المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثانى والثلاثون فى قصة أبى ذر رضي الله تعالى عنه ومقالة الرسول صلى الله عليه وسلم فى حقه بغزوة تبوك، وموته - الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك

[عبد القادر بن حبيب الله السندي]

فهرس الكتاب

- ‌كلمة الناشر

- ‌ خلاصة الرسالة

- ‌الإِهداء

- ‌شكر وتقدير

- ‌المقدمة

- ‌رجال الاسناد:

- ‌منهج البحث

- ‌العقبات التى واجهت البحث

- ‌قصة مشكلة غريبة

- ‌مخطط السير فى منهج البحث

- ‌فوائد التخرج

- ‌ثمرة الرسالة

- ‌رموز الرسالة

- ‌الإِعتذار

- ‌الفصل الأول فى وجه تسمية الغزوة باسم تبوك

- ‌الفصل الثانى فى وجه تسمية الغزوة بالعسرة

- ‌الفصل الثالث فى سبب وقوع غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع فى السنة التى وقعت فيها غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس فى بعوث الرسول صلى الله عليه وسلم الى القبائل قبل غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس فى استنفار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه الى تبوك

- ‌الفصل السابع فى تخليف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليا على أهله فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن فى تخلف كعب بن مالك وأصحابه رضي الله عنهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع فيما نزل من القرآن فى التائبين الثلاثة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العاشر فيما نزل من القرآن فى الذين اعترفوا بذنوبهم

- ‌الفصل الحادى عشر فيما نزل من القرآن فى أخذ الصدقة عن الذين اعترفوا بذنوبهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى عشر فيما نزل من القرآن كاشفا المتخلفين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث عشر فيما نزل من القرآن عن نهي الاستغفار للذين تخلفوا عن غزة تبوك بدون عذر مشروع

- ‌الفصل الرابع عشر فيما نزل من القرآن فى نوع آخر من المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل الخامس عشر فيما نزل من القرآن فى معاتبة المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل السادس عشر فى دليل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الى تبوك

- ‌الفصل السابع عشر فى عدد جيش غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن عشر فى الالوية فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع عشر فى نفقة أبى بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العشرون فى نفقة عمر بن الخطاب فى غزوة تبوك وغيره من الصحابة رضي الله عنهم

- ‌الفصل الحادى والعشرون فى نفقة عثمان رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والعشرون فى نفقة عبد الرحمن بن عوف -رضي اللَّه تعالى عنه- فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والعشرون فى تصدق علبة بن زيد رضي اللَّه تعالى عنه عرضه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى الثناء على الذين أنفقوا أموالهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والعشرون فيما نزل من القرآن فى فقراء الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك لفقرهم وعجزهم

- ‌الفصل السادس والعشرون فى المنافقين فى غزوة تبوك، وما قاموا به من أعمال شنيعة

- ‌الفصل السابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى المستأذنين بعدم حضور غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والعشرون فيما نزل من القرآن فى أوصاف المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وغيرهم

- ‌الفصل التاسع والعشرون فيما نزل من القرآن فى منافقى الأعراب الذين تخلفوا عن غزوة تبوك

- ‌الفصل الثلاثون فيما نزل من القرآن فى أعذار المنافقين الواهية

- ‌الفصل الحادى والثلاثون فى قصة أبى خيثمة ولحوقه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والثلاثون فى قصة أبى ذر رضي اللَّه تعالى عنه ومقالة الرسول صلى الله عليه وسلم فى حقه بغزوة تبوك، وموته

- ‌الفصل الثالث والثلاثون فى خطبته صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل الرابع والثلاثون فيما نزل من القرآن فيمن بنى مسجد الضرار

- ‌الفصل الخامس والثلاثون فيما نزل من القرآن فى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل السادس والثلاثون فى خبر خالد وأكيدر بتبوك

- ‌الفصل السابع والثلاثون فى قبوله صلى الله عليه وسلم هدية صاحب أيلة بتبوك

- ‌الفصل الثامن والثلاثون فى قدوم رسول قيصر الى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل التاسع والثلاثون فى تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بتبوك بما خصه اللَّه به من خصائص نبوية

- ‌الفصل الاربعون الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر أصحابه عن كنز فارس والروم

- ‌الفصل الحادى والأربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك وقبول دعائه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالظهر

- ‌الفصل الثانى والأربعون فى قصة حية كبيرة اعترضت سبيل المسلمين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والأربعون فى كرامة إضاءة الاصابع لبعض الصحابة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والأربعون فى معجزة نزول المطر بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والاربعون فى قصة الياس صلى الله عليه وسلم لقاءه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والأربعون فى معجزة نبع الماء من أصابعه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السابع والاربعون فى المعجزة ما أخبر بها صلى الله عليه وسلم من اشراط الساعة فى غزوة تبوك ووقوع ذلك

- ‌الفصل الثامن والاربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى زيادة طعام فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والاربعون فى معجزته صلى الله عليه وسلم فى فوران العين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخمسون فى تكريمه صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فى غزوة تبوك وهو صلاته خلف عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه تعالى عنه

- ‌الفصل الحادى والخمسون فيما أخبر به صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك عن مناديل سعد بن معاذ

- ‌الفصل الثانى والخمسون فى حديثه صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل رضي الله عنه "قوام هذا الأمر الصلاة، ذروة سنامه الجهاد

- ‌الفصل الثالث والخمسون فيما جاء فى صلاته صلى الله عليه وسلم-على معاوية بن معاوية الليثى فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والخمسون فيما جاء فى وفاة عبد اللَّه ذى البجادين وصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم عليه ودفنه إياه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والخمسون فى الاحكام الشرعية فيما جاء فى الوضوء مرة مرة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والخمسون فيما جاء فى غزوة تبوك من سترة المصلى

- ‌الفصل السابع والخمسون فيما جاء فى قصة المار بين يدى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو فى صلاته بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين جمع تأخير فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين فى غزوة تبوك جمع تقديم

- ‌الفصل الستون فيما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فى شراب النبيذ وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والستون فيما جاء فى خرص الثمار عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والستون فيما جاء فى البيع والشراء فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والستون فيما جاء فى أهبة الميتة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والستون فيما جاء فى اهداره صلى الله عليه وسلم ثنتى العاض وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والستون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى كراء الدابة على النصف أو السهم وهو فى طريقه الى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والستون فيما نزل من القرآن فى حثه على الصدق ولزوم الصادقين

- ‌الفصل السابع والستون فى قوله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} الآية

- ‌الفصل الثامن والستون فيما نزل من القرآن فى البشارة للمقاتلين فى سبيل اللَّه

- ‌الفصل التاسع والستون فيما جاء فى مدة إقامته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مقالته فى فضيلة الشام وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والسبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى أخبار ديار ثمود

- ‌الفصل الثانى والسبعون فيما جاء فى استقباله صلى الله عليه وسلم عند عودته من غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والسبعون فيما جاء فى موت عبد اللَّه بن أبى سلول رأس المنافقين

- ‌جريدة المصادر

- ‌المخطوطات

- ‌(ألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الصاد)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الاستدراك)

- ‌جريدة المصادر المطبوعة

- ‌(الألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(العين)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(القاف)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الهاء)

- ‌(الواو)

- ‌المؤلف فى سطور

الفصل: ‌الفصل الثانى والثلاثون فى قصة أبى ذر رضي الله تعالى عنه ومقالة الرسول صلى الله عليه وسلم فى حقه بغزوة تبوك، وموته

‌الفصل الثانى والثلاثون فى قصة أبى ذر رضي اللَّه تعالى عنه ومقالة الرسول صلى الله عليه وسلم فى حقه بغزوة تبوك، وموته

قال ابن هشام: قال ابن إسحاق:

ثم مضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سائرا، فجعل يتخلف عنه الرجل، فيقولون: يا رسول اللَّه، تخلف فلان، فيقول:"دعوه، فان يك فيه خير فسيلحقه اللَّه تعالى بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم اللَّه منه". وتلوم أبو ذر على بعيره، فلما أبطأ عليه، أخذ متاعه فحمله على ظهره، ثم خرج يتبع أثر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ماشيا. ونزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى بعض منازله، فنظر ناظر من المسلمين فقال: يا رسول اللَّه، إن هذا الرجل يمشى على الطريق وحده، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"كن أبا ذر". فلما تأمله القوم، قالوا: يا رسول اللَّه هو واللَّه أبو ذر، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"رحم اللَّه أبا ذر، يمشى وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده".

ثم قال ابن إسحاق: فحدثنى بريدة بن سفيان الاسلمى، عن محمد بن كعب القرظى، عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: لما نفى عثمان أبا ذر الى الربذة، أصابه بها قدر، لم يكن معه أحد إلا امرأته وغلامه، فأوصاهما أن غسلانى وكفنانى ثم ضعانى على قارعة الطريق، فأول ركب يمر بكم فقولوا: هذا أبو ذر صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأعينونا على دفنه، فلما مات فعلا ذلك به. ثم وضعاه على قارعة

ص: 303

الطريق، وأقبل عبد اللَّه بن مسعود فى رهط من أهل العراق معه عمار فلم يرعهم إلا بالجنازة على ظهر الطريق، قد كادت الابل تطؤها، وقام إليهم الغلام فقال: هذا أبو ذر صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأعينونا على دفنه. فاستهل عبد اللَّه بن مسعود يبكى ويقول: صدق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، تمشى وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك، ثم نزل هو وأصحابه فواروه، ثم حدثهم عبد اللَّه حديثه وما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى مسيره الى تبوك (1).

(1) سيرة ابن هشام (167/ 4).

قلت: أخرجه ابن سعد فى الطبقات الكبرى (234 - 235/ 4) باسناده إذ يقول: أخبرنا أحمد ابن محمد بن أيوب، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن اسحاق، قال: حدثنى بريدة ابن سفيان الأسلمى، عن محمد بن كعب القرظى عن عبد اللَّه بن مسعود ثم ذكر الحديث.

قلت: بريدة بن سفيان الاسلمى لا يحتج بحديثه، قال: الذهبي فى الميزان (306/ 1) قال البخارى: فيه نظر. قال أبو داود: لم يكن بذلك. وكان يتكلم فى عثمان. قال الدارقطني: متروك. وقيل: كان يشرب الخمر، وهو مقل، وقد أخرج هذا الحديث الحاكم فى المستدرك (50/ 3) وصححه ووافقه الذهبي فى التلخيص والواقدى فى مغازيه (1000/ 3) معلقًا، ومحمد ابن جرير الطبرى فى تاريخه (371/ 2) بهذا الاسناد، وابن عبد البر فى الدرر معلقا ص 236.

والامام ابن كثير فى البداية والنهاية (8 - 9/ 5) والشيخ عبد الملك العصامى فى سمط النجوم العوالى (213/ 2) والشيخ حسين محمد الديار بكرى فى تاريخ الخميس (141/ 2) والعلامة نور الدين الحلبى فى السيرة الحلبية (290/ 3) وأشار الى تخلف أبى ذر فى غزوة تبوك محمد بن سعد فى الطبقات (166/ 2) الإمام ابن الأثير فى الكامل (280/ 2) ابن حزم فى جوامع السيرة ص 252 - 255 وابن سيد الناس فى عيون الأثر باسناد محمد بن إسحاق (219/ 2) =

ص: 304

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والشيخ عبد الباقى الزرقانى على المواهب اللدنية للقسطلانى (84/ 3) والسهيلى فى الروض الأنف وعزاها الى ابن إسحاق (217 - 218/ 2) والامام ابن القيم فى زاد المعاد وعزاها الى ابن اسحاق (4 - 5/ 3) وقال الإمام ابن القيم فى نهاية القصة: وفى هذه القصة نظر وقال الحافظ فى الإصابة (65/ 4): وفى السيرة النبوية لابن إسحاق بسند ضعيف عن ابن مسعود ثم ذكر الحديث. ثم قال الحافظ وكانت وفاته بالربذة سنة احدى وثلاثين، وقيل التى بعدها، وعليه الأكثر، ويقال: أنه صلى عليه عبد اللَّه بن مسعود. وفى قصة رويت بسند لا بأس به، وقال المدائنى: أنه صلى عليه ابن مسعود بالربذة ثم قدم المدينة، فمات بعده بقليل.

قلت: لم يصح هذا الاسناد وسوف يأتى الحديث الذى أخرجه ابن حبان والحاكم ومحمد بن سعد فى الطبقات الكبرى فى موت أبى ذر (234 - 238/ 1) وأحمد بن عبد اللَّه الاصبهانى فى الحلية باسناده عن محمد بن إسحاق (169/ 1) وكذا ابن عبد البر فى الاستيعاب (252 - 254/ 1) بصيغة التمريض. وذكر الحديث الإمام ابن الأثير فى أسد الغابة باسناده عن محمد بن إسحاق عن بريدة بن. سفيان الأسلمى (187 - 188/ 5).

قلت: اسناد هذا الحديث ضعيف جدا، واللَّه تعالى أعلم بالصواب. انظر تخرج الحافظ للكشاف (319/ 2) إذ نسب إخراج هذا الحديث الى ابن إسحاق فى المغازى، والحاكم فى المستدرك، والبيهقى فى الدلائل، ثم سكت ولم يبين درجة الحديث. انظر كتاب دول الاسلام للذهبى (14/ 1) ومواسم الأدب وآثار العجم (70/ 2) انظر الانساب للبلاذرى (52 - 56/ 5) انظر: الاشارة الى سيرة المصطفى لمغلطاى ص 84، ومزيل الاشتباه فى أسماء الصحابة ص 120.

ص: 305

قال محمد بن سعد:

أخبرنا عفان بن مسلم (1)، حدثنا وهيب بن خالد (2)، قال: حدثنا عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم (3)، عن مجاهد (4)، عن إبراهيم، يعنى ابن الاشتر (5) أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة، فبكت امرأته، فقال: ما يبكيك؟ قالت: أبكى أنه لا يد لى بتغييبك، وليس عندى ثوب يسعك كفنا، قال: لا تبكى فانى سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ذات يوم،

(1) هو عفان بن مسلم بن عبد اللَّه الباهلي، أبو عثمان الصغار، البصرى، ثقة ثبت، قال ابن المديني: كان إذا شك فى حرف من الحديث تركه، وربما وهم، وقال ابن معين: أنكرناه فى صفر سنة 219 هـ ومات بعدها بيسير، من كبار العاشرة/ ع التقريب (25/ 2).

(2)

هو وهيب ابن خالد بن عجلان، الباهلي، مولاهم، أبو بكر البصرى، ثقة ثبت، لكنه تغير قليلا بآخره، من السابعة، مات سنة 165 هـ، وقيل بعدها/ ع التقريب (339/ 2).

(3)

هو عبد اللَّه بن عمان بن خثيم، بالمعجمة والمثلثة، مصغرا، القارى ثقة.

(4)

هو مجاهد بن جبر، بفتح الجيم وسكون الموحدة، أبو الحجاج، المخزومى مولاهم المكى، ثقة، إمام فى التفسير وفى العلم، من الثالثة، مات سنة احدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومائة، وله ثلاث وثمانون/ ع التقريب (229/ 2).

(5)

إبراهيم بن الاشتر، واسمه مالك بن الحارث النخعي عن أبيه، وعمر، وعنه ابنه مالك ومجاهد، وغيرهما، ذكره ابن حبان فى الثقات قال الحافظ فى تعجيل المنفعة ص 20: إبراهيم المذكور كان من أعيان الأمراء بالكوفة، وكان شجاعا، وهو الذى قتل عبيد اللَّه بن زياد الأمير فى وقعة الخازر سنة 67، وكان إبراهيم فى جيش المختار حينئذ ثم أنه بغى على المختار مع مصعب بن الزبير حتى قتل المختار، وقتل إبراهيم بن الاشتر بعد ذلك مع مصعب بن الزبير فى أول سنة 72، وحديثه فى مسند أبى ذر، رواه عنه ابنه عن أم ذر، عن أبى ذر من رواية مجاهد عنه فى قصة موت أبى ذر.

ص: 306

وأنا عنده فى نفر يقول: ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين، قال: فكل من كان معى فى ذلك المجلس مات فى جماعة وقرية، فلم يبق منهم غيرى، وقد أصبحت بالفلاة أموت، فراقبى الطريق، فانك سوف ترين ما أقول لك، فإنى واللَّه ما كذبت ولا كذبت. قالت: وانّى ذلك، وقد انقطع الحاج؟ قال: راقبى الطريق. فبينا هي كذلك اذ هي بالقوم تخب بهم رواحلهم، فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا: مالك؟ قالت: امرأ من المسلمين تكفنونه، وتؤجرون فيه، قالوا: ومن هو؟ قالت: أبو ذر، ففدوه بآبائهم، وأمهاتهم، ووضعوا سياطهم فى نحورها يبتدرونه: ابشروا انتم النفر الذين قال فيكم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما قال: ابشروا سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، يقول: ما من امرأين من المسلمين هلك وبينهما ولدان أو ثلاثة، فاحتسباه صبرا فيريان النار أبدا، ثم قال: قد أصبحت اليوم حيث ترون، ولو أن ثوبا من ثيابى يسعنى لم اكفن إلا فيه، انشدكم اللَّه، ألا يكفنى رجل منكم كان أميرا أو عريفا، أو بريدا، فكل القوم كان نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار كان مع القوم قال: أنا صاحبك، ثوبان فى عيبتى من غزل امى، واحد ثوبيّ هذين اللذين عليّ، قال: أنت صاحبى فكفنى (1).

(1) الطبقات لابن سعد (232 - 234/ 4).

قلت: هذا الحديث بهذا الاسناد حسن ان شاء اللَّه، وقد أخرج الحديث الإمام أحمد =

ص: 307

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فى مسنده (155/ 5) باسناد آخر وهو أيضا حسن وفيه يحيى بن سليم الطائفي، قال الحافظ فى التقريب (349/ 2): يحيى بن سليم الطائفي نزيل مكة، صدوق سيء الحفظ، من التاسعة، مات سنة 193 هـ أو بعدها/ ع التقريب (349/ 2) وقال الحافظ فى التهذيب (226/ 11): عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه وكان قد اتقن حديث ابن خثيم، قلت: وهو يروى عن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم عند أحمد بن حنبل وغيره ولذا سلم هذا الاسناد عن التضعيف وقال الحافظ فى مقدمة الفتح 451 - 452: وثقه ابن معين، والعجلى، وابن سعد، وقال أبو حاتم محله الصدق، ولم يكن بالحافظ، وقال النسائي: ليس به بأس، وهو منكر الحديث عن عبيد اللَّه بن عمر وقال الساجى: اخطأ فى أحاديث رواها عن عبيد اللَّه بن عمر انظر التعديل والتجريح للباجى 154 - 155 ق. قال الحافظ فى المقدمة 452: لم يخرج له الشيخان من روايته عن عبيد اللَّه بن عمر شيئا بل ليس له فى البخارى سوى حديث واحد، عن اسماعيل بن أمية عن سعيد المقبرى، عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللَّه تعالى: ثلاثة أنا خصيمهم الحديث وله أصل عنده من غير هذا الوجه، واحتج به الباقون.

قلت: وقد أخرج حديث يحيى بن سليم عن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم فى موت أبى ذر الحاكم فى المستدرك (344 - 345/ 3) وسكت عليه الذهبي فى التلخيص، وابن حبان فى صحيحه (209 - 210/ 2) وأورده الهيثمى فى موار الظمآن فى زوائد ابن حبان (560 - 561) واسناد ابن حبان فى صحيحه وكذا الهيثمي فى الموارد واحد، وهو قوله أخبرنا أبو خليفة، ثنا على ابن المدينى، ثنا يحيى بن سليم، حدثنى عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن إبراهيم ابن الاشتر، عن أبيه، عن أم ذر ثم ساق القصة بتمامها، أبو خليفة الذى يروى عنه =

ص: 308

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن حبان، هو الإمام الثقة محدث البصرة الفضل بن الحباب الجمحى البصرى انظر تذكرة الحفاظ للذهبى (270 - 271/ 2) والميزان (350/ 3) ولسان الميزان (438 - 439/ 4) وقد أخرج هذا الحديث ابن سعد بهذا الاسناد فى طبقاته (233 - 234/ 4) وهو اسناد حسن ان شاء اللَّه تعالى. وأورد هذا الحديث الإمام ابن القيم فى زاد المعاد (4 - 5/ 3) والسيوطى فى الخصائص الكبرى (63 - 64/ 4) ونسب إخراجه الى ابن إسحاق والحاكم والبيهقى.

قلت: ليس هذا الحديث فى السنن الكبرى فيما علمت بل فى الدلائل وقال الحافظ فى الإصابة (430/ 4): فى ترجمة أم ذر: انها امرأة أبى ذر الغفارى، قال ابن مندة لها ذكر فى وفاة أبى ذر، ووصل ذلك أبو نعيم من طريق مجاهد عن إبراهيم بن الاشتر وأورد هذا الحديث أبو نعيم فى الحلية (169/ 1) وكذا الإمام ابن الجوزى فى صفة الصفوة (234 - 238/ 1) وابن عبد البر فى الاستيعاب (252 - 254/ 1) والبدء والتاريخ (93 - 95/ 5) من طريق الاشتر النخعي انظر قصة الاشتر فى الكامل للمبرد (363/ 1) والمؤتلف للآمدى فى ترجمة الاشتر النخعي (31 - 33) وطبقات الشعراء لابن المعتز ص (217) ووقعة صفين ص (212) انظر الامامة والسياسة لابن قتيبة (37 - 38/ 1) هو مدسوس على ابن قتيبة وليس من تأليفه واللَّه أعلم. ورياض النفوس فى طبقات علماء القيروان، وافريقية (47 - 48/ 1).

ص: 309