الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأَوْجَسَ (1) مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ (2) فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} (3).
*
مم خُلقوا
؟
والملائكة خلقهم الله من نور، كما خلق آدم من طين، وكما خلق الجانّ من نار؛ روى مسلم عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال:«خُلِقت الملائكة من نور، وخُلق الجانّ من مارج من نار، وخُلق آدم مما وصف لكم» .
ومسكنهم السماء، وينزلون منها بأمر الله.
روى أحمد والبخارى عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال لجبريل: «ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟» قال: فنزلت:
وخلقهم متقدم على خلق الإنسان، وقد أخبرهم الله بأنه سيخلفه ويجعله خليفة فى الأرض.
(1) شعر بالخوف منهم.
(2)
سرورًا وفرحًا بالبشرى.
(3)
سورة هود - الآية 69 - 73.
(4)
سورة مريم - الآية 64.
* البشر أفضل منهم:
والظاهر أن البشر أفضل من الملائكة، كما هو واضح فى عجزهم عن الإجابة على الأسماء التى عرضها الله عليهم، بينما أجاب آدم إجابة صحيحة، فشرف العلم الذى خصه الله به، وامتاز عليهم فى معرفة الأشياء وإداكها.
وكذلك فى أمر الله للملائكة بالسجود لآدم ما يفيد تفضيله عليهم.
ومن جانب آخر، نرى أن طاعة الملائكة جبلية، وتركهم للمعصية لا يكلفهم أدنى مجاهدة؛ لأنه لا شهوة لهم.
فأى فضل لهم فى الطاعة، وترك العصيان، مع أن ذلك يقع منهم وقوعًا اضطراريًا، كما ينبض القلب، ويجرى الدم، وتتنفس الرئتان؛ بينما الإنسان يجاهد النفس،
(1) سورة البقرة - الآية 30.
(2)
سورة البقرة - الآية 31 - 34.