الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتُسمى الحطمة:
*
أهوال الجحيم:
وقد وصف الله الجحيم وصفًا تشيب منه النواصى، وتنخلع منه القلوب، كى يرتدع الغاوون عن غيهم، فذكر أن وقودها الناس والحجارة.
وأنها لا تشبع مما يلقى فيها، بل تطلب المزيد دائمًا، حتى لا يبقى فيها مكان خال.
{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} (7).
قال مجاهد: ليس هناك قول، وإنما جرى الكلام على سبيل تمثيل حال جهنم بأنها امتلأت حتى لم يبق فيها مكان خال.
وأن طعامهم الزقوم، وهى شجرة من أخبث أنواع الشجر المر المنتن الرائحة.
(1) الحطمة: كثير التحطيم والتكسير لما يلقى فيها.
(2)
الموقدة الملتهبة التهابًا شديدًا.
(3)
موصدة: أى مغلقة.
(4)
فى عمد ممددة: أى مغلقة بعمد طويلة فلا يخرج منها من يدخل فيها.
(5)
سورة الهمزة - الآية 4 - 9.
(6)
سورة التحريم - الآية 6.
(7)
سورة ق - الآية 30.
(8)
أى محنة للظالمين بإرغامهم على الأكل منها.
(9)
سورة الصافات - الآية 62 - 67.
وثيابهم من نار.
وقد جاء فى الحديث عن أبى هريرة رضي الله عنه، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:«إن الجحيم ليصب على رءوسهم، فينفذ الحميم، حتى يخلص إلى جوفه، فيسلت ما فى جوفه، حتى يمرق من قدميه، وهو الصهر، ثم يعاد كما كان» (3).
وجهنم تحيط بالمعذبين من كل جانب، فهى فراش وغطاء.
وأهل جهنم لا يموتون فيستريحون، ولا يحيون الحياة الهنيئة.
(1) سورة الكهف - الآية 29.
(2)
سورة يونس - الآية 101.
(3)
رواه الترمذى، وقال: حسن صحيح.
(4)
سورة الأعراف - الآية 40، 41.
(5)
سورة الزمر - الآية 16.
وأهل النار محجوبون عن الله، وهذا هو أشد أنواع العذاب.
{كَلَاّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} (2).
وفى الآية الكريمة يقول الله تعالى:
ففى هذه الآية، أن النار كلما أكلت جلودهم بدلهم الله جلودًا غيرها، والسبب فى ذلك أن أعصاب الألم هى الطبقة الجلدية، أما الأنسجة والعضلات والأعضاء الداخلية، فالإحساس فيها ضعيف، ولذلك يعلم الطبيب أن الحرق البسيط الذى لا يتجاوز الجلد يحدث ألمًا شديدًا، بخلاف الحرق الشديد الذى يتجاوز الجلد إلى الأنسجة، لأنه - مع شدته وخطره - لا يحدث ألمًا كبيرًا.
فالله تعالى يقول لنا: إن النار كلما أكلت الجلد الذى فيه الأعصاب، يجدده كى يستمر الألم بلا انقطاع، ويذوقوا العذاب الأليم، وهنا تظهر حكمة الله قبل أن يعرفها الإنسان (4)، {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً} .
ومن شدة الهول، وقسوة العذاب، يود المجرم أن يفدى نفسه بكل حبيب لديه وعزيز عليه، ولكن لا ينفع فداء، ولا يقبل رجاء.
(1) سورة الأعلى - الآية 11 - 13.
(2)
سورة المطففين - الآية 15.
(3)
سورة النساء - الآية 56.
(4)
انظر: كتاب الطب والإسلام للدكتور/ عبد العزيز إسماعيل.
(5)
سورة المعارج - الآية 11 - 15.