الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الجن مكلفون كالبشر:
والجن مكلفون كالإنس، ورسلهم من البشر، يقول الله سبحانه:
ومعنى الآيات: سنفرغ لكم لنحاسبكم حسابًا دقيقًا لا يشغلنا عن ذلك شىء يا أيها الثقلان .. والثقلان مثنى ثقل وهما: الجن والإنس.
يا جماعة الجن والإنس إن قدرتم أن تفروا من جانب من جوانب السماوات والأرض للهرب من الحساب ففروا، واهربوا، ولكن لن تستطيعوا ذلك إلا بالقوة التى تفوق قوة الله، وذلك لا يكون لاستحالته.
*
استماعهم القرآن من الرسول:
وقد خضر وفد من الجن، وسمعوا القرآن من النبى صلى الله عليه وسلم، ولم يرهم وقت وجودهم، ولم يعلم بحضورهم.
وفى ذلك يقول الله سبحانه:
(1) سورة الأنعام - الآية 130.
(2)
سورة الرحمن - الآية 31 - 36.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن، ولا رآهم .. انطلق صلى الله عليه وسلم فى طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب؛ قالوا: ما ذلك إلا من شىء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها .. فمر النفر الذين أخذوا تهامة النبى صلى الله عليه وسلم، وهو يصلى بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، وقالوا: يا قومنا إنا سمعنا قرآنًا عجبًا يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدًا .. فأنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم (2):
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} (3).
وقال الحافظ البيهقى: وهذا الذى حكاه ابن عباس رضي الله عنه، إنما هو أول ما سمعت الجن قراءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمت
(1) سورة الأحقاف - الآية 29 - 32.
(2)
رواه الشيخان والترمذى والنسائى والبيهقى.
(3)
سورة الجن - الآية 1.
حاله، وفى ذلك الوقت لم يقرأ عليهم، ولم يرهم، ثم بعد ذلك أتاه داعى الجن، فقرأ عليهم القرآن، ودعاهم إلى الله عز وجل.
وهذا يشير إلى ما رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذى عن علقمة قال: قلت لابن مسعود: هل صحب النبى ليلة الجن منكم أحد؟ قال: ما صحبه منا أحد، ولكن قد افتقدناه ذات ليلة، وهو بمكة فقلنا: اغتيل، أو استطير، ما فعل به؟ فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، حتى إذا أصبحنا، أو كان فى وجه الصبح، فإذا نحن به يجىء من حراء، قال: فذكروا له الذى كانوا فيه، فقال: أتانى داعى الجنة، فأتيتهم، فقرأت عليهم، فانطلق، فأرانا أثرهم وأثر نيرانهم، وسألوه الزاد، فقال: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع فى أيديكم أوفر ما يكون لحمًا، وكل بعرة أو روثة علف لدوابكم.
* الجن لا علم له بالغيب:
عِلْم الغيب مما استأثر الله به، والله لا يطلع أحدًا على غيبه، إلا إذا أراد أن يبلغ من ارتضاه من رسله ما يريد إبلاغه للناس.
أى أنه يجعل حرسًا حول هذا الرسول الذى أطلعه على بعض الغيب المتعلق برسالته، وهذا الحرس من الملائكة والشهب لحفظ هذا الغيب من تلاعب الشياطين.
وفى قصة سليمان يقول القرآن الكريم:
(1) سورة الجن - الآية 26، 27.