الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالروح من أمر الله الذى لا يعلمه غيره، ولم يطلع عليه أحدًا سواه، ولم يُعط الإنسان الوسائل التى توصله إلى هذا اللون من العلم والإحاطة به، فعلم الإنسان قليل ومحدود، وهو لم يدرك حقيقة المادة، ولا الكون المحسوس المحيط به، فكيف يتطلع إلى إدراك سر من أسرار الله، وغيب من غيوبه؟!
إن كل ما يمكن أن نعرفه عن الروح، هو أنها تحل فى الجسم، فتدب فيه الحياة، ويظهر فيه الإدراك، والوعى، والتفكير، والعلم، والإرادة، والاختيار، والحب، والبغض، وأنها تفارق الجسم، فيتحول إلى مادة هامدة جامدة كسائر المواد.
ومن ثم فقد كانت الروح هى المميزة للإنسان عن غيره فى هذا العالم، وبها صار عالمًا وحده، وبالروح أسجد الله للإنسان ملائكته، وسخر له ما فى السماوات وما فى الأرض جميعًا منه، وجعله سيد هذا الكون، وخليفته فى الأرض.
وقد عرّفها العلماء من المسلمين، بأنها ذات مجردة عن المادة، وأنها جسم نورانى علوى حى، يغاير هذا الجسم المادى، ويسرى فيه سريان الماء فى العود الأخضر، لا يقبل التحلل ولا الانقسام، يفيض على الجسم الحياة وتوابعها، مادام الجسم صالحًا لقبول الفيض.
*
العلم الحديث والمباحث الروحية:
ووجود الروح متفق عليه فى الأديان السماوية كلها.
وظل الملايين من البشر يعتقدونه، ويؤمنون به منذ عرفوا هذه الأديان، حتى
(1) سورة الحجر - الآية 28، 29.
كان المذهب المادى الذى انتشر فى القرون الثلاثة الأخيرة، فأخذ ينكر هذه الثنائية بقوة، ويعلن أنه ليس هناك عالم سوى هذا العالم المنظور، وأنه ليس شىء سوى المادة، وأنه لا مكان للروح فى هذا الوجود.
ولقد تأثر كثير من الناس بهذا المذهب، ووجد له معلمون وأنصار فى كل مكان، حتى كاد يطمس على كل معتقد دينى، ويطغى على كل ما عرفه الناس من التعاليم الإلهية، وجرف معه العلوم الطبيعية فى هذا الاتجاه؛ إلا أن الله عز وجل قيض من العلماء من يتدارك هذا الأمر، ويقيم الأدلة العلمية على وجود عالم روحانى وراء هذا العالم المنظور بما لا يدع مجالاً للشك، ولا موضعًا للارتياب، فتأسست جمعيات لدراسة المباحث الروحية، وقد ثبت لها من الحقائق ما لم يكن يخطر على بال، ونحن نذكر ما كتبه العلامة الأستاذ/ محمد فريد وجدى رحمه الله فى ذلك قال:
فى تاريخ تأسيس جمعية المباحث الروحية فى انجلترا سنة 1882م:
جاء فى كتاب الشخصية الإنسانية، للعلامة الأستاذ (هـ. و. ميرس)، مدرس علم النفس فى جامعة كمبردج ما يأتى:
" حوالى سنة 1873م حيث كان المذهب المادى قد أوغل فى البلاد حتى وصل إلينا، وبلغ أوج سطوته على العقول ".
اجتمع ثلة من الزملاء فى كمبردج، وأجمعوا رأيًا على أن هذه المسائل العويصة المتنازع فيها - يريد المباحث الروحية - تستحق التفاتًا، وجهدًا جديًا، أكثر مما عولجت به إلى ذلك الحين، وكنت أرى أنا أن محاولة جديرة بهذا الاسم لم تعمل إلى ذلك الوقت للبت فى: هل نحن أهل، أو غير أهل للإلمام بشىء يتعلق بالعالم غير المرئى؟ وكنت مقتنعًا بأنه لو أمكن معرفة شىء من ذلك العالم على أسلوب
يمكن العلم أن يقبله، ويحفظه، فلا يكون ذلك بالتنقيب فى الأساطير القديمة، ولا بوسيلة التأمل فيما بعد الطبيعة، ولكن بواسطة التجربة والمشاهدة، وبتطبيقنا على الظواهر التى تحدث فينا أساليب المباحث المضبوطة نفسها فإنها منزهة عن الهوى، ومتروى فيها، أقصد بها تلك الأساليب التى نحن مدينون بها بمعارفنا عن العالم المرئى المحسوس.
فالمباحث التى يجب علينا عملها ولا يمكن أن تقتصر على تحليل ساذج للأسانيد التاريخية، أو التى صدرت عن هذا الوحى أو ذاك، مما حدث فى الزمان الماضى، ولكن يجب أن تؤسس قبل كل شىء - ككل بحث علمى بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة - على تجارب يمكننا تكرارها اليوم، مؤملين أن تزيد عليها غدًا، فلا يمكن أن تكون إلا مباحث مؤسسة على هذه القضية، وهى:" إذا كان يوجد عالم روحانى، وكان هذا العالم الروحانى موجودًا فى أى عهد كان، وكان قابلاً لأن يظهر ويستكشف، فيجب أن يكون كذلك فى أيامنا هذه ".
" فمن هذه الوجهة، وبالجرى على هذه الاعتبارات العامة، واجهت الجمعية التى أنا عضو فيها هذه المسألة ".
ثم أخذ الأستاذ (ميرس) يسرد التجارب التى عملها، وعملها غيره، مما لا سبيل إلى نشره هنا، ثم قال: " ما هى الأدلة التى تحملنى على الاعتقاد بأن كل هذا ليس بصحيح؟ هذا سؤال يجب أن يضعه كل إنسان نصب عينه، إذ التوصل إلى التحقق بغير طريق التأمل من الجهل المطلق الذى هو عليه بماهية الوجود الحقيقية .. إنى أعترف فى كل حال بأن معارفى فيما هو مرجح أو غير مرجح فى الوجود، لم تظهر لى كافية، لرفض مشاهدات يظهر لى بحق أنها حقيقية، وأنها مع ذلك ليست
مناقضة لمشاهدات وأصول عامة أكثر منها تأسيسًا، ومهما كان مجال المشاهدات العلمية واسعًا، فإنه حتى باعتراف ممثلى العلم الرسمى، ليس إلا نظرة عَجْلَى فى العالم المجهول، وغير المتناهى للنواميس الطبيعية ".
هذا هو تاريخ تكوّن جمعية المباحث الروحية بلوندره سنة 1882م، من أقطاب العلم فى إنجلترا، ولا تزال باقية الآن.
وقد جمعت من التجارب الروحية ما وقع فى نحو أربعة وخمسين مجلدًا؛ وهو ذخر علمى لم يوجد له مثيل قط فى أى عهد من عهود العقلية الإنسانية، فإذا أراد قراؤنا أن يدركوا مقام هذه الجمعية فى نظر رجال العلم، فليقرأوا ما كتبه عنها الأستاذ الكبير (وليم جمس)(1) فى كتابه (إرادة الاعتقاد).
قال فى الصفحة (313): " إن جمعية المباحث الروحية التى يمتد عملها فى إنجلترا وأمريكا قد سمحت بأن يتلاقى العالمان: العلمى والروحانى، فى مجال واحد، وإنى أعتبر أن هذه الجمعية مهما كانت وظيفتها محدودة، سيكون لها نصيب كبير فى ترتيب المعارف الإنسانية، فلهذا أستحسن أن أفضى إلى القارئ بنتائج أعمالها بإيجاز، فأقول: إذا صدقنا الجرائد، وأوهام الصالونات؛ خيل إلينا أن الضعف العقلى وسرعة التصديق، هما الرباط المعنوى الجامع بين أعضاء هذه الجمعية، وأن حب
(1) وهو مدرس علم النفس بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة، ويعتبر - بلا منازع - أعظم علماء النفس فى القرن التاسع عشر؛ وأن تلميذه " وليم مكدوجل " أستاذ علم النفس بجامعة ديوك - يعتبر عمدة فى علم النفس الاجتماعى - وهو من أعظم علماء النفس فى القرن العشرين.
العجائب هو الأصل المحرك لها، والواقع أنه يكفى أن نلقى نظرة واحدة على أعضائها لدحض هذه التهمة، فإن رئيس هذه الجمعية هو الأستاذ " سدجوبك " المعروف بأنه أشد الناس شكيمة فى النقد، وأعصاهم قيادًا فى الشك بجميع البلاد الإنجليزية، ووكيلاها:" المستر أرثر بلفور " و" الأستاذ ج. ب. لنجلى " سكرتير المجمع العلمى .. ويمكن التنويه من أعضائها العاملين بالأستاذ " ريشيه الفيزيولوجى " الفرنسى الخطير، وتشمل قائمة أعضائها رجالاً آخرين كفايتهم العلمية أشهر من نار على علم، فإذا طلب إلىّ أن أعين جريدة علمية تكون مصادر أغلاطها منقاة بأدق أساليب التمحيص؛ فإنى أنوه بمحاضر جمعية المباحث الروحية، فإن الفصول الفيزيولوجية التى تنشرها الجرائد الخاصة بهذا العلم لا تبلغ فى دقة النقد مبلغ دقة هذه المحاضر المذكورة، حتى أن صرامة الأساليب الكشافة التى طبقت منذ عدة سنين على شهادات بعض الوسطاء كانت بحيث توجد اختلاف الآراء فى باطن الجمعية نفسها " (1).
وقبل أن تتألف هذه الجمعية حمل الرأى العام المجمع العلمى الإنجليزى على تأليف لجنة لفحص الظواهر الروحية، وتمحيصها، فندبت ثلاثًا وثلاثين علمًا من أعلامها للقيام بهذه المهمة العلمية، فبذلوا فى تحقيق هذا الموضوع ثمانية عشر شهرًا، ثم حرروا تقريرًا إجماعيًا وقع فى (514) صفحة، وطبع فى أكثر اللغات الحية، جاء فى آخره ما نصه:
(1) ولا تزال هذه الجمعية قائمة الآن فى إنجلترا وأمريكا، وهى تقبل فى عضويتها المؤمنين بوجود الأرواح والمناهضين لهذه الفكرة، وكل ما تشترطه هو الاهتمام بالروح كظاهرة طبيعية.
" عقدت هذه اللجنة اجتماعاتها فى البيوت الخاصة بالأعضاء لأجل نفى كل احتمال فى إعداد آلات لإحداث هذه الظواهر أو أية وسيلة من أى نوع كانت؛ وقد تحاشت اللجنة أن تستخدم الوسطاء المشتغلين بهذه المهنة، أو الذين يأخذون أجرًا على عملهم هذا، لأن واسطتها كان أحد أعضاء اللجنة، وهو شخص جليل الاعتبار فى الهيئة الاجتماعية، وحاصل على صفة النزاهة المطلقة، وليس له من غرض مالى يرمى إليه، ولا أية مصلحة فى غش اللجنة .. كل تجربة من التجارب التى عملناها بما أمكن لمجموع عقولنا أن نتخيله من التحوطات، عملت بصبر وأناة، وقد دُبِّرت هذه التجارب فى أحوال كثيرة الاختلاف، واستخدمنا لها كل المهارة الممكنة لأجل ابتكار وسائل تسمح لنا بتحقيق مشاهداتنا، وإبعاد كل احتمال لتزوير، أو توهم .. وقد اكتفت اللجنة فى تقريرها بذكر المشاهدات التى كانت مدركة بالحواس، وحقيقتها مستندة إلى الدليل القاطع .. وقد بدأ نحو أربعة أخماس أعضاء اللجنة تجاربهم، وهم فى أشد درجات الإنكار لصحة هذه الظواهر، وكانوا مقتنعين أشد الاقتناع بأنها كانت إما نتيجة التدليس، أو التوهم، أو أنها تحدث بحركة غير اعتيادية للعضلات، ولم يتنازل هؤلاء الأعضاء المنكرون للغاية عن افتراضاتهم هذه إلا بعد ظهور المشاهدات بوضوح لا تمكن مقاومته فى شروط تنفى كل فرض من الفروض السابقة .. وبعد تجارب وامتحانات مدققة مكررة، اقتنعوا مضطرين بأن هذه المشاهدات التى حدثت فى خلال هذا البحث الطويل هى مشاهدات حقة لا غبار عليها ..
هذا ما ورد فى ذيل ذلك التقرير الضخم؛ ولسنا فى حاجة لأن نقول: إن هذا أكبر حدث سجل فى تاريخ العلم .. ومن العبث المحض أن يتوهم متوهم أن الحقيقة تضيع، أو أن التدليس يروج بين يدى ثلاثة وثلاثين رجلاً من أعلام العلم المتمرسين على النظر والتمحيص، وتمييز الغث من السمين فى كل ضروب البحوث البشرية .. ولقد كان لهذا التقرير أثر عالمى عام، فهبّ ألوف من العلماء والفهماء فى جميع ممالك الأرض لبحث هذه الخوارق، وألفوا لها مئات من الجمعيات، ونشروا مثلها من المجلات، ووضعوا فيها ألوفًا من الكتب؛ ولا تزال هذه المؤسسات قائمة إلى اليوم، والاهتمام بها يزداد على نسبة كثرة ما يعمل فيها من التجارب والبحوث؛ وقد أقيمت لها خمسة مؤتمرات عالمية فى لوندرة، وباريس، وغيرهما؛ وأصدرت تقارير إضافية ترجمت إلى اللغات الحية ".
ثم بعد أن ذكر شهادة كثير من العلماء على صحة وجود عالم وراء هذا العالم، قال: " يرى قراؤنا مما قدمناه أن العلماء المنصرفين لدراسة الكون والكونيات، قد ظهر لهم عقب حديث اكتشافات خطيرة لم تكن تخطر لهم ببال، أن حدود العلم لا تزال بعيدة عنهم .. وأن كل ما حصلوه منه لا يعدو العلاقات الموجودة بين بعض ما يقع تحت حسهم من الموجودات .. أماكنه تلك الموجودات، وحقيقة النواميس التى تدبرها، فلا يزال أمرهما
مجهولاً، وقد تجلى لهم أن من الحماقة وضع حد للممكنات، والتكذيب بما لم يحيطوا بعلمه من المجهولات؛ ثم يرى قراؤنا أيضًا أن طائفة من أماثل هؤلاء العلماء قد وُفِّقوا منذ تسعين سنة عقب ظهور حوادث محققة تدل على وجود عالم وراء العالم المحسوس، إلى التنقيب عن حقيقة ذلك العالم، جارين على أسلوبهم العلمى من المشاهدة والتجربة، فوقفوا على أمور لم يكن يدور فى خلد أحد أن أقطاب العلم المادى يعودون، فيثبتون وجودها، وقد سبق لهم نفيها، والتشنيع على القائلين بها من الشئون الروحانية .. ولسنا نريد أن نثبت إمكان الوحى بالاستناد إلى اكتشافات هؤلاء العلماء فى عالم ما وراء الطبيعة، فقد أثبتنا وجوده بالحس من الغرائز التى طبعت عليها الحيوانات، ومن حوادث العبقريات، ولكننا نستأنس بها فى بحثنا هذا، استدلالاً على أن الإنسانية قد اجتازت دون الافتتان بالماديات، وبدأت تدخل إلى عهد من الحياة تتفق فيها فتوحات الروح من طريق النبوة، وفتوحات العقل من طريق العلم، فتستقيم على الجادة التى توصلها إلى كمالها المرجو لها خالصة من الشبهات الرائنة على الصدور، والشكوك المحيِّرة للعقول ".
إلى هنا كانت مرحلة العلم بالناحية الروحية إلى أواخر العقد الثانى من القرن العشرين، حتى إذا استثارت هذه المباحث عقل " وليم مكدوجل "، ورأى أن ندرة تلك الظواهر التى تعتمد على الوساطة الروحية، وهى نادرة الوجود بين الأفراد، مما يجعل من المستحيل لتلك التجارب أن تتكرر بالانتظام العلمى المطلوب فى إثبات الظواهر الكونية، والقوانين الطبيعية.
فطلب " مكدوجل " من صديقه الدكتور " راين " وكان أستاذًا للنبات وعضوًا فى جمعية المباحث الروحية التى سبقت الإشارة إليها، أن ينتظم فى بحث علمى تجريبى يخضع لكل الاشتراطات العلمية من القابلية للتكرار، والتحكم العلمى الدقيق، وأن يقوم " مكدوجل " بإنشاء معامل تخصص لهذا النوع من البحث فقط، وفعلاً أنشئت معامل الباراسيكولوجى " ما وراء علم النفس بجامعة ديوك " بولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية، ودخل فيها " راين "، وصحبته زوجته، وكانت هى الأخرى أستاذة لعلم النبات، وبدأوا فى أوائل العقد الثالث يوالون أبحاثهم التجريبية فى معامل تجريبية أدخلت إليها، وفيها جميع أساليب الضبط، والتحكم العلمى الدقيق، لدرجة أن القيود العلمية التجريبية التى أدخلت على بعض هذه التجارب كانت أكثر من أى قيود فرضت على أى تجربة علمية سابقة.
وقد كان من نتيجة هذه الأبحاث التجريبية الوصول إلى النتائج الآتية:
1 -
درس " راين " ومعاونوه الظواهر الروحية الخارقة، وبدأ بظاهرة انتقال الفكر " الِّلِبْثِى " وأثبتوا وجودها علميًا.
2 -
درسوا ظاهرة الاستشفاف، أو الجلاء البصرى، وهى الإحساس بالحوادث التى تحدث على مسافات بعيدة، وأثبتوا وجودها.
3 -
أثبتوا أن انتقال الفكر، والجلاء البصرى مظهران لظاهرة واحدة أطلقوا عليها اسم:" الإدراك خارج الحواس ".
4 -
أثبتوا أن ظاهرة الإدراك خارج الحواس لا تخضع للعلاقة المكانية،
والزمانية التى تخضع لها جميع الظواهر المادية، وظواهر الطاقة سواء أكانت كهربائية أو حرارية أو ضوئية أو غيرها، بمعنى طاقة الجاذبية، أو طاقة الضوء تخضع لقانون التربيع العكسى أى أن شدة الجاذبية أو شدة الإضاءة، تتناقص بنسبة تتناسب مع مربع البعد عن مصدر الضوء، أى أن قوة إضاءة الشمعة إذا أُبْعِدت عن الرائى يراها على بعد متر إذا أبعدت إلى مترين، أى ضعف المسافة نزلت قوة الإضاءة إلى الربع، أى عكس مربع 2 وهو 4 فتصير.
هذا من ناحية العلاقة المكانية التى تخضع لها كل أنواع الطاقة.
كذلك العلاقة الزمانية التى يعبر عنها فى العلوم الطبيعية بقانون (السببية) أو العلة والمعلول، أى أن السبب يسبق النتيجة دائمًا، ولكن هذا القانون انكسر فى تجارب الإدراك خارج الحواس، بمعنى أن يحدث تنبؤ، فيحدث الإدراك العقلى للحادثة " هى نتيجة " قبل أن تحدث الحادثة فى الكون وهى المؤثر أو السبب.
5 -
أثبت هؤلاء الباحثون أن العقل الذى يتأثر بالقانون العام المعروف فى علم النفس، وهو قانون المؤثر والاستجابة له، أو الرد عليه، كذلك العقل يستطيع أن يحس، أو يتأثر بالمادة عن طريق الإدراك الخارج عن الحواس، وكذلك فيؤثر فى المادة بالطاقة، التى سموها الطاقة النفسية المحركة، أى أن العقل يؤثر فى المادة دون اتصال مادى مباشر.
6 -
فإذا كان هناك إدراك خارج عن الحواس، وطاقة نفسية محركة، فهذا دليل على أن للشخصية الإنسانية شقًا لا يخضع للقوانين الطبيعية المعروفة فى علم الفيزياء والكيمياء، أى أنه شق روحى.
ومن شاء الاستزادة من هذه الأبحاث، فليرجع إلى كتاب " العقل وسطوته "