الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث والخمسون فيما جاء فى صلاته صلى الله عليه وسلم-على معاوية بن معاوية الليثى فى غزوة تبوك
قال البيهقى: أخبرنا أبو محمد عبد اللَّه بن يوسف، من أصل كتابه، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابى، أنبأ الحسن بن محمد الزعفرانى، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ العلاء أبو محمد الثقفى، قال: سمعت أنس بن مالك، قال: كنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بتبوك، فطلعت الشمس، بضياء ونور، وشعاع، ولم أرها طلعت فيما مضى، فأتى جبريل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: يا جبريل مالى أرى الشمس طلعت بضياء ونور، وشعاع لم أرها طلعت فيما مضى؟ فقال: ذاك أن معاوية بن معاوية الليثى مات بالمدينة اليوم، فبعث اللَّه عز وجل إليه سبعين ألف ملك، يصلون عليه، قال: فيم ذلك؟ قال: كان يكثر قراءة، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} بالليل والنهار وفى ممشاه، وقيامه وقعوده، فهل لك يا رسول اللَّه أن أقبض لك الأرض فتصلى عليه؟ قال نعم:، فصلى عليه، ثم قال العلاء: هذا هو ابن يزيد، ويقال: ابن زيدل يحدث عن أنس بن مالك بمناكير (1).
(1) السنن الكبرى للبيهقى (50 - 51/ 4).
قال البيهقى (50 - 51/ 4): أخبرنا أبو سعيد المالينى، أنبأ أبو أحمد بن عدى ثنا الجنيدى، ثنا البخارى، قال: العلاء بن زيد أبو محمد الثقفى، عن أنس، روي عنه يزيد بن هارون منكر الحديث، ثم قال الشيح: وقد روى هذا الحديث من وجه آخر عن أنس ثم قال: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، القطان ببغداد، انبأ أبو سهل بن زياد القطان، ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضى، ثنا عثمان بن الهيثم، ثنا محبوب بن هلال، عن ابن أبى ميمونة، يعنى عطاء عن أنس بن مالك، قال: نزل جبريل عليه الصلاة والسلام، فقال: يا محمد مات معاوية بن معاوية المزنى، أفتحب أن تصلى عليه؟ قال: نعم، قال: فضرب جبريل عليه السلام بجناحيه، فلم تبق شجرة ولا أكمة، إلا تضعضعت، ورفع له سريره، حتى نظر إليه، وصلى عليه وخلفه صفان من الملائكة، كل صف سبعون ألف ملك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام، يا جبريل بما نال هذه المنزلة؟ فقال: بحبه قل هو اللَّه أحد، وقراءته إياها جائيا، وذاهبا، وقائما، وقاعدا، ثم قال الشيح: أخبرنا أبو سعيد المالينى، أنبأ أبو أحمد بن عدى الحافظ، قال: محبوب بن هلال المزنى عن عطاء بن أبى ميمونة عن أنس، نزل جبريل عليه السلام لا يتابع عليه، سمعت ابن حماد يذكره عن البخارى اهـ.
قلت: قال الشيخ على بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى الماردينى أبو الحسن القاضى الحنفى فى كتابه الجوهر النقى (50 - 51/ 4): ذكر ابن مندة هذا الحديث فى معرفة الصحابة فى ترجمة معاوية بالاسناد الثانى، ثم قال: رواه أبو عتاب الدلال، عن يحيى بن أبى محمد، عن أنس، ورواه نوح بن عمرو بن حوى، عن عقبة، عن محمد بن زياد، عن أبى أمامة نحوه، ثم أخرجه، أعنى ابن منده، من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن، عن معاوية المذكور، ثم قال: الصواب مرسل، وفى تمهيد ابن عبد البر، أكثر أهل العلم يقولون هذا مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم، ودلائله فى هذا واللَّه أعلم، أحضر روح النجاشي بين يديه، حتى شاهدها، وصلى عليها، أو رفعت له جنازته، كما كشف له عن بيت المقدس، حين سألته قريش عن صفته، وقد روى أن جبرئيل =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عليه السلام أتاه بروح جعفر، أو جنازته، وقال: قم فصل عليه، ومثل هذا يدل على أنه مخصوص به ولا يشاركه فيه غيره، ثم أسند ابن عبد البر عن أبى المهاجر، عن عمران بن الحصين، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: إن أخاكم النجاشى قد مات، فصلوا عليه فقام صلى الله عليه وسلم. وصففنا خلفه فكبر عليه أربعا وما نحسب الجنازة إلا بين يديه قال الشيخ الماردينى: لو جازت الصلاة على غائب لصلى عليه السلام على من مات من أصحابه، ولصلى المسلمون شرقا وغربا، على الخلفاء الأربعة وغيرهم، ولم ينقل ذلك. انتهى كلامه.
قلت أما قول الشيخ على رحمه الله. رواه أبو عتاب الدلال، عن يحيى بن أبى محمد عن أنس الخ، فقلت: هذا الاسناد منقطع، لأن أبا عتاب هذا الذى هو سهل بن حماد وأبو عتاب بمهملة، ومثناة، ثم موحدة الدلال البصرى صدوق من التاسعة مات سنة 208 وقيل: قبلها وهو من رجال الجماعة ما عدا البخارى. انظر التقريب (335 - 336/ 1) وأما يحيى بن أَبى محمد فهذا غير معروف ولم أجد له ترجمة فى المراجع التى بين يدى ولو وجد على فرض التقدير وكان ثقة لم يكن الاسناد هذا ثابتا لأن من غير الممكن أن يصح الاسناد بواسطة واحدة بين أبى عتاب الدلال وبين يحيى بن أَبى محمد ولعل هناك واسطتين ساقطتين على الأقل، وليس من دأب المحدث أن يأتي بالاسناد ولم يبين معائبه وهذا غاية فى التساهل.
وأما قول الشيخ الحنفى: رواه نوح بن عمرو بن حوى، عن عقبة، عن محمد بن زياد، عن أبى أمامة نحوه الخ فقلت وهذا أعجب من ذاك. قال الذهبى فى الميزان (278/ 4) فى ترجمة نوح ابن عمرو بن نوح بن حوى السكسكى الشامى عن بقية، حدث بالصلاة على معاوية بن معاوية المزنى، قد ابن حبان: يقال: أنه سرق هذا الحديث، أخبرنا محمد بن عبد السلام الحلبى، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأحمد بن تاج الامناء الدمشقى، سماعا، عن زينب الشعرية، أن زاهر بن طاهر، أخبرها قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن. سنة احدى وخمسين واربعمائة، أخبرنا أبو أحمد الحاكم سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا بدمشق، حدثنا نوح بن عمرو بن حوى، حدثنا بقية، حدثنا محمد بن زياد، عن أبى أمامة قال: أتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جبرئيل وهو بتبوك فقال: يا محمد أتشهد جنازة معاوية بن معاوية المزنى، فخرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى أصحابه، ونزل جبرائيل فى سبعين ألف من الملائكة، فوضع جناحه الأيمن على الجبال فتواضعت، وخضعت ووضع جناحه الأيسر على الأرض فتواضعت، حتى نظرنا الى مكة، والمدينة، فصلى عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وجبرئيل والملائكة، فلما فرغ قال: يا جبرائيل بم بلغ معاوية بن معاوية هذه المنزلة؟
قال: بقراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} قائما وقاعدا، وراكبا، وماشيا
قال الذهبى هذا حديث منكر.
قال الحافظ فى لسان الميزان: فى ترجمة نوح بن عمرو هذا، زيادة على ما ذكره الذهبى فى الميزان (173 - 174/ 6): هذا الحديث قد رواه جماعة من غير هذا الوجه، وقد أشرت إليه فى ترجمة محبوب بن هلال، ولم يترجم له ابن حبان فى الضعفاء، وقال ولا سماه، وإنما قال فى ترجمة العلاء ابن محمد الثقفى بعد أن أورد هذا الحديث فى ترجمته، وسرقه شيخ من أهل الشام، فرواه، عن بقية عن محمد بن زياد، عن أبى أمامة، هذا كلامه، والظاهر أنه غير هذا، ولكن لا يحسن الجزم بذلك، وقد تقدم فى ترجمة محبوب بن هلال، أنه روى هذا الحديث أيضًا، وهو أقوى طرق هذا الحديث انتهى كلام الحافظ.
قلت: أما قول الحافظ وهو أقوى طرق الحديث مشيرا الى طريق محبوب بن هلال قلت: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= القوة هنا نسبية، وليست بمعنى أن الطريق جيد، وقابل للاحتجاج، قال الحافظ فى لسان الميزان فى ترجمة محبوب بن هلال (17 - 18/ 5): محبوب بن هلال، عن عطاء بن أبى ميمونة لا يعرف، وحديثه منكر، ومقدار ما يرويه غير محفوظ، وقال ابن حبان روى عن عبيد اللَّه، ما ليس من حديثه ثم ساق حديث المواقيت، قال: ليس هذا من حديث ابن عمر، ولا نافع، ولا عبد اللَّه انتهى، قال الحافظ: ولم أر لهذا الرجل ذكرا فى تاريخ البخارى، فقال ليس بالمشهور، ذكره ابن حبان فى الثقات، والحديث المشار إليه، هو قصة لمعاوية بن معاوية الذى مات بالمدينة فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بتبوك، وحديثه علم من أعلام النبوة، وله طرق يقوى بعضها بعضا وذكرتها فى ترجمة معاوية فى الاصابة انتهى كلام الحافظ من لسان الميزان. قال الحافظ فى الإصابة (416 - 417/ 3): معاوية بن معاوية المزنى، ذكره البغوى وجماعة، وقالوا: مات فى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ووردت قصته من حديث أبى أمامة، وأنس مسندة، من طريق سعيد بن المسيب، والحسن البصرى مرسلة، فأخرج الطبرانى عن محمد بن أيوب بن الضريس فى فضائل القرآن، وسمويه فى فوائده، وابن المندة، والبيهقى فى الدلائل، كلهم من طريق محبوب بن هلال عن عطاء بن أبى ميمونة عن أنس بن مالك قال نزل جبرئيل ثم ذكر القصة بتمامها التى أخرجها البيهقى فى السنن الكبرى. وضعفها، ثم قال الحافظ: وأول حديث ابن الضريس كان النبي صلى الله عليه وسلم بالشام، ومحبوب: قال: فيه أبو حاتم ليس بالمشهور وذكره ابن حبان فى الثقات. وأخرجه ابن سنجر فى مسنده، وابن الأعرابى، وابن عبد البر، ورويناه بعلو فى فوائد حاجب الطوسي كلهم من طريق يزيد بن هارون أنبأ العلاء أبو محمد بن الثقفى ثم ذكر الحديث بتمامه الذى أخرجه البيهقى فى السنن الكبرى وضعفه، ثم قال الحافظ فى آخر الحديث أبو محمد هو ابن زيد الثقفى واه. وقال: وله طريق ثالث، عن أنس =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ذكره ابن مندة، من رواية أبى عتاب الدلال عن يحيى بن أبى محمد عنه، قال رواه نوح بن عمرو عن بقية، عن محمد بن زياد، عن أبى أمامة نحوه انتهى كلام الحافظ.
قلت: هذه الطرق كلها منكرة واهية انظر كيف ضعف الحافظ بنفسه هذه الطرق إذ قال: وأخرجه أبو حاكم فى فوائده، والطبرانى، فى مسند الشاميين، والخلال فى فضائل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وابن عبد البر جميعا من طريق نوح بن عمرو قلت قال الذهبى فى الميزان (238/ 4): هذا منكر. ثم قال: أما طريق سعيد بن المسيب المرسلة، فرويناها، فى فضائل القرآن لابن الضريس من طريق على بن زيد بن جدعان عنه.
قلت: قال الحافظ فى التقريب (37/ 2): على بن زيد بن عبد اللَّه بن زهير بن عبد اللَّه بن جدعان، التيمى البصرى، أصله حجازى، وهو المعروف بعلي بن زيد بن جدعان، ينسب أبوه الى جد جده، ضعيف، من الرابعة مات سنة 131، وقيل /: قبلها / بخ م عم.
قلت: ذكر الحافظ فى تهذيب التهذيب فى ترجمته (322 - 324/ 2) غالب الأقوال التى لا تمكنه من الاحتجاج به ولو على سبيل المتابعة والشواهد.
وقال الحافظ فى الإصابة (416 - 417/ 3): وأما طريق الحسن البصرى، فأخرجها البغوى، وابن مندة من طريق صدقة بن أبى سهل عن يونس بن عبيد، عن الحسن عن معاوية بن المعاوية المزنى، قال ابن عبد البر: أسانيد هذا الحديث ليست بالقوية، ولو أنها فى الأحكام، لم يكن فى شيء منها حجة، ومعاوية بن مقرن المزنى معروف، وأخوته، وأما معاوية بن معاوية فلا أعرفه.
قال الحافظ: قد يحتج به من يجيز الصلاة على الغائب، ويدفعه ما ورد أنه رفعت حتى شهد جنازته، فهذا يتعلق بالاحكام واللَّه تعالى أعلم، انتهى كلام الحافظ من الإصابة.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلت: ليس هذا دأب الحافظ أن يسكت أمام هؤلاء الذين يدفعون الأحاديث الصحيحة، ويؤولونها على حسب ما اخذوه من مشائخهم، تأويل الأحاديث الصحيحة وردها بأرائهم السقيمة، وتأويلاتهم الفاسدة، نعم أن هذه الأحاديث لم تصح على قواعد المحدثين، وسوف يأتى الكلام على المرسلين اللذين سبق ذكرهما، اعنى مرسل سعيد بن المسيب، ومرسل حسن البصرى، وما فيهما من الضعف الشديد فى رجال اسنادهما مع كونهما مُرسَلين.
قلت: ولو صع هذان المرسلان على الفرض والتقدير، لم يكونا حجة، عند جمهور المحدثين مستقلين، بل يتقويان باحاديث صحت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وهى مرفوعة، أخرج البخارى فى الصحيح فى كتاب الجنائز (217/ 1) حديثا إذ قال رحمه اللَّه تعالى، حدثنا اسماعيل، قال حدثنى مالك عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي فى اليوم الذى مات فيه، أخرج الى المصلى، فصف بهم، وكبر أربعا، أخرجه البخارى فى أربعة مواضع، ومسلم فى صحيحه، والنسائى وأبو داود فى الجنائز والإمام أحمد فى مسنده (529/ 2) ومن العجيب أن بعض الفقهاء لا يرون الصلاة على الغائب كما رأيت من صنيع صاحب جوهر النقى، ويقولون: إن ما ثبت فهو خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم ثم لا يأتون بالأدلة التى تدل على الخصوصية، ويقولون: إن اللَّه تعالى أحضر روح النجاشى أمام نبيه صلى الله عليه وسلم ثم أمر بالصلاة عليه، ويستدل الشيخ على ذلك بحديث أبى المهاجر عن عمران بن الحصين رضي اللَّه تعالى عنه، وفيه ما نحسب الجنازة إلا بين يديه.
قلت: قال الحافظ: فى ترجمة أبى المهاجر هذا فى التقريب (478/ 2) أبو المهاجر عن عمران ابن حصين، صوابه أبو المهلب، وهم فيه الأوزاعى / س ق وأن معناه أن أبا المهاجر هذا لم يسمع من عمران ابن الحصين، ولم يذكر المزى فى تهذيب الكمال فى ترجمة أبى المهاجر بأنه سمع عن عمران بن الحصين. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلت: لو ثبتت هذه الزيادة ففيها ظن، وإن الظن لا يغنى من الحق شيئا، فليست هذه الزيادة ثابتة، فكيف يستدل بها على ما ذهب إليه من ترك أحاديث صحاح ثابتة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فى صلاته صلى الله عليه وسلم على الغائب. وأما قول الشيخ. ولو جازت الصلاة على الغائب لصلى عليه الصلاة والسلام، على من مات من أصحابه، ولصلى المسلمون شرقا وغربا على الخلفاء الأربعة، وغيرهم ولم ينقل ذلك الخ. . .
قلت: وقد صح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم صلاته على الغائب كما صلى على النجاشي كما أخرج البخارى وغيره فى كتبهم باسانيد صحيحة ثابتة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر معروف واضح، وهذا الإمام الشافعى والإمام أحمد وغيرهما رحمهما اللَّه تعالى وإخوانهما جميعا قد ذهبوا الى هذا القول مستدلين على ذلك ما ثبت عندهم من السنة الصحيحة، والمسلمون الذين تبرؤا عن قيد التقليد الأعمى منذ فجر الاسلام الى يومنا هذا هم على هذا المذهب، فكيف يقول الشيخ رحمه اللَّه تعالى أن المسلمين لم يصلوا على أبى بكر، وعمر وعثمان، وعلى، غيرهم من الصحابة ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين؟
فالدليل مطلوب عمن ينكر الصلاة على الغائب.
وأما المرسلان اللذان سبق ذكرهما، وهما مرسل سعيد بن المسيب، مرسل الحسن البصرى، فهما مرسلان ضعف اسنادهما، لأن فى مرسل سعيد بن المسيب، على بن زيد بن جدعان وهو ضعيف كما مر بكم فى ترجمته من التقريب (37/ 2): وذكر الحافظ فى التهذيب أقوال الأئمة فيه بحيث لا تقوم به الحجة كما قلت.
وأما مرسل الحسن البصرى رحمه اللَّه تعالى فإن كان هو قد ثبت سماع يونس بن عبيد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن الحسن البصرى كما قال المزى فى ترجمته، إلا أن مراسيل الحسن ليس لهما قيمة كبيرة عند المحدثين قاطبة لأنه كثير الأرسال والتدليس، ثم ليس عندنا سند كامل حتى نبحث عن بقية رجاله، وأما قول الحافظ فى لسان الميزان فى ترجمة محبوب بن هلال، وحديثه علم من أعلام النبوة وله طرق يقوى بعضها ببعض وذكرتها فى ترجمة معاوية فى الإصابة الخ. .
قلت: ليست هناك طرق تقوى بعضها بعضا وقد مرت أمامكم، وهذا مما لا يظهر لى فى قول الحافظ وجه. كيف يظهر لى والطرق كلها واهية ضعيفة منكرة، غير صالحة للمتابعات والشواهد.
وذكر الحديث اعنى وفات معاوية بن معاوية الامام ابن كثير فى البداية والنهاية (14/ 5) وقال ذكر الصلاة على المعاوية بن معاوية إن صح الخبر فى ذلك. وأورد الحديث السيوطى فى الخصائص (111 - 112/ 2) وقال المعلق الدكتور محمد خيل هراس على الخصائص: لا يعقل أن يترك النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فى تبوك ثم ذهب الى المدينة للصلاة على ميت، وهو يعلم أن فى المدينة من يقوم بهذا الواجب، وهو يستطيع أن يذهب الى قبره، بعد عودته، ويصلى عليه، أورد الحديث الهيثمى فى مجمع الزوائد (378/ 9) وقال فيه أبو محمد الثقفى وهو متروك انظر مسند أبى يعلى (208 - 209/ 2).
* * *