المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثامن والثلاثون فى قدوم رسول قيصر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك - الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك

[عبد القادر بن حبيب الله السندي]

فهرس الكتاب

- ‌كلمة الناشر

- ‌ خلاصة الرسالة

- ‌الإِهداء

- ‌شكر وتقدير

- ‌المقدمة

- ‌رجال الاسناد:

- ‌منهج البحث

- ‌العقبات التى واجهت البحث

- ‌قصة مشكلة غريبة

- ‌مخطط السير فى منهج البحث

- ‌فوائد التخرج

- ‌ثمرة الرسالة

- ‌رموز الرسالة

- ‌الإِعتذار

- ‌الفصل الأول فى وجه تسمية الغزوة باسم تبوك

- ‌الفصل الثانى فى وجه تسمية الغزوة بالعسرة

- ‌الفصل الثالث فى سبب وقوع غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع فى السنة التى وقعت فيها غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس فى بعوث الرسول صلى الله عليه وسلم الى القبائل قبل غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس فى استنفار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه الى تبوك

- ‌الفصل السابع فى تخليف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليا على أهله فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن فى تخلف كعب بن مالك وأصحابه رضي الله عنهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع فيما نزل من القرآن فى التائبين الثلاثة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العاشر فيما نزل من القرآن فى الذين اعترفوا بذنوبهم

- ‌الفصل الحادى عشر فيما نزل من القرآن فى أخذ الصدقة عن الذين اعترفوا بذنوبهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى عشر فيما نزل من القرآن كاشفا المتخلفين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث عشر فيما نزل من القرآن عن نهي الاستغفار للذين تخلفوا عن غزة تبوك بدون عذر مشروع

- ‌الفصل الرابع عشر فيما نزل من القرآن فى نوع آخر من المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل الخامس عشر فيما نزل من القرآن فى معاتبة المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل السادس عشر فى دليل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الى تبوك

- ‌الفصل السابع عشر فى عدد جيش غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن عشر فى الالوية فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع عشر فى نفقة أبى بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العشرون فى نفقة عمر بن الخطاب فى غزوة تبوك وغيره من الصحابة رضي الله عنهم

- ‌الفصل الحادى والعشرون فى نفقة عثمان رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والعشرون فى نفقة عبد الرحمن بن عوف -رضي اللَّه تعالى عنه- فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والعشرون فى تصدق علبة بن زيد رضي اللَّه تعالى عنه عرضه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى الثناء على الذين أنفقوا أموالهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والعشرون فيما نزل من القرآن فى فقراء الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك لفقرهم وعجزهم

- ‌الفصل السادس والعشرون فى المنافقين فى غزوة تبوك، وما قاموا به من أعمال شنيعة

- ‌الفصل السابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى المستأذنين بعدم حضور غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والعشرون فيما نزل من القرآن فى أوصاف المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وغيرهم

- ‌الفصل التاسع والعشرون فيما نزل من القرآن فى منافقى الأعراب الذين تخلفوا عن غزوة تبوك

- ‌الفصل الثلاثون فيما نزل من القرآن فى أعذار المنافقين الواهية

- ‌الفصل الحادى والثلاثون فى قصة أبى خيثمة ولحوقه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والثلاثون فى قصة أبى ذر رضي اللَّه تعالى عنه ومقالة الرسول صلى الله عليه وسلم فى حقه بغزوة تبوك، وموته

- ‌الفصل الثالث والثلاثون فى خطبته صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل الرابع والثلاثون فيما نزل من القرآن فيمن بنى مسجد الضرار

- ‌الفصل الخامس والثلاثون فيما نزل من القرآن فى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل السادس والثلاثون فى خبر خالد وأكيدر بتبوك

- ‌الفصل السابع والثلاثون فى قبوله صلى الله عليه وسلم هدية صاحب أيلة بتبوك

- ‌الفصل الثامن والثلاثون فى قدوم رسول قيصر الى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل التاسع والثلاثون فى تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بتبوك بما خصه اللَّه به من خصائص نبوية

- ‌الفصل الاربعون الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر أصحابه عن كنز فارس والروم

- ‌الفصل الحادى والأربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك وقبول دعائه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالظهر

- ‌الفصل الثانى والأربعون فى قصة حية كبيرة اعترضت سبيل المسلمين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والأربعون فى كرامة إضاءة الاصابع لبعض الصحابة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والأربعون فى معجزة نزول المطر بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والاربعون فى قصة الياس صلى الله عليه وسلم لقاءه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والأربعون فى معجزة نبع الماء من أصابعه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السابع والاربعون فى المعجزة ما أخبر بها صلى الله عليه وسلم من اشراط الساعة فى غزوة تبوك ووقوع ذلك

- ‌الفصل الثامن والاربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى زيادة طعام فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والاربعون فى معجزته صلى الله عليه وسلم فى فوران العين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخمسون فى تكريمه صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فى غزوة تبوك وهو صلاته خلف عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه تعالى عنه

- ‌الفصل الحادى والخمسون فيما أخبر به صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك عن مناديل سعد بن معاذ

- ‌الفصل الثانى والخمسون فى حديثه صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل رضي الله عنه "قوام هذا الأمر الصلاة، ذروة سنامه الجهاد

- ‌الفصل الثالث والخمسون فيما جاء فى صلاته صلى الله عليه وسلم-على معاوية بن معاوية الليثى فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والخمسون فيما جاء فى وفاة عبد اللَّه ذى البجادين وصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم عليه ودفنه إياه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والخمسون فى الاحكام الشرعية فيما جاء فى الوضوء مرة مرة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والخمسون فيما جاء فى غزوة تبوك من سترة المصلى

- ‌الفصل السابع والخمسون فيما جاء فى قصة المار بين يدى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو فى صلاته بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين جمع تأخير فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين فى غزوة تبوك جمع تقديم

- ‌الفصل الستون فيما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فى شراب النبيذ وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والستون فيما جاء فى خرص الثمار عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والستون فيما جاء فى البيع والشراء فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والستون فيما جاء فى أهبة الميتة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والستون فيما جاء فى اهداره صلى الله عليه وسلم ثنتى العاض وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والستون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى كراء الدابة على النصف أو السهم وهو فى طريقه الى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والستون فيما نزل من القرآن فى حثه على الصدق ولزوم الصادقين

- ‌الفصل السابع والستون فى قوله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} الآية

- ‌الفصل الثامن والستون فيما نزل من القرآن فى البشارة للمقاتلين فى سبيل اللَّه

- ‌الفصل التاسع والستون فيما جاء فى مدة إقامته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مقالته فى فضيلة الشام وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والسبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى أخبار ديار ثمود

- ‌الفصل الثانى والسبعون فيما جاء فى استقباله صلى الله عليه وسلم عند عودته من غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والسبعون فيما جاء فى موت عبد اللَّه بن أبى سلول رأس المنافقين

- ‌جريدة المصادر

- ‌المخطوطات

- ‌(ألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الصاد)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الاستدراك)

- ‌جريدة المصادر المطبوعة

- ‌(الألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(العين)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(القاف)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الهاء)

- ‌(الواو)

- ‌المؤلف فى سطور

الفصل: ‌الفصل الثامن والثلاثون فى قدوم رسول قيصر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك

‌الفصل الثامن والثلاثون فى قدوم رسول قيصر الى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بتبوك

قال الإمام أحمد: حدثنا إسحاق بن عيسى (1)، حدثنا يحيى بن سليم (2)، عن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم (3)، عن سعيد بن أبى راشد (4)،

(1) هو اسحاق بن عيسى بن نجيح البغداى، أبو يعقوب بن الطباع، سكن أذنه، صدوق من التاسعة مات أربع عشرة ومأتين، وقيل بعدها بسنة/ م ت س ق. انظر التقريب (60/ 1).

(2)

هو يحيى بن سليم الطائفي، نزيل مكة، صدوق سيء الحفظ، من التاسعة مات سنة 193 أو بعدها / ع انظر التقريب (349/ 2) وقال الحافظ فى التهذيب (226/ 11) فى ترجمته: قال أحمد ابن حنبل فى موضع آخر وكان قد اتقن حديث ابن خيثم، فقلنا له: اعطنا كتابك، فقال: أعطوني رهنا، وقال الدورى: عن ابن معين ثقة، وقال أبو حاتم شيخ صالح، محله الصدق.

قلت: إن قال قائل كيف أخرج له البخارى فى الجامع وحاله كما ذكر؟

قلت: لم يخرج له فى الأصول، بل أخرج له فى المتابعات والشواهد، انظر مقدمة الفتح (451 - 452)

(3)

هو عبد اللَّه بن عثمان ثن خيثم، بالمعجمة والمثلثة، مصغرا، القارى المكى، أبو عثمان صدوق من الخامسة، مات 132 / خت م عم انظر التقريب (432/ 1).

(4)

هو سعيد بن أبى راشد مقبول، من الثالثة / تق. انظر التقريب (295/ 1) قال الذهبي فى الميزان (135/ 2): سعيد بن أبى راشد (ت. ق) عن يعلى بن مرة وعنه عبد اللَّه بن عثمان بن خيثم وحده وقد حسن له الترمذى فى الفضائل: حسين منى وأنا من حسين.

قلت: هو مقبول الحديث إن شاء اللَّه تعالى. كما قال الحافظ فى التقريب. وقال فى التهذيب (26/ 4): وعن التنوخى النصراني رسول قيصر، ويقال: رسول هرقل، وعنه عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، ذكره ابن حبان فى الثقات.

ص: 325

قال: لقيت التنوخى رسول هرقل الى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بحمص، وكان جارا لى -شيخا كبيرا، قد بلغ العقد، أو قرب. فقلت: ألا تخبرني عن رسالة هرقل الى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ورسالة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الى هرقل، قال بلى: قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تبوك، فبعث دحية الكلبى، الى هرقل فلما أن جاء كتاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، دعا قسيس الروم وبطارقتها، ثم أغلق عليه، وعليهم الدار فقال: قد نزل هذا الرجل حيث رأيتم، وقد أرسل إليَّ يدعوني الى ثلاث خصال، يدعوني، أن أتبعه على دينه، أو على أن نعطيه مالنا على أرضنا، والأرض أرضنا، أو نلقى إليه الحرب. واللَّه لقد عرفتم فيما تقرؤون من الكتب لتؤخذن، فهلم، فلنتبعه على دينه، أو نعطيه مالنا على أرضنا، فنخروا نخرة رجل واحد، حتى خرجوا من برانسهم، وقالوا تدعونا الى أن نذر النصرانية، ونكون عبيدا لأعرابي جاء من الحجاز، فلما ظن أنهم إن خرجوا من عنده أفسدوا عليه الروم رقأهم، ولم يكد، وقال: إنما قلت ذلك لأعلم صلابتكم على أمركم، ثم دعا رجلا من عرب نجيب، كان على نصارى العرب قال: ادع لي رجلا حافظا للحديث، عربي اللسان، أبعثه الى هذا الرجل بجواب كتابه، فجاء بى فدفع إليّ هرقل كتابا، فقال: اذهب بكتابي الى هذا الرجل، فما سمعت من حديثه فاحفظ لى منه ثلاث خصال، انظر هل يذكر صحيفته إليَّ التى كتب بشيء؟ وانظر اذا قرأ كتابي فهل يذكر الليل، وانظر فى ظهره هل به شيء يريبك؟

قال: فانطلقت بكتابه حتى جئت تبوكا، فإذا هو جالس بين

ص: 326

ظهراني أصحابه محتبيا على الماء، فقلت اين صاحبكم؟ قيل: ها هو ذا، فأقبلت أمشى، حتى جلست بين يديه، فناولته كتابي، فوضعه فى حجره، ثم قال: ممن أنت؟ فقلت: أنا أخو تنوخ، قال: هل لك الى الإسلام الحنيفية ملة أبيكم إبراهيم؟ قلت: إني رسول قوم وعلى دين قوم ولا أرجع عنه حتى أرجع إليهم، فضحك، وقال:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} يا أخا تنوخ إني كتبت بكتاب الى كسرى، واللَّه ممزقه، وممزق ملكه، كتبت الى النجاشي بصحيفة فخرقها فخرق اللَّه ملكه، كتبت الى صاحبك بصحيفة، فأمسكها، فلن يزال الناس يجدون منه بأسا، ما دام فى العيش خير، قلت: هذه إحدى الثلاث التى أوصاني بها صاحبى فأخذت سهما من جعبتى فكتبته فى جنب سيفى، ثم أنه ناوله الصحيفة رجلا عن يساره، قلت: من صاحبكم الذى يقرأ لكم؟ قالوا: معاوية، فإذا فى كتاب صاحبى، تدعوني الى جنة عرضها السموات والأرض اعدت للمتقين فأين النار؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"سبحان اللَّه أين الليل إذا جاء النهار" قال: فأخذت سهما من جعبتى فكتبته فى جلد سيفى، فلما فرغ من قراءة كتابي، قال: ان لك حقا وإنك لرسول، فلو وجدت عندنا جائزة جوزناك بها، انا سفر مرملون، قال فناداه رجل من طائفة الناس، قال أنا أجوزه، ففتح رحله فإذا هو يأتي بحلة صفورية، فوضعها فى حجرى، قلت: من صاحب الجائزة؟ قيل لى عثمان، ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أيكم ينزل هذا الرجل؟ فقال

ص: 327

فتى من الأنصار: أنا، فقام الأنصاري، وقمت معه، حتى إذا خرجت من طائفة المجلس، نادانى رسول اللَّه فقال: تعال يا أخا تنوخ: فأقبلت اهوى حتى كنت قائما فى المجلس الذى كنت بين يديه، فحل حبوته عن ظهره، وقال:"هاهنا امض لما امرت به" فجلت فى ظهره، فإذا أنا بخاتم فى موضع غضون الكتف مثل الجمجمة الضخمة (1).

(1) مسند الإمام أحمد (442/ 3) و (203/ 1)، (292/ 5).

قلت: قد أخرج هذا الحديث ابن عساكر فى تاريخ دمشق بهذا الاسناد (418 - 420/ 1) وقال الحافظ ابن كثير فى البداية والنهاية (15 - 16/ 5) بعد ايراد هذا الحديث: هذا حديث غريب، اسناده لا بأس به، تفرد به الإمام أحمد.

قلت: وقد سبق هذا الكتاب كتاب آخر بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم الى عظيم الروم مع دحية الكلبى رضي اللَّه تعالى عنه؛ قال الحافظ فى الفتح (35/ 1) مشيرا الى دحية رضي اللَّه تعالى عنه، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم فى آخر سنة ست بعد أن رجع من الحديبية، بكتابه الى هرقل، وكان وصوله الى هرقل فى المحرم سنة سبع الخ. . وذكر الحافظ هذا الكتاب الثاني الذى بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم من تبوك مع دحية الكلبى إذ قال: كما جاء فى المسند من طريق سعيد بن أبى راشد التنوخى رسول هرقل ثم ذكر الحديث. قلت: اسناده جيد، وأما ما جاء فيه كتبت الى النجاشى صحيفة فخرقها قلت: وهذا كان فى بداية الأمر ثم أسلم فيما بعد أو كان هذه الزيادة شاذة واللَّه أعلم.

* * *

ص: 328