الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان المشركون يمارون فى الساعة أشد المراء، ويُكذبون بها كأعظم ما يكون التكذيب، ويحلفون بالأيمان المغلظة أن ذلك لن يكون، فذكر الله تكذيبهم، ورد عليهم بأن ذلك مقتضى حكمته، حتى يتميز الحق من الباطل، ويتبين الصادق من الكاذب.
*
كيفية الحساب:
بعد أن يرد الله الحياة إلى الناس من جديد، يحشرهم إليه، ويجمعهم لديه، ليحاسب كل فرد منهم على ما عمل من خير أو شر، فتشهد الأرض بما حدث عليها.
وعن أبى هريرة قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1) سورة النحل - الآية 38، 39.
(2)
الزلزلة: هى الاضطراب الشديد.
(3)
أثقالها: الجثث المدفونة فيها.
(4)
يصدر الناس أشتاتًا: يبعثون أفرادًا متفرقين من الهول ليروا أعمالهم.
(5)
مثقال: قدر.
(6)
سورة الزلزلة.
{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} ، فقال:«أتدرون ما أخبارها؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:«فإن أخبارهم أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها، أن تقول: عمل كذا وكذا، يوم كذا وكذا» قال: «فهذه أخبارها» (1).
وكما تتحدث الأرض عن أخبارها؛ تشهد الألسنة، والأيدى، والأرجل، والجلود .. وبهذا تتم حجة الله على العالم.
{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ *أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
(1) رواه أحمد والبغوى والترمذى وصححه.
(2)
سورة النور - الآية 24، 25.
(3)
سورة فصلت - الآية 19 - 23.
مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَاّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَاّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (1).
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال: «يا أيها الناس، إنكم محشورون إلى الله تعالى حُفاة عُراة غُرْلاً (2){كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} (3) ألا إن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا وإنه سيجاء برجال من أمتى، فيؤخذ بهم ذات الشمال ن فـ أقول: يا رب أصحابى، فيقال: إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك، فـ أقول كما قال العبد الصالح:
{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ *إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (4)» .. قال: «فيقال لى: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فـ أقول: سحقًا سحقًا» (5).
(1) سورة المجادلة - الآية 6، 7.
(2)
أى أن حشر الناس إلى الله يوم القيامة، يكون وهم حفاة عراة غير مختونين، كما كان خلقهم من بطون أمهاتهم.
(3)
سورة الأنبياء - الآية 104.
(4)
سورة المائدة - الآية 117، 118 .. والعبد الصالح هو: سيدنا عيسى عليه السلام.
(5)
رواه البخارى ومسلم والترمذى والنسائى.