الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن حدثك أنه يعلم ما فى غد فقد كذب، ثم قرأت:{وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً} (1) ومن حدثك أنه كتم شيئًا من الوحى فقد كذب، ثم قرأت:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} (2)، ولكنه رأى جبريل عليه السلام فى صورته مرتين (3).
*
الخلود:
والجنة خالدة لا تفنى، وكذلك النار، وأهل كل منهما مخلدون، لا يدركهم الموت ولا يلحقهم الفناء.
وسر خلود أهل الجنة فى الجنة، وأهل النار فى النار، أن كلا من الفريقين كان مصرًا على ما هو عليه، فأهل الجنة كانوا مريدين الإيمان والطاعة مهما طالت بهم
(1) سورة لقمان - الآية 34.
(2)
سورة المائدة - الآية 67.
(3)
رواه البخارى ومسلم والترمذى.
(4)
سورة هود - الآية 106 - 108.
الحياة وامتد بهم العمر، وأهل النار كانوا مصرين على الكفر والعصيان ولو عاشوا ملايين السنين، فكان الجزاء للفريقين على الإرادة والنية، وبمقتضى هذه الإرادة والتصميم، كان الخلود، إذ أن الإيمان والكفر وما يستتبعانه من أعمال، قد تمكن من النفس تمكنًا لا يزول.
ولقد صور القرآن هذا التمكن، فذكر أن الكفار لو رجعوا إلى الدنيا بعد معاينتهم العذاب لعادوا إلى ما كانوا عليه من الكفر وسوء العمل.
والأصل فى كون الجزاء على الإرادة والنية، قول الرسول صلى الله عليه وسلم:«إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» .
(1) سورة الأنعام - الآية 27، 28.