المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل التاسع والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين فى غزوة تبوك جمع تقديم - الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك

[عبد القادر بن حبيب الله السندي]

فهرس الكتاب

- ‌كلمة الناشر

- ‌ خلاصة الرسالة

- ‌الإِهداء

- ‌شكر وتقدير

- ‌المقدمة

- ‌رجال الاسناد:

- ‌منهج البحث

- ‌العقبات التى واجهت البحث

- ‌قصة مشكلة غريبة

- ‌مخطط السير فى منهج البحث

- ‌فوائد التخرج

- ‌ثمرة الرسالة

- ‌رموز الرسالة

- ‌الإِعتذار

- ‌الفصل الأول فى وجه تسمية الغزوة باسم تبوك

- ‌الفصل الثانى فى وجه تسمية الغزوة بالعسرة

- ‌الفصل الثالث فى سبب وقوع غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع فى السنة التى وقعت فيها غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس فى بعوث الرسول صلى الله عليه وسلم الى القبائل قبل غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس فى استنفار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه الى تبوك

- ‌الفصل السابع فى تخليف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليا على أهله فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن فى تخلف كعب بن مالك وأصحابه رضي الله عنهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع فيما نزل من القرآن فى التائبين الثلاثة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العاشر فيما نزل من القرآن فى الذين اعترفوا بذنوبهم

- ‌الفصل الحادى عشر فيما نزل من القرآن فى أخذ الصدقة عن الذين اعترفوا بذنوبهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى عشر فيما نزل من القرآن كاشفا المتخلفين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث عشر فيما نزل من القرآن عن نهي الاستغفار للذين تخلفوا عن غزة تبوك بدون عذر مشروع

- ‌الفصل الرابع عشر فيما نزل من القرآن فى نوع آخر من المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل الخامس عشر فيما نزل من القرآن فى معاتبة المتخلفين فى الغزوة

- ‌الفصل السادس عشر فى دليل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الى تبوك

- ‌الفصل السابع عشر فى عدد جيش غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن عشر فى الالوية فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع عشر فى نفقة أبى بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل العشرون فى نفقة عمر بن الخطاب فى غزوة تبوك وغيره من الصحابة رضي الله عنهم

- ‌الفصل الحادى والعشرون فى نفقة عثمان رضي اللَّه تعالى عنه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والعشرون فى نفقة عبد الرحمن بن عوف -رضي اللَّه تعالى عنه- فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والعشرون فى تصدق علبة بن زيد رضي اللَّه تعالى عنه عرضه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى الثناء على الذين أنفقوا أموالهم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والعشرون فيما نزل من القرآن فى فقراء الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك لفقرهم وعجزهم

- ‌الفصل السادس والعشرون فى المنافقين فى غزوة تبوك، وما قاموا به من أعمال شنيعة

- ‌الفصل السابع والعشرون فيما نزل من القرآن فى المستأذنين بعدم حضور غزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والعشرون فيما نزل من القرآن فى أوصاف المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وغيرهم

- ‌الفصل التاسع والعشرون فيما نزل من القرآن فى منافقى الأعراب الذين تخلفوا عن غزوة تبوك

- ‌الفصل الثلاثون فيما نزل من القرآن فى أعذار المنافقين الواهية

- ‌الفصل الحادى والثلاثون فى قصة أبى خيثمة ولحوقه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والثلاثون فى قصة أبى ذر رضي اللَّه تعالى عنه ومقالة الرسول صلى الله عليه وسلم فى حقه بغزوة تبوك، وموته

- ‌الفصل الثالث والثلاثون فى خطبته صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل الرابع والثلاثون فيما نزل من القرآن فيمن بنى مسجد الضرار

- ‌الفصل الخامس والثلاثون فيما نزل من القرآن فى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل السادس والثلاثون فى خبر خالد وأكيدر بتبوك

- ‌الفصل السابع والثلاثون فى قبوله صلى الله عليه وسلم هدية صاحب أيلة بتبوك

- ‌الفصل الثامن والثلاثون فى قدوم رسول قيصر الى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بتبوك

- ‌الفصل التاسع والثلاثون فى تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بتبوك بما خصه اللَّه به من خصائص نبوية

- ‌الفصل الاربعون الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر أصحابه عن كنز فارس والروم

- ‌الفصل الحادى والأربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك وقبول دعائه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالظهر

- ‌الفصل الثانى والأربعون فى قصة حية كبيرة اعترضت سبيل المسلمين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والأربعون فى كرامة إضاءة الاصابع لبعض الصحابة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والأربعون فى معجزة نزول المطر بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والاربعون فى قصة الياس صلى الله عليه وسلم لقاءه برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والأربعون فى معجزة نبع الماء من أصابعه صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السابع والاربعون فى المعجزة ما أخبر بها صلى الله عليه وسلم من اشراط الساعة فى غزوة تبوك ووقوع ذلك

- ‌الفصل الثامن والاربعون فى معجزاته صلى الله عليه وسلم فى زيادة طعام فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والاربعون فى معجزته صلى الله عليه وسلم فى فوران العين فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخمسون فى تكريمه صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فى غزوة تبوك وهو صلاته خلف عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه تعالى عنه

- ‌الفصل الحادى والخمسون فيما أخبر به صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك عن مناديل سعد بن معاذ

- ‌الفصل الثانى والخمسون فى حديثه صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل رضي الله عنه "قوام هذا الأمر الصلاة، ذروة سنامه الجهاد

- ‌الفصل الثالث والخمسون فيما جاء فى صلاته صلى الله عليه وسلم-على معاوية بن معاوية الليثى فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والخمسون فيما جاء فى وفاة عبد اللَّه ذى البجادين وصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم عليه ودفنه إياه فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والخمسون فى الاحكام الشرعية فيما جاء فى الوضوء مرة مرة فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والخمسون فيما جاء فى غزوة تبوك من سترة المصلى

- ‌الفصل السابع والخمسون فيما جاء فى قصة المار بين يدى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو فى صلاته بغزوة تبوك

- ‌الفصل الثامن والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين جمع تأخير فى غزوة تبوك

- ‌الفصل التاسع والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين فى غزوة تبوك جمع تقديم

- ‌الفصل الستون فيما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فى شراب النبيذ وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والستون فيما جاء فى خرص الثمار عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثانى والستون فيما جاء فى البيع والشراء فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والستون فيما جاء فى أهبة الميتة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الرابع والستون فيما جاء فى اهداره صلى الله عليه وسلم ثنتى العاض وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الخامس والستون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى كراء الدابة على النصف أو السهم وهو فى طريقه الى غزوة تبوك

- ‌الفصل السادس والستون فيما نزل من القرآن فى حثه على الصدق ولزوم الصادقين

- ‌الفصل السابع والستون فى قوله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} الآية

- ‌الفصل الثامن والستون فيما نزل من القرآن فى البشارة للمقاتلين فى سبيل اللَّه

- ‌الفصل التاسع والستون فيما جاء فى مدة إقامته صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك

- ‌الفصل السبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مقالته فى فضيلة الشام وهو فى غزوة تبوك

- ‌الفصل الحادى والسبعون فيما جاء عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى أخبار ديار ثمود

- ‌الفصل الثانى والسبعون فيما جاء فى استقباله صلى الله عليه وسلم عند عودته من غزوة تبوك

- ‌الفصل الثالث والسبعون فيما جاء فى موت عبد اللَّه بن أبى سلول رأس المنافقين

- ‌جريدة المصادر

- ‌المخطوطات

- ‌(ألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الصاد)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الاستدراك)

- ‌جريدة المصادر المطبوعة

- ‌(الألف)

- ‌(الباء)

- ‌(التاء)

- ‌(الثاء)

- ‌(الجيم)

- ‌(الحاء)

- ‌(الخاء)

- ‌(الدال)

- ‌(الذال)

- ‌(الراء)

- ‌(الزاء)

- ‌(السين)

- ‌(الشين)

- ‌(الضاد)

- ‌(الطاء)

- ‌(العين)

- ‌(الغين)

- ‌(الفاء)

- ‌(القاف)

- ‌(الكاف)

- ‌(اللام)

- ‌(الميم)

- ‌(النون)

- ‌(الهاء)

- ‌(الواو)

- ‌المؤلف فى سطور

الفصل: ‌الفصل التاسع والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين فى غزوة تبوك جمع تقديم

‌الفصل التاسع والخمسون فيما جاء فى الجمع بين صلاتين فى غزوة تبوك جمع تقديم

قال الامام أحد بن حنبل فى مسنده:

حدثنا قتيبة بن سعيد (1)، ثنا ليث (2)، عن يزيد بن أبى حبيب (3)، عن أبى الطفيل عامر بن واثلة، عن معاذ بن جبل، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان فى غزوة تبوك، إذا ارتحل قبل زيغ الشمس أخر الظهر، حتى يجمعهما الى العصر يصليهما جميعا، وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعا ثم سار، وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب،

(1) هو قتيبة بن سعيد بن جميل، بفتح الجيم، ابن طريف الثقفى، أبو رجاء البغلانى، بفتح الموحدة، وسكون المعجمة، يقال: اسمه يحيى، وقيل علي، ثقة ثبت، من العاشرة، مات 240 عن تسعين سنة/ ع انظر التقريب (123/ 2) والانساب للقيسرانى ص 17 والجمع بين رجال الصحيحين (326/ 2) واللباب للسيوطى ص 31 وترتيب المدارك لقاضى عياض (521 - 522/ 2) وتحفة ذوى الارب ص 141.

(2)

هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمى، أبو الحارث، المصرى، ثقة ثبت، فقيه، إمام مشهور، من السابعة، مات فى شعبان سنة 175 / ع انظر التقريب (138/ 2).

(3)

هو يزيد بن أبى حبيب المصرى، أبو رجاء، واسم أبيه سويد، واختلف فى ولائه ثقة، فقيه، وكان يرسل، من الخامسة، مات سنة 128 هـ وقد قارب الثمانين / ع انظر التقريب (363/ 2). =

ص: 386

حتى يصليهما مع العشاء، وإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء فصلاهما مع المغرب (1).

(1) مسند الإمام أحمد (241 - 242/ 5).

قال الحافظ فى التهذيب (319/ 11): لم يسمع من الزهرى ولم ينف عنه سماعه من أبى الزبير. وقال المزى فى تهذيب الكمال (531/ 7): فى ترجمة يزيد ابن أبى حبيب أما رواية يزيد بن أبى حبيب فعن أبى الطفيل عامر بن واثلة ان كان محفوظا.

قلت: لم يجزم المزي بسماعه عن شيخه أبى طفيل وقال ابن أبى حاتم فى العلل (91/ 1): سمعت أبى يقول: كتبت عن قيبة ابن سعيد حديثا عن الليث بن سعد، لم أصبه بمصر عن الليث عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الطفيل عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان فى سفر فجمع بين الصلاتين، قال أبى: لا اعرفه من حديث يزيد، والذى عندي، أنه دخل له حديث فى حديث ثم ذكر الاسناد الأصلى للحديث بقوله: حدثنا أبو صالح، قال: حدثنا الليث، عن هشام بن سعيد عن أبى الزبير، عن أبى الطفيل عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث.

قلت: اعل الامام أبو حاتم هذا الحديث الذى أخرجه الإمام أحمد فى مسنده وغيره بالانقطاع. انظر ترجمة أبى الطفيل فى اثارة الحجون لفيروزآبادى ص 7 وقال الحافظ فى التلخيص (49/ 2): بعد نقله كلام الترمذى على هذا الحديث: والمعروف عند أهل العلم، حديث معاذ من حديث أبى الزبير، عن أبى الطفيل، عن معاذ، قلت: أخرجه مسلم وغيره.

قال الحافظ: وليس فيه جمع التقديم يعنى الذى أخرجه مسلم، وقال أبو داود: وهذا حديث منكر، وليس فى جمع التقديم حديث قائم. قلت: إشارة أبى داود الى الحديث الذى أخرجه امام أحمد فى مسنده (241 - 242/ 5) وأبو داود فى سننه فى كتاب الصلاة، فى باب الجمع بين الصلاتين (2/ 6) والترمذى فى سننه (26 - 27/ 3) والحاكم فى علوم الحديث ص 119 والبيهقى فى السنن الكبرى (162 - 163/ 3).

ص: 387

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ثم استوعب الحافظ فى التلخيص طرق هذا الحديث وتكلم عليها واحدة فواحدة ثم قال الحافظ: وحديث أنس رواه الإسماعيلى، والبيهقى من حديث اسحاق بن راهويه، عن شبابة بن سوار، عن الليث، عن عقيل، عن الزهرى عن أنس قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا كان فى يوم فزالت الشمس صلى الظهر، والعصر جميعا، ثم ارتحل، واسناده صحيح قاله النووى.

قلت: انظر النووى على مسلم (214 - 216/ 5) ثم قال الحافظ: وفى ذهنى أن أبا داود انكره على اسحاق.

قلت: لم يذكر الحافظ وجه الانكار الذى ذكره أبو داود على اسحاق بن راهويه ثم قال الحافظ: (كأنه سلم لابى داود) ولكن له متابع رواه الحاكم فى الأربعين له، عن أبى العباس، محمد بن يعقوب عن محمد بن اسحاق الصنعاني، عن حسان بن عبد اللَّه، عن الفضل بن فضالة، عن عقيل عن ابن شهاب، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس، أخر الظهر الى وقت العصر، ثم نزل، فجمع بينهما، فإذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل، صلى الظهر، والعصر، ثم ركب، وهو فى الصحيحين من هذا الوجه بهذا السياق، وليس فيهما: والعصر، وهى زيادة غريبة صحيحة الاسناد، وقال الحافظ وقد صححه المنذرى من هذا الوجه، والعلائي وتعجب من الحاكم كونه لم يورده فى المستدرك، وله طريق أخرى رواها الطبرانى فى الأوسط، حدثنا محمد بن إبراهيم ابن نصر بن شبيب الاصبهانى، ثنا هارون بن عبد اللَّه الحمال، ثنا يعقوب بن محمد الزهرى، حدثنا محمد بن سعدان، ثنا ابن عجلان، عن عبد اللَّه بن الفضل، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان فى سفر فزاغت الشمس، قبل أن يرتحل، صلى الظهر والعصر جميعا، وإن ارتحل قبل أن تزيغ الشمس، جمع بينهما فى أول العصر، وكان يفعل ذلك فى المغرب والعشاء، وقال: تفرد به يعقوب بن محمد.

ص: 388

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلت: اسناد اسحاق بن راهويه الذى أشار إليه الحافظ بقوله: أخرجه الاسماعيلى والبيهقى الخ اسناد صحيح إلا ما يقال من تدليس الزهري بأنه لم يصرح بالسماع عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه، وقد يكون لانكار أبى داود رحمه اللَّه تعالى وجه واللَّه أعلم. قلت تدليس الزهرى مقبول عند أهل الحديث فليس بضار واللَّه أعلم. وللعبد الفقير مقالة متواضعة وهي بعنوان: المسئلة المهمة فى تدليس بعض الأئمة، نشرتها مجلة البلاغ الكويتية فى نهاية عام 1394 هـ فى عددين. وأما الاسناد الذى أشار إليه الحافظ فى التلخيص الحبير، ولكن له متابع رواه الحاكم فى الاربعين له الخ. قلت: هو اسناد رجاله كلهم ثقات، إلا حسان بن عبد اللَّه بن سهل الكندى أبو على الواسطي نزيل مصر، صدوق يخطى من العاشرة / خ س ق انظر التقريب (162/ 1) قلت: هذا الاسناد صالح لاحتجاج به من حيث الشواهد، والمتابعات وهو الاسناد الذى صححه المنذرى والعلائى كما قال الحافظ.

وأما الاسناد الثالث الذى أشار إليه الحافظ بقوله: وله طريق أخرى، رواها الطبرانى فى الأوسط فهو اسناد قال عنه الهيثمي فى مجمع الزوائد (160/ 2) رواه الطبرانى فى الأوسط، ورجاله موثقون.

قلت: محمد بن إبراهيم بن نصر بن شبيب الصغار أبو بكر ثقة، تحول الى المدينة توفى 305 انظر تاريخ اصبهان لابى نعيم (240/ 2).

وهارون هو هارون بن عبد اللَّه بن مروان البغدادى، أبو موسى الحمال، بالمهملة، البزاز، ثقة، من العاشرة مات سنة (243/ م عم انظر التقريب 312/ 2) والرجل الثالث فى الاسناد هو يعقوب ابن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى، نزيل بغداد، صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء من كبار العاشرة العاشرة، مات سنة 213 / خت ق انظر التقريب (377/ 2) ومحمد بن سعدان الذى هو فى الاسناد رجل رابع، أظن وقع فيه خطأ من النساخ، لأنه لا يوجد رجل بهذا الاسم، إلا ما ذكره الذهبى فى الميزان (560/ 3): محمد بن سعدان البزار عن القعنبى لا يعرف، وخبره غلط.

ص: 389

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلت: هكذا وقع فى النسخة الهندية أيضًا، محمد بن سعدان كما وقع فى المصرية ص 131 ولم يعرف لمحمد بن سعدان هذا سماع عن محمد بن عجلان انظر تهذيب الكمال للمزى (1342/ 6) وتهذيب التهذيب (341 - 342/ 9).

والاسم الصحيح الواقع فى هذا الاسناد، هو محمد بن سعد الانصارى، الأشهلى، أبو سعد المدنى، نزيل بغداد، صدوق، من التاسعة، مات على رأس المائتين / س انظر التقريب (164/ 2) وأما ابن عجلان فهو محمد بن عجلان المدنى، صدوق، إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبى هريرة من الخامسة، مات 148 / خت م - عم انظر التقريب (190/ 2).

وأما عبد اللَّه فهو ابن الفضل وليس المفضل - كما قال الحافظ فى التقريب (453/ 1) ابن العباس ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمى المدنى، ثقة، من الرابعة، / ع انظر التقريب (440/ 1).

قلت: هذا الاسناد الذى أخرجه الطبرانى فى الأوسط حسن، على أقل التقدير، واللَّه تعالى أعلم. وبذلك ثبت الجمع بنوعيه على طريق أهل الحديث واللَّه أعلم. انظر المراجع الآتية فى الجمع ببن صلاتين جمع تأخير وتقديم:

(1)

- جامع الأصول لابن الأثير (451/ 6).

(2)

- المرعاة (267/ 2).

(3)

- التلخيص الحبير (48/ 2).

(4)

- الدارقطنى ص 150.

والسنن الكبرى للبيهقى (162 - 163/ 3). فتح البارى (588/ 5) الإمام أحمد فى مسنده (241 - 242/ 5) علوم الحديث للحاكم 119 مختصر السنن للمنذرى.

ص: 390

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= زاد المعاد لابن القيم (136/ 1) ومسند الإمام أحمد (368 - 369/ 1) مجمع الزوائد للهيثمى (159 - 160/ 2) ومسند الإمام أحمد (136/ 1) ونصب الراية للزيلعى (192/ 2) وجامع الأصول لابن الأثير (297 - 299/ 9) وانظر النووي فى شرح المهذب (372 - 378/ 4) فانه استوعب جميع تلك الروايات التى تنص على الجمع بين الصلاتين جمع تأخير وتقديم، والعلامة الشاه محمد أنور الكشميري فى فيض البارى (400 - 401/ 2) والمغنى مع الشرح الكبير (112 - 115/ 2) وموطأ الامام مالك برواية الشيبانى 82 ومجموعة فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية (122 - 126/ 1) أخرج عبد الرزاق فى مصنفه جميع تلك الروايات التى تنص على جمع التقديم والتأخير (545 - 546/ 2) منها حديث مالك، عن أبى الزبير، عن أبى الطفيل، ان معاذ بن جبل أخبرهم ثم ذكر الحديث قال عبد الرزاق:(548/ 2): فى المصنف أخبرنا ابن جريج قال: أخبرنى حسين بن عبد اللَّه بن عباس، عن عكرمة، وعن كريب عن ابن عباس قال: ألا أخبركم عن صلاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى السفر؟ قلنا: بلى. قال: كان إذا زاغت له الشمس فى منزله، جمع بين الظهر والعصر قبل أن يركب، وإذا لم تزغ له فى منزله سار، حتى إذا حانت العصر نزل فجمع، بين الظهر والعصر، وإذا حانت له المغرب، وهو فى منزله جمع بينهما وبين العشاء، وقال المعلق على هذا الحديث من طريق عبد الرزاق 160 أى أخرجه الدارقطنى عن طريق عبد الرزاق.

قلت: هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد فى مسنده أيضًا (367 - 368/ 1) وفيه حسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عباس وهو ضعيف قال الحافظ فى التقريب (176/ 1): ضعيف من الخامسة، مات سنة 140 / ت - ق. انظر سنن الدارمى (356 - 357/ 1) والفتح الربانى للساعاتي (118/ 5) ونيل الأوطار للشوكانى (88 - 91/ 3) والمنتقى من أخبار المصطفى لمجد الدين =

ص: 391

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أبى بالبركات عبد السلام بن تيمية الحرانى (4 - 5/ 2) وسنن أبى داود (6 - 8/ 2) والترمذى (26 - 28/ 2) وسبل السلام على بلوغ المرام (91/ 1) المنهل العذب المورود لمحمود السبكى (400 - 402/ 2) علل الحديث لابن أبى حاتم (59 - 64/ 1) ومسند أبى عوانة (352 - 353/ 2) تنوير الحوالك على موطأ مالك (55 - 58/ 2).

قلت: وقد ثبت الجمع بين الصلاتين فى السفر بنوعيه، كما جاء فى بعض الروايات الصحيحة فلا وجه للانكار.

انظر المحلى لابن حزم (272 - 274/ 4) وشرح السنة للامام البغوى (301 - 302/ 1) وقال بعد سياق الأحاديث الواردة: وقال الشيخ الإمام رضي الله عنه: اختلف أهل العلم فى الجمع فى السفر بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء فى وقت احداهما، فقد ذهب كثير من أهل الحلم الى جوازه، وهو قول ابن عباس، وبه قال عطاء بن أبى رباح، وسالم بن عبد اللَّه، وطاوس، ومجاهد، وإليه ذهب الشافعى، وأحمد، وإسحاق، وذهب بعض الناس الى عدم الجمع منهم أهل الرأى، وكرهه الحسن.

قلت لا وجه للانكار بعد ثبوت السنة الصحيحة انظر تغليف التعليق ورقة 70 وتحفة الأشراف بمعرفة الاطراف للمزى (53 - 54/ 5) وإحكام الاحكام لابن دقيق العيد (353/ 1) والعدة حاشية الصنعانى (95 - 96/ 3) وسفر السعادة لفيروزآبادى ص 352 وكتاب الحجة للشيبانى (174/ 1) وشرح معاني الآثار للطحاوى (160/ 1) المشكاة بتحقيق الشيخ ناصر الدين الالبانى (424/ 1) وانجح المساعي بين صفتى السامع والواعى للمدنى 38 - 39 انظر رواية الليث بن سعد عن يزيد بن أبى حبيب فى مسند أبى بكر لابى بكر بن على بن سعيد الأموى المروزى ص 122. قلت: وقد يقول القائل هذه الرواية فيها انقطاع خفى، ولا يدركه إلا الأئمة الحذاق كما =

ص: 392

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال الحافظ فى نزهة النظر ص 44 وقال السخاوى فى فتح المغيث (187/ 1) والشاذ لم يوقف له على علة معينة، وانه من أغمض الأنواع وادقها، ولا يقوم به إلا من رزقه اللَّه الفهم الثاقب، والحفظ الواسع، والمعرفة التامة بمراتب الرواة، والملكة القوية بالاسانيد والمتون، وهو كذلك بل الشاذ -نسب لشيخنا- ادق من المعلل بكثير.

قلت: لا استطيع أن أحكم على هذه الرواية بالشذوذ لكونها توبعت بعدة طرق كما مر بكم انظر الانوار لاعمال الابرار (94/ 1) التاج الجامع الاصول (297 - 298/ 1) والاعلام والاهتمام بجميع فتاوى شيخ الاسلام الانصارى ص 83 وقليوبى وعميرة على شرح جلال الدين المحلى على منهاج الطالبين للشيخ محيى الدين النووى (264 - 265/ 1) ونهاية المحتاج الى شرح المنهاج (272 - 276/ 2) شرح محمد الزقانى على الموطأ (260 - 264/ 1) الرسالة للامام الشافعى (127 - 128/ 1) وفيض الاله للمالك حل الفاظ عمدة السالك (175 - 178/ 1) ومغنى المحتاج على متن المنهاج (271 - 276/ 1) والعلم الشامخ فى ايثار الحق على الاداء والمشائخ (727 - 728) حاشية السندى على سنن ابن ماجه (171/ 1) شرح الامام ابن العربي على الترمذى (203/ 2) نيل المآرب وشرح دليل الطالب ص 45 الروضة الندية شرح الدرر البهية (155 - 156/ 1) والمسوى من أحاديث الموطأ للشاه ولى اللَّه الدهلوى (141 - 142/ 1) انطر ما قاله الكوثري فى النكت الطريفة على الجمع بين الصلاتين فى السفر ص 40 والهداية شرح بداية المبتدى (226 - 228/ 2) والروض المربع (100 - 101) انظر الجمع بين الصلاتين لمحمد أبى النصر الحميدى ص 153.

* * *

ص: 393