الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن للإنسان رسالة، وهى الخلافة عن الله فى الأرض، وقد كلّف بالقيام بواجبات هذه الخلافة، وهو مسئول عنها أمام الله؛ وحُسبان غير هذا عدول عن الحق إلى الضلال.
*
مفهوم اليوم الآخر:
يبدأ اليوم الآخر بفناء عالمنا هذا، فيموت كل من فيه من الأحياء، وتتبدل الأرض والسماوات.
ثم ينشىء الله النشأة الآخرة، فيبعث الله الناس جميعًا، ويرد إليهم الحياة مرة أخرى.
وبعد البعث يحاسب الله كل فرد على ما عمل من خير أو شر. فمن غلب خيره شره أدخله الله الجنة، ومن غلب شره خيره أدخله الله النار.
* اهتمام القرآن بتقرير الإيمان بهذا اليوم:
والقرآن يهتم اهتمامًا بالغًا بتقرير الإيمان بهذا اليوم، ويبدو هذا الاهتمام باليوم الآخر فيما يلى:
(1) سورة المؤمنون - الآية 115، 116.
(2)
سورة القيامة - الآية 36 - 40.
أولاً: يربطه بالإيمان بالله:
{وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} (1).
ثانيًا: يكثر القرآن من ذكره له، فلا تكاد سورة تخلو من الحديث عنه، مع تقريبه إلى الأذهان تارة بالحجة والبرهان، وتارة بضرب الأمثال.
ثالثًا: أن المتتبع لآيات القرآن يجد أنه وضع لهذا اليوم أسماء كثيرة، وكل اسم منها يدل على معنى ما سيحدث من أهوال فى هذا اليوم.
فهو يوم البعث:
{
وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (3).
ويسمى يوم القيامة:
{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} (4).
ويسمى الساعة:
(1) سورة البقرة - الآية 177.
(2)
سورة البقرة - الآية 62.
(3)
سورة الروم - الآية 56.
(4)
سورة الزمر - الآية 60.
(5)
سورة القمر - الآية 1.
ويسمى الآخرة:
{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا *وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (1).
ويسمى يوم الدين:
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (2).
ويسمى يوم الحساب:
{إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ} (3).
ويسمى يوم الفتح:
{قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ} (4).
ويسمى يوم التلاق:
ويسمى يوم الجمع والتغابن:
{يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} (6).
(1) سورة الأعلى - الآية 16، 17.
(2)
سورة الفاتحة - الآية 4.
(3)
سورة غافر - الآية 27.
(4)
سورة السجدة - الآية 29.
(5)
سورة غافر - الآية 15، 16.
(6)
سورة التغابن - الآية 9؛ والتغابن: يوم يغبن فيه أهل الجنة أهل النار، ويقال: يوم الذهول الذى يحصل بين الناس من شدة الهول.
ويسمى يوم الخلود:
{ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ} (1).
ويسمى يوم الخروج:
{يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} (2).
ويسمى يوم الحسرة:
{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} (3).
ويسمى يوم التناد:
{وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ} (4).
ويسمى الآزفة:
{أَزِفَتِ الآزِفَةُ *لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} (5).
ويسمى الطامة:
{فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى *يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى} (6).
(1) سورة ق - الآية 34.
(2)
سورة ق - الآية 42.
(3)
سورة مريم - الآية 39.
(4)
سورة غافر - الآية 32؛ والتناد: يوم يتنادى فيه أهل الجنة والنار.
(5)
سورة النجم - الآية 57، 58؛ والآزفة: القريبة يوم القيامة.
(6)
سورة النازعات - الآية 34، 35؛ والطامة: الداهية، لأنها تطم على كل شىء، أى تعلوه وتغطيه، أى أنها تعلو على سائر الدواهى.