المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب عذاب القبر - السراج المنير في ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير - جـ ٢

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الفضائل

- ‌باب فضائل الصحابة

- ‌باب فضائل أهل بدر

- ‌باب فضائل أصحاب بيعة الرضوان

- ‌باب فضائل الأنصار

- ‌باب فضائل فقراء المهاجرين

- ‌باب فضائل الخلفاء الراشدين

- ‌باب فضائل أبي بكر

- ‌باب فضائل عمر بن الخطاب

- ‌باب فضائل عثمان بن عفان

- ‌باب فضائل علي بن أبي طالب

- ‌باب فضائل العشرة المبشرين بالجنة

- ‌باب فضائل أبي عبيدة

- ‌باب فضائل طلحة بن عبيد اللَّه

- ‌باب فضائل الزبير بن العوام

- ‌باب فضائل سعد بن أبي وقاص

- ‌باب فضائل عبد اللَّه بن مسعود

- ‌باب فضائل سلمان الفارسي

- ‌باب فضائل بلال

- ‌باب فضائل الرميصاء زوجة أبي طلحة

- ‌باب فضائل حارثة بن النعمان

- ‌باب فضائل أبي طلحة

- ‌باب فضائل أسيد بن حضير

- ‌باب فضائل عبد اللَّه بن عمر

- ‌باب فضائل عمار بن ياسر

- ‌باب فضائل هشام وعمرو ابني العاص

- ‌باب فضائل أبي سفيان بن الحارث

- ‌باب فضائل معاذ بن جبل

- ‌باب فضائل أسامة بن زيد

- ‌باب فضائل ماعز بن مالك

- ‌باب فضائل دحية الكلبي

- ‌باب فضائل زيد بن ثابت

- ‌باب فضائل عمرو بن تغلب

- ‌باب فضائل زيد بن حارثة

- ‌باب فضائل زاهر بن حرام

- ‌باب فضائل أبي موسى الأشعري

- ‌باب فضائل المنذر بن عائذ أشج عبد القيس

- ‌باب فضائل فرات بن حيان

- ‌باب فضائل سعد بن معاذ

- ‌باب فضائل سعد بن عبادة

- ‌باب فضائل خالد بن الوليد

- ‌باب فضائل سالم مولى أبي حذيفة

- ‌باب فضائل عروة بن مسعود

- ‌باب فضائل زيد بن عمرو بن نفيل

- ‌باب فضائل حمزة بن عبد المطلب

- ‌باب فضائل جعفر بن أبي طالب

- ‌باب فضائل أبي الدحداح

- ‌باب فضائل أبي ذر الغفاري

- ‌باب فضائل بشير بن الخصاصية

- ‌باب فضائل عبد اللَّه بن عمرو بن حرام

- ‌باب فضائل الحسن والحسين

- ‌باب فضائل الحسن

- ‌باب فضائل الحسين

- ‌باب فضائل العباس بن عبد المطلب

- ‌باب فضائل إبراهيم ابن سيد الخلق

- ‌باب فضائل عبد اللَّه بن ثابت

- ‌باب فضائل البراء بن مالك

- ‌باب فضائل عباد بن بشر

- ‌باب فضائل عبد اللَّه بن سلام

- ‌باب فضائل النجاشي

- ‌باب فضائل نساء قريش

- ‌باب فضائل فاطمة بنت سيد الخلق

- ‌باب فضائل أزواجه صلى الله عليه وسلم

- ‌باب فضائل عائشة أم المؤمنين

- ‌باب فضائل خديجة بنت خويلد

- ‌باب فضائل حفصة بنت عمر بن الخطاب

- ‌باب فضائل زينب بنت جحش

- ‌باب فضائل أويس القرني

- ‌باب فضائل ورقة بن نوفل

- ‌باب فضائل أسماء بنت عميس

- ‌باب فضائل أم سعد بن معاذ

- ‌باب فضل القرون الثلاثة الأولى

- ‌باب فضائل أولياء اللَّه

- ‌باب فضائل الأمة المحمدية

- ‌باب فضائل آخر هذه الأمة

- ‌كتاب فضائل الأزمنة والأوقات والأمكنة والقبائل

- ‌باب فضل شعبان وليلته

- ‌باب فضائل ذي الحجة

- ‌باب فضل الجمعة وليلتها

- ‌باب فضل جوف الليل

- ‌باب فضل أول النهار

- ‌باب فضل يوم الاثنين

- ‌باب فضل يوم الخميس

- ‌باب فضائل مكة والمدينة

- ‌باب فضل جبل أحد

- ‌باب فضائل بلاد الشام

- ‌باب فضائل قريش

- ‌باب فضائل أهل اليمن

- ‌باب فضائل أسلم

- ‌باب فضائل غفار

- ‌باب فضائل جهينة

- ‌باب فضائل مزينة

- ‌باب فضائل سليم

- ‌باب فضائل الأزد

- ‌باب فضائل الأشعريين

- ‌باب فضائل ثقيف

- ‌باب فضائل دوس

- ‌باب فضائل عبد القيس

- ‌باب فضائل حضرموت

- ‌باب فضائل أشجع

- ‌باب فضائل أهل الحجاز

- ‌باب فضل أهل الغنم

- ‌باب ذم أهل المشرق

- ‌كتاب فضائل القرآن

- ‌باب فضائل القرآن

- ‌باب فضل تعلمه وتلاوته

- ‌باب آداب تلاوة القرآن

- ‌باب القراءات

- ‌باب الجدال في القرآن

- ‌باب أخذ الأجرة على قراءته

- ‌باب فضائل سور القرآن

- ‌باب مس المصحف والسفر به

- ‌كتاب التفسير

- ‌باب سورة الفاتحة

- ‌باب سورة البقرة

- ‌باب سورة النساء

- ‌باب سورة المائدة

- ‌باب سورة الأنفال

- ‌باب سورة التوبة

- ‌باب سورة إبراهيم

- ‌باب سورة الحجر

- ‌باب سورة الإسراء

- ‌باب سورة مريم

- ‌باب سورة طه

- ‌باب سورة الأنبياء

- ‌باب سورة الحج

- ‌باب سورة المؤمنون

- ‌باب سورة الروم

- ‌باب سورة لقمان

- ‌باب سورة الأحزاب

- ‌باب سورة يس

- ‌باب سورة ص

- ‌باب سورة الطور

- ‌باب سورة الرحمن

- ‌باب سورة الحشر

- ‌باب سورة المطففين

- ‌باب سورة الكوثر

- ‌باب سورة النصر

- ‌كتاب الصيد والذبائح

- ‌باب الأضاحي

- ‌باب العقيقة

- ‌باب الصيد

- ‌كتاب الأشربة

- ‌كتاب الأطعمة

- ‌كتاب الأيمان والنذور

- ‌كتاب القضاء

- ‌باب الدعوى والبينات

- ‌باب الشهادات

- ‌باب الشفاعة

- ‌كتاب العتق

- ‌كتاب اللباس والزينة

- ‌باب الخاتم

- ‌باب النعال

- ‌باب الترجيل

- ‌باب الطيب

- ‌باب سنن الفطرة

- ‌باب التصاوير

- ‌كتاب الأدب

- ‌باب السلام

- ‌باب آداب المجالس

- ‌باب الاستئذان

- ‌باب المصافحة والمعانقة

- ‌باب العطاس والتثاؤب

- ‌باب في البصاق عن اليمين

- ‌باب النهي عن قول هلك الناس

- ‌باب ليس للنساء وسط الطريق

- ‌باب ما جاء في خروج المرأة

- ‌باب غض البصر

- ‌باب كف الأذى

- ‌باب أفضل الناس

- ‌باب ما جاء في الخذف

- ‌باب ما جاء في الدخول على النساء

- ‌باب ما جاء في خلع المرأة ثيابها في غير بيت زوجها

- ‌باب ما جاء في الجرس

- ‌باب ما جاء في آلات الطرب

- ‌باب ما جاء في الحداء

- ‌باب ما جاء في الوحدة

- ‌باب ما جاء تعجيل العودة إلى الأهل

- ‌باب ما جاء في تنظيف الساحات

- ‌باب تعليق السوط في البيت

- ‌باب ما جاء في النرد

- ‌باب ما جاء في الدخول على المعذبين

- ‌باب ما جاء في السمر بعد العشاء

- ‌باب الثناء الحسن

- ‌باب المعاتبة

- ‌باب النصيحة

- ‌باب المزاح

- ‌باب الضحك

- ‌باب الأسامي

- ‌باب المناهي

- ‌باب البيان والشعر

- ‌باب الأمثال

- ‌باب القصص

- ‌باب كظم الغيظ

- ‌باب الرفق

- ‌باب ما جاء في الغلو

- ‌باب التوكل

- ‌باب الطيرة

- ‌باب النهي عن سب المسلم

- ‌باب الترهيب من رمي المسلم بالكفر

- ‌باب لا يطرق الرجل أهله ليلًا

- ‌باب الخيانة

- ‌باب الأمانة

- ‌باب النهي عن الكذب

- ‌باب في اللعن

- ‌باب في المدح

- ‌باب في ذم الكبر

- ‌باب في النسب

- ‌باب في ذم الحسد والبغضاء

- ‌باب في الهجر

- ‌باب في سوء الأخلاق

- ‌باب في الغيبة والنميمة

- ‌باب ما جاء في قلة الكلام

- ‌باب في التشبه

- ‌باب في الديوث

- ‌باب ما جاء في الغيرة

- ‌باب ما جاء في ولد الزنا

- ‌باب النفاق وصفات المنافقين

- ‌باب في الرياء

- ‌باب الكبائر

- ‌باب آداب النوم

- ‌باب ما جاء في البهائم

- ‌باب ما جاء في السبق

- ‌باب ما جاء في الجلب على الخيل في السباق

- ‌كتاب الطب والرقى

- ‌باب فيمن لم يمرض

- ‌باب عيادة المريض

- ‌باب المرض كفارة

- ‌باب الطاعون شهادة

- ‌باب العدوى

- ‌باب الحث على التداوي

- ‌باب الطب النبوي

- ‌باب العين

- ‌باب السحر والكهانة

- ‌باب الرقية والتميمة

- ‌كتاب البر والصلة

- ‌باب بر الوالدين والتحذير من عقوقهما

- ‌باب ما جاء في الأولاد

- ‌باب صلة الرحم

- ‌باب ما جاء في الأيتام

- ‌باب ما جاء في الصحبة

- ‌باب الصدق

- ‌باب حق الضعيف

- ‌باب ما جاء في الكرم والضيافة

- ‌باب ما جاء في السمت الحسن

- ‌باب تحريم الظلم

- ‌باب ما جاء في نصرة المظلوم

- ‌باب فضل قضاء الحوائج

- ‌باب شكر النعمة

- ‌باب شكر المعروف والثناء على فاعله

- ‌باب التواضع

- ‌باب ما جاء في الحياء

- ‌باب ما جاء في حسن الخلق

- ‌باب الصبر

- ‌باب حقوق الجار

- ‌باب لا ضرر ولا ضرار

- ‌باب الحب في اللَّه

- ‌باب الاعتدال في الحب

- ‌باب أحب للناس ما تحب لنفسك

- ‌باب محبة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب ما جاء في المجاهرة في الذنب

- ‌كتاب الزهد والرقاق

- ‌كتاب الأدعية والأذكار

- ‌باب فضل الذكر

- ‌باب إجابة الدعاء

- ‌باب فضل الدعاء

- ‌باب كيفية الدعاء

- ‌باب الأدعية المأثورة

- ‌باب أذكار الصباح والمساء

- ‌باب ما يقول إذا دخل منزله وإذا خرج منه

- ‌باب ما يقول إذا سافر أو نزل منزلًا

- ‌باب كفارة المجلس

- ‌باب دعاء السوق

- ‌باب ما يقول إذا رأى الهلال

- ‌باب ما يقول يوم عرفة

- ‌باب ما يقول إذا هاجت الريح

- ‌باب ما يقول إذا نزل المطر

- ‌باب ما يقول إذا سمع نباح الكلب بالليل

- ‌باب دعاء الكرب

- ‌باب أدعية المريض

- ‌باب ما يقول عند المصيبة

- ‌باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب فضل ذكر اللَّه

- ‌باب التعاويذ المأثورة

- ‌باب من استعاذ باللَّه

- ‌كتاب التوبة والاستغفار

- ‌باب الرحمة

- ‌باب رحمة اللَّه

- ‌باب الإحسان

- ‌كتاب الرُّؤيا

- ‌باب الترهيب من الكذب في الرؤيا

- ‌باب الرؤيا الصالحة من المبشرات

- ‌باب تعبير الرؤيا

- ‌باب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

- ‌باب رؤى النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب الفتن وأشراط الساعة

- ‌كتاب أهوال يوم القيامة

- ‌باب عذاب القبر

- ‌باب في الحشر والحساب

- ‌باب حوض النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب الشفاعة

- ‌باب في صفة الجنة ونعيمها

- ‌باب جهنم وما فيها من عذاب أليم

- ‌كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة

- ‌باب التحذير من الاختلاف في الكتاب

- ‌كتاب التوحيد

- ‌باب التحذير من الشرك

الفصل: ‌باب عذاب القبر

‌كتاب أهوال يوم القيامة

‌باب عذاب القبر

(1)

7841 -

إذا تشهد أحدكم فليتعوذ من أربع: من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال، ثم يدعو لنفسه بما بدا له.

(صحيح)(ن) عن أبي هريرة. (صحيح أبي داود 903)

7842 -

إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ باللَّه من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال.

(صحيح)(حم م د هـ) عن أبي هريرة. (صحيح أبي داود 903)

7843 -

إذا فرغ أحدكم من صلاته فليدع بأربع ثم ليدع بعد بما شاء: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجال.

(صحيح)(هق) عن أبي هريرة. (الإرواء 350)

(1) قال المناوي: وقد تظاهرت الدلائل من الكتاب والسنة على ثبوت عذاب القبر وأجمع عليه أهل السنة وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم سمعه. ثم قال: قال الغزالي: من أنكره فهو مبتدع محجوب عن نور الإيمان ونور القرآن، بل الصحيح عند ذوي الأبصار ما صحت به الأخبار أنه حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة. قال ابن القيم: ثم عذاب القبر قسمان: دائم وهو عذاب الكفار وبعض العصاة، ومنقطع وهو عذاب من خفت جرائمه.

ص: 1253

7844 -

إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال له: هذا مقعدك حتى يبعثك اللَّه إليه يوم القيامة.

(صحيح)(ق ت هـ) عن ابن عمر. (المشكاة 127)

7845 -

إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة (1) حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من اللَّه ورضوان، فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا به إلى سماء الدنيا، فيستفتحون له فيفتح له، فيشيعه من كل سماء مقربوها، إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي إلى السماء السابعة، فيقول اللَّه عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوا عبدي إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى؛ فتعاد روحه، فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي اللَّه، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول اللَّه، فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب اللَّه فآمنت به وصدقت، فينادي مناد من السماء: أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، فيأتيه من روحها، وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره، ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد،

(1) ما يخلط من الطيب لأكفان الموتى.

ص: 1254

فيقوله له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة رب أقم الساعة؟ حتى أرجع إلى أهلي ومالي. وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح (1) فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة! اخرجي إلى سخط من اللَّه وغضب، فتفرق في جسده، فينتزعها كما ينتزع السفود (2) من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟! فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، فيستفتح له فلا يفتح له، ثم قرأ:{لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} [الأعراف: 40] فيقول اللَّه عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحًا، فتعاد روحه في جسده؛ ويأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فينادي مناد من السماء: أن كذب عبدي فأفرشوه من النار، وافتحوا له بابًا إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر؟ فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تقم الساعة.

(صحيح)(حم د ابن خزيمة ك هب الضياء) عن البراء. (الجنائز 155)

7846 -

إن اللَّه ليزيد الكافر عذابًا ببكاء أهله عليه.

(صحيح)(خ ن) عن عائشة. (المشكاة 1742)

(1) ما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشفًا وقهرًا للبدن.

(2)

الكثير الشعب.

ص: 1255

7847 -

إن اللَّه يزيد الكافر عذابًا ببعض بكاء أهله عليه.

(صحيح)(ن) عن عائشة. (المشكاة 1742)

7848 -

إن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له: ما كنت تعبد؟ فإن اللَّه هداه قال: كنت أعبد اللَّه، فيقول له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: هو عبد اللَّه ورسوله، فما يسأل عن شيء غيرها، فينطلق به إلى بيت كان في النار، فيقال له: هذا بيتك كان في النار، ولكن اللَّه عصمك ورحمك فأبدلك به بيتًا في الجنة، فيقول: دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي فيقال له: اسكن. وإن الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقول له: ما كنت تعبد؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: لا دريت ولا تليت، فيقال: فما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: كنت أقول ما تقول الناس، فيضربه بمطراق من حديد بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين.

(صحيح)(د) عن أنس. (الصحيحة 1344)

7849 -

ألا تسمعون؟ إن اللَّه لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا -وأشار إلى لسانه- أو يرحم، وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه.

(صحيح)(ق) عن ابن عمر. (المشكاة 1724)

7850 -

أي إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا (1).

(حسن)(حم هـ) عن البراء. (الصحيحة 1751)

7851 -

إخواني! لمثل هذا اليوم فأعدوا.

(حسن)(خط) عن البراء. (الترغيب 3338)

7852 -

إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجيًا منها نجا سعد بن معاذ.

(صحيح)(حم) عن عائشة. (الصحيحة 1695)

(1) أي: لمثل نزول أحدكم قبره فليعدّ وكان صلى الله عليه وسلم واقفًا على شفير قبر وبكى حتى بلَّ الثرى.

ص: 1256

7853 -

إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة، وإن اللَّه ينورها لهم بصلاتي عليهم.

(صحيح)(حم) عن أنس (م) عن أبي هريرة. (الإرواء 728)

7854 -

استجيروا باللَّه من عذاب القبر فإن عذاب القبر حق.

(صحيح)(طب) عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص. (الصحيحة 1444)

7855 -

إنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور.

(صحيح)(ن) عن عائشة. (صحيح النسائي 1476)

7856 -

استعيذوا باللَّه من عذاب القبر إنهم يعذبون في قبورهم عذابًا تسمعه البهائم.

(صحيح)(حم طب) عن أم مبشر. (الصحيحة 1444)

7857 -

أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا قد حذر أمته، وسأحذركموه بحديث لم يحذره نبي أمته، إنه أعور، وإن اللَّه ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر، يقرأه كل مؤمن؛ وأما فتنة القبر فبي تفتنون وعني تسألون، فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ثم يقال له: ما هذا الرجل الذي كان فيكم؟ فيقول: محمد رسول اللَّه جاءنا بالبينات من عند اللَّه فصدقناه، فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضًا، فيقال له: انظر إلى ما وقاك اللَّه، ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: هذا مقعدك منها، ويقال له: على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء اللَّه، وإذا كان الرجل السوء أجلس في قبره فزعًا، فيقال له: ما كنت تقول؛ فيقول: لا أدري، فيقال: ما هذا الرجل الذي كان فيكم؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولًا فقلت كما قالوا، فيفرج له فرجة من قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صرف اللَّه عنك، ثم يفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضًا، ويقال: هذا مقعدك منها، على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء اللَّه، ثم يعذب.

(حسن)(حم) عن عائشة. (الترغيب 3557)

ص: 1257

7858 -

إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه.

(حسن)(ت هـ ك) عن عثمان بن عفان. (المشكاة 132)

7859 -

إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم.

(صحيح)(طب) ابن مسعود. (الصحيحة 1377)

7860 -

إن الميت إذا دفن سمع خفق نعالهم إذا ولوا عنه منصرفين.

(صحيح)(طب) عن ابن عباس. (الترغيب 3561)

7861 -

إن الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل صالحًا قال: اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال: من هذا؟ فيقول: فلان فيقال: مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، ادخلي حميدة، وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها اللَّه تبارك وتعالى؛ فإذا كان الرجل السوء قال اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ذميمة، وأبشري بحميم وغساق، وآخر من شكله أزواج، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء، فيستفتح لها فيقال: من هذا؟ فيقال: فلان فيقال: لا مرحبًا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، ارجعي ذميمة؛ فإنها لا تفتح لك أبواب السماء، فترسل من السماء ثم تصير إلى القبر؛ فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشعوف، ثم يقال له: فيم كنت؟ فيقول: كنت في الإسلام، فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: محمد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات من عند اللَّه فصدقناه، فيقال له: هل رأيت اللَّه؟ فيقول: ما بينبغي لأحد أن يرى اللَّه، فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضًا، فيقال له: انظر إلى ما وقاك اللَّه تعالى، ثم يفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: هذا مقعدك، ويقال له: على اليقين كنت وعليه مت

ص: 1258

وعليه تبعث إن شاء اللَّه؛ ويجلس الرجل السوء في قبره فزعًا مشعوفًا، فيقال له: فيم كنت؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولًا فقلته! فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صرف اللَّه عنك، ثم يفرج له فرجة إلى النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضًا، فيقال: هذا مقعدك، على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء اللَّه.

(صحيح)(هـ) عن أبي هريرة. (المشكاة 1627)

7862 -

إن الميت ليعذب ببكاء الحي.

(صحيح)(ق) عن عمر. (المشكاة 1741)

7863 -

إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه.

(صحيح)(حم ق 3) عن ابن عمر. (المشكاة 1741)

7864 -

إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت اللَّه أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، تعوذوا باللَّه من عذاب النار، تعوذوا باللَّه من عذاب القبر، تعوذوا باللَّه من الفتن ما ظهر منها وما بطن، تعوذوا باللَّه من فتنة الدجال.

(صحيح)(حم م) عن زيد بن ثابت. (الصحيحة 159)

7865 -

سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر.

(صحيح)(ابن مردويه) عن ابن مسعود. (الصحيحة 1140)

7866 -

عذاب القبر حق.

(صحيح)(خط) عن عائشة (1). (الصحيحة 1311)

7867 -

عوذوا باللَّه من عذاب القبر، عوذوا باللَّه من عذاب النار، عوذوا باللَّه من فتنة المسيح الدجال، عوذوا باللَّه من فتنة المحيا والممات.

(صحيح)(م ن) عن أبي هريرة. (صحيح النسائي 5508)

(1) رواه البخاري.

ص: 1259

7867 -

قد سألت اللَّه لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة لا يعجل شيئًا منها قبل حله ولا يؤخر منها شيئًا بعد حله، ولو كنت سألت اللَّه أن يعيذك من عذاب في النار وعذاب في القبر كان خيرًا لك وأفضل (1).

(صحيح)(حم م) عن ابن مسعود. (السنة 262)

7869 -

لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي.

(صحيح)(طب) عن أبي أيوب. (الصحيحة 2164)

7870 -

لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا سعد بن معاذ، ولقد ضم ضمة ثم روخي عنه.

(صحيح)(طب) عن ابن عباس. (الصحيحة 1685)

7871 -

لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا هذا الصبي.

(صحيح)(ع الضياء) عن أنس. (الصحيحة 2164)

7872 -

لولا أن لا تدافنوا لدعوت اللَّه أن يسمعكم عذاب القبر.

(صحيح)(حم د م ن) عن أنس. (الصحيحة 158)

7873 -

ما رأيت منظرًا قط إلا والقبر أفظع منه.

(حسن)(ت هـ ك) عن أبي هريرة. (المشكاة 132)

7874 -

ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار، ولقد أوحي إلى أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبًا من فتنة المسيح الدجال، يؤتى أحدكم فيقال له: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول: هو محمد رسول اللَّه جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا وآمنا واتبعنا هو محمد ثلاثًا، فيقال له: نم صالحًا قد علمنا إن كنت لموقنا به، وأما المنافق أو المرتاب فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته.

(صحيح)(حم ق) عن أسماء بنت أبي بكر. (صحيح النسائي 2195)

(1) قاله لأم حبيبة حينما قالت: اللهم متعني بزوجي رسول اللَّه وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية.

ص: 1260

7875 -

إذا رأى المؤمن ما فسح له في قبره فيقوله: دعوني أبشر أهلي فيقال له: اسكن.

(صحيح)(حم الضياء) عن جابر. (الصحيحة 1344)

7876 -

إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر وللآخر النكير، فيقولان: ما كنت تقوله في هذا الرجل؟ فيقوله: ما كان يقوله هو: عبد اللَّه ورسوله، أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقوله، ثم يفسح (1) له في قبره سبعون ذراعًا في سبعين، ثم ينور له فيه، ثم يقال: نم، فيقوله: أرجع إلى أهلي فأخبرهم، فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه اللَّه من مضجعه ذلك. وإن كان منافقًا قال: سمعت الناس يقولون قولًا فقلت مثله: لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقوله ذلك، فيقال للأرض: التئمي عليه (2)، فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذبًا حتى يبعثه اللَّه من مضجعه ذلك.

(حسن)(ت) عن أبي هريرة. (الصحيحة 1391)

7877 -

إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى أنه يسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقوله في هذا الرجل؟ -لمحمد- فأما المؤمن فيقوله: أشهد أنه عبد اللَّه ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك اللَّه به مقعدًا من الجنة، فيراهما جميعًا ويفسح له في قبره سبعون ذراعًا، ويملأ عليه خضرًا إلى يوم يبعثون، وأما الكافر أو المنافق فيقال له ما كنت تقوله في هذا الرجل؟ فيقوله: لا أدري، كنت أقوله ما يقوله الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطراق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه.

(صحيح)(حم ق د ن) عن أنس. (الصحيحة 1344)

(1) أي يوسع.

(2)

أي انضمي واجتمعي.

ص: 1261