الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
* نعيم الجنة:
وصف الله الجنة بأن
نعيمها
دائم، وسرورها لا ينفد، وكل ما فيها بغير حساب، فأنهارها كثيرة ثَرَّة، ففيها أنهار من ماء غير آسن (1)، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى؛ وهذه الأنهار تجرى من تحت القصور، وفيها الفواكه، ولحوم الطيور، وكلما رُزق أهلها من ثمرة رزقًا قالوا هذا الذى رُزقنا من قبل وأتوا بها متشابهًا يماثل بعضه بعضًا فى الحسن والجودة.
وأن الرزق الذى يقدم لهم من الطعام والشراب، يطوف به خدم من الولدان، إذا رأيتهم حسبتهم - لفرط جمالهم - لؤلؤًا منثورًا، وهؤلاء الولدان يحملون صحافًا وأوانى وأكواب من ذهب، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتَلَذّ الأعين.
ولباسهم فيها حرير من سندس وإستبرق، وحليتهم الذهب، ومساكنهم طيبة، وهى غرف من فوقها غرف مبنية تجرى من تحتها الأنهار.
وأصحاب الجنة هم وأزواجهم فى ظلال على الأرائك يتكئون، وهؤلاء الزوجات ينشئهن الله إنشاء، عربًا أترابًا، كما ينشىء معهم الحور العين، كأنهن بيض مكنون، وهن مطهرات من عيوب النساء الدنيا، فلا حيض، ولا نفاس، ولا دمامة خَلْق، ولا سوء خُلُق.
(1) آسن: متغير الطعم والرائحة.
(2)
سورة البقرة - الآية 25.
وأهل الجنة نزع الله من صدورهم الغِلّ إخوانًا على سرر متقابلين، لا يمسهم فيها نصب، وما هم منها بمخرجين.
والجنة لا يسمع فيها اللغو، ولا التأثيم، وإنما يسمع فيها تقديس الله، وإجلاله، وسلام الله على المؤمنين، وسلام بعضهم على بعض.
وقد جاء فى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم والترمذى، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:«إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّىٍّ فِى السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَتْفِلُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمُ (2) الْمِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمُ (3) الأَلُوَّةُ (4) الأَنْجُوجُ عُودُ الطِّيبِ، وَأَزْوَاجُهُمُ الْحُورُ الْعِينُ، عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعاً فِى السَّمَاءِ» .
وعن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه: «ألا مشمِّر للجنة؟ فإن الجنة لا خطر لها، هى ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد ونهر مطرد، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، ومقام أبدًا فى حبرة (5) ونضرة (6)، فى دور عالية سليمة بهية» قالوا: نحن المشمرون لها يا رسول الله، قال:«قولوا: إن شاء الله» ، ثم ذكر الجهاد وحض عليه (7).
(1) سورة الرعد - الآية 23، 24.
(2)
الرشح: العرق.
(3)
المجامر: مواضع البخو.
(4)
الألوة: العود.
(5)
الحبرة: النعمة وسعة العيش.
(6)
نضرة البهجة والحسن.
(7)
رواه ابن ماجه.