الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهْوَ يُلِيطُ (1) حَوْضَهُ فَلَا يَسْقِى فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ (2) إِلَى فِيهِ فَلَا يَطْعَمُهَا».
*
العلامات الكبرى:
أما العلامات الكبرى، فنجملها فيما يلى:
- طلوع الشمس من المغرب، وخروج الدابة:
عند قرب الساعة يحدث تغيير فى نظام الكون، وتظهر آيات غير مألوفة للبشر، فتطلع الشمس من المغرب على خلاف ما نعهده الآن من طلوعها من المشرق، وتخرج دابة من الأرض تكلم الناس.
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ أَوَّلَ الآيَاتِ خُرُوجاً طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيباً» (3).
وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَانِهَا خَيْراً» (4).
(1) يليط: تُصلح.
(2)
أكلته: المضغة من الطعام، والمعنى أن الساعة تأتى بغتة والناس لا يشعرون.
(3)
رواه مسلم وأبو داود.
(4)
رواه البخارى ومسلم وأبو داود: أى لا ينفع الإيمان نفسًا كافرة لم تكن آمنت من قبل، ولا تنفع التوبة من المعاصى نفسًا مؤمنة لم تكن كسبت خيرًا فى إيمانها.
ويقول الله سبحانه وتعالى:
ففى هذه الآية إخبار عن خروج دابة تكلم الناس حينما يأتى أمر الله، كمقدمة من مقدمات الساعة، وحينما لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت فى إيمانها خيرًا.
ولا ينبغى أن يبحث عما وراء ذلك من الغرائب التى قيلت فى وصف هذه الدابة: من أن طولها ستون ذراعًا بذراع آدم، وأن لها وجه إنسان، ورأس ثور، وعين خنزير، وأذن فيل، وأنه لا يدركها طالب، ولا يفوتها هارب، وأنها تحمل عصا موسى، وخاتم سليمان، فذلك لم يصح منه شىء.
قال الإمام الرازى: " واعلم أنه لا دلالة فى الكتاب على شىء من هذه الأمور، فإن صح الخبر فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل، وإلا لم يلتفت إليه ".
إن خروج الدابة غيب من الغيوب، فيجب علينا الوقوف عند ما أخبر به القرآن الكريم والسنة الصحيحة، ولم يأت فيهما سوى أن دابة ستخرج، وتكلم الناس، وذلك من أمارات الساعة.
وقد ذكر فى السورة نفسها، أن موسى عليه السلام ألقى عصاه بأمر الله، فإذا هى تهتز كأنها جان، وأن سليمان عرف لغة الطير، وسمع النملة وهى تدعو جماعتها لتدخل مساكنها، مخافة أن يحطمها سليمان هو وجنوده وهم لا يشعرون، وأن سليمان تبسم ضاحكًا من قولها.
(1) سورة النمل - الآية 82.