الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث والثلاثون فى خطبته صلى الله عليه وسلم بتبوك
قال الإِمام أحمد: ثنا هاشم بن القاسم (1) ثنا ليث (2)، قال: حدثنى يزيد بن أبى حبيب (3)، عن أبى الخير (4)، عن أبى الخطاب (5)، عن أبى سعيد الخدرى، انه قال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عام تبوك خطب الناس، وهو مسند ظهره الى نخلة، فقال: "الّا أخبركم بخير الناس، وشر الناس، ان من خير الناس رجلا عمل فى سبيل اللَّه على
(1) هو هاشم بن القاسم بن مسلم، الليثي مولاهم، البغدادى، أبو النصر، مشهور بكنيته، ولقبه قيصر ثقة ثبت، من التاسعة، مات 207، وله ثلاث وسبعون سنة / ع انظر التقريب (314/ 2).
(2)
هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمى، أبو الحارث، المصرى، ثقة ثبت، فقيه، امام مشهور، من السابعة، مات فى شعبان سنة 175 / ع، انظر التقريب (138/ 2).
(3)
هو يزيد بن أبى حبيب المصري، أبو رجاء، واسم أبيه سويد، واختلف فى ولائه، ثقة، فقيه، كان يرسل، من الخامسة، مات سنة 128 وقد قارب الثمانين / ع انظر التقريب (363/ 2).
(4)
هو مرثد بن عبد اللَّه اليزنى، بفتح التحتانية والزاى بعدها نون، أبو الخير المصرى، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة تسعين / ع انظر التقريب (236/ 2).
قلت: أما قضية الارسال التى أثار إليها الحافظ فلم يذكرها المزى فى ترجمته فى تهذيب الكمال (1314/ 6). وقد اثبت المزى سماع يزيد بن أبى حبيب المصرى عنه، وقد يكون ابن أبى حبيب مرسلا فى بعض الاشخاص. وليس أبو الخير منهم ان شاء اللَّه تعالى.
(5)
أبو الخطاب المصري، مجهول، من الثالثة س قاله الحافظ فى التقريب (417/ 2) وقال الذهبي =
ظهر فرسه أو على ظهر بعيره، أو على قدميه، حتى يأتيه الموت، وإن من شر الناس رجلا فاجرا يقرأ كتاب اللَّه لا يرعوى الى شيء منه (1).
قال الحافظ ابن كثير وروى البيهقي، من طريق يعقوب بن محمد الزهري (2)، عن عبد العزيز بن عمران (3)، حدثنا مصعب بن عبد اللَّه (4)،
= فى الميزان (520/ 4): أبو الخطاب / س /. عن أبى سعيد الخدرى. وعنه أبو الخير مرثد اليزنى مجهول.
قلت: بذلك سقط الحديث لأنه جاء عن طريق مجهول العين واللَّه تعالى أعلم بالصواب والحديث قد أخرجه النسائي فى كتاب الجهاد، تحت باب فضل من عمل فى سبيل اللَّه على قدمه (11/ 5).
(1)
مسند الإمام أحمد (37/ 3) وأورده الإمام ابن كثير فى البداية والنهاية (12 - 13/ 1) وفضائل القرآن ص 86 قلت: لم تصح هذه الخطبة بهذا الاسناد، إلا إذا كان هناك اسناد آخر فلا علم لى به واللَّه تعالى أعلم. وقد أخرج هذه الخطبة أبو عبيد القاسم ابن سلام فى الأموال (255 - 256) وأورده صاحب البيان والتعريف فى كتابه ص 302.
(2)
هو يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدنى، نزيل بغداد، صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء، من كبار العاشرة، مات سنة 213/ خت ق انظر التقريب (377/ 2).
(3)
هو عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، المدنى، الأعرج، يعرف بابن أبى ثابت، متروك، احترقت كتبه، فحدث من حفظه، فاشتد غلطه، وكان عارفا بالانساب، من الثامنة، مات سنة 197/ ق
قال الذهبي فى الميزان (632/ 2) قال البخارى: لا يكتب حديثه. وقال النسائى وغيره: متروك، وقال يحيى بن معين: ليس بثقة، إنما كان صاحب شعر، وهو من ولد عبد الرحمن بن عوف. قلت: لا يحتج بحديثه مطلقًا.
(4)
هو مصعب بن عبد اللَّه بن أبى أمية بن المغيرة المخزومى، صدوق، من الثالثة / ق انظر التقريب (251/ 2)
عن منظور بن جميل بن سنان (1) أخبرنى أبى (2)، سمعت عقبة بن عامر الجهنى، خرجنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك، فاسترقد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلم يستيقظ، حتى كانت الشمس قيد رمح، قال: ألم أقل لك يا بلال اكلأ لنا الفجر؟ فقال: يا رسول اللَّه ذهب بى من النوم مثل الذى ذهب بك، قال: فانتقل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من منزله غير بعيد، ثم صلى، وسار بقية يومه، وليلته، فاصبح بتبوك، فحمد اللَّه، وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أيها الناس أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب اللَّه، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد، وأشرف الحديث ذكر اللَّه، وأحسن القصص هذا القرآن، وخير الأمور عوازمها، وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدى هدى الأنبياء، وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وخير الأعمال ما نفع، وخير الهدى ما اتبع، وشر العمى عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى خير مما كثر، والهى، وشر المعذرة حين يحضر الموت، وشر الندامة يوم القيامة، ومن الناس لا يأتى الجمعة إلا دبرا. ومن الناس لا يذكر اللَّه إلا هجرا، ومن أعظم الخطايا اللسان الكذوب، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة اللَّه عز وجل، وخير ما وقر فى القلوب اليقين والارتياب من الكفر، والخمر جماع الاثم، والنساء حبائل الشيطان،
(1) جميل ابن سنان أيضا لم أجد له ترجمة.
(2)
منظور بن جميل بن سنان لم أجد له ترجمة فى المراجع التى بين يدى. ولو كان ثقة لم يسلم الاسناد من الضعف.
والشباب شعبة من الجنون، وشر المكاسب كسب الربا، وشر المأكل أكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشقى فى بطن أمه، وإنما يصير أحدكم الى موضع أربعة أذرع والامر الى الآخرة ملاك العمل وخواتمه، وشر الرؤيا رؤيا الكذب، وكل ما هو آت قريب، وسباب المؤمن فسوق، وقتال المؤمن كفر، وأكل لحمه معصية اللَّه، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يتعالى على اللَّه يكذبه، ومن يستغفره يغفره، ومن يعف يعف اللَّه عنه، ومن يكظم يأجره اللَّه، ومن يصبر على الرزية يعوضه اللَّه، ومن يبتغى السمعة يسمع اللَّه به، ومن يصبر يضاعف اللَّه له، ومن يعص اللَّه يعذبه اللَّه، اللهم اغفر لي ولأمتى اللهم اغفر لي ولأمتى، اللهم اغفر لي ولأمتى، قالها ثلاثا، ثم قال استغفر اللَّه لى ولكم (1).
(1) انظر البداية والنهاية (13 - 14/ 5) وقال الحافظ ابن كثير فى نهاية الحديث وهذا حديث غريب وفيه نكارة، وفى اسناده ضعف واللَّه أعلم على بالصواب انظر تبصير المنتبه لابن حجر (54/ 1).
قلت لم يصح هذا الحديث بهذا الاسناد، وأما الكلمات التى وردت فيه، فإنها رويت غالبها فى كتب الأحاديث بأسانيد جياد. والحديث قد أخرجه الواقدى فى مغازيه معلقًا بدون الاسناد انظر مغازى الواقدى (1015 - 1017/ 3) والامام ابن القيم فى زاد المعاد (7/ 3): قال ذكر البيهقي فى الدلائل، والحاكم من حديث عقبة بن عامر ثم ذكر الحديث.
قلت: تصفحت الحاكم صفحة صفحة فله أجد فيه هذا النص، لعله أخرجه فى الدلائل، أو فى كتب أخرى لم أقف عليها واللَّه أعلم.
وذكر الحديث السيوطى فى الجامع الصغير (175 - 179/ 2): مع المناوى. وقال السيوطى فى نهاية الحديث أخرجه البيهقي الدلائل. وابن عساكر عن عقبة بن عامر، وأبو نصر السجزى فى الابانة عن أبى الدرداء، وابن أبى شيبة، من ابن مسعود موقوفًا، وأشار إليه السيوطى بحرف "ح"، والمراد منه أن الحديث حسن. قلت: قد يكون هذا صحيحا ان شاء إليه اللَّه تعالى. وأخرجه الديلمى فى مسنده (2/ 160). مختصرا بدون اسناد.