الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الحادى والعشرون فى نفقة عثمان رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك
قال البخارى:
وقال عبدان، أخبرنى أبى، عن شعبة، عن أبى إسحاق، عن أبى عبد الرحمن، أن عثمان رضي اللَّه تعالى عنه حيث حوصر، اشرف عليهم، وقال: أنشدكم ولا أنشد الا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ألستم تعلمون أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: من حفر رومة، فله الجنة، فحفرتها، ألستم تعلمون انه قال: من جهز جيش العسرة، فله الجنة، فجهزتهم، قال: فصدقوا بما قال الحديث (1).
(1) الجامع الصحيح للبخاري، كتاب الوصايا (11/ 4)، وأخرجه أيضا فى مناقب عثمان (12/ 5) معلقا، وتكلم الخافظ فى تغليق التعليق على هذا التعليق ص 163 بقوله، أوصله فى كتاب الوصايا، ثم ذكر الاسناد الذى فى الصلب. وهكذا قال الحافظ فى الفتح (306/ 5). وقال: وأخرجه سيف فى الفتوح، وللنسائي من طريق الاحنف بن قيس. والترمذي، فى رواية زيد بن أبى أنيسة ثم ذكر الحديث.
ثم قال الحافظ: وللترمذي من حديث عبد الرحمن بن الحباب السلمى أنه جهزهم بثلاثمأة بعير، ولأحمد، من حديث عبد الرحمن بن سمرة، إنه جاء بالف دينار فى ثوبه فصبها فى حجر النبي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= صلى الله عليه وسلم، وقال: وأخرج اسد بن مرسى فى فضائل الصحابة من مرسل قتادة حمل عثمان على ألف بعير، وسبعين فرسا فى العسرة، وعن أبى يعلى بوجه آخر ضعيف، فجاء عثمان بسبعمائة أوقية ذهب، وعند ابن عدى بسند ضعيف جدا، عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم استعان عثمان فى جيش العسرة، فجاء بعشرة آلاف دينار، لعلها كانت عشرة آلاف درهم فتوافق رواية عبد الرحمن ابن سمرة، من صرف الدينار بعشرة دراهم. اشار الحافظ فى الاصابة فى ترجمة عثمان بن عفان (455 - 456/ 2). لبعض روايات الانفاق فى العسرة، ومنها حديث البخارى. وكذا ابن عبد البر فى الاستيعاب (1037 - 1053/ 3). وأشار ابن عبد البر الى رواية قتادة المرسلة التى أوردها الحافظ فى الفتح (306/ 5) بقوله: ذكر اسد بن مرس، قال: حدثنى أبو هلال الراسبي. قال: حدثنا قتادة، قال: حمل عثمان فى جيش العسرة على ألف بعير وسبعين فرسا قلت: أبو هلال الراسبي، هو محمد بن سليم، أبو هلال الراسبي، بمهملة ثم مرحدة، البصرى.
قيل: كان مكفوفا، وهو صدوق، فيه لين، من السادسة، مات فى آخر سنة 167 هـ وقيل قبل ذلك/ خت عم. التقريب (166/ 2).
وأما أسد بن موسى فهو أسد بن موسى بن ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن داود الاموى، أسد السنة، صدوق يغرب، وفيه نصب، من التاسعة، مات سنة 212 هـ، وله ثمانون سنة / خت د س التقريب (63/ 1).
قلت: مرسل قتادة فيه ضعف من هذا الوجه واللَّه تعالى أعلم. انظر أسد الغابة لابن الاثير (376 - 384/ 3) والمراجع الآتية فى ترجمة ونفقة عثمان بن عفان رضي اللَّه تعالى عنه. المحبر لابن حبيب ص 337. وتاريخ الخميس (254/ 2). وصفة الصفوة لابن الجوزى (112/ 1) وتاريخ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الطبرى (145/ 5). . . واليعقوبى (139/ 2). وحلية الاولياء لابى نعيم (55/ 1). ومنهاج السنة لامام ابن تيمية (186/ 2) و (165/ 3). والرياض النضرة فى مناقب العشرة (82 - 252/ 1). البدأ والتاريخ (79/ 5) و (194 - 208/ 5) وابن الاثير فى كتابه الكامل حوادث سنة 35. انظر الطبقات الكبرى لابن سعد (53 - 84/ 3).
وابن عساكر فى تاريخ دمشق (114 - 415/ 1). وسيرة ابن هشام (161/ 4) وابن سيد الناس فى عيون الاثر (216/ 2) والحافظ ابن كثير فى البداية والنهاية (4/ 5). وقال ابن عبد البر فى الدرر فى اختصار المغازى والسير 253 وأنفق عثمان رضي اللَّه تعالى عنه نفقة عظيمة جهز بها جماعة من المعسرين فى تلك الغزوة، روى أنه حمل فى تلك الغزاة على تسعمائة بعير، ومائة فرس، وجهزهم حتى لم يفقدوا عقالا ولا شكالا، وروى انه أنفق فيها الف دينار. انظر مغازى الواقدى (991/ 3) وابن حزم فى جوامع السيرة ص 249 والنويرى (352/ 17) والسيرة المحمدية للشيخ محمد كرامت على الهدى ص 370 - 373. والسنن الكبرى للبيهقى (167/ 6) فى كتاب الوقف. النموذج اللبيب فى خصائص الحبيب ص 61. ولوامع الانوار البهية وسواطع الاسرار الاثرية (332 - 333/ 2)، وحياة الحيوان الكبرى (52/ 1) وتاريخ الموصل للازدى ص 334. الفتوحات الإلهية فى احاديث خير البرية (171/ 1) والصواعق المحرقة للهيتمى المكى ص 65 وكتاب السنة للامام أحمد 49 - 50. وشفاء الغرام للسبكى (371 - 372) ونزهة المجالس ومنتخب النفائس (169 - 73/ 2) ونزهة الناظرين فى تفسر آيات رب العالمين ص 42 - 43 وغاية النهاية فى طبقات القراء لابن الجزرى (507/ 1)، والرياض المستطابة للعامرى 39 - 41. والرسالة المستطابة فيمن دفن بالبقيع من الصحابة ص 5 ونور الابصار فى مناقب آل بيت النبي المختار 86 - 88 وهداية المرتاب فى فضائل الاصحاب 68 - 184 وأخبار الاول وآثار الاول لأحمد بن يوسف الدمشقى 98 - 99.
قال الإمام أحمد:
حدثنا هارون بن معروف (1)، وسمعته انا من هارون بن معروف، ثنا ضمرة (2) ثنا عبد اللَّه بن شوذب (3) عن عبد اللَّه بن القاسم (4)، عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة (5)، عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: جاء عثمان بن عفان الى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار فى ثوبه حين جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة، فقال: فصبها فى حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها بيده، ويقول: ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم
(1) هو هارون بن معروف المروزى، أبو علي الخراز الضرير، نزيل بغداد، ثقة من العاشرة، مات سنة 231 هـ، وله 74 سنة/ خ م د. التقريب (313/ 2).
(2)
هو ضمرة بن ربيعة الفلسطينى، أبو عبد اللَّه، أصله دمشفى، صدوق يهم قليلا، من التاسعة، مات / 202 بخ عم التقريب (374/ 1).
(3)
هو عبد اللَّه بن شوذب الخراساني، أبو عبد الرحمن، سكن البصرة ثم الشام، صدوق عابد، من السابعة، مات سنة 157 هـ/ بخ عم التقريب (423/ 1).
(4)
هو عبد اللَّه بن القاسم، شيخ لعبد اللَّه بن شوذب، صدوق، من الثالثة / ت التقريب (441/ 1).
(5)
هو كثير بن أبى كثير، البصرى، مولى ابن سمرة، مقبول، من الثالثة، ووهم من عده صحابيا / د ت س ق التقريب (133/ 2).
قلت: هذا الحديث بهذا الاسناد حسن واللَّه تعالى أعلم بالصواب. وقد اخرج هذا الحديث الترمذي فى سننه فى كتاب المناقب (154 - 155/ 13).
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
يرددها مرارا (1).
قال الترمذي:
حدثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن (2)، أخبرنا عبد اللَّه بن جعفر الرقي (3) حدثنا عبيد اللَّه بن عمر (4) عن زيد، هو ابن أبى أنيسة (5)، عن
(1) انظر مسند الإمام أحمد (53/ 5). ومجمع الزوائد للهيثمى (85/ 9) وأخرجه الحاكم فى المستدرك، وقال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي فى التلخيص (102/ 3): صحيح. انظر الموضوعات لابن الجوزى فى فضائل عثمان (329 - 336/ 1) وكتاب الزهد للامام أحمد 126 - 130 وتهذيب الاسماء واللغات للنووى (323 - 326/ 1) والتحفة اللطيفة فى تاريخ المدينة (392 - 397/ 3) وطرفة الاصحاب فى معرفة الانساب للملك الغسانى (69 - 70).
(2)
هو عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بفتح الباء، وسكون الهاء السمرقندى، أبو محمد الدارمي الحافظ، صاحب المسند، ثقة، فاضل، متقن، من الحادية عشرة، مات سنة خمس وخمسين ومأتين، وله 74 سنة / م د ت التقريب (429/ 1).
(3)
هو عبد اللَّه بن جعفر بن غيلان، بالمعجمة الرقي بتشديد الراء، أبو عبد الرحمن القرشى، مولاهم، ثقة لكنه تغرر بآخره، فلم يفحش اختلاطه، من العاشرة، مات سنة 220/ ع التقريب (406/ 1).
(4)
هو عبيد اللَّه بن عمر بن أبى الوليد الرقى أبو وهب الاسدى، ثقة فقيه ربما وهم، من الثالثة، مات سنة ثمانين، عن ثمانين إلا سنة ع، قاله فى التقريب (1/ 537).
قلت: رواية عبيد اللَّه بن عمر بن أبى الوليد الرقي عنه من قبيل رواية الاكابر عن الاصاغر، وكفاك فى ذلك كتاب الخطيب البغدادى وهو مخطوط.
(5)
هو زيد بن أبى أنيسة الجزرى، أبو أسامة، أصله من الكوفة، ثم سكن الرها، ثقة له افراد، من السادسة، مات سنة تسع عشرة، وقيل سنة أربع وعشرين ومائة وله 36 سنة / ع انظر التقريب (272/ 1).
أبى إسحاق (1) عن أبى عبد الرحمن السلمى (2)، قال: لما حوصر عثمان، اشرف عليهم فوق داره، ثم قال: اذكركم باللَّه هل تعلمون ان حراء حين انتقض، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اثبت حراء فليس عليك الا نبي، أو صديق، أو شهيد، قالوا: نعم، قال: اذكركم باللَّه هل تعلمون أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: فى جيش العسرة من ينفق نفقة متقبلة، والناس مجهدون معسرون، فجهزت ذلك الجيش؟ قالوا: نعم، ثم قال: اذكركم باللَّه هل تعلمون أن بئر رومة، لم يكن يشرب منها أحد الا بثمن فابتعتها، فجعلتها للغنى والفقير، وابن السبيل، قالوا: اللهم نعم وأشياء عددها، هذا حديث حسن صحيح غريب (3).
(1) هو عمرو بن عبد اللَّه الهمدانى، أبو إسحاق السبيعى، بفتح المهملة، كسر الموحدة، مكثر، ثقة عابد، من الثالثة، اختلط بآخره، مات سنة 129 هـ ـ وقيل قبل ذلك/ ع التقريب (73/ 2).
(2)
هو عبد اللَّه بن حبيب بن ربيعة: بفتح الموحدة، وتشديد الباء، أبو عبد الرحمن السلمى الكوفى، المقرئ مشهور بكنيته، ولابيه صحبة، ثقة ثبت، من الثانية/ م س التقريب (408/ 1).
(3)
الترمذي كتاب المناقب (153 - 154/ 12).
قلت: هذا الحديث بهذا الاسناد صحيح.
وقد أخرج ابن حبان فى صحيحه (540/ 1). وأبوبكر بن أبى شيبة فى مصنفه (313/ 2/ 2) وأخرجه النسائي فى كتاب الجهاد (46/ 6) وفى كتاب الأحباس (234/ 6). وابن كثير فى السيرة النبوية (7/ 4). والسنن الكبرى للبيهقي (167/ 6) والسيرة الشامية لمحمد يوسف الشامي (381/ 2/ 2). وطبقات الفقهاء لأبى إسحاق الشيرازي 8 - 9 والطبقات الكبرى للشعرانى ص 25 وفتوح مصر واخبارها ص 187 والنجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (93/ 1) ودر السحابة فى وفيات الصحابة الصاغانى ص (7) والتحبير فى علوم القرآن للسيوطى.
قال الترمذي:
حدثنا محمد بن بشار (1) حدثنا أبو داود (2)، حدثنا السكن بن المغيرة (3) يكنى أبا محمد مولى لآل عثمان، حدثنا الوليد بن هشام (4)، عن فرقد أبى طلحة عن (5) عبد الرحمن بن خباب (6) قال: شهدت النبي
(1) هو محمد بن بشار بن عثمان العبدى، البصرى، أبو بكر، بندار بضم الباء، وفتحها، وسكون النون، ثقة من العاشرة، مات سنة 253 هـ وله بضع وثمانون سنة / ع التقريب (147/ 2).
(2)
هو سليمان بن داود بن الجارود، أبو داود الطيالسى، البصرى، ثقة، حافظ، غلط فى أحاديث، من التاسعة، مات 204/ خت م عم/ التقريب (323/ 1).
(3)
هو سكن بن المغيرة، الاموى مولاهم، البزار، البصرى، صدوق، من السابعة / ت التقريب (313/ 1).
(4)
هو الوليد بن أبى هشام زياد، أخو هشام بن المقدام، المدنى، صدوق من السادسة / م عم التقريب (337/ 2).
(5)
فرقد أبو طلحة، مجهول، من الرابعة / ت التقريب (108/ 2).
قال الحافظ فى التهذيب (264/ 8): روى عن عبد الرحمن بن خباب السلمى فى ذكر جيش العسرة، وعنه الوليد بن هشام.
قلت: قال علي بن المديني: لا أعرفه.
قلت: هو مجهول العين عند جمهور أهل الحديث: اللَّه تعالى أعلم.
(6)
عبد الرحمن بن خباب بمعجمة وموحدتين، الاولى ثقيلة، السلمى بضم السين، قيل: بفتحها، وهم من زعم أنه ابن خباب الارت، صحابى، نزل البصرة، له حديث / ت التقريب (478/ 1).
-صلى الله عليه وسلم وهو يحث جيش العسرة، فقام عثمان بن عفان، فقال: يا رسول اللَّه عليّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها فى سبيل اللَّه، ثم حض على الجيش، فقام عثمان بن عفان، فقال: يا رسول اللَّه عليّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها فى سبيل اللَّه ثم حض على الجيش، فقام عثمان بن عفان فقال يا رسول اللَّه عليّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها فى سبيل اللَّه، فأنا رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ينزل عن المنبر، وهو يقول: ما على عثمان ما عمل بعد هذه، ما على عثمان، ما عمل بعد هذه، قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه، لا نعرفه الا من حديث السكن بن المغيرة، وفى الباب عن عبد الرحمن بن سمرة (1).
(1) انظر الترمذي، كتاب المنافب (153 - 154/ 13).
قلت: هذا الحديث بهذا الاسناد ضعيف، انظر تحفة الأحوذى (191/ 10) وقد أخرج هذا الحديث بهذا الاسناد الإمام أحمد فى مسنده (75/ 4). والحاكم فى المستدرك (102/ 3) وصححه، ووافق الذهبي الحاكم، على تصحيحه فى التلخيص، وقد يكون قد وقع التساهل منهما رحمهما اللَّه تعالى. وأخرجه البيهقي من طريق عمرو بن مرزوق عن سكن بن المغيرة به وقال ثلاث مرات. وانه التزم بثلاثمائة بعير باحلاسها، واقتابها قاله الحافظ فى البداية والنهاية 4/ 5. أوردها المحب الطبرى فى الرياض النضرة فى مناقب العشرة، (90 - 91/ 1) والامام ابن كثير فى السيرة النبوية (7/ 4) ابن سيد الناس فى عيون الاثر (216/ 2) وابن حزم فى جوامع السيرة ص 250 والواقدى فى مغازيه (991/ 3) ابن عساكر فى التاريخ (415/ 1) الشيخ محمد كرامت علي فى السيرة المحمدية ص 369. وأبو داود الطيالسى فى مسنده ص 14 وابن حبيب فى المنمق ص 533.
قال الحافظ فى الفتح: وعند أبى يعلى من وجه آخر ضعيف، فجاء عثمان بسبعمائة أوقية ذهب (1).
(1) فتح الباري (430/ 7).
قلت: أبو يعلى هو الحافظ الكبير، الثقة، محدث الجزيرة، أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى ابن عيسى بن هلال التميمى صاحب المسند الكبير انظر تذكرة الحفاظ (707/ 709/ 2) ومسنده موجود بمكتبة الحرم المكى فى مجلدين وهو مصور، وأما الحديث الذى أشار اليه الحافظ فقد أورده الذهبي فى تذكرة الحفاظ باسناده فى ترجمة أبى يعلى (707 - 709/ 2): قال الذهبي: أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمى، عن عبد العزيز بن محمد، انا تميم بن أبى سعيد أنا محمد بن عبد الرحمن، أنا ابن حمدان، أنا أبو يعلى، أنا محمد بن أبى بكر المقدمى، ثنا يوسف بن يزيد، نا إبراهيم بن عمر بن أبان، حدثنى ابن شهاب، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، انه شهد حين اعطى عثمان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما جهز به جيش العسرة. جاء بسبع مأة أوقية ذهب.
قال الذهبى فى نهاية الحديث: هذا حديث غريب، وإبراهيم ضعيف فإن صح هذا الحديث فهذا المقدار عشرون ألف دينار.
قلت: قال الذهبى فى الميزان (50/ 1): إبراهيم بن عمر بن أبان، بصرى سمع أباه، وعنه أبو معشر البراء، قال الدارقطنى: روى عن الزهري حديثا لم يتابع عليه.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. قال البخارى: فى حديثه بعض المناكير. انظر التاريخ الكبير للبخاري (308/ 1/ 1).
قلت: الحديث الذى أخرجه البخارى فى مناقب عثمان معلقا ومتصلا، وفيه ان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: من جهز جيش العسرة فله الجنة، فقال عثمان: فجهزتهم قال: فصدقوه بما قال =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الحديث، يثبت هذا الحديث بعمومه انه رضي اللَّه تعالى عنه أنفق نفقة كبيرة هائلة أكثر مما جاء فى هذه الروايات انظر مجمع الزوائد للهيثمى (191 - 195/ 5) وسنن الدارقطني (507 - 510/ 2) الفتح الرباني للساعاتي (192/ 21) وكنز العمال (310/ 5) و (150/ 6)، وقال الشيخ المحب الطبرى فى الرياض النضرة (91 - 92/ 2): وهذا الاختلاف فى الروايات قد يوهم التضاد بينهن، والجمع ممكن بان يكون عثمان دفع ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها على ما تضمنه الحديث الاول، ثم جاء بالف دينار لاجل المؤن التى لابد للمسافر منها، ثم لما اطلع على أن ذلك لا يكفى زاد فى الابل، وأردف بالخيل تتميما للالف، ثم لما لم يكتف بذلك تمم الالف بأبعرة، وزاد عشرين فرسا على تلك الخمسين، وبعث بعشرة الاف دينار للمؤن كما دل عليه حديث الرازى والفضائلى من غير أن يكون بيهن تضاد لا تهافت، مما يؤيد ذلك ما روت ام عمر بنت حسان ابن يزيد بن أبى الغض، قال أحمد بن حنبل، وكانت عجوز صدق، قالت سمعت أبى يقول ان عثمان جهز جيش العسرة مرتين، خرجه القزوينى الحاكمى، انتهى كلامه.
قلت: يمكن أن يجمع بهذا الجمع بين هذه الروايات إذا كانت كلها فى درجة واحدة من حيث الصحة، والامر ليس كما هو، بل هناك روايات لم تكن صالحة للاحتجاج بها، ولا للشواهد، وقد سبق أن قلت: أن نفقة عثمان فى العسرة كانت نفقة كبيرة، لان عدد الجيش كان فى بعض الروايات سبعين ألف جندى فكيف يمكن أن يقال: عشرة الاف دينار أو أكثر عن طريق هذه الاسانيد الواهية، وأما التحديد الذى ورد عن طريق بعض الطرق الحسنة فيقال: انه لم تكن نفقته مرة واحدة بل هناك مرات وكرات قدم فيها عثمان بن عفان رضي اللَّه تعالى عنه ما قدم من المال الكثير غير المحدود. واللَّه تعالى أعلم.
قال الحاكم:
حدثنا علي بن حمشاذ (1)، ثنا محمد بن مندة الاصبهانى (2)، ثنا بكر ابن بكار (3)، ثنا عيسى بن المسيب البجلى (4) ثنا
(1) هو علي بن حمشاذ، كذا فى تذكرة الحفاظ 855 - 856 أبو الحسن النيسابورى الحافظ، أحد الأئمة، سمع الفضل بن محمد الشعرانى، وابراهيم بن ديزل وطبقتهما، رحل، وطوف، وصنف، وله مسند كبير، فى أربعمائة جزء، واحكام فى 260 جزء وتفسير فى 200 جزء، توفي فجأة فى الحمام، وله ثمانون سنة.
قال أحمد بن إسحاق الضبعى: صحبت ابن حمشاذ فى الحضر والسفر، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة. العبر فى خبر من غبر (248/ 2).
(2)
هو محمد بن مندة الاصبهانى، حدث بالرى، وببغداد عن الحسين بن حفص. وبكر بن بكار وهو محمد بن مندة بن منصور الاصبهانى ضعفه بعض الناس بروايته عن الحسين بن حفص عن شعبة، انظر تاريخ أصبهان لأبى نعيم (193 - 194/ 2).
(3)
هو بكر بن بكار، أبو عمرو القيسي، صاحب ذاك الجزء العالي. قال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن معين: ليس بشئ قال أبو عاصم النبيل: ثقة، وقال ابن حبان ثقة ربما يخطئ. وقال أبو حاتم: ليس بالقوى. قال الذهبي روى عن ابن عون، ومسعر وعنه اسماعيل بن سمويه وعدة انظر الميزان للذهبى (343/ 1) ولسان الميزان (48/ 2) والعقيلى فى الضعفاء وقال: بكر بن بكار أبو عمرو القرشى ثم ذكر بعض رواياته ورقه 30.
(4)
هو عيسى بن المسيب البجلى الكوفى، عن الشعبى وغيره.
قال يحيى والنسائي والدارقطني: ضعيف. قال أبو حاتم وأبو زرعة: ليس بالقوى تكلم فيه ابن حبان: غيره. وقال أبو داود: هو قاضى الكوفة ضعيف، الميزان (323/ 3).
أبو زرعة (1)، عن أبى هريرة، قال: اشترى عثمان بن عفان رضي الله عنه الجنة من النبي صلى الله عليه وسلم مرتين بيع الحق، حيث حفر بئر رومة، وحيث جهز جيش العسرة، صحيح الاسناد ولم يخرجاه (2).
قال ابن هشام (3).
حدثنى من أثق به، إن عثمان بن عفان أنفق فى جيش العسرة، فى غزوة تبوك الف دينار، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اللهم ارض عن عمان فانى عنه راض (4).
(1) هو يحيى بن أبى عمرو السيبانى بفتح المهملة وسكون التحتانية بعدها موحدة أبو زرعة الحمصى ثقة من السادسة روايته عن الصحابة مرسلة.
(2)
المستدرك للحاكم (107/ 3)، قال الذهبي فى التلخيص (107/ 3) صحيح، ثم قال: عيسى ضعفه أبو داود وغيره.
قلت: إن هذا الحديث ضيف بهذا الاسناد الا أنه له شواهد كثيرة، ومتابعات ولا يمكن تركه، أما أن يكون صحيحا فلا واللَّه أعلم.
(3)
هو أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميرى ترجمه ابن خلكان فى وفيات الاعيان (349/ 2) ولم يذكر فيه تجريحا ولا تعديلا وقال الذهبي فى العبر (374/ 1) كان أديبا اخباريا، نسابة، سكن ممر وبها توفي سنة 218 هـ.
(4)
سيرة ابن هشام (161/ 4).
قلت: هذه الرواية وان كانت وردت فى سيرة ابن هشام بدون اسناد الا أنها حسنة أخرجها الإمام أحمد فى مسنده (53/ 5) والترمذي فى المناقب (154 - 155/ 13) والحاكم فى المستدرك (102/ 3) وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال الذهبي فى التلخيص صحيح.
وقال ابن هشام فى موضع اخر من سيرته (161/ 4). قال ابن إسحاق: أنفق عثمان بن عفان فى ذلك نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها.
قلت: وان كان: رد هذا الاثر معلقا الا انه صحيح وقد ورد بعدة روايات أخرجها البخارى وغيره. انظر الكامل لابن الاثير (277/ 2). والبداية والنهاية (4/ 5) وعيون الاثر لابن سيد الناس (216/ 2) والدرر فى اختصار المغازى والسير 253 وابن حزم فى جوامع السيرة ص 250.
أما قول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اللهم إرض عن عثمان فانى راض عنه فهذا مما لم أجد له سندا إلا ما قال شيخنا الشيخ محمد ناصر الدين الالبانى فى تخريجه لاحاديث فقه السيرة لمحمد الغزالى معلقا على هذا الاثر: ص 438 ضعيف بهذا اللفظ، رواه ابن هشام (316/ 2) باسناد معضل، وقد رواه ابن شاهين فى كتابه شرح مذاهب أهل السنة ج 18 رقم 23 من نسختي من حديث عائشة لكن فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بهذا الدعاء فى مناسبة أخرى، وسنده ضعيف جدا بل موضوع، وانما قال النبي صلى الله عليه وسلم بمناسبة جيش العسرة ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم، رواه ابن شاهين رقم 3، والحاكم ووافقه الذهبي، وله شواهد، ذكرها الحافظ ابن كثير فى تاريخه (6/ 5) وآخر عند ابن شاهين برقم 61 انتهى.
قلت: للمعضل صور كثيرة، منها: ما ذكره ابن هشام فى هذا الاسناد لانه اسقط أكثر من واحد من الرواة على أقل تقدير، انظر اختصار علوم الحديث لابن كثير 55 - 56 فانه ذكر عدة صور للمعضل، ومنها ما يرسله تابع التابعى.
أما قول الشيخ رواه ابن شاهين الخ قلت: فهو أبو حفص ابن شاهين عمر بن أحمد بن عثمان =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن أحمد بن محمد بن أيوب البغدادى انظر تذكرة الحفاظ (987 - 990/ 3) ولسان الميزان (483/ 4) انظر رسالة المستطرفة للكتاني ص 38. وكشف الظنون (1425/ 2) وشذرات الذهب (17/ 3). والخطيب فى تاريخه (265/ 11) والاعلام للزركانى (196/ 5) فانهم أشاروا الى مؤلفات نافعة لابن شاهين المذكور، ومن جملتها كتاب السنة الذى أثار اليه الشيخ محمد ناصر الدين الالبانى.
وقال الشيخ محمد يوسف بن علي شمس الدين الشامي فى كتابه سبيل الهدى والرشاد (381/ 2/ 2): نقلا عن ابن هشام ان عثمان أنفق فى جيش العسرة عشرة آلاف دينار فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اللهم ارض عن عمان فانى عنه راض.
قلت: النص الذى يوجد الآن فى المطبوعة ألف دينار (161/ 4) وذكره الشيخ زين الدين عمر ابن الوردى فى تاريخه تتمة المختصر فى اخبار البشر (205/ 1).
وقال أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الاندلسى فى العقد الفريد: (285/ 4) عن سالم بن عبد اللَّه عن عبد اللَّه بن عمر قال: أصاب الناس مجاعة فى غزوة تبوك، فاشترى عثمان طعاما على ما يصلح العسر، وجهز به عيرا، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم الى سواد مقبل، فقال: هذا جملى أشقر قد جاءكم بميرة، فأنيخت الركاب، فرفع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يديه التى السماء، وقال: اللهم انى رضيت عن عثمان فارض عنه، انتهى.
قلت: لم يعزه الى مخرجه، ولم يذكر الاسناد كاملا حتى يبحث عن رجاله وقد يكون الاسناد كله صحيحا ان شاء اللَّه تعالى. انظر كشف الخفا للعجلونى (108/ 109/ 1) والمستخرج من الاحاديث المختارة للضياء المقدسى (126 - 128/ 1) ولباب الاداب للأمير اسامة بن منقذ المتوفى سنة 584 هـ ص 127 والاستقصا لاخبار دول المغرب الاقصى لاحمد بن خالد 34 - 43 ومجمع البحرين فى زوائد المعجمين 335 - 337.