الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1013 - فصل في السعي بين الصفا والمروة
إِذا صلَّى ركعتي الطواف، فليخرج من باب الصفا، وليرْقَ في درج الصفا بقَدْر قامة، فإِن لم يَرْقَ، كفاه الانتهاءُ إِلى أصل الجبل اتِّفاقًا.
والسعيُ بين الصفا والمروة ركنٌ لا يجبره الدم، وشرطه: أن يقعَ بعد طواف صحيح وإِن كان نفلًا؛ كطواف القدوم، ولا يُشترط فيه الطهارةُ، ولا السِّتارة، ولا أن يوالى بينه وبين الطواف، ولو تخلَّل فصلٌ طويل، فلا بأس ولو كان بقدْر سَنَةٍ فما زاد، وإِن تخلَّل الوقوفُ بعرفة، لم يجزه عند أبي عليٍّ.
ولو طاف للزيارة، وأخَّره عن أيَّام مِنىً، فلا بأس.
ولو سعى بعد القدوم، كُره له إِعادةُ السعي بعد طواف الزيارة؛ إِذ لا قربةَ فيه إِلَّا أن يقع ركنًا.
* * *
1014 - فصل في السعي
وهو التردُّد بين الصفا والمروةِ سبعَ مرَّات، وأبعد من قال: أربعَ عشْرةَ مرَّة؛ لأنَّه عدَّ الذهابَ إِلى المروة والرجوعَ إِلى الصفا بمرَّة واحدة، ولابدَّ من ترتيبه؛ بأن يبدأَ بالصفا ويختمَ بالمروة؛ فإِن بدأ بالمروةِ، لم يُحسب حتَّى يأتيَ الصفا، فيحسبَ منه ابتداءُ سعيه، ومكانُ السعي معروف لا يُتعدَّى.
* * *
1015 - فصل في سُنن السعي
رقى عليه السلام في الصفا بقَدْر قامة، وقال: "الحمدُ لله الذي صدق
وعدَه، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده" (1)، وحسن أن يدعوَ الناسكُ ممَّا بدا له، ثمَّ ينزل ماشيًا على هينته حتَّى يبقى بينه وبين المِيل [الأخضر](2) المعلَّق بركن المسجد قدْرُ ستَة أذرع، فيسعى سعيًا شديدًا لا يُبْهِره (3) إِلى أن يتوسَّط المِيلين الأخضرين اللذَينِ أحدُهما بفِناء المسجد، والآخرُ بفناء دار العبَّاس، فيمشي على هِينته إِلى أن يأتيَ المروةَ، فيرقى عليها كما رقى على الصفا، وذكر بعضُهم في السعي بين الأميال لفظَ الخَبَب، ولا يُعتدُّ بذلك.
وكان عليه السلام يقول في سَعْيه: "اللهمَّ اغفر وارحم، واعفُ عمَّا تعلم، وأنت الأعزُّ الأكرم (4) "، اللهمّ ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة
(1) أخرجه مسلم (1218)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(2)
زيادة من "ح".
(3)
يعني: لا يُجْهِدُه ويقطعه عن الاستمرار، والبُهْر: ما يعتري الإنسان عند السعي الشديد والعَدْو من تتابع النفَس. انظر: "تاج العروس" للزبيدي (مادة: بهر).
(4)
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(869) و (870)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 95)، من حديث ابن مسعود؛ دون قوله:"واعف عما تعلم". قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير"(2/ 251): "وفي إسناده ليثُ بن أبي سليم، وهو ضعيف؛ وقد أخرجه البيهقي موقوفًا من حديث ابن مسعود: أنه كما هبط الوادي سعى، فقال - فذكره - وقال: هذا موقوف صحيح الإسناد.
ثم قال: وروى البيهقي من حديث ابن عمر أنه كان يقول ذلك بين الصفاء والمروة، مثل ابن مسعود موقوفًا، وعلى هذا فقول إمام الحرمين في "النهاية" (4/ 305): صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم اغفر
…
إلى عذاب النار" فيه نظر كثير". =