الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والذى رفعه الله درجات هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأدل دليل على هذا ما جاء فى سورة آل عمران من تبشير الأنبياء به، وأخذ العهد والميثاق عليهم بالإيمان به ونصرته، إن هم أدركوا بعثته.
وروى عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والله لو كان موسى حيًا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعنى» .
وأما منعه صلى الله عليه وسلم من التفضيل بين أنبياء الله، وقوله:«لا تفضلوا بين أنبياء الله» .
فالقصد منه منع الغلو فى تعظيمهم من جهة، وكف المسلمين عن تنقيص أحد من إخوانه الأنبياء من جهة أخرى.
*
ختم النبوة والرسالة:
الأنبياء جميعًا - صلوات الله وسلامه عليهم - كانت مهمتهم أن ينقذوا الناس ويخرجوهم من الظلمات إلى النور، فكانوا دائمًا دعاة الخير، وأئمة الإصلاح، وحملة المشاعل فى الدنيا المظلمة .. وكان كل واحد منهم يأتى عقب الآخر، ليتمم ما بناه مَن قبله، فيزيد فى الإصلاح لبنة حتى استكمل البناء بخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم،
(1) سورة آل عمران - الآية 81.
فكان دينه خلاصة الأديان السابقة، وكانت دعوته هى الدعوة الجديرة بالبقاء، ففيها عناصر الحياة، ودعائم الإصلاح.
وبإكمال دين الله الحق، تمت نعمة الله على الناس بما أنزله إليهم من هداية، فلا حاجة إلى هداية بعدها.
وبهذا انقطعت النبوّة، وختمت الرسالة.
{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (2).
وإذا كانت النبوّة قد انقطعت، فقد انقطعت بالتالى الرسالة، فلا نبوة ولا رسالة بعد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم خاتم رسل الله، وفى ذلك يقول صلى الله عليه وسلم:«مثلى ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارًا، فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة، فكان من دخلها، فنظر إليها قال: ما أحسنها إلا موضع هذه اللبنة، فـ أنا موضع اللبنة، خُتم بى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام» .
* الأعمال الكبرى التى تمثل نجاح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
إن لرسولنا صلى الله عليه وسلم أعمالاً كبرى يتمثل فيها نجاحه فى دعوته، وهذه الأعمال يمكن تلخيصها فيما يلى:
العمل الأول: أنه صلى الله عليه وسلم قضى على الوثنية، وأحل محلها الإيمان بالله واليوم الآخر.
(1) سورة المائدة - الآية 3.
(2)
سورة الأحزاب - الآية 40.