الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الخمسون فى تكريمه صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فى غزوة تبوك وهو صلاته خلف عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه تعالى عنه
قال الإمام مسلم: حدثنى محمد بن عبد اللَّه بن بزيع، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا حميد الطويل، حدثنا بكر بن عبد اللَّه المزنى، عن عروة بن المغيرة بن شعبة عن أبيه، قال: تخلف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وتخلفت معه فلما قضى حاجته، قال: أمعك ماء؟ فأتيته بمطهرة، فغسل كفيه، ووجهه، ثم ذهب يحسر عن ذراعيه، ومسح بناصيته، وعلى العمامة، وعلى خفيه، ثم ركب وركبت، فانتهينا الى القوم، وقد قاموا فى الصلاة يصلى بهم عبد الرحمن بن عوف، وقد ركع بهم ركعة، فلما أحس بالنبي صلى الله عليه وسلم ذهب يتأخر، فأومأ إليه فصلى، فلما سلم، قام النبي صلى الله عليه وسلم، وقمت فركعنا الركعة التى سبقتنا (1).
(1) مسلم فى كتاب الطهارة باب المسح على الناصية والعمامة (159 - 158/ 1).
قلت: أخرجه البخارى فى كتاب الوضوء (43 - 44/ 1)
وقال الحافظ فى الفتح (265/ 1): إنه كان فى غزوة تبوك بلا تردد، وإن ذلك كان عند صلاة الفجر، ولمالك، وأحمد، وأبى داود من طريق عباد بن زياد عن عروة بن المغيرة، أنه كان فى غزوة تبوك.
قلت: نعم أخرجه مالك فى موّطئه (57 - 58/ 1): عن ابن شهاب عن عباد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذهب لحاجته فى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= غزوة تبوك ثم ذكر الحديث. قال السيوطى فى تنوير الحوالك على موطأ مالك (57/ 1) قال ابن عبد البر: واسناد هذا الحديث من رواية مالك فى الموطأ، وغيره ليس بالقائم، وهو منقطع فان عباد ابن زياد لم ير المغيرة، ولم يسمع منه شيئا وإنما يرويه ابن شهاب عن عباد بن زياد عن عروة، وضمرة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيهما المغيرة، وربما حدث به ابن شهاب عن عباد بن زياد عن عروة بن المغيرة عن أبيه لا يذكر حمزة انتهى كلامه.
قلت: ليس عباد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة بل هو عباد بن زياد بن أبيه المعروف أبوه بزياد بن أبى سفيان، أخو عبيد اللَّه بن زياد يكنى أبا حرب، روى عن عروة، وحمزة ابنى المغيرة ابن شعبة، وعنه الزهرى، ومكحول، قال مصعب بن الزبيرى فى حديث مالك عن الزهرى عن عباد بن زياد من ولد المغيرة، عن المغيرة بن شعبة فى المسح على الخفين، وغير ذلك، ليس عندهم غيره أخطأ فيه مالك خطأ قبيحا، والصواب عن عباد بن زياد عن رجل من ولد المغيرة، قاله الحافظ فى التهذيب (93/ 5).
قلت: وهو وهم ظاهر كما قاله الحافظ وغيره ولم يذكر المزى فى تهذيب الكمال (1361/ 6): فى ترجمة المغيرة بن شعبة أن عباد بن زياد روى عنه أو هو من ولده. قال ابن أبى حاتم فى العلل (169/ 1): سمعت أبى، وذكر الحديث الذى رواه مالك بن أنس عن ابن شهاب، عن عباد بن زياد، من ولد المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذهب لحاجته فى غزوة تبوك، قال المغيرة: فذهبت معي بماء فجاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فسكبت عليه، فغسل وجهه، ويديه، ومسح رأسه، ومسح على الخفين، فسمعت أبى يقول: وهم مالك فى هذا الحديث فى نسب عباد بن زياد، وإنما هو عباد بن زياد، عن عروة وحمزة بن المغيرة بن شعبة عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد أخرج هذا الحديث الإمام أحمد فى مسنده فى عدة مواضع (293/ 3)، (244/ 4)، (247 - 249/ 4) و (251/ 4) والامام أبو داود فى سننه فى كتاب الطهارة باب المسح عل الخفين (81 - 82/ 1) وابن ماجه فى سننه (118/ 1) فى كتاب الطهارة وأخرجه أبو عوانة فى مسنده فى كتاب الطهارة (259/ 1) أخرج الحديث الواقدى فى مغازيه (1011 - 1012/ 2): بزيادات كبيرة وأورده صاحب السيرة الحلبية (293/ 3) والشيخ عبد الباقى الزرقاني فى المواهب اللدنية (92/ 4) وأورده السيوطى فى الخصائص الكبرى (107 - 108/ 2) وقال: وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن المغيرة بن شعبة، أنه سئل هل أم النبي صلى الله عليه وسلم أحد من أمته غير أبى بكر ثم ذكر الحديث.
قلت: نعم أخرجه ابن سعد فى الطبقات الكبرى فى ترجمة عبد الرحمن بن عوف (128 - 129/ 3) واسناده هكذا: أخبرنا اسماعيل بن إبراهيم الأسدي بن علية عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن عمرو بن وهب قال: كنا عند المغيرة بن شعبة.
قلت رجال الاسناد كلهم ثقات: انظر معرفة السنن والأثار للبيهقى (77 - 82) ومصابيح السنة للبغوى (23 - 24/ 1) والسنن الكبرى للنسائى (99 - 101/ 1) شرح الموطأ للباجى (76 - 77/ 1) نسب قريش لابن عبد اللَّه المصعب بن عبد اللَّه الزبيرى 265 - 226 ومسند الموطأ للغافقى (76 - 77) ومسند أبى يعلى (124/ 1) وصلة الخلف لموصول السلف ص 124، وسير اعلام النبلاء للذهبى (52/ 1).
* * *