرآن فى الذين اعترفوا بذنوبهم

‌الفصل العاشر فيما نزل من القرآن فى الذين اعترفوا بذنوبهم

قال اللَّه تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} التوبة: 102.

قال أبو جعفر:

يقول اللَّه تعالى ذكره: ومن أهل المدينة منافقون مردوا على النفاق، ومنهم آخرون اعترفوا بذنوبهم، يقول: اقروا بذنوبهم، خلطوا عملا صالحا، يعنى جل ثناءه بالعمل الصالح الذى خلطوه بالعمل السيء: اعترافهم بذنوبهم وتوبتهم منها، والآخر السيء هو تخلفهم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما خرج غازيا الى تبوك وحين تركهم الجهاد مع المسلمين.

ثم قال أبو جعفر وقد اختلف أهل التأويل فى المعنى بهذه الآية، والسبب الذى من أجله انزلت فيه، فقال بعضهم: نزلت فى عشرة أنفس كانوا تخلفوا عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك، منهم أبو لبابة، فربط سبعة منهم أنفسهم الى السوارى عند مقدم النبي صلى الله عليه وسلم، توبة منهم من ذنبهم (1).

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (12/ 11). =

ص: 112

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال ابن الجوزى فى زاد المسير (493 - 495/ 3): تحت هذه الآية اختلفوا فيمن نزلت على قولين: 1) أنهم عشرة كما ذكر ابن جرير الطبرى تخلفوا عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك انظر فى ذلك تفسير الطبرى بتحقيق الشيح أحمد شاكر (451/ 14) والدر المنثور للسيوطى 272/ 3 ونسبه لابن أبى شيبة، وابن المنذر، وابن أبى حاتم، والبيهقى فى الدلائل، عن مجاهد مختصرا، عن سعيد بن المسيب مطولا ونسبه الى البيهقى:

والقول الثاني: أنها نزلت: فى أبى لبابة وحده. واختلفوا فى ذنبه على قولين:

أحدهما: أنه خان اللَّه ورسوله بأشارته الى بنى قريظة حين شاوروه فى النزول علي حكم سعد فقال أنه الذبح، وهو قول مجاهد، انظر زاد المسير لابن الجوزى إذ قال هنا قد شرحناه فى الانفال "37" انظر تفسير ابن كثير (233/ 4) مع البغوى فقد نسب الى البخارى تفسير هذه الآية وأورد تحتها حديثا أخرجه البخارى فى كتاب التفسير. وانظر فتح البيان للسيد صديق حسن خان القنوجى (191/ 4) وروح المعاني للالوسى (11/ 11). والبحر المحيط لابي حيان (54 - 95/ 5). والكشاف للزمخشرى (566/ 1) وتفسير القرطبى (241 - 244/ 8). وأسباب النزول للسيوطى ص 123 ولعلي الواحدى ص 174، انظر البخارى كتاب التفسير باب رقم 133، انظر الجواهر الحسان للثعالبي (151 - 152/ 2).

ص: 113

قال أبو جعفر:

حدثنى المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنى معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله:{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} قال: كانو عشرة رهط تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك، فلما حضر رجوع النبي صلى الله عليه وسلم أوثق سبعة منهم أنفسهم بسوارى المسجد، وكان ممر النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجع فى المسجد عليهم، فلما رآهم قال: من الموثقون أنفسهم بالسوارى؟ قالوا: هذا أبو لبابة وأصحاب له، تخلفوا عنك يا رسول اللَّه حتى تطلقهم، وتعذرهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"وأنا أقسم باللَّه لا أطلقهم ولا أعذرهم، حتى يكون اللَّه هو الذى يطلقهم، رغبوا عنى، وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين" فلما بلغهم ذلك، قالوا: ونحن باللَّه لا نطلق أنفسنا حتى يكون اللَّه الذى يطلقنا، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} وعسى من اللَّه واجب، فلما نزلت، أرسل اليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فأطلقهم وعذرهم (1).

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (12 - 13/ 11).

قلت: أورد هذه الرواية ابن الجوزى فى زاد المسير (494/ 3) ولا يخفى عليك أن هذه الرواية منقطعة. ثم ضعف أبى صالح الذى هو عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث بن سعد قال الحافظ فى تقريب التهذيب: صدوق كثير الغلط، ثبت فى كتابه، وكانت فيه غفلة من العاشرة انظر التقريب (423/ 1) انظر الدر المنثور للسيوطى (272/ 3) فإنه نسب اخراج هذه الرواية لابن المنذر،=

ص: 114

قال أبو جعفر، وقال آخرون: كانوا ستة، أحدهم أبو لبابة، وذكر من قال ذلك حدثنى محمد بن سعد، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ} . . . الى قوله {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وذلك أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غزا غزوة تبوك، فتخلف أبو لبابة وخمسة معه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أن أبا لبابة ورجلين معه تفكروا وندموا، وأيقنوا بالهلكة، وقالوا: نكون فى الكن والطمأنينة مع النساء، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه فى الجهاد، واللَّه لنوثقن أنفسنا بالسوارى، فلا نطلقها حتى يكون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هو يطلقنا ويعذرنا، فانطلق أبو لبابة وأوثق نفسه ورجلان معه بسوارى المسجد، وبقي ثلاثة نفر لم يوثقوا أنفسهم، فرجع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من غزوته، وكان طريقه فى المسجد، فمر عليهم فقال: من هؤلاء الموثقون أنفسهم بالسواري؟ فقالوا: هذا أبو لبابة وأصحاب له، تخلفوا عنك تعاهدوا اللَّه

= وابن أبى حاتم، وابن مردويه، والبيهقى فى الدلائل (272/ 3) انظر اسباب النزول للواحدى 174 والسيوطى 123 - انظر المسند للامام أحمد فى متعلقات هذا الاسناد (8 - 9/ 5) وتفسير القرطبى (242/ 8) والقاسمى (3247 - 3249/ 8) وتفسير ابن كثير مع البغوى (233 - 234/ 4) وفتح القدير للشوكانى (379 - 381/ 2) والتفسر الكبير للرازى (174 - 184/ 16) والكشاف للزمخشرى (167/ 1) والبحر المحيط لابى حيان (94 - 95/ 5) وروح المعانى للالوسى (12 - 14/ 11). انظر متشابه القرآن للهمذانى (344/ 1).

ص: 115

ألا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذى تطلقهم، وترضى عنهم، وقد اعترفوا بذنوبهم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: واللَّه لا أطلقهم حتى أؤمر باطلاقهم، ولا أعذرهم حتى يكون اللَّه هو يعذرهم، وقد تخلفوا عنى ورغبوا بأنفسهم عن غزو المسلمين وجهادهم، فأنزل اللَّه برحمته {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وعسى من اللَّه واجب، فأطلقهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعذرهم، وتجاوز عنهم. (1)

وقال أبو جعفر: وقال آخرون: الذين ربطوا أنفسهم بالسوارى كانوا ثمانية، ذكر من قال ذلك حدثنا ابن حميد، قال ثنا يعقوب (2) ، عن

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (13/ 11).

قلت: إن هذا الحديث لم يصح بهذا الاسناد لانه اسناد ضعيف جدا ورواته لا تقوم به الحجة ولا هو صالح للمتابعات والشواهد لانه قائم علي سلسلة الضعفاء انظر الدر المنثور للسيوطى فإنه أشار الي هذه الرواية (272/ 3) وقال أخرج ابن جرير الطبرى وابن المنذر، وابن أبى حاتم، وأبى مردويه، والبيهقى فى الدلائل، عن ابن عباس ثم ذكر النص. وهكذا جاء فى زاد المسير لابن الجوزى (494/ 3). والقرطبى فى تفسيره (242/ 8) والقاسمى (3247/ 8) وذكره الواحدى فى أسباب النزول ص 174 وفتح القدير للشوكانى (379 - 381/ 2) والزمخشرى فى الكشاف (567/ 1) والبحر المحيط لابى حيان (94 - 95/ 5) وروح المعانى للالوسى (12 - 13/ 11) وابن كثير فى تفسيره مع البغوى (233 - 234/ 4).

(2)

أما يعقوب فهو يعقوب بن عبد اللَّه بن سعد الاشعرى، أبو الحسن القمى بضم القاف وتشديد الميم، صدوق يهم من الثامنة مات سنة 174/ خت عم انظر التقريب (376/ 2).

ص: 116

زيد بن أسلم، {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} قال: هم الثمانية الذين ربطوا أنفسهم بالسوارى، منهم كردم ومرداس وأبو لبابة (1).

وقال أبو جعفر: وقال آخرون: كانوا سبعة. ذكر من قال ذلك. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} ذكر لنا أنهم كانوا سبعة رهط تخلفوا عن غزوة تبوك، فأما أربعة فخلطوا عملا صالحا وآخر سيئا. جد بن قيس، وأبو لبابة،

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (14/ 11).

قلت: هذا الاثر: معضل ضعيف، من كلام زيد بن أسلم العدوى ذكره الحافظ فى التقريب (272/ 1) ولا تقوم به الحجة لأن فيه محمد بن حميد الرازى وهو حافظ ضعيف وأشار السيوطى فى الدر المنثور الى هذا الاثر بقوله (273/ 3) أخرج ابن أبى حاتم، عن ابن زيد بن أسلم ثم ذكر الاثر بطوله. ولم ينسب اخراجه الى ابن جرير الطبرى. كذا القرطبى فى تفسيره (242/ 8) وابن كثير مع البغوى (233/ 4).

قلت: كل هذه الاثار لا تقوم الحجة بها وسوف يأتى ترجيح أبى جعفر بين هذه الاثار ويذهب الى الاقوال الصحيحة فى ذلك، وهو قول من نزلت فى المعترفين بخطأ فعلهم فى تخلفهم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وتركهم الجهاد معه، والخروج لغزو الروم حين شخص الى تبوك، وان الذين نزل فيهم جماعة، أحدهم أبو لبابة. وقال ابن كثير 385/ 2 فى تفسيره وهذه الآية وان كانت نزلت فى اناس معينين، الا أنها عامة فى كل المذنبين المخلطين المتلوثين، واللَّه تعالى أعلم.

ص: 117

وحرام، وأوس، وكلهم من الانصار، وهم الذين قيل فيهم {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ} الآية (1)

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (14/ 11)

قلت: هذا الاثر مرسل صحيح الاسناد الى قتادة الا ما يقال من اختلاط سعيد بن أبى عروبة انظر الاغتباط ص 12 وقال السيوطى فى الدر المنثور (273/ 3): مشيرا الى هذا الاثر أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة ولم يذكر ابن جرير الطبرى. وأورده القاسمى فى تفسيره (3248/ 8) ونسب اخراجه الى مانسب اليه السيوطى. ولم يشر اليه الشوكانى فى فتح القدير (383/ 2) ولا ابن كثير في تفسيره (385/ 2) ولا القرطبى فى تفسيره (242/ 8) انظر فتح البيان للسيد صديق حسن خان (191/ 4).

وقال أبو جعفر فى تفسيره (14/ 11) حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة {خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} قال: هم نفر ممن تخلف عن تبوك: منهم أبو لبابة، ومنهم جد بن قيس، تيب عليهم، قال: قتادة: وليسوا بثلاثة. قلت: إن هذا الاثر صحيح الاسناد مع أنه مرسل مقطوع.

وذكر اثرا آخر مماثلا عن قتادة باسناد آخر وفيه ضعف بسيط إذ قال: حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال ثنا أبو سفيان، عن معمر، عن قتادة ثم ذكر نحو ما ذكر فى الاسناد الاول. والحسين فى الاسناد هو سنيد بن داود المصيصي المحتسب، ضعيف، مع امامته، ومعرفته، لكونه كان يلقن حجاج بن محمد، شيخه انظر التقريب (335/ 1).

ويرى الحافظ ابن حجر فى مثل هذه الحالة استئناسا قويا بالمعنى الذى يروى عن هذه الطرق فكثيرا ما يقول فى الفتح يؤيد هذا المرسل مرسل آخر روى بهذا المعنى، وانا ممن لا يشذ عن هذه القاعدة فأرى ما يراه الحافظ، واللَّه أعلم.

ص: 118

قال أبو جعفر:

حدثت عن الحسين بن الفرج (1)، قال سمعت أبا معاذ، قال: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول: فى قوله تعالى {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} نزلت فى أبى لبابة وأصحابه، تخلفوا عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك، فلما قفل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من غزوته، وكان قريبا من المدينة، ندموا على تخلفهم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وقالوا: نكون فى الظلال، والأطعمة، والنساء ونبى اللَّه فى الجهاد واللأواء، واللَّه لنوثقن أنفسنا بالسوارى، ثم لا نطلقها حتى يكون نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم هو الذى يطلقنا ويعذرنا، وأوثقوا أنفسهم، وبقى ثلاثة لم يوثقوا أنفسهم، فقدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من

(1) هو: الحسين بن فرج، أبو على وقيل: أبو صالح ويعرف بابن الخياط. بغدادى، حدث فى الغربة، عن يحيى بن سليم وغيره قال يحيى بن معين ابن الخياط ذاك نعرفه يسرق الحديث فى الصغر وقال الخطيب فى تاريخه (84 - 86/ 8) فيه ضعف قلت: لا يحتج بحديثه وقد ترجم له الحافظ فى لسان الميزان (207/ 2) وصاحب تاريخ أصبهان (266 - 267/ 1) والامام ابن أبى حاتم فى الجرح والتعديل، (62 - 63/ 1/ 2) وقد أخرج الطبرى فى تفسيره (13/ 11) هذه الرواية عن طريق العوفى وهذا طريق آخر ضعيف ولا تقوم به الحجة ولا يصلح أن يكون متابعا أو شاهدا لطريق العوفى المذكور. وقد انفرد بهذا الاسناد الامام أبو جعفر لان بقية المراجع من أهل التفسير لم تذكر هذه الرواية واللَّه تعالى أعلم بالصواب. وللقرطبى فى تفسيره (242 - 244/ 8) تحت هذه الآية كلام جيد فارجع اليه فاستفد منه الدرر فى الاحكام.

ص: 119

غزوته، فمر فى المسجد وكان طريقه، فأبصرهم، فسأل عنهم، فقيل له: أبو لبابة وأصحابه تخلفوا عنك يا نبى اللَّه، فصنعوا بأنفسهم ما ترى، وعاهدوا اللَّه أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذى تطلقهم، فقال نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا أطلقهم حتى أؤمر باطلاقهم، ولا أعذرهم حتى يعذرهم اللَّه، قد رغبوا عنى بأنفسهم عن غزوة المسلمين، فأنزل اللَّه:{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ} الى قوله تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} وعسى من اللَّه واجب (1).

قال أبو جعفر: وقال آخرون: بل عنى بهذه الآية أبو لبابة خاصة، وذنبه الذى اعترف به، فتيب عليه منه، ما كان من أمره فى بنى قريظة وذكر من قال ذلك.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن نمير (2)، عن ورقاء (3) عن ابن أبى نجيح،

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (14/ 11).

(2)

أما ابن نمير فهو عبد اللَّه بن نمير، بنون، مصغرا، الهمدانى، أبو هشام الكوفى، ثقة صاحب حديث، من أهل السنة، من كبار التاسعة مات 199 وله أربع وثمانون سنة / ع انظر التقريب (457/ 1).

(3)

أما ورقاء، فهو ورقاء بن عمر البشكرى، أبو بشر الكوفى، نزيل المدائن صدوق فى حديثه عن منصور، لين، من السابعة/ ع انظر التقريب (330/ 2) إذا قال قائل: كيف أخرج له البخارى فى صحيحه وهو ليس على شرطه: قلت أجاب عنه الحافظ فى مقدمة الفتح بجواب بليغ فانظر المقدمة 449 - 450.

ص: 120

عن مجاهد {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ} قال: نزلت فى أبى لبابة، قال: لبنى قريظة ما قال (1).

قال أبو جعفر: وقال آخرون: بل نزلت فى أبى لبابة بسبب تخلفه عن تبوك حدثنا محمد بن عبد الاعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، قال: قال الزهرى: كان أبو لبابة، ممن تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك، فربط نفسه بسارية فقال: واللَّه لا أحل نفسى منها، ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت، أو يتوب اللَّه عليّ، فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاما ولا شرابا، حتى خر مغشيا عليه، قال: ثم تاب اللَّه عليه، ثم قيل له: قد تيب عليك يا أبا لبابة فقال: واللَّه

(1) انظر تفسير ابن جرير الطبرى (15/ 11).

قلت: أخرج ابن جرير الطبرى أربعة آثار مقطوعة من كلام مجاهد فى تفسيره (15/ 11) باسانيد بعضها صحيحة، وبعضها حسنة ومنها ما قال، وأشار الى حلقه: ان محمدا ذا يحكم ان نزلتم على حكمه. ويذهب الحافظ ابن حجر الى أن مرسل إذا اعتضد بمرسل آخر يتقوى وتقوم به الحجة وكثيرا ما يقول الحافظ بذلك بشرط أن يكون كلا المرسلين صحيحى الاسناد. وقال الحافظ أبو عمرو فى الاستيعاب (167 - 168/ 4) قال: كان أبو لبابة ممن تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك، فربط نفسه بسارية وقال واللَّه لا أحل نفسى منها، ولا أذوق طعاما، ولا شرابا، حتى يتوب اللَّه عليّ أو أموت فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاما ولا شرابا، حتى خر مغشيا عليه، ثم تاب اللَّه عليه ثم أبو عمر بن عبد البر أورد هذه الرواية نقلا عن الزهرى. قلت: وأنا أرى أن الآية نزلت فى أبى لبابة وفى نفر كانوا تخلفوا عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك. واللَّه تعالى أعلم.

ص: 121

لا أحل نفسى حتى يكون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحلنى، قال: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فحله بيده، ثم قال أبو لبابة: يا رسول اللَّه: ان من توبتى أن أهجر دار قومى التى أصبت فيها الذنب، وانخلع من مالى كله صدقة الى اللَّه والى رسوله، قال: يجزيك يا أبا لبابة الثلث (1).

قال أبو جعفر: وقال بعضهم: عنى بهذه الآية الاعراب. وذكر من قال ذلك. حدثنى محمد بن سعد، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباس {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} قال: فقال أنهم من الاعراب (2).

(1) تفسير ابن جرير الطبرى (15/ 11).

قلت: هذا الاثر مقطوع باسناد صحيح الى الزهرى، وقد أورد الاثر ابن عبد البر فى الاستيعاب (167 - 168/ 4) فى ترجمة أبى لبابة.

قلت: لم يشر السيوطى الى هذا الاثر فى الدر المنثور (273/ 3) وكذا الشوكانى فى فتح القدير (383/ 2) وأورده القرطبى فى تفسيره معلقا (242/ 8) ولم ينسبه الى الزهري. وسكت عنها الامام ابن كثير فى تفسيره (385/ 2) وكذلك القاسمى (3247 - 3251/ 8) وأشار الالوسى فى روح المعانى الى هذه الرواية بقوله وقيل نزلت فى أبى لبابة عندما تخلف عن تبوك انظر التفسير (12 - 13/ 11).

وقال الرازى فى التفسير الكبير (175 - 176/ 16) روى أن الآية نزلت فى ثلاثة: أبى لبابة، مروان بن عبد المنذر، واوس بن ثعلبة، ووديعة بن حزام، وقيل كانوا عشرة ثم ذكر المسائل تتعلق بالتخلف وما يترتب عليه من المصائب على المتخلفين وانهم عالة على المجتمع الاسلامى فيجب معالجتهم وعدم موالاتهم.

(2)

تفسير ابن جرير الطبرى (15 - 16/ 11).=

ص: 122

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلت: هذا من أوهى الاسانيد التى تنسب الى ابن عباس ولم يصح وقد مر بكم مرارا، بان هذا المتن يروى كثيرا فى الطبرى ويقال له: سلسلة الضعفاء ولا تقوم به حجة. واللَّه أعلم.

قال أبو جعفر فى تفسيره (16/ 11) وأولى هذه الاقوال بالصواب فى ذلك: قول من يقول: نزلت هذه الآية فى المعترفين بخطأ فعلهم، فى تخلفهم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وتركهم الجهاد معه، والخروج لغزو الروم، وان الذين نزل ذلك فيم جماعة أحدهم "أبو لبابة".

انما كان ذلك اولى بالصواب فى ذلك، لان اللَّه جل وعلا قال:{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ} فأخبر من اعتراف جماعة بذنوبهم، ولم يكن المعترف بذنبه، الموثق نفسه بالسارية فى حصار قريظة غير أبى لبابة وحده، فإذا كان كذلك، وكان اللَّه تبارك وتعالى قد وصف فى قوله {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ} بالاعتراف بذنوبهم جماعة، عل أن الجماعة الذين وصفهم بذلك السبب غير الواحد، فقد تبين بذلك أن هذه الصفة إذ لم تكن الا للجماعة وكان لا جماعة فعلت ذلك فيما نقله أهل السير والاخبار، وأجمع عليه أهل التأويل، إلا جماعة من المتخلفين من غزوة تبوك صح ما ذهب اليه غير واحد من أهل التفسير، قلت: هذا هو الصحيح فى نظرى، واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

* * *

ص: 123