الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تأليف " ج. ب. راين " وترجمة الدكتور/ محمد الحلوجى؛ ففيه بحوث مستفيضة عن هذه الناحية؛ كما أن به أن هذه البحوث التجريبية قد عرضت على مؤتمرين لكل علماء الولايات المتحدة فى الرياضة الإحصائية وفى علم النفس، وأخذت أقرارهم جميعًا عليها، وبذلك فقد أصبحت الآن فى موقف علمى فوق النقد، أو الجدل.
*
حدوث الروح:
والروح حادثة، وليست بقديمة بإجماع المسلمين، ويظهر أنها تحدث بعد تسوية الجسم، وتتصل به، وتحل فيه وهو جنين.
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: " حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: «إن أحدكم يُجْمَعُ خَلْقه فى بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون فى ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون فى ذلك مُضْغَة مثل ذلك، ثم يرسل الله تعالى الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بـ أربع كلمات: يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقى أو سعيد، فوالذى لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها» (1).
*
الروح والنفس:
والروح والنفس معناهما واحد، يقول الله سبحانه وتعالى:
(1) رواه مسلم.
ويقول سبحانه وتعالى:
فالأنفس فى الآيتين، المقصود بها الأرواح.
وقد ذكر القرآن النفس الأمارة بالسوء، والنفس اللوامة، والنفس المطمئنة، وليست هذه بأقسام للنفس، وإنما هى صفات:
فالنفس فى حالة تسلط الغرائز، وسيطرة الاستعدادات الفطرية عليها، تكون أمارة بالسوء.
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَاّ مَا رَحِمَ رَبِّي} (3).
فإذا تعلمت وتهذبت بالدين، والتعاليم المثالية، وُجد الضمير، وهو الشعور النفسى الذى يقف من المرء موقف الرقيب يدعو إلى الخير، وينهى عن الشر، ويحاسب بعد أداء العمل مستريحًا للإحسان، ومستنكرًا للإساءة.
فإذا وصلت النفس إلى هذا الطور من اليقظة والمراقبة والمحاسبة، واستراحت للخير وضاقت بالشر، كانت فى هذا الطور نفسًا لوّامة.
{لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ *وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} (4).
فإذا واصل الإنسان جهاد نفسه، فتخلص من الهوى، وكبت شهواته، وارتفع عن النقائص، وسمت نفسه إلى الحق، والخير، والجمال، والكمال .. بلغ منزلة الرشد
(1) سورة الزمر - الآية 42.
(2)
سورة الأنعام - الآية 93.
(3)
سورة يوسف - الآية 53.
(4)
سورة القيامة - الآية 1، 2.