الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفى السورة أيضًا، أن الهدهد كلم سليمان بخبر سبأ، وقال:
والدابة التى ستخرج من الأرض، وتكلم الناس، سيكون كلامها لهم من هذا القبيل.
*
المهدى:
خلاصة القول فى الإمام المهدى: أنه سيظهر فى آخر الزمان، وأن اسمه محمد بن عبد الله، أو أحمد بن عبد الله (2)، وأنه من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد فاطمة (3)، وأنه يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم فى الخُلُق، ولا يشبهه فى الخَلْق (4)، وأنه أجلى الجبهة، أقنى الأنف (5)، وأنه يملأ الأرض قسطًا وعدلاً، كما مُلئت ظلمًا وجورًا، وأنه يقيم شريعة الإسلام، ويحيى ما اندثر من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الإسلام تعلو كلمته فى عهده، يُلقى بجرانه إلى الأرض (6)، ويمكن له، ويكثره الرخاء فى أيامه من وفرة العدل، وكثر ما يعطى
(1) سورة النمل - الآية 23 - 25.
(2)
رواه أحمد والترمذى.
(3)
رواه رواه أبو داود والحاكم.
(4)
رواه أبو داود من كلام الإمام علىّ.
(5)
أى منحسر الشعر عن مقدم الرأس، وأن أنفه طويل مع حدب وسطه ودقة أرنبته.
(6)
يقرأ مرة ويستقر، رواه أبو داود.
من المال، فهو يحثو المال حثوًا، لا يعدّه عدًّا (1)، وأنه يمكث سبع (2) سنين، ويأتى بعده الدجّال، ثم ينزل عيسى، فيتعاون عيسى مع المهدى على قتله ن ثم يُتوفّى المهدى، ويصلى عليه المسلمون.
هذه هى خلاصة الروايات التى تحدثت عن المهدى، ورويت فى شأنه، وهى فى جملتها لا تخرج عن كونها أخبارًا عن ظهور رجل من المصلحين فى آخر الزمان يرفع لواء الحق، ويعلى كلمة الله، ويُمكّن للإسلام، ويكون طليعة للخير العام الذى يأتى بعده، كما كان يوحنا قبل ولادة عيسى عليه السلام.
على أثر ذلك يخرج الدجال اليهودى، كمظهر من مظاهر الفتنة الكبرى، ليقاوم هذه النهضة الإسلامية، محاولاً فتنة الناس عن دينهم بما أُعطى من علم وبراعة وقوة، فيبطل الله أمره بما يحدثه من آيات أكبر من فتنته بإنزال عيسى عليه السلام ليكون قوة للحق الذى يمثله المهدى حينئذ، ويتعاون كل من عيسى والمهدى ومن ورائهما كتائب الإسلام على قتله، وإحباط أمره.
فإذا قتل الدجال انهزم اليهود الذين يقاتلون معه، وعددهم سبعون ألفًا (3)، ثم يكشف الله أمرهم، فلا يتوارى منهم يهودى وراء شىء إلا أنطق الله هذا الشىء فقال: يا عبد الله المسلم، هذا يهودى فتعال اقتله؛ وبهذا يقضى على أكبر فتنة من الفتن التى تحدث فى الأرض؛ ثم يأخذ عيسى عليه السلام فى العمل على محو المسيحية التى ارتكبت كل الحماقات باسمه، والتمكين لدين الحق دين الإسلام، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «فيكون عيسى فى أمتى حكمًا عادلاً، وإمامًا مقسطًا، يدق الصليب (4) وذبح
(1) رواه مسلم.
(2)
رواه أبو داود.
(3)
رواه ابن ماجه.
(4)
يكسره إعلانًا بإنهاء المسيحية، كما انتهت على يديه اليهودية.
الخنزير، ويضع الجزية (1)، ويترك الصدقة (2)، فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض، وتُنزع حَمة كل ذى حُمّة (3) حتى يدخل الوليد يده فى الحية فلا تضره، وتُفر الوليدة الأسد فلا يضرها (4)، ويكون الذئب فى الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها، وتسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور (5) الفضة تنبت نباتها بعهد آدم (6)»
وبهذا يتحقق وعد الله من إظهار الإسلام وإعلائه على الدين كله.
ثم يحدث بعد ذلك النقصان، ولا يزال الناس يبتعدون عن الدين شيئًا فشيئًا حتى يرتدون عن دينهم، فتقوم الساعة وهم على ما هم عليه من ردّة وليس بعد الكمال إلا الفناء والزوال.
(1) أى لا يقبل من أحد غير الإسلام.
(2)
لا يقبلها لغنى الناس وقتئذ.
(3)
ينزع السم من ذوات السموم.
(4)
تحاول أن تفعل به ما يهرب منه ويفر.
(5)
إناء الفضة.
(6)
تنبت نباتها كما كان على عهد آدم فى نمائه وحسنه وبركته.
(7)
سورة الفتح - الآية 28.
(8)
سورة يونس - الآية 24.