الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الساعة وإن خفى علمها على الناس، فقد جعل الله لها أمارات تدل على قربها يقول الله عز وجل:
وهذه العلامات منها: علامات صغرى، وعلامات كبرى.
*
العلامات الصغرى:
فأما العلامات الصغرى، فنجملها فيما يلى:
بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وختم النبوة والرسالة به، فعن أنس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:«بعثة أنا والساعة كهاتين (وأشار بالسبابة والوسطى)» (2).
والمراد بهذا التشبيه أنه صلى الله عليه وسلم ليس بينه وبين الساعة نبى آخر، فهى تليه، وتأتى بعده، وهذا علم بقربها، ولا يستلزم العلم بوقت مجيئها، فإن العلم بوقت المجىء لا يعلمه إلا الله.
وأن يصبح الملوك والأمراء والرؤساء من أولاد السرارى، لا من أولاد بنات البيوتات العريقة فى حسن التربية، وعلو الأخلاق، وكمال المروءة، كما يصبح أهل البداوة، ورعاة الغنم من أصحاب الثروة والترف والقصور العالية والترأس على الناس.
فعن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يومًا بارزًا للناس، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ فقال: «ما المسئول عنها بأعلم من المسائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها:
(1) سورة محمد - الآية 18.
(2)
رواه البخارى ومسلم والترمذى.
إذا ولدت الأمة ربتها، فذاك من أشراطها، وإذا كانت الحفاة العراة رعاة الشاء رءوس الناس، فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رعاة الغنم فى البنيان، فذاك من أشراطها» (1).
وفى حديث جبريل عليه السلام أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال:«ما المسئول عنها بـ أعلم من المسائل» ، قال: فأخبرنى عن أماراتها، قال:«أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون فى البنيان» (2)
وفى حديث الإمام البخارى جملة من هذه العلامات، عدتها إحدى عشرة علامة، فعن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ (3)، وَحَتَّى يُبْعَثَ (4) دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ (5)، وَحَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ (6)، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ (7)، وَيَتَقَارَبَ
(1) رواه ابن أبى شيبة.
(2)
رواه البخارى ومسلم عن عمر.
(3)
هما: فئة الإمام علىّ، وفئة معاوية.
(4)
أى يظهر.
(5)
مثل مؤسس القديانية والبهائية، وآخر ما سمعنا به من هؤلاء الدجالين الأحياء اليشع محمد الذى ظهر أخيرًا فى المكسيك، وادعى أنه رسول الله، واستطاع أن يضلل مجموعة كبيرة من الزنوج الأمريكيين، ولا يزال يعمل على تضليل الناس هناك باسم الدين، وأنه رسول رب العالمين.
(6)
المراد بقبض العلم: قبض علماء الدين والدعاة إلى الله، ففى الصحيحين عن عبد الله بن عمرو أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤسًا جهالاً، فسئلوا، فـ أفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا» .
(7)
أى تكثر كثرة زائدة عما يعهده الناس، وهذه الكثرة تكون مقدمة للزلزلة الكبرى التى تتغير بها معالم الحياة ..
الزَّمَانُ (1)، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهْوَ الْقَتْلُ (2)، وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ، حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ فَيَقُولَ الَّذِى يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ لَا أَرَبَ (3) لِى بِهِ. وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِى الْبُنْيَانِ (4)، وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِى مَكَانَهُ (5)، وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ - يَعْنِى - آمَنُوا أَجْمَعُونَ، فَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَانِهَا خَيْراً، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلَانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا، فَلَا يَتَبَايَعَانِهِ وَلَا يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ (6)
فَلَا يَطْعَمُهُ،
(1) أى أن المسافات البعيدة تقطع فى زمن قليل بواسطة سفن الفضاء والطيارات والبواخر والقطر، ونحو ذلك مما اخترعه الناس، وفى هذا إشارة من أمر الغيب الذى أعلم الله به رسوله بما سيحدث فى مستقبل الزمان.
(2)
أى أن الفتن المذهبية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية تظهر بقوة، فيتسبب عنها القتل الكثير، كما حدث فى الحرب العالمية الثانية، وكما ينتظر أن يحدث فيما إذا قامت حرب ذرية عامة، وهذه إحدى نبوآت الغيب.
(3)
لا أرب: لا حاجة لكثرة المال التى تكون آخر الزمان.
(4)
وقد تطاول الناس فى هذا الزمان حتى بنوا ناطحات السحاب، كما هو معروف فى نيويورك بأمريكا وغيرها.
(5)
لما يرى من تقديم ما يستحق التأخير وتأخير ما يستحق التقديم، وتجاهل أقدار أصحاب المواهب وكثرة التعرض للفتن.
(6)
اللقحة: ذات اللبن من النوق ..