الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث، وتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتقرى الضيف، وتُكسب المعدوم، وتعين على نوائب الدهر.
ولقد عرض الرسول صلى الله عليه وسلم لأول عهده بالنبوة الإسلام على أبى بكر رضي الله عنه، فصدّقه لأول وهلة، وما توقف عن المسارعة إلى الإيمان به، لأنه كان يعلم صدقه وأمانته، ودخل أعرابى عليه، فنظر إليه فوجد الصدق يحوطه، فقال: والله ما هذا الوجه بوجه كذاب.
*
التبشير بظهور خاتم الرُّسل:
لم تخل الكتب الإلهية المتقدمة من التبشير بظهور محمد صلى الله عليه وسلم ونبوته، ففى سفر تثنية الاشتراع (التوراة) بشارة يقول:" أتى الرب من طور سيناء وارتفع من صير إليهم، وشع شعاعة من فاران، وتقدم إلى الأمام ومعه عشرة آلاف من الأبرار، ومن يمينه خرج كتاب التقوى ".
فالإتيان من طور سيناء، يشير إلى ظهور الرب لموسى الكليم؛ والارتفاع من صير، يشير إلى استيلاء داود على صير؛ وأما فاران، فهو اسم أرض الحجاز القديم، حيث ظهر محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلالة إبراهيم عليه السلام؛ وأما التقديم إلى الأمام ومعه عشرة آلاف من الأبرار، فهو إشارة إلى النبى محمد صلى الله عليه وسلم، فقد دخل مكة يصحبه عشرة آلاف من أنصاره يوم فتح مكة؛ ومن يمينه خرج كتاب التقوى، يشير إلى الشريعة التى خرج بها محمد صلى الله عليه وسلم على العالم، والتى لازال نورها يضىء كل ما له شأن بالدين والدنيا، من حياة عامة وخلق اجتماعى.
وفى إنجيل يوحنا، الإصحاح الرابع عشر 13، 155:
" إن كنتم تحبوننى فاحفظوا وصاياى، وأنا أطلب من الأب أن يعطيكم معزيا آخر، ليمكث معكم إلى الأبد: روح الحق ".
وهذا مثل ما جاء فى القرآن الكريم من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين.
وفى إنجيل يوحنا، إصحاح 14 - 26:" أما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الأب باسمى، فهو يعلمكم كل شىء ".
وهذا مثل قوله تعالى:
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} (1).
وفى إنجيل يوحنا أيضًا، إصحاح 16 - 12:" إن لى أمورًا كثيرة أيضًا لا أقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، ولكن متى جاء ذاك روح الحق، فهو يرشدهم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من عنده، بل يتكلم بما يسمع، ويخبركم بما يأتى ".
وهذا يتفق مع قوله عز وجل:
{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} (2).
* محمد صلى الله عليه وسلم، دعوة إبراهيم عليه السلام وبشرى عيسى عليه السلام:
ولقد سجل القرآن الكريم أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام، كما كان بشرى بشر بها عيسى عليه السلام؛ ففى سورة البقرة، يحكى القرآن الكريم أن إبراهيم وإسماعيل كانا يدعوان الله، وهما يرفعان القواعد من البيت، فيقولان:
(1) سورة النحل - الآية 89.
(2)
سورة الإسراء - الآية 81.
وفى سورة الصف يقول الله عز وجل:
وروى الإمام أحمد بإسناد حسن عن أبى أمامة قال: قلت: يا نبى الله، ما كان أول بدء أمرك؟ قال:«دعوة أبى إبراهيم، وبشرى عيسى» .
قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: إن هذه الآية التى فى القرآن:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً} (3).
قال فى التوراة: " يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدًا، ومبشرًا، وحرزًا للأميين، أنت عبدى ورسولى، سميتك المتوكل؛ ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخاب بالأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، فيفتح به أعينًا عمياء، وآذانًا صماء، وقلوبًا غلفًا ".
(1) سورة البقرة - الآية 129.
(2)
سورة الصف - الآية 6.
(3)
سورة الأحزاب - الآية 45.